إيران

“شب يلدا” و”كوفيد -19″.. كيف أزعج “كورونا” الإيرانيين في احتفالهم التاريخي

 يبدو أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) سيزعج الإيرانيين في احتفالاتهم التاريخية هذا العام. فبعد إعلان ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس داخل إيران إلى أكثر من مليون شخص، ظهرت نداءاتٌ محلية تدعو إلى الاحتفال بـ “ليلة يلدا” أو “ليلة ميلاد الشمس” بشكل افتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي.

ما هي ليلة ميلاد الشمس؟

يحتفل الإيرانيون والشعوب الأخرى القريبة منها ثقافياً بليلة تُعرف باسم”ليلة يلدا”، أو “شب يلدا” بالفارسية، وذلك بشكل سنوي.

يتم الاحتفال بهذا العيد يوم 30 من شهر “آذر” الفارسي الموافق 21 ديسمبر من الأشهر الميلادية.

ويبدأ الاحتفال من غروب شمس 21 ديسمبر وحتى صباح يوم 22 من الشهر نفسه، حيث تسمى ليلة الانقلاب الشتوي أو ليلة “بدء الشتاء”.

وتكون هذه الليلة هي الأطول في السنة الفارسية، حيث ينتهي معها الخريف ويبدأ فصل الشتاء.

 وتوارث الإيرانيون الاحتفال بهذه الليلة منذ آلاف السنين منذ أيام انتشار الديانة الزرادشتية. وكلمة يلدا مأخوذة من كلمة سريانية قديمة تعني “الولادة”، أي ولادة الشمس.

وكان هذا العيد مقدساً لدى الإيرانيين قديماً، حيث يحتفلون به بشكل رسمي منذ عام 502 قبل الميلاد، أي منذ زمن حكم الأخمينيين وتحديداً أيام حكم الملك الشهير “داريوش الأول” (521 ق.م-486 ق.م)، حين كان يرمزون إلى الضوء والنهار بالخير والظلمة بالشر.

وأطلق الرحالة والفيلسوف “ابو الريحان البيروني” على هذا العيد اسم “الميلاد الأكبر” أو “ميلاد الشمس”.

ولم يكن هذا العيد يقتصر على الإيرانيين فقط قديماً. فقد كان شائعاً لدى الرومان القدماء إله باسم “سول إنفكتوس” ويعني الشمس التي لا تُقهَر، وكانوا يحتفلون به في نفس هذا التوقيت الشتوي. وتحتفل شعوب أخرى في المنطقة حالياً بيلدا، من بينهم الأفغان وفي مناطق داخل باكستان.

كيف يحتفل الإيرانيون بهذا العيد؟

 تشهد “ليلة يلدا” مراسم خاصة تتجمع فيها العائلات الإيرانية للتواصل والتآخي يترأسها كبار السن، وهو ما يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية فصل الخريف. ويتم قراءة القصص والأشعار طوال الليل مع إشعال مصادر مختلفة للنور والضوء حتى صباح اليوم التالي.

وتُعد الشاهنامة لابي القاسم الفردوسي وديوان حافظ الشيرازي من أبرز ما يقرأه الإيرانيون في هذه الليلة. ويتناولون ديوان الشيرازي كمصدر للتفاؤل، كما أن الأخير يُعد من الشعراء المعروفين والمحببين داخل إيران.

وتبرز عدة أنواع من الفاكهة التي يتم تناولها خلال هذا العيد، أهمها الرمان ثم البطيخ، العنب، الكاكي، الزعرور الجرماني، والمكسرات والشاي.

دعوات للاحتفال بليلة يلدا بشكل افتراضي؟

في ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد داخل إيران ظهرت دعواتٌ محلية تنادي بعدم التجمع والاحتفال بعيد يلدا بشكل افتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنت.

وكان من بين ذلك تصريحاتٌ للرئيس الإيراني، حسن روحاني، السبت الماضي خلال اجتماع له مع لجنة مكافحة كورونا، دعا خلالها إلى رعاية إجراءات التباعد الاجتماعي والاحتفال بالعيد على وسائل التواصل الاجتماعي.

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى