اللواء محمد ابراهيم لـ”لمرصد المصري” : حرب أكتوبر ملحمة متكاملة ومصر تخوض حرب بناء وتنمية
أكد اللواء محمد ابراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركة تحرير للأرض المحتلة وإنما كانت ملحمة وطنية متكاملة.
وذكر اللواء إبراهيم – في حديث للمرصد المصري اليوم الأربعاء – أن هذه الملحمة تجمعت فيها كافة المبادئ الوطنية والقيم السامية وأسس النجاح والتميز من إرادة حديدية وإيمان بالله وثقة في النصر والانتماء للوطن والولاء لتراب هذا البلد العظيم والعقيدة القتالية السليمة والإعداد الجيد للمعركة والقناعة بأن النصر قادم لا محالة والتفاني والإخلاص والتلاحم بين الشعب والقيادة السياسية وهى كلها مبادئ وقيم سطرت أروع ملاحم التاريخ المصري الحديث.
وقدم اللواء ابراهيم كل التحية والتقدير والإجلال للقوات المسلحة الباسلة صمام أمن البلاد ولكل الجهود والتضحيات الجسام التي تقوم بها من أجل الحفاظ على الأمن القومي في الذكرى السادسة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة ، معربا عن اعتزازه وتقديره لأرواح الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية أرض سيناء الغالية وقدموا أرواحهم فداء للوطن راضين مرضيين وهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وحول استلهام روح نصر أكتوبر ، ذكر اللواء ابراهيم أن “حرب أكتوبر ستظل معينا لا ينضب يجب أن ننهل منه كل أسباب النجاح ومن الضروري أن تظل الدروس المستفادة من روح أكتوبر نبراسا أمامنا تقودنا نحو النجاح مهما كانت العقبات ومن المؤكد أن روح أكتوبر ستظل قادرة بإذن الله على قهر المصاعب مادمنا متمسكين بها عن قناعة وإيمان”.
وشدد على ضرورة أن تعي الأجيال الحالية معنى روح أكتوبر وألا يغيب عنها هذا الإنجاز العظيم الذي يعد من أهم الأحداث فى تاريخ مصر المعاصركما يجب على هذه الأجيال أن تعلم كيف حققنا هذه المعجزة بأيدي أبطالنا وأبنائنا المخلصين من هذا الشعب العظيم وتظل الدولة بمؤسساتها مطالبة بأن تورث لكافة الأجيال القادمة كل المعاني العظيمة في ملحمة حرب أكتوبر المجيدة.
وتابع بالقول :”إذا كانت مصر خاضت حرب أكتوبر المجيدة من أجل تحرير الأرض فإننا نخوض حاليا معركة لا تقل عنها ضراوة وتحدي ألا وهي معركة البناء والتنمية التي يجب أن نخوضها بروح أكتوبرحتى نحقق ما نريده من إنجازات وهو ما بدأ يتحقق بالفعل على الأرض , ولا يجب أن تفتر عزيمتنا حتى نستكمل كل مشروعات التنمية التى ستنقل مصر إلى مرحلة جديدة من التقدم والرخاء”.
وأكد أن المرحلة الحالية تعد على درجة كبيرة من الأهمية خاصة وأن مصر تتعرض لبعض التهديدات لاسيما فى مجال الإرهاب الذى يحاول النيل من استقرار البلاد ولا تألو الدولة بذل كل الجهد في مواجهة هذا الإرهاب الأسود وفى مواجهة أية تهديدات من أى نوع.
وأردف قائلا :” تظل قناعتي الكاملة متمثلة في أن هذا الشعب العظيم مادام متماسكا وموحدا وواثقا في قيادته السياسية فلا خوف على الدولة المصرية التي ستظل قوية مستقرة وستنتصر على كل هذه التهديدات فمن إمتلك فى يوم ما روح أكتوبر لن يفقد بوصلته مطلقا”.
وحول كيفية استلهام روح التضامن العربي التي حدثت في أكتوبر ، قال اللواء محمد ابراهيم إنه من المؤكد أن الموقف العربي الحالي يعاني من مشكلات متعددة تؤثر على قوة وصلابة هذا الموقف وأصابته بالضعف.
وأضاف أنه إذا كان من الصعب أن نقارن بين الوضع العربي خلال حرب أكتوبر والوضع العربى الراهن فمن المؤكد أنه ليس من المستحيل أن نعيد هذا التضامن العربى مرة أخرى , فلا يمكن للدول العربية أن تحافظ على أمنها القومي وعلى تماسكها وبقائها دون أن ترقى إلى مستوى جديد من التضامن العربي الذى بدونه سوف يتعرض العرب لمزيد من التشتت ولنا في بعض الدول مثل ليبيا وسوريا.
ردا على سؤال عن كيفية الاستفادة من نتائج الحرب لترسيخ عملية السلام لاسيما وأن الحرب لم تكن من أجل الحرب بل فتحت الطريق إلى السلام ، شدد اللواء ابراهيم على ان انتصار مصر في حرب أكتوبر فتح الطريق أمام الإنتقال من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام إبتداء من إتفاقيات فصل القوات وإعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية فى يونيو 1975 وإتفاقية إطار السلام الشامل فى الشرق الأوسط عام 1977 التى حددت مبادئ حل الصراع العربى الإسرائيلى ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 وإتفاقيات أوسلو عام 1993 ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلة عام 1994 وحتى المفاوضات الإسرائيلية السورية عام 1995 التى قطعت أشواطاً كبيرة ولكنها لم تكتمل.
وأضاف أنه إذا كانت عملية السلام تواجه صعوبات كبيرة خلال هذه المرحلة فى ظل التشدد الإسرائيلي والتحيز الأمريكي إلا أن مصر ستظل حريصة على الحق الفلسطيني داعمة له ومدافعة عنه بكل جهد ممكن حتى يحيا الفلسطينيون فى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعلينا أن نعود إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة لنرى كيف تتعامل مصر بموضوعية مع القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
ووجه اللواء محمد إبراهيم رسالة إلى الشعب المصري صانع الأمجاد وصاحب الحضارات بأن يحافظ على بلده وأن يعمل ويجتهد في معركة البناء والتنمية وأن يثق فى قيادته السياسية وأن يستذكر دائما كل معاني حرب أكتوبر المجيدة وأن يعلم بأن قواته المسلحة هي الدرع الواقي أمام كل التهديدات التي تواجه مصر وأن يعى بأن تضافر كل هذه العوامل مجتمعة ستظل هى حائط الصد المنيع أمام أية محاولات للنيل من مصر صاحبة حضارة سبعة آلاف سنة والتى ذكرها الله عز وجل فى كتابه الكريم حتى تظل مصونة وفى رعاية الله إلى يوم الدين.