المقاعد الفارغة تلقي بظلالها على بطولة العالم لألعاب القوى بقطر
سلطت صحيفة “Sentinel-Record The” الضوء على بطولة العالم لألعاب القوى المُقامة بقطر، التي شهدت عددا من التجاوزات انعكست على المشجعين واللاعبين، رغم ما تعهدت به الدوحة من التزامات وتدابير خاصة لإقامة البطولة على أراضيها بشكل لائق، إلا إنه بعد ثلاثة أيام من هذه البطولة، لم يكتمل الاستاد الذي يتسع لـ 40.000 شخص فقد كان شبه فارغ. تجلى ذلك إبان نهائيات سباق 100 متر للسيدات. فقبل بداية المبارأة حضر ما لا يقل عن 1000 من المشجعين، علاوة على أن الإضاءة كانت خافته وغير واضحة.
وفي أعقاب فوز العداءة ” شيلي-آن فرايزر- برايس”، للمرة الثانية كأسرع عداءة على الكوكب. حملت ابنها البالغ من العمر عامين باعتباره جمهورها؛ حيث لم يتبق سوى عشرات المشجعين بعد دقائق فقط من نهاية السباق وهي واحدة من الأحداث البارزة في بطولة العالم لألعاب القوى. وكان معظمهم من أنصارها أو مسؤولي الفريق أو أفراد أسرة “فريزر برايس”. وقد ألقى المنظمون باللوم على بداية أسبوع العمل وجدول الفعاليات المصمم لجماهير التلفزيون الأوروبي، فيما عقبت “برايس” على ذلك قائلةً “لقد لاحظت بالفعل أن الملعب لم يكن ممتلئًا”. “على الرغم من وجود 1000 شخص في المدرجات، كان أهم شخصين هنا لرؤيتي أتنافس”.
ووفقا للصحيفة يعود نقص المشجعين إلى عدد من الأسباب تأتي في مقدمتهم قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى IAAF.. بمنح الاستضافة إلى دولة صغيرة دون وجود قاعدة كبيرة من المشجعين؛ فضلاً عن ارتفاع درجة الحرارة رغم أن الملعب كان مكيفًا، إلا أن الماراثون وسباقات المسافات الطويلة قد أقيمت بعد منتصف الليل في الشوارع الفارغة.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى “سيباستيان كو” لم يلق باللوم في القرار على سلفه “لامين دياك” لأن “كو” لم يكن نائبًا لرئيس مجلس الإدارة في ذلك الوقت فحسب، بل كان أيضًا في لجنة التقييم لمقدمي الملفات. وقال “كو” في عام 2014 أن قطر “وضعت بعض الحوافز على الطاولة” بما في ذلك بناء مضامير للسباق في جميع أنحاء العالم. بعد مرور عام، أخبر “كو” البرلمانيين البريطانيين بأنه غير متأكد من أن الملف كان نظيفًا.
واستكملت الصحيفة إنه لا يزال سلوك قطر في تقديم العطاءات لبطولة العالم لألعاب القوى الذي لم ينجح أولاً في بطولة 2017، كما إنه قيد التحقيق الجنائي في فرنسا نتيجة توجيه تهمة أولية تتعلق بـ “الفساد النشط” في مايو ضد “ناصر الخليفي” رئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي ومجموعة “بي إن” الإعلامية. تركز القضية على دفع 3.5 مليون دولار لمسؤول IAAF..
وعليه فقد وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الحدث بكونه “كارثة” تلقي بظلالها على بطولة العالم لألعاب القوى، نتيجة الصمت المُطبق الناتج عن عدم وجود مُشجعين في المدرجات الذي أصبح السمة المحزنة والكارثية لكل من العلاقات العامة المسئولة عن البطولة، والرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى، واللورد “كو”، وقطر. وهي دولة قضت العقد الماضي في شراء حقوق لاستضافة الأحداث الكبرى، بما في ذلك كأس العالم 2022 لكرة القدم.
ووفقًا للجارديان أخبرت “دينيس لويس ” بطلة سباق السباعي في الأولمبياد لعام 2000 هيئة الإذاعة البريطانية: “لقد خيبت الإدارة آمال الرياضيين بشكل كبير”. وفي الوقت نفسه، سخرت “يورو-سبورت” التي تمتلك حقوق البث التلفزيوني الأوليمبي في جميع أنحاء أوروبا، من قلة الحشود في نهائيات سباق النساء.
وعليه فقد أعربت “الجارديان” عن أن التعهدات القطرية بعيدة كل البعد عما تم الاتفاق عليه، وقد تم التنبؤ بذلك بعد حصول الدوحة على جائزة مثيرة للجدل للبطولات – وتقديمها 23.5 مليون جنيه إسترليني للحصول على رعاية إضافية، ووعد ببناء 10 مضامير جديدة قبل دقائق من التصويت في عام 2014، لتفوز على مدينتي يوجين الأميركية، وبرشلونة الإسبانية.
الأمر الذي اعتبره البعض غير مفهوم إلا أن “خوسيه ماريا أودريوزولا” وهو مسؤول إسباني في الاتحاد الدولي لألعاب القوى يتمتع بخبرة واسعة في اللغة السياسية للسياسة الرياضية، وصل إلى صميم الموضوع قائلًا “كل القطريين يمتلكون المال”.
وفيما يتعلق بالانتقادات المتزايدة من قبل الرياضيين ذكرت “الجارديان” أنه مع مرور الوقت، تزايد الشعور بالاستياء؛ حيث وصف الفرنسي “ديفينت كيفين ماير” صاحب الرقم القياسي العالمي البطولة بأنها “كارثة”. وادعى الرياضيون الآخرون أنهم يعاملون على أنهم “خنازير غينيا” من قبل هيئة حكومية أجبرت المتسابقين على التنافس في درجة حرارة 31، وارتفاع الرطوبة، الأمر الذي أدى إلى إبعاد البعض وحمله على الكراسي المتحركة. كما قالت البيلاروسية “فولها مازورونك ” التي احتلت المركز الخامس في سباق الماراثون للسيدات في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، إنه لم يكن هناك احتراما للمتسابقين.
لذا فقدت البطولة حالة الزخم، مقارنة ببطولة لندن 2017 التي شاهدها 750.000 شخص في المدرجات علاوة على المتابعين على شاشات التليفزيون.