الدكتور خالد عكاشة : منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة دقيقة وخطيرة
أكد الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن الشرق الأوسط،، يشهد أنماطًا مختلفة وغير تقليدية من التهديدات والتفاعلات الجيوسياسية والإستراتيجية سواء على مستوى وحدات إقليم الشرق الأوسط أو العلاقة الإقليمية أو في علاقة الإقليم بالقوى الخارجية
وأضاف عكاشة في كلمته، خلال ورشة العمل تحت عنوان ” مصر وشرق أوسط متغير”، أنه فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب، فرغم هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الادعاء بانتهاء داعش كتنظيم.
وأوضح أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد محاولة التنظيم المتأقلم مع مرحلة ما بعد الدولة، من خلال بناء إستراتيجية جديدة تضمن له البقاء من ناحية، وتحقيق المزيد من الانتشار على حدود الإقليم من ناحية أخرى على نحو يفتح المجال أمام سيناريوهات مختلفة وخطيرة لمرحلة ما بعد “داعش” من بينها زيادة التماهي والتنسيق بين التنظيمات الإرهابية الكبرى في الإقليم أو بين التنظيمات الإرهابية المحلية.
وأوضح عكاشة، أنه ضاعف من خطورة واستقرار مصادر التهديد بالإقليم سياسات بعض القوى الإقليمية التي تلعب دورًا ملعنًا في توسيع حجم التفاعلات الصراعية بالإقليم من خلال أدوات عدة أبرزها الاستثمار السياسي والمالي والإعلامي لهذه القوى في الوكلاء المحليين من الفاعليهن النمسلحين من غير الدول استنادا إلى ارتباطات طائفية وإيديولوحجية.
وقال عكاشة، إن ورشة العمل تهدف من خلال موضوع نقاشي إلى بناء فهم أعمق وأكثر تكاملًا لواقع إقليم الشرق الأوسط، ومناقشة دعا بول سالم، مدير مركز الشرق الأوسط بواشنطن، إلى أن تقود مصرن المنطقة وتأخذ دور القيادة، حتى لا تظل المنطقة معتمدة على السياسة الأمريكية، مشيراً إلى أنه لفترة طويلة اعتمد الشرق الأوسط على قوى خارجية لحل مشاكلها، وتحديدًا اعتمدت على الولايات المتحدة لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وحل المشكلة مع إيران، لكن جاء الوقت الذي يجب أن تأخذ فيه مصر دور الريادة، لأنها دولة كبيرة وأكبر دولة عربية، وتستطيع أن تلعب هذا الدور في المنطقة، خاصة أنه حينما خرجت مصر من المنطقة في 1979 بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، لم يكن هناك البديل الذي يملأ الفراغ المصري.
وعقد معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية مؤتمراً اليوم في نيويورك، تحت عنوان “مصر في شرق أوسط متغير” بمشاركة عدد كبير من الخبراء من مصر والولايات المتحدة؛ وذلك على هامش الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة.
وأضاف بول سالم في الجلسة الافتتاحية “يجب أن يكون هناك تحالف عربي يضم مصر والسعودية والإمارات، وأن يقوم هذا التحالف بالتعامل مع الانقسام العربي الداخلي خاصة في الخليج، مشيراً إلى أن مصر في وضعية تسمح لها بلعب هذا الدور، خاصة أن لديها سلامًا مع إسرائيل وعلاقات مع دول المنطقة، وبالتالي فإنها قادرة على القيادة، حتى لا تظل المنطقة معتمدة على الولايات المتحدة.
وأشار بول سالم إلى أنه حينما نتحدث المشكلة الفلسطينية والتي تسبب مشاكل مستمرة في المنطقة، فإن المنطقة يجب ألا تعتمد على “جاريد كوشنير” ومبادرته الخاصة بحل القضية، بل يجب على التحالف العربي أن يتدخل بقوة في هذه القضية دون تردد.
وتحدث بول سالم عن تركيا وإيران باعتبارهما من اللاعبين في المنطقة، وقال إن تركيا هي لاعب أساسي، لكن للأسف تسبب سياسات الحزب الحاكم في تركيا – الذي يقوده الإخوان المسلمون – في مشاكل مع الدول العربية، التي لم يعد لها علاقات سياسية الآن مع أنقرة، داعياً دول المنطقة إلى البحث عن آليات مختلفة للتعاون، مشيراً إلى أنه يمكن إيجاد آلية للتعاون بين التحالف العربي المكون من مصر والسعودية والإمارات، مع كل من إيران وتركيا من خلال شعوب الدولتين، وقال إن الشعب الإيراني يقف في منطقة أخرى بصفة مختلفة عن الحكومة الإيرانية، ويمكن أن نعتبر ذلك فرصة للمشاركة معهم والتعامل بطريقة معينة.
وأضاف بول سالم أن استقرار المنطقة يتطلب أن يكون هناك استقرار عربي، على أن يشمل ذلك أيضاً تركيا وإيران وإسرائيل ليكون هناك شرق أوسط توسعي أكبر، بحيث نفهم بعضنا البعض عن طريق السلام وليس الحروب.
وشدد بول سالم على أن مصر تعي جيدًا حجم التغيرات التي تجرى في المنطقة، كما أن القيادة المصرية تتحرك بصفة جادة نحو الديمقراطية، والإصلاحات الاقتصادية الداخلية