
مسعد أبو فجر.. مواقف متناقضة وميول “انفصالية”
خلال الأسبوعين الماضيين، دخل الناشط السيناوي “مسعد أبو فجر”، في صدارة الحملة الإعلامية الممنهجة التي تشن ضد مصر من الخارج، ليكون ضمن الأدوات التي يقوم تنظيم الإخوان على استخدامها لتصدير وتسويق أن مصر مقبلة على فوضى وانقسامات في بنية النظام السياسي ومؤسسات الدولة، وبدا لنا ولغيرنا أن هناك الكثير من المصريين لا يعلمون خلفية هذا الشخص وتاريخه والأيدولوجيا والأفكار التي يتحرك من خلالها في سرده لطبيعة ما يحدث في شبة جزيرة سيناء، فهو بطبيعة الحال ليس إخوانيا، بل على العكس تماما، كانت كل مواقفه وأراءه طوال العقد الماضي ضد كل تنظيمات الإسلام السياسي، إلى أن تقاطعت مصالحه مع مصالحهم في الخارج.

فعقب ظهور فيديوهات المقاول الهارب “محمد علي” المقيم في إسبانيا، وما أثارته من جدل كبير وتساؤلات لدى المصريين، وجد “أبو فجر” ضالته وتضامن مع “محمد علي” في مطالبه وبدا أن هناك تناغم بينهما في خطابهما على الشاشات والذي تروجه قنوات الإخوان ووالجزيرة خاصة فيما يتعلق بأوضاع سيناء والهجوم المتعمد على القيادة السياسية المصرية.
ظهر أبوفجر على قناة الجزيرة ومكملين، في عدة لقاءات، وبالرغم من اختلاف ظروف كل منهما، إلا أن مصالحهم توافقت وتقاطعت مع مصالح تنظيم الإخوان في العداء للجيش المصري، فالمقاول عمل مع القوات المسلحة لمدة 15 عاماً في تنفيذ المشروعات المدنية، والآخر دائما ما يعارض القوات المسلحة وأدوارها المختلفة بما فيها العسكرية في محاربة الإرهاب بسيناء، ومن هنا تلاقت مصالح الطرفين وتحول “ابو فجر” إلى جانب “محمد علي” كأداة يتم استخدامها ضد الدولة المصرية ونظامها السياسي.
رحلة “أبو فجر” من سيناء إلى “الغربانيات”

مسعد سليمان حسن حسين والشهير ب”مسعد أبو فجر” – 53 عاماً، هو أحد أبناء قبيلة الرميلات المتمركزة على الحدود المصرية – الفلسطينية، تخرج في عام 1991 من قسم الوثائق والمكتبات في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأسس حركة (بدنا نعيش) بدعوى المطالبة بحقوق أبناء سيناء، مستغلاً إهمال النظام الرئيس الأسبق لملف تنمية سيناء.
انتقل “أبو فجر” إلى الإسماعيلية وعمل بهيئة قناة السويس، وخلال عام 2006 بدأ التردد على القاهرة والانخراط في الأوساط السياسية والثقافية والحقوقية، معرفاً نفسه بأنه روائي ومثقف وناشط سيناوي ، والتقى بعدد من مشاهير المثقفين أبرزهم الشاعر “أحمد فؤاد نجم” والكاتب “محمد هاشم” صاحب دار “ميريت” للنشر، والذي ساعده على إصدار روايته الأولى والوحيدة وكانت بعنوان “طلعة البدن” عام 2007، كما التحق بحركة “أدباء وفنانون من أجل التغيير” التي أسسها “أحمد فؤاد نجم” و”صنع الله إبراهيم”، والتحق بحركة “كفاية” وأصبح عضواً نشطاً بها.
وفي يوليو 2007 نظم تظاهرات بالعريش للمطالبة بالإفراج عن بعض المتهمين المتورطين في تفجيرات طابا وشرم الشيخ ودهب التي وقعت في الفترة ما بين 2004 و 2006، وفي 26 ديسمبر من نفس العام القت قوات الأمن القبض عليه من منزله بمساكن هيئة قناة السويس بالإسماعيلية حيث مقر عمله وسكنه، بتهمة التحريض على الشغب وتدمير الممتلكات العامة أثناء الاحتجاجات، وسجن بمعتقل الغربانيات ببرج العرب إلى أن تم الإفراج عنه في 13 يوليو 2010.

“أبو فجر” وسجل حافل بالتناقضات
من يرجع للوراء قليلاً ويراجع مواقف “مسعد أبو فجر” وتحديداً خلال الفترة من 2011 وحتى 2019 يجد الكثير من التناقضات، فعلى سبيل المثال قال “أبو فجر” في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها الأيام الماضية أن عدد الإرهابيين في سيناء لا يتجاوز 1000 مقاتل، وهذا الرقم يتعارض مع ما صرح به في حديثه لموقع “مصراوي” والذي تم نشره في يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2013، وقال أن سيناء تحولت إلى معسكر جراء توطن 3000 إرهابي بها، أفرج عنهم محمد مرسي إبان توليه الحكم، كما أكد خلال هذا الحوار الصحفي أن أهالي سيناء لا يتضررون من عمليات القضاء على الإرهاب وهدم الأنفاق ووصفها بـ”بالإتهامات والاشاعات” وهذا ما يتناقض مع تصريحاته الدائمة بعد هروبه خارج مصر، بمعاناة أهل سيناء جراء الحرب على الإرهاب.

كما حذر “أبو فجر” في حوار صحفي لذات الموقع نشر في 26 يونيو 2012 من مخطط لتوطين 750 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة في سيناء، مطالباً الشعب المصري بالقتال لإحباط هذا المخطط الذي سينتزع جزءً غالياً من أرض سيناء مما يؤثر على حماية الحدود المصرية، وهو أيضاً ما يخالف ما نشره على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في 24 إبريل الماضي، موضحاً أنه ليس هناك مشكلة بالنسبة إليه من تواجد الفلسطينيين بالألاف في سيناء، وأن وجودهم هو تحريك طبيعي للسكان من غزة إلى سيناء.

وفي يوم الاثنين الماضي الموافق 16 سبتمبر ظهر “أبو فجر” في مداخلة على قناة الجزيرة القطرية، وهذا ما يتناقض مع ما نشره على حسابه الشخصي على “فيسبوك” في 3 سبتمبر 2011، والذي أبدى فيه تخوفه على الشعب السوري من احتفاء قناة الجزيرة بثورتهم وما تخطط له الجزيرة للشعب السوري بعد انتهاء الثورة.

وكانت أبرز تناقضاته عندما طالب في بث مباشر قام به على موقع “فيسبوك” الشعب المصري بالنزول في تظاهرات، وهو ما يتنافي تماما مع ما نشره على “فيسبوك” في 11 نوفمبر 2015 حيث أكد أن جماعة الإخوان تنتظر أي فرصة لتنفيذ السيناريو الليبي في مصر واشاعة الفوضى والقضاء على الأخضر واليابس، وأيضا ما نشره في 30 نوفمبر 2015 حيث أكد أن أي تحرك شعبي تشهده مصر سيأتي بداعش لا محالة، وأخيراً ما نشره في 4 ديسمبر 2015 والذي أوضح فيه أنه اثناء قيام ثورة 2011 لم يكن هناك تنظيم داعش، ولم يكن تكن هناك نماذج سوريا وليبيا مطروحة بشكلها الحالي أمام من قاموا بالثورة، وهي الأسباب التي تدعوه لرفض أية دعوات للتحركات الشعبية.



فما الذي تغير منذ عام 2015 وحتى الآن؟؟ هل شهدنا الأمن والأستقرار يعم أرجاء سوريا أو ليبيا؟؟ هل أنتهى خطر تنظيم داعش الإرهابي في ظل تحذير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من عودة نشاطه مرة أخرى؟؟ هل أنتهى خطر المقاتلون الأجانب العابرون للحدود والذين يقدر عددهم بنحو 40.000 مقاتل؟؟، ويبقى السؤال الأهم والأخطر هل انتهت مؤامرات جماعة الإخوان على مصر وشعبها منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن؟؟، وأخيرا نود أن نوضح أن النماذج التي تم باستعراضها ماهي إلا جزء يسير من تناقضات “أبو فجر” المتعددة والتي لا يسع المجال لذكرها حالياً.
ميول انفصالية

لدى “مسعد أبو فجر” تاريخ طويل في تزعم طرح أفكار ملتوية للدعوة لانفصال سيناء عن السيادة المصرية، كما أنه على علاقة وطيدة بـ”سعد الدين إبراهيم” مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الذي تعهد بشن حملة تضامن دولية لصالح “مسعد أبو فجر” للمطالبة بالإفراج عنه حينما كان معتقلاً في 2007، واستقبله في 10 أغسطس 2010 عقب الإفراج عنه بمقر المركز، وفي هذا اللقاء طلب “أبو فجر” من “سعد الدين إبراهيم” المطالبة بالإفراج عن ما قدرهم بالاف المعتقلين من أبناء سيناء، لكن سعد الدين إبراهيم أخذ أبوفجر لما هو أبعد من ذلك، فقد قدمه للأمريكان، وأصبح مسعد أبوفجر من المترددين باستمرار على السفارة الأمريكية في وسط القاهرة، والتقى مرارا وتكرارا بممثلين عن مسئولي الأمن القومي الأمريكي داخل السفارة، وهو نفسه كان لا يخجل من البوح بذلك أمام القريبين منه مستندا لمقولات أن سيناء قضية عادلة ويجب أن تطرح على كل الموائد السياسية في العالم.!

كما يحتفظ “أبو فجر” بعلاقات وثيقة مع “محمد البرادعي”، ففي 15 يوليو 2010 صرح “أبو فجر” عقب الإفراج عنه بأيام بأن البرادعي هو أحد إبداعات الشعب المصري، وأنه رهن مطلب الجمعية الوطنية للتغيير للمشاركة بكل الوسائل في دعمها، وفي 22 يوليو 2010 أعلن “البرادعي” عن تضامنه مع “أبو فجر” ومع مطالب بدو سيناء في الحرية وتنمية المجتمع، وفي 9 نوفمبر 2010 وجه “أبو فجر” الدعوة لـ”البرادعي” لزيارة سيناء ووعده بأن يؤمن له حضور ما يزيد عن ستين ألفا من أهالى سيناء ليكونوا فى استقباله واصفاً إياه أنه شخصا تاريخيا يتحمل بعض المخاطر والتضحيات.

وجاءت هذه الدعوة في إطار خطابات “البرادعي” المتكررة في ذلك التوقيت حول ما أطلق عليه حقوق الأقليات في مصر، كالبدو والنوبيين، وتشجيعه المستمر لنشطاء من سيناء والنوبة على إثارة قضاياهم على كل المستويات داخليا وخارجيا، فالتقى في 2 يناير 2011 مع نشطاء من النوبة فى منزله بمزرعة جرانة، وبدأت بعدها مباشرة حملات جمع توكيلات من مواطنى النوبة لمحامى دانماركى دولى هو “كريستيان هارلنج” من أجل تقديم شكاوى ضد مصر فى المنظمات الإقليمية والدولية.
وفي 17 نوفمبر 2011 أكد “ايهود ياري” الصحفي الإسرائيلي ومذيع بالقناة الثانية العبرية، في محاضرة له بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بالولايات المتحدة الأمريكية، أن “مسعد أبو فجر” أبلغه بتعرض بدو سيناء للتعذيب والتمييز والإقصاء، وأعلن “ياري” أنه يكن الكثير من الأحترام له ووصفه بـ”المثقف”.

وفي 3 نوفمبر 2012 استغل “أبو فجر” حالة الانفلات والتردي الأمنى بشمال سيناء، للقيام بالمحاولة الأخطر والأجرأ على طريق التجرأ على السيادة المصرية، حيث أعلن عن سيطرة ما أسماهم “ثوار سيناء” على مبنى محافظة شمال سيناء، والمطالبة بإقالة المحافظ ومدير الأمن، وأعلن عن اختيار هيئة مكونة من 25 من الثوار لإدارة شئون المحافظة، لحين انتخاب محافظ جديد، وهو الأمر الذي تم احتوائه سريعاً من قبل القوات المسلحة، وتسلمت الشرطة العسكرية مقر المحافظة.

هذا الحدث يعطي لنا دلالات عن دوافع أبوفجر المتكررة من القول أن بمقدوره القضاء على الإرهاب في سيناء خلال يومين، وذلك في حالة قامت الدولة بتسليح قبائل سيناء، هو يريد من هذا الأمر أن تواجه الدولة المصرية بعد التطهير الكامل لسيناء من الإرهاب، أزمة انتشار السلاح وجمعه هناك، بمعنى آخر، مسعد أبوفجر هدفه أن يخلق واقع مختلف في سيناء يضع القبائل مستقبلا في مواجهة مسلحة مع الدولة، وهذا الأمر هو ما دفع قبيلته “الرميلات” للتبرأ منه ومقاطعته، حتى أن نشطاء سيناء والمشايخ قاطعوه جميعا بعدما علموا خبث أفكاره التي تتوافق مع نفس الرؤى والأطروحات المتداولة داخل مراكز الأبحاث الإسرائيلية.

وفي 24 إبريل الماضي وقبيل احتفالات عيد تحرير سيناء، نشر “أبو فجر” على حسابه بموقع “فيسبوك” منشوراً أوضح فيه أنه وأهالي سيناء غير ملزمين بأية اتفاقيات ومعاهدات عابرة للحدود بخصوص سيناء، وهو ما يشير لسعيه لترسيخ مفهوم أن سيناء جزءً منفصلاً عن السيادة المصرية.
وفي 28 مايو الماضي أعلن عبر صفحته عن حاجته لمن يستطيع أن يشارك في “نضال” أهالي سيناء من أجل عودتهم إلى أراضيهم، وأختص الذين يستطيعون التحدث باللغات الأجنبية ورسم الجرافيتي، مما يشير إلى استمرار مساعيه في مشروع انفصال سيناء.
وكانت آخر محاولاته في 4 أغسطس الماضي، حيث دعا “أبو فجر” في بث مباشر قام به عبر حسابه على موقع “فيسبوك” لتشكيل فريق يتكفل بالمرور على دول العالم حتى يوصل رسالة نصها “أن قبائل سيناء شعب أصلي داخل سيناء، وتتم إبادة عرقية لهم بواسطة الجيش المصري والدولة المصرية”

وقد وصف تشكيل هذا الفريق بالمهم للغاية، وطلب ترجمة هذه الرسالة إلى اللغات الأوربية والأمريكية، وإلى العبرية حتى يشاهدها الإسرائيليون، مقترحاً أن يتراوح عدد الفريق من ثلاثة إلى عشرة أفراد وليس مطلوب أن يكونوا ذو قدرات معينة، بل أشخاص عاديين تمامًا حتى ولو لم يكونوا متعلمين، فالمطلوب هو أن يحكوا ما شاهدوه فقط.
منحة “البرادعي” للخروج من مصر

أستغل “مسعد أبو فجر” علاقته الوثيقة بـ “محمد البرادعي” وطلب منه في مطلع ٢٠١٥، مساعدته على الخروج من مصر، ووفقا لشخصيات سيناوي كانت قريبة من “أبوفجر”، بأنه اتصل هاتفيا أكثر من مرة بالبرادعي وطلب منه إيجاد له منحة في أي دولة غربية، وأنه يريد بأي شكل الخروج من مصر هو وأسرته، ووعده البرادعي بالفعل بتسهيل الأمر، وهو ما تم، وعليه انتقل مسعد من الإسماعيلية للقاهرة والتقى الناشر محمد هاشم، الذي ساعده في إجراءات التقديم على التأشيرة وحجز تذاكر الطيران.
سافر “أبو فجر” وأخذ معه إبنته في عام 2015 إلى ايرلندا، وتحديداً إلى مدينة دبلن بدعوى الالتحاق بمنحة مجانية بإحدى المؤسسات هناك، ومن هناك بدأ يعيد ترتيب أوراقه، والبحث عن مصدر للدخل يعيش منه، فبدأ في التواصل مع عدد من قيادات حقوق الإنسان بالخارج وعلى رأسهم “بهي الدين حسين” مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان الذي غادر مصر في عام 2014 ليستقر في باريس، فهما على معرفة وعلاقة سابقة، فبدأت علاقات مسعد تتشعب وتعرف على شخصيات تعامل معها سابقا، كمعتز الفجيري الذي يعمل مع بهي الدين في مركز القاهرة، وعمرو مجدي الذي يعمل بمنظمة “هيومان رايتس ووتش”.

والتقى أبوفجر أيضا بمهند صبري المقيم بلندن، والذي ساعده مسعد منذ سنوات في الدخول لسيناء، وهو يقدم نفسه على أنه خبير في شئون سيناء وطالب من قبل بتفكيك الجيش المصري، كما أنه ضيف دائم على الجزيرة وقناة التليفزيون العربي، وله تحليلات باستمرار بموقع الجزيرة للدراسات، جميعها تركز على سيناء.
بدأ التعاون بين أبوفجر ومهند وعمرو مجدي، للعمل على تقرير لهيومان رايتس ووتش، تم الاعتماد فيه على مسعد أبوفجر ومهند بشكل كامل كمصدر للمعلومات، رغم أن مسعد خارج مصر منذ ٤ سنوات، وحتى مع وجوده في مصر، كان لا يجرأ على الذهاب لسيناء باستمرار، لأننا كما ذكرنا أصبح شخص عليه استفهامات كثيرة لدى نشاط سيناء وقبائل البدو.


في 28 مايو الماضي صدر تقرير هيومان رايتس ووتش، حول العمليات العسكرية للجيش المصري لمكافحة الإرهاب في سيناء، وحمل الكثير من المغالطات والأدعاءات التي ليس لها أساس من الصحة، وتم تفنيدها وقتها من المتحدث باسم القوات المسلحة الذي أكد أن تقرير هيومان رايتس ووت جاء مغايرا للحقيقة ومعتمدا على مصادر غير موثقة، وأنه سعي من بعض المنظمات المسيسة لتشويه صورة الدولة المصرية والقوات المسلحة بادعاءات ليس لها أي أساس.

وصف الروائي ب”خدام المقاول”
ظهور “مسعد أبو فجر” في الهجمة الممنهجة الأخيرة ضد مصر، وظهوره المكثف على قنوات الجزيرة ومكملين والشرق، يأتي بعد أن تلاقت مصالحه مع مصالح المقاول الهارب “محمد علي”، وهو ما يخدم أهداف جماعة الإخوان وداعميهم من الأتراك والقطريين.
موقف أبوفجر دفع الكثيرين للهجوم عليه ووصفه ب”خدام” المقاول الهارب، والأجير لديه، ووجه أحدهم رسالة له قال له فيها ” ياخسارة يامسعد، أنت وافقت يامسعد تطلع على الجزيرة اللي كل الناس عارفة إنها حقيرة، وقاعد ساعة تحكي حواديت علشان في الآخر نعرف إنك بتخدم على محمد علي، دا الناس كانت فاكراك مثقف وأديب كبير، دا أنت طلعت خدام للمقاول ونفر عنده.”

الكثيرين صدموا في الروائي السيناوي مسعد أبوفجر، فلم يتخيلوا أن يروه بهذا الشكل وأن تتلاقى مصالحه مع مصالح تنظيم الإخوان، الذي كان يكن له عداء كبير ويعتبرهم خطر على المجتمعات في الشرق الأوسط، بجانب تعجب البعض عن كيف تم اختياره من قبل ضمن الشخصيات التي شكلت لجنة الخمسين لوضع دستور ٢٠١٤، وهذا الطرح مردود عليه، أن أبوفجر كان مدفوعا وقتها من شخصيات مدنية “ليبرالية ويسارية” كانت تجهل طبيعة أفكاره وأنشطته، وهى من رشحته وصممت عليه ليكون ضمن لجنة الخمسين لتشكيل دستور مصر.
لكن أصبحت الأمور كاشفة وواضحة، بعد أن عرى أبوفجر كل أفكاره ونواياه، وتلاقي مصالحه مع مصالح المقاول والإخوان، فمصالحهم تلاقت في نقطة واحدة، وهي تشويه صورة المؤسسة العسكرية وصورة القيادة السياسية، فكل منهم يرغب في النيل من الدولة المصرية لهدف ما.
فموقف “مسعد أبو فجر” يأتي في إطار رفضه لكل ما تقوم به القوات المسلحة في سيناء لمكافحة الإرهاب، بعد أن رفضت الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات العامة لمقترحه بتسليح القبائل في سيناء والسماح لها بمحاربة الإرهاب، وهو المقترح الذي يهدد الأمن القومي المصري حيث يخدم مساعي “أبو فجر” في انفصال سيناء وتوجيه السلاح فيما بعد تجاه القوات المسلحة، وتسويق الأمر عالمياً على أنها حركة انفصالية، وبالرغم من تأكد “أبو فجر” من التعاون الوثيق بين قبائل سيناء والقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب على مدار السنوات الماضية، إلا أنه مازال مصراً على تسويق هذا المقترح في فيديوهاته التي نشرها.
أما موقف المقاول “محمد علي” فجاء على خلفية ما قال إنه خلافات مع القوات المسلحة وأن لديه مستحقات مالية لم يحصل عليها، مما جعله ذريعة لشن هجومه على المؤسسة العسكرية لتشويه صورتها بدعوى الفساد، مستغلاً عمله لمدة 15 عاماً في المشاريع التي تقوم بها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة.
أما موقف جماعة الإخوان، فجاء على خلفية وقوف القوات المسلحة بجانب ثورة الشعب المصري في 2013 وعزل حكم الجماعة في مصر، ومنذ ذلك الحين سعت الجماعة بكل ما أوتيت من قوة لهدم الدولة المصرية ومعاقبة المصريين على اختيارهم، حيث لجأت إلى العمليات الإرهابية والإضرار بالاقتصاد القومي للبلاد وتعطيل المرافق العامة وبث الكثير من الشائعات عبر منابرها الإعلامية، وذلك بمساعدة دول أجنبية تسعى لتحقيق نفوذها بمصر والمنطقة.