إسرائيل

هل يتولى نفتالي بينيت زعامة إسرائيل بدلًا من بنيامين نتنياهو؟

تزداد المنافسة السياسية الداخلية في إسرائيل حدة في ضوء العديد من العوامل، أهمها تأثيرات العدوان المستمر على قطاع غزة، والاستعداد للانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر 2026. حيث تبرز تيارات طامحة إلى خلافة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. ويأتي اسم نفتالي بينيت؛ رئيس الوزراء السابق المحسوب على تيار اليمين من خارج حزب الليكود على رأس قائمة المرشحين المحتملين لمنافسة ““نتنياهو”” في الانتخابات المقبلة.

ورغم أن “بينيت” لم يعلن صراحة عن ترشحه هناك العديد من المؤشرات التي قد تعكس انتظار الوقت المناسب للإعلان رسميًا عن الترشح، أو الانتهاء من الترتيبات السابقة للانتخابات. تمثل أهم هذه المؤشرات في إنشائه حزبًا جديدًا قبل أيام، حمل اسم “بينيت 2026” كاسم مؤقت، وإجرائه العديد من اللقاءات مع كبار الساسة الإسرائيليين بهدف استمالتهم للانضمام للحزب.

وفي سياق ما سبق تبرز تساؤلات حول مدى إمكانية فوز “بينيت” برئاسة بحكومة إسرائيل الثامنة والثلاثين، بما في ذلك العوامل التي تدعم صعوده، وأيضًا ما إذا كان توليه هذا المنصب يعكس كونه زعيمًا حقيقيًا أم مجرد بديل أفضل من ““نتنياهو”” في المرحلة المقبلة في ظل الإخفاقات السياسية والأمنية لحكومته اليمينية المتشددة، وهو ما ستحاول السطور القادمة تسليط الضوء عليه.

استطلاعات الرأي: بالنظر إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها العديد من الصحف القومية والمؤسسات البحثية المعنية، اجتمعت على أن “بينيت” سيتغلب على “نتنياهو” في حال عقدت الانتخابات غدًا أو في موعدها المحدد في أكتوبر 2026، ومنها استطلاع معاريف بالتعاون مع مؤسسة “لازار للأبحاث” نشرته في 9 مايو، والذي أظهر تراجع الائتلاف الحاكم بقيادة “نتنياهو” إلى 46–48 مقعدًا، وهو أدنى مستوى له منذ بداية العام، مقابل تقدُّم واضح لكتلة المعارضة المحتملة بقيادة “بينيت” (بينيت 2026، معسكر الدولة، ياش عتيد، الديمقراطي، إسرائيل بيتنا) التي تحصد 64 مقعدًا، ما يمنحها أغلبية مريحة في الكنيست. مما يشير إلى تحوّل في المزاج العام الإسرائيلي نحو البحث عن بديل لنتنياهو، كما أن التراجع المستمر في قوة “نتنياهو” يعكس فقدان الثقة الشعبية، خصوصًا بعد الحرب، بينما يظهر “بينيت” كأكثر المرشحين حظًا لتشكيل الحكومة المقبلة إذا جرت انتخابات اليوم.[1]

وبالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع أجرته القناة 12 العبرية في أبريل الماضي أن “بينيت” هو السياسي الوحيد الذي يتفوق على بنيامين نتنياهو في مواجهة مباشرة على رئاسة الحكومة، حيث اعتبره 38% من المستطلَعين الأنسب لتولي المنصب، مقابل 31% اختاروا “نتنياهو”. [2] وبالتالي تعكس تلك الاستطلاعات أن حزب “بينيت” يمكنه هزيمة “نتنياهو” وتشكيل تحالف حكومي أوسع، خاصة بعد أن تمكنت الحكومة للعديد من المرات خلال العامين الماضيين تفادي العواقب السياسية المباشرة لأكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل والذي يعد أكبر الأسباب التي ستودي إلى سقوط “نتنياهو” في حال خسر في الانتخابات المقبلة، إلى جانب إخفاقات أخرى خلال فترة حكمه من الإصرار على الإصلاحات القضائية، والفشل في إعادة الأسرى وتحقيق الأمن في إسرائيل.

دعم أمريكي غير رسمي: سلطت وسائل إعلام متعددة الضوء مؤخرًا على وجود اتصالات نشطة بين نفتالي بينيت والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل فتور في العلاقة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبينما لا تُعد هذه الخلافات بين “نتنياهو” و”ترامب” استراتيجية بطبيعتها، بل أقرب إلى كونها خلافات تكتيكية ظرفية، إلا أن انفتاح ترامب على شخصيات سياسية إسرائيلية بديلة، مثل “بينيت” ، يعكس تحوّلًا محتملًا في مواقف داعميه تجاه القيادة الإسرائيلية. [3]

ويكتسب هذا التطور أهمية أكبر مع ورود تقارير تفيد بتقارب لافت بين “بينيت” ومريم أدلسون، المليارديرة الأمريكية-الإسرائيلية وأحد أبرز ممولي حملة “ترامب”، والتي يزعم إنها أوقفت دعمها لنتنياهو بسبب ملفات الفساد التي يُحاكم فيها. كما أن خلفية “بينيت” الأمريكية –كونه نجل والدين مهاجرين من الولايات المتحدة– تسهم في تسهيل تواصله مع دوائر النفوذ السياسي والمالي في واشنطن. [4] بناءً على ذلك فإن الدعم المحتمل من شخصيات نافذة في الحزب الجمهوري والمجتمع اليهودي الأمريكي لبينيت قد يعيد رسم ملامح التحالفات السياسية في إسرائيل، ويمنح “بينيت” نفوذًا دوليًا إضافيًا يعزز من فرصه في تشكيل الحكومة المقبلة، أو على الأقل في قيادة كتلة المعارضة بثقل أكبر.

استقطاب شخصيات سياسية من توجهات مختلفة: حتى الآن اعتمد “بينيت” في بنائه لحزبه الجديد على استقطاب العديد من الشخصيات العامة والساسة الإسرائيليين من التوجهات اليمينية واليسارية، وقد يهدف بذلك إلى عمل حزب جامع بين التيارات المختلفة، رغم توجهاته اليمينية المسبقة والمعلن عنها أيضًا. وحول أبرز الأسماء التي وردت عند تأسيس الحزب يأتي نير نوفاك وهو رجل أعمال بالأساس لكن في نفس الوقت لديه ارتباط بمنظمة “بتسيلم” اليسارية[5]. كما استعان “بينيت” بالمستشار الاستراتيجي نيفو كاتز، المعروف بعمله مع وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، إلى جانب مستشار أمريكي في تأسيس الحزب أيضًا, كما حظي تأسي الحزب بترحيب العديد من السياسيين بعودة “بينيت” ، من بينهم يائير لابيد وبيني جانتس، ما قد يشير إلى قبول من التيار الوسطي رغم الاختلافات الأيديولوجية لرؤية “بينيت” كبديل ممكن لحكومة “نتنياهو” الحالية. [6]

وأيضًا تشير تقارير إعلامية إلى وجود اجتماعات غير رسمية واتصالات مع شخصيات بارزة مثل أفيجدور ليبرمان ويوآف غالانت، والذي يعكس وجود جهود خلف الكواليس لبناء تحالف انتخابي قوي يقوده “بينيت” . وبالتالي يبرز بوضوح أن الشخصيات المتوقع أن تتحالف مع “بينيت” تشمل: يائير لابيد، وبيني جانتس، وأفيجدور ليبرمان، وربما بعض المستقلين في الكنيست، مما يجعله محورًا محتملًا لإعادة تشكيل المشهد السياسي بعيدًا عن “نتنياهو”.

بالتزامن مع تزايد المؤشرات على نية نفتالي بينيت الترشح في الانتخابات المقبلة، تصاعدت حدة الخطاب السياسي الموجّه ضده من قبل بعض أطراف الائتلاف الحاكم، لا سيما في ظل تسليط الضوء الإعلامي على ديون أحزابه السابقة. فقد أسس “بينيت” حتى الآن ثلاثة أحزاب، وكان قد ترك حزبي “البيت اليهودي” و”اليمين الجديد” بديون تجاوزت 20 مليون شيكل. وبعد مغادرته هذه الأحزاب، رفع الكنيست ووزارة المالية دعاوى قضائية لتحصيل أكثر من 3.8 ملايين شيكل، لكن لم تُسدد حتى الآن.

ورغم هذا الإرث المالي الثقيل، يحظى حزبه الجديد “بينيت 2026” بانطلاقة نظيفة ودعم رسمي من الدولة، ما أثار انتقادات من خصومه السياسيين والمعارضين في الإعلام. [7] فضلًا عن ذلك، يسعى بعض أعضاء الكنسيت إلى اعتماد مشروع قانون من شأنه منع رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت من الترشح مع حزب جديد في الانتخابات المقبلة، ويعد عضو الكنيست عن حزب الليكود أفيخاي بوارون من أبرز الأسماء التي تسعى لإقرار هذا القانون .[8]

من ناحية أخرى، تم التركيز إعلاميًا –من قبل الصحف المعارضة لبينيت- على اتفاق تسوية سابق بين نفتالي بينيت وإيتمار بن جفير، تضمّن دفع 35 ألف شيكل كتعويض في قضية تشهير تعود لعام 2020، بعدما اتهمت زوجة “بينيت” نشطاء من حزب “عظمة يهودية” باقتحام منزلهما وذلك مقابل صمتهم، خاصة بعدما أثار “بن جفير” الجدل بتصريحات تهديد مبطنة حول “معلومات شخصية” قد تضر بعائلة “بينيت” ، ما عُدّ ابتزازًا سياسيًا ضمنيًا. [9]

وقد تأتي هذه العراقيل السابقة تحت إطار “حملات التشويه الإعلامي” قبل الانتخابات المرتقبة، والتي من المتوقع لها أن تتضاعف خلال الفترة المقبلة، لكن من المهم الإشارة إلى أنها حتى الآن لا تعد قضايا كبرى قد تؤدي إلى عرقلة خوض “بينيت” الانتخابات المقبلة، بل تهدف بالأساس إلى التأثير على الناخبين، ويمكن فهمها في سياق الحرب الإعلامية الجارية بين الحكومة والمعارضة وليس بالضرورة أن تكون صحيحة، خاصة وأن المصادر التي نشرت هذه المعلومات تنحاز للحكومة بقيادة “نتنياهو”.

بالنظر إلى ما سبق يمكن الإشارة إلى أنه على الرغم من وجود العديد من المؤشرات على احتماليات تولي “بينيت” رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة، إلا أن هناك العديد من الاعتبارات التي يجب النظر إليها:

شعبية “نتنياهو” القوية: حتى الآن لا يمكن الجزم بأن شعبية “بينيت” تتخطى شعبية “نتنياهو”، بل إن الواقع يشير إلى أن شعبية الأخير ما زالت الأعلى بين كل السياسيين الإسرائيليين “شخصية قيادية”، رغم تراجعها الملحوظ بعد 7 أكتوبر 2023. على الجانب الأخر، وإن عكست استطلاعات الرأي الأخيرة أن “بينيت” سيفوز في الانتخابات، لكن يُنظر إليه في الفترة الحالية على أنه بديل قابل للحكم، وليس كزعيم شعبي يحل محل “نتنياهو”، حتى عندما تناولت الصحف العبرية الحديث عنه، اشارت إلى أنه قد لا يكون الأفضل بشكل عام، ومع ذلك فهو شخصية سياسية محورية في الساحة السياسية الإسرائيلية لسنوات، وقد يكون لديه برنامج أفضل للتعامل مع الوضع الأمني في إسرائيل.[10]

“بينيت” البديل الأقل سوءًا: يمكن اعتبار جزء كبير من الدعم الذي حصل عليه “بينيت” في الفترة الأخيرة قائم بالأساس على فكرة أنه “البديل الأقل سوءًا” في نظر الجمهور الإسرائيلي، وذلك لعدم ارتباطه أو تورطه في أحداث السابع من أكتوبر، أو وجود توجهات متطرفة له، كما لا يقع تحت تأثير اليهود المتدينين ورغباتهم، وينظر إليه على أنه سياسي يميني وسطي.

تأييد اليمين المتشدد لنتنياهو: على الرغم من التراجع الملحوظ في نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم معسكر المعارضة، يظل بنيامين نتنياهو يحظى بدعم قوي من قاعدة يمينية متشددة تُعد من أكثر قواعد الناخبين التزامًا وثباتًا. فنتنياهو ما زال يُمثل الخيار المفضل لدى الأحزاب اليمينية المتدينة والمتطرفة، نظرًا لتجاوبه المستمر مع مطالبهم، مثل تعطيل قانون تجنيد الحريديم، وزيادة الدعم المالي للمستوطنات، وغض الطرف عن تصاعد ممارسات المستوطنين المتطرفين. والذي يعكس حقيقة أن القاعدة الصلبة لنتنياهو لا تزال قائمة ولم تُظهر مؤشرات جدية على الانشقاق عنه، وهو ما يُضعف من فرص حدوث تحول حاسم في موازين القوى على المدى القريب. كما تجدر الإشارة إلى أن العديد من استطلاعات الرأي لا تشمل تمثيلًا دقيقًا للمجتمعات الحريدية والمتدينة المتشددة، ما يعني أن الصورة الكاملة للواقع السياسي قد تكون أكثر تعقيدًا من نتائج الاستطلاعات الظاهرة.

فشل عقد انتخابات مبكرة: رغم استمرار المظاهرات المناهضة لنتنياهو منذ اندلاع الحرب، فإنها لم تنجح حتى الآن في خلق ضغط فعال يؤدي إلى الدعوة لانتخابات مبكرة، على الرغم من أن نتائج غالبية استطلاعات الرأي أظهرت تأييدًا شعبيًا لهذا السيناريو. ويُمكن تفسير هذا التناقض بعدة أسباب: أولها أن الجهات التي تُجري هذه الاستطلاعات غالبًا ما تكون محسوبة على المعارضة ما يثير تساؤلات حول دقة تمثيلها للرأي العام الإسرائيلي بأكمله، أما السبب الثاني، والأكثر جوهرية فيكمن في غياب الثقة بوجود بديل سياسي قوي ومستقر قادر على قيادة البلاد وسط الظروف الأمنية والاقتصادية المعقدة، وهو ما يُضعف الحافز الشعبي لممارسة ضغط حقيقي على المؤسسة السياسية لإسقاط الحكومة، ولذلك يفسر هذا المزيج من الانقسام الداخلي والتحفظ الشعبي والواقع الحزبي المركب جزئيًا لماذا لم تتحول الاعتراضات الواسعة إلى تغيير سياسي ملموس حتى الآن.

خلاصة القول، تعد فرص نفتالي بينيت في تولي رئاسة الحكومة المقبلة مرهونة بمجموعة معقدة من العوامل السياسية والأمنية والشعبية؛ أول هذه العوامل هو مدى اقتناع الشارع الإسرائيلي بأنه يمتلك القدرة على التعامل مع تداعيات الحرب على غزة، خاصة في ظل سجله السابق الذي لم يشهد أي تحرك فعلي باتجاه حل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي عند توليه رئاسة الوزراء من قبل، خاصة في ظل اجتماع غالبية المحللين على أن “بينيت” -في سعيه للتفوق على “نتنياهو” من داخل المعسكر اليميني- سيختار إدارة الصراع بدلًا من طرح حلول له، متجنبًا الحديث عن دولة فلسطينية أو تسويات سياسية، كما أن برنامجه الاقتصادي لمعالجة آثار الحرب سيكون محوريًا في تقييمه كبديل جاد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مواقف الأحزاب المتدينة المتشددة مثل “عظمة يهودية” والصهيونية الدينية” ستظل عاملًا حاسمًا، سواء في دعم “نتنياهو” أو في عرقلة أي ائتلاف يقوده “بينيت” ، نظرًا لقوة تأثيرها الانتخابي. من جهة أخرى يتوقف نجاحه أيضًا على قدرته على اجتذاب شخصيات سياسية لديها ثقل ووزن سياسي لبناء ائتلاف انتخابي قوي في المرحلة المقبلة. كما أن “بينيت” الذي يُوصف بأنه واقعي ونزيه، وقد سبق أن ترأس مجلس المستوطنات، يتمتع ببراجماتية قد تسمح له بتبنّي خطاب يميني صارم لكسب التأييد، ثم اتباع سياسات أكثر توازنًا إذا وصل إلى السلطة، وسيكون هذا التناقض المحتمل بين الخطاب والممارسة أحد أبرز التحديات التي تواجهه في طريقه لتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية.


[1] מעריב، קואליציה בשפל: התוצאות הדרמטיות של סקר מעריב، https://www.maariv.co.il/news/politics/article-1194952

[2] Times of Israel, Former PM Naftali Bennett registers new political party ahead of 2026 elections, 1 April 2025, https://www.timesofisrael.com/former-pm-naftali-bennett-registers-new-political-party-ahead-of-2026-elections/

[3] الشرق الأوسط، الإدارة الأميركية توثّق علاقتها بنفتالي بينيت، 31 يناير 2025، https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5107214-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%AB%D9%91%D9%82-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D9%86%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%AA

[4] Times of Israel, Bennett, Lapid blast Netanyahu after reports strike on Iran was scuttled, 17 April 2025, https://www.timesofisrael.com/bennett-lapid-blast-netanyahu-after-reports-strike-on-iran-was-scuttled/

[5] מידה، נפתלי בנט: שתיקתו – רמייתו، https://mida.org.il/2025/05/12/%D7%A0%D7%A4%D7%AA%D7%9C%D7%99-%D7%91%D7%A0%D7%98-%D7%A9%D7%AA%D7%99%D7%A7%D7%AA%D7%95-%D7%A8%D7%9E%D7%99%D7%99%D7%AA%D7%95/

[6] כלכליסט، בנט הקים מפלגה חדשה, החוב של “ימינה” לא יועבר אליה، https://www.calcalist.co.il/local_news/article/by3wqqtp1x

[7] איך חמק נפתלי בנט מחובות של עשרות מיליונים בשתי מפלגות שונות? https://www.kan.org.il/content/kan-news/politic/879875/

[8] כאן، בליכוד יוזמים חקיקה כדי למנוע מבנט הקמת מפלגה חדשה https://www.kan.org.il/content/kan-news/politic/878466/

[9]כא، בן גביר איים במרומז לחשוף פרטים אישיים – ובנט העביר לו כ-35 אלף שקלים במסגרת הסדר פשרה https://www.kan.org.il/content/kan-news/politic/897426/

[10] מעריב، האויב המר: במערכת הבחירות הבאה הכל הולך להשתנות، https://www.maariv.co.il/journalists/opinions/article-1194587

Website |  + posts

باحثة بالمرصد المصري

مريم صلاح

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى