قمة مجموعة العشرين في البرازيل: تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة ودعم الاقتصاد الأخضر
تنطلق قمة مجموعة العشرين في البرازيل وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، مما يجعلها محط أنظار العالم، مع مشاركة أكبر الاقتصادات العالمية، وبما يتيح لها دورًا في تحديد مسارات الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة. بالإضافة إلى إن القمة هذا العام تأتي بعد فوز الرئيس دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية؛ إذ من المقرر أن يُظهر زعماء مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في البرازيل الوحدة بشأن العمل المناخي ومستقبل عملية التحول الطاقي، وقواعد التجارة العالمية، وهما المجالان اللذان يهددهما الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مع استمرار المحادثات حول كيفية وصف حرب روسيا في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط.
وعليه، تنعقد هذه القمة في البرازيل وسط تحديات اقتصادية هائلة، مع تراجع معدلات التنمية المستدامة على مستوى العالم، فضلًا عن الأزمات المستمرة التي تواجهها الدول منذ تفشي جائحة كورونا، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، وتوترات منطقة الشرق الأوسط، وأخيرًا التصعيد في الصراع الإيراني-الإسرائيلي. وتعقد القمة التاسعة عشرة لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين تحت عنوان “بناء عالم عادل وكوكب مستدام”، بمشاركة الدول الأعضاء إضافة إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
قضية أمن الطاقة
لقد أعطت الاضطرابات العالمية التي تشهدها أسواق الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى تداعيات الحرب على غزة، زخمًا للدفع نحو ضرورة تنويع مصادر الطاقة، وبالأخص ملف الطاقة المتجددة والجهود المبذولة للوصول بانبعاثات الكربون إلى مستوى الصفر الصافي. ومن ناحية أخرى، مع ازدياد توافق الآراء العالمي بشأن التحول في نظام الطاقة، يزداد أيضًا وضوح التحديات التي تواجه هذا التحول الاستراتيجي. علاوة على ذلك، لا تهدف عملية التحول الحالية إلى إدخال مصادر جديدة للطاقة فحسب، بل تهدف أيضًا إلى إجراء تغيير شامل لأُسس الطاقة للاقتصاد العالمي.
تُعد الانتقالات الطاقية من الملفات الرئيسة في أجندة قمة العشرين 2024، حيث من المتوقع بحث الاستراتيجيات الخاصة بدعم الاقتصاد العالمي الأخضر والمستدام في مواجهة الأزمة المناخية العالمية، مع التركيز على توفير الطاقة النظيفة مع مراعاة الطلب المحلي من الطاقة.
ويخوض العالم سباقًا مع الزمن للحد من اعتماده على الطاقة الأحفورية، وعليه الكفاح من أجل الفوز بفرصة لحصر ارتفاع درجات الحرارة في حدود 1.5 درجة مئوية. واحتياجنا اليوم إلى تحول الطاقة لم يسبق له مثيل في التاريخ، فتحولات الطاقة في الماضي كانت مجرد إضافات إلى مزيج الطاقة نظرًا لأن العالم كان يستهلك المزيد من مختلف أشكال الطاقة. فضلًا على عدم اليقين الذي يحيط بوتيرة التطور التكنولوجي وتطبيقه، تبرز القضايا الأربع التالية على وجه التحديد:
- استعادة أمن الطاقة بوصفه متطلبًا أساسيًا لدول العالم.
- الافتقار إلى التوافق في الآراء حول السرعة التي ينبغي، بل والتي يمكن، أن يحدث بها التحول، وهو ما يعود جزئيًا إلى ما قد يحدثه من اختلالات اقتصادية.
- الفجوة المتزايدة بين الدول المتقدمة والنامية، فيما يتعلق بأولويات التحول.
- العوائق التي تحُول دون توسيع نطاق سلاسل الإمداد في قطاعي التعدين والإنشاءات للحصول على المعادن اللازمة، بهدف تحقيق الهدف المطلوب بالوصول بالانبعاثات إلى الصفر الصافي.
علاوة على ذلك، شكلت الحاجة إلى أمن الطاقة مبعث قلق كان قد تلاشى إلى حد كبير على مدار عدة سنوات ماضية. غير أن صدمة الطاقة ونقص إمداداتها والمصاعب الاقتصادية التي أعقبتها، والارتفاع الهائل في أسعار الطاقة الذي لم يكن من الممكن تخيله قبل فبراير 2022، والصراعات الجغرافية-السياسية، قد اجتمعت معًا ودفعت العديد من الدول إلى إعادة تقييم استراتيجياتها. ويدرك القائمون على عملية إعادة التقييم هذه ضرورة أن يرتكز التحول في نظام الطاقة على تعزيز أمن الطاقة، أي توفير الإمدادات الكافية وبأسعار معقولة؛ وذلك لضمان كسب التأييد العام وتفادي وقوع اضطرابات اقتصادية كبيرة قد تسفر عن عواقب سياسية خطيرة.
إذا كان أمن الطاقة هو التحدي الأول أمام التحول الطاقي، فإن التوقيت هو التحدي الثاني والأهم. والسؤال هنا ما هي السرعة التي ينبغي –بل ويمكن- أن يسير بها هذا التحول؟ فهناك ضغوط كبيرة للإسراع بتحقيق جزء كبير من أهداف الانبعاثات الكربونية لعام 2050 في عام 2030.
هنا تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من أن التحول الطاقي العالمي شهد العديد من التحديات المختلفة، إلا أن عام 2024 شهد زيادة ملموسة في إجمالي الاستثمارات المباشرة لقطاع الطاقة المتجددة في العالم (حوالي تريليوني دولار)، كما هو موضح في الشكل التالي.
البرازيل َفي مجموعة العشرين والقيادة في تحول الطاقة
إن تشجيع الدول على تحويل مصفوفة الطاقة العالمية من أجل جعلها أكثر نظافة واستدامة يُشكل تحديًا مهمًا للبرازيل في الوقت الذي تترأس فيه البلاد مجموعة العشرين وستكون في طليعة مؤتمر الأطراف الثلاثين المقرر عقده في عام 2025. لقد أصبحت بالفعل نموذجًا يحتذى به، حيث تعد معادلة الطاقة البرازيلية بالفعل واحدة من أنظف معادلات في العالم. وذلك وفقًا لبيانات معهد الطاقة 2023، فإن ما يقرب من نصف الطاقة المستهلكة في البرازيل (49%) تأتي من مصادر متجددة ونظيفة. وفيما يتعلق بتوليد الكهرباء، تهيمن الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية على مصفوفة الكهرباء في البرازيل، كما هو موضح في الشكل التالي.
استنادًا إلى ما سبق، إن وضع البرازيل كرئيس حالي لمجموعة العشرين يمنحها التحدي المتمثل في قيادة المناقشات حول سلسلة من القضايا الحاسمة لمستقبل العالم: التجارة والاستثمار، والتحولات الرقمية، والتمويل والبنية التحتية، والأمن الغذائي، وتغير المناخ، وتحول الطاقة. وكانت هاتان القضيتان الأخيرتان وثيقتا الصلة بشكل خاص بالسياسة الخارجية لحكومة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا التي لم تدخر جهدًا لاستضافة الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف، المقرر عقدها في عام 2025 في مدينة بيليم. إن تشجيع الدول الأخرى على تحويل معادلة الطاقة العالمية لجعلها أكثر نظافة يشكل تحديًا مهمًا للبرازيل. ومع ذلك، فإن لعب هذا الدور سيسمح للبرازيل بتقديم مساهمة كبيرة في إزالة الكربون من الاقتصادات الوطنية ومكافحة التغيرات المناخية المستمرة.
وقد أطلقت البرازيل “الميثاق الجديد من أجل انتقال طاقة عالمي عادل وشامل”، ويعد هذا الميثاق، الذي تدعمه رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين، خطوة مهمة نحو مستقبل عادل وشامل ومستدام للطاقة العالمية، ويمثل دعوة للمجتمع الدولي للانضمام إلى هذه الرحلة التحولية. وفي خطوة مهمة نحو التحول العالمي المستدام والعادل في مجال الطاقة، اعتمد أعضاء مجموعة العشرين تحت رئاسة البرازيل مجموعة من عشرة مبادئ طوعية لتعزيز انتقال طاقة نظيفة، ميسورة التكلفة، وشاملة، وذلك خلال اجتماعات مجموعة العمل المعنية بالتحول الطاقي في فوز دو إيغواسو في 4 أكتوبر 2024. وبناءً على هذا الأساس، قدمت البرازيل، بدعم من الطاقة المستدامة للجميع، الميثاق العادل والشامل للتحول الطاقي في مؤتمر الأطراف COP29 في العاصمة الآذرية باكو. وتُعد هذه الخطوة معلمًا رئيسًا في تجسيد المبادئ التي اعتمدها وزراء طاقة مجموعة العشرين في إطار متعدد الأطراف، داعية الدول الأعضاء والجهات غير الحكومية للانضمام كموقعين والالتزام بتعزيز تحول طاقي عادل وشامل.
وقال ألكسندر سيلفييرا، وزير المناجم والطاقة في البرازيل: “تؤمن البرازيل إيمانًا عميقًا بالإمكانات التحويلية التي يمكنها تقديمها للشعوب، من خلال مشاركة تجاربنا ومعارفنا وتقنياتنا في مكافحة فقر الطاقة. ترغب البرازيل في أن تَثبت نفسها كحليف كبير للدول في هذه المعركة الأساسية من أجل مستقبل أكثر عدلًا واستدامة. هذا الميثاق من أجل التحولات العادلة والشاملة هو مساهمتنا في انضمام العالم إلى هذه القضية”.
يستمر ميثاق التحول العادل والشامل للطاقة في إرث الميثاق الطاقي الذي تم إطلاقه في عام 2021، حيث يضم أكثر من 200 جهة فاعلة و1.4 تريليون دولار من الدعم الملتزم نحو الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، مثل باقي الميثاق الطاقي متعدد الأطراف. سيعمل هذا الميثاق الجديد على بناء ائتلاف شامل، مما يعزز التحول العادل ويدعم المبادئ المشتركة مثل النوع الاجتماعي والطاقة، والطاقة الخالية من الكربون على مدار الساعة، وعدم وجود فحم جديد.
مجموعة العشرين وقدرات الطاقة النظيفة:
في ظل تزايد الأزمات على الساحة الدولية، من الحرب الروسية الأوكرانية إلى التوترات في الشرق الأوسط، تصبح المناقشات المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية وقضايا مثل الأمن الغذائي والطاقة والتغير المناخي، والإصلاحات الاقتصادية ذات أهمية خاصة في قمة العشرين البرازيل 2024. وفي هذا السياق، تطرح القمة ملفات أساسية تشمل تعزيز الشمول الاجتماعي وتطوير الحوكمة العالمية، ودعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالسلام في النزاعات الحالية.
وتمثل دول مجموعة العشرين حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونحو 75% من التجارة العالمية، وهي أكبر المساهمين في بنوك التنمية متعددة الأطراف التي تساعد في توجيه تمويل المناخ، كما أنها مسؤولة عن أكثر من حوالي ثلاثة أرباع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالميًا.
استنادًا إلى ما سبق، تعتزم دول مجموعة العشرين زيادة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة حوالي 3 أضعاف بحلول 2030، رغم توفيرها الدعم للتكنولوجيا التي قد تعزز استخدام الوقود الأحفوري، لتهدئة مخاوف روسيا والسعودية التي سبق أن أوقفت التوصل إلى اتفاق. وعليه، ستلتزم الدول الأعضاء في المجموعة بمواصلة وتشجيع الجهود الرامية إلى تحقيق هدف زيادة توليد الطاقة النظيفة.
وتُعد زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة أمرًا جوهريًا للمساعدة على تحقيق الأهداف المناخية، إذ إن توليد الطاقة مسؤول عن حوالي ثلث الانبعاثات العالمية. ورغم المستوى القياسي لتبني الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصين، وتسارع وتيرة استخدامها في أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية، ما يزال العالم يعتمد بشكل كبير على الفحم والغاز في توليد الطاقة، فقد بلغ استهلاك الفحم أعلى مستوياته في 2022، وسيبقى عند هذا المستوى خلال العام الجاري.
استكمالًا لما سبق، قضية التغير المناخي والبيئة ستكون من الموضوعات الرئيسية أيضًا، حيث من المتوقع أن يعمل القادة على وضع خطط للتخفيف من الانبعاثات الكربونية، في ظل تصاعد تأثيرات التغير المناخي، وسيتناول النقاش بشكل خاص الانقسام حول مسؤوليات الدول المتقدمة في مواجهة هذه الأزمة تجاه الدول النامية.
الجغرافيا السياسية وتحديات قمة العشرين 2024
تتزامن قمة مجموعة العشرين مع مؤتمر الأطراف بشأن المناخ في باكو بأذربيجان، في ختام عام شهد العالم خلاله أزمات مناخية كانت أشدها في البرازيل مع فيضانات وجفاف وحرائق غابات، بالإضافة إلى العديد من الصراعات والحروب، وستختتم القمة بجلسة موسعة الثلاثاء تخصص لموضوع التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة. وكانت مجموعة العشرين أيدت خلال قمتها الأخيرة العام الماضي في الهند زيادة مصادر الطاقة المتجددة بثلاث مرات بحلول 2030، لكن بدون الدعوة إلى التخلي عن الطاقات الأحفورية.
ويُعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة من أهم التحديات التي تواجه القمة، حيث يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية بالفعل حيث يستعد القادة لرسوم جمركية أعلى، والتشكك في الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ وتحول في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف يُمثل الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأخيرة قبل تسليم السلطة إلى ترامب في يناير 2025.
وعليه، فإن انتخاب الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا ونهجه تجاه المؤسسات متعددة الأطراف يخلق مشهدًا جديدًا للقمة القادمة لمجموعة العشرين. حيث تمثل هذه القمة منصة حاسمة لأمريكا اللاتينية لاستعادة مكانتها في الحوار العالمي حول الاستثمار والتعاون والتنمية، نظرًا للتمثيل الضعيف تاريخيًا للدول ذات الدخل المتوسط. وهناك دعم متزايد من المجتمع المدني الإقليمي للسياسات العادلة والتقدمية بشأن تغير المناخ، والانتقال الطاقي، والاقتصاد الرقمي، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وتواجه البرازيل مسؤولية كبيرة: ضمان نجاح القمة مع إبراز أولويات المنطقة.
في عهد إدارة بايدن، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بالاستدامة بعد أن كان ترامب قد اعتبر تغير المناخ خدعة، وسحب واشنطن من اتفاق باريس في فترة ولايته الأولى. وعليه يظل مستقبل رسالة الولايات المتحدة الأمريكية بعد قمة مجموعة العشرين 2024، غير واضح.
ومن المتوقع أن تؤكد دول مجموعة العشرين مجددًا خلال القمة الحالية تعهدها بتحقيق أهداف صافي صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن أو نحو ذلك واختتام المفاوضات بحلول نهاية عام 2024 بشأن صك دولي طموح وعادل وشفاف وملزم قانونًا بشأن التلوث البلاستيكي. والجدير بالذكر أن مجموعة العشرين كانت تواجه بالفعل بعض المقاومة من روسيا والصين والمملكة العربية السعودية بشأن تضمين مسودة البيان هدفًا عالميًا لتخزين الطاقة في قطاع الطاقة بمقدار حوالي 1500 جيجاوات بحلول عام 2030 من شأنه أن يُسهم في تحقيق هدف مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة حوالي ثلاث مرات.
هنا تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العشرين تظل المنتدى العالمي الأول الذي تناقش فيه واشنطن وحلفاؤها الخلافات حول أكثر قضايا العالم إلحاحًا مع الصين وروسيا وغيرها من الاقتصادات الناشئة الكبرى. حيث حاولت الدولة المضيفة البرازيل تجنب أن تطغى الحرب الروسية الأوكرانية وتوترات الشرق الأوسط على القمة، وذلك نظرًا لوجود موسكو في التجمع والاختلافات العميقة بين المشاركين حول كيفية حلها.
مجمل القول، تنطلق قمة مجموعة العشرين في البرازيل في وقت حرج، وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، ما يجعلها حدثًا محوريًا يترقبه العالم، بمشاركة أكبر الاقتصادات العالمية. وتكتسب القمة دورًا رئيسًا في رسم ملامح الاقتصاد الدولي في ظل الأزمات المستمرة على الساحة الدولية، في ظل التصاعد المستمر للأزمات، بدءًا من الحرب في أوكرانيا وصولًا إلى التوترات في الشرق الأوسط، وتكتسب المناقشات حول القضايا الجيوسياسية أهمية خاصة، مع التركيز على قضايا مثل الأمن الغذائي والطاقة والتغير المناخي، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.