المركز المصري في الإعلام

اللواء محمد إبراهيم الدويري: نتنياهو العقبة الكبرى أمام وقف إطلاق النار والفصائل لاتزال قادرة على تكبيد الجيش الإسرائيلى خسائر كبيرة

أجرت جريدة صوت الأمة حوارا مع اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، حول سؤال رئيس وهو ماذا بعد اغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار، ورؤيته لسيناريوهات الأيام المقبلة فى ظل تمادى الاحتلال الإسرائيلى فى انتهاكاته بقطاع غزة ولبنان.

< في البداية، تزايد الحديث عن مستقبل حركة حماس في أعقاب اغتيال قائدها السياسي، يحيى السنوار، على يد الاحتلال الإسرائيلي، فما رؤيتك لمستقبل الحركة في الأيام المقبلة؟ هل لديها صفوف أخرى قادرة على استعادة التوازن للبقاء على قيد الحياة؟

– من المؤكد أن حماس تعرضت للعديد من الضربات الإسرائيلية العنيفة منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر عام 2023، وهي ضربات مازالت متواصلة منذ أكثر من عام دون توقف سوى لبضعة أيام في نوفمبر من العام الماضي، وقامت إسرائيل باغتيال أهم القيادات السياسية والعسكرية للحركة؛ وكان آخرهم رئيس المكتب السياسي للحركة «يحيى السنوار» في تل السلطان في مدينة رفح الفلسطينية، وبالرغم من ذلك، فإن الحركة لاتزال لديها القدرة على المقاومة حتى الآن، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر في العتاد والأفراد كل يوم تقريبًا، وكان آخرهم العقيد إحسان دقسه، قائد اللواء 401، كما أن الحركة لاتزال لديها الكوادر، التي يمكن أن تقودها في المرحلة المقبلة، وفي رأيي أننا يمكن أن نشهد تغييرًا في سياسات الحركة خلال الفترة القادمة في ضوء نتائج هذه الحرب، قد تدفع الحركة إلى مراجعة أو إعادة التفكير بجدية في طبيعة مستقبلها السياسي والعسكري، وموقعها ضمن المنظومة الفلسطينية ككل.

< وبرأيك من هم أبرز المرشحين لتولي قيادة حركة حماس بعد اغتيال يحيى السنوار؟ وهل بالفعل قد تُدار الحركة عن طريق لجنة خماسية لإبعاد أنظار إسرائيل عنها؟

– لا شك أن عملية اختيار رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة، هي شأن داخلي للحركة، وهي التي ستقوم عندما تحين الظروف المناسبة بانتخاب الشخصية، التي ستتولى مسؤولية الحركة عقب اغتيال إسرائيل يحيى السنوار، ويمكن القول إن جميع الاحتمالات ستكون مطروحة بين تأجيل عملية الاختيار لفترة ما لأسباب أمنية، أو الانتظار حتى تنتهي هذه الحرب، أو اختيار شخص، ويتم إعلانه من بين الأسماء المعروفة والمطروحة، التي يتداولها الجميع، ومن بينهم كل من محمد السنوار، والدكتور خليل الحية، وخالد مشعل، أما مسألة القيادة الجماعية، فهي أمر غير معتاد في الحركة، وأعتقد أنه قد يكون آخر البدائل، بل وأضعفها.

< يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستهدفًا القضاء على الأخضر واليابس دون وجود حلول تلوح في الأفق القريب، هل مازال هناك أفق لإنهاء هذه الحرب والتوصل إلى التهدئة، خاصة بعد اغتيال قادة حماس؟

– ركزت معظم المواقف الدولية التي صدرت عن المسؤولين الرسميين في العديد من الدول على أن اغتيال إسرائيل للسنوار قد فتح المجال أمام إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وفي رأيي أنه حتى مع تشدد حماس في بعض النقاط، وهو أمر طبيعي، إلا أن العقبة الأكبر أمام الهدنة تمثلت في المواقف المتشددة للغاية التي كان يطرحها نتنياهو، والتي أفشلت كل الجهود المبذولة بالرغم من أن معظم أعضاء المنظومة الأمنية والعسكرية، بل وطاقم المفاوضات، لم يكن يتبنَّ مواقفه.

< وما تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط؟

– من الطبيعي أن تكون للانتخابات الأمريكية تأثيرات مختلفة على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، التي تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، ورغم أن أولويات الناخب الأمريكي، تركز على الأوضاع الداخلية، وليست الخارجية، فإن لكل إدارة أمريكية توجهات محددة تجاه المنطقة، حيث أن إدارة الرئيس بايدن لم تنجح في حل أي من المشكلات، التي شهدتها المنطقة، من بينها كل من أزمتي غزة وحرب لبنان، وفشلت في الضغط على إسرائيل، بل منحتها الدعم العسكري والمادي والسياسي، ما ساعدها على التمادي في مواقفها المتطرفة.

أما في حالة عودة الرئيس «دونالد ترامب» إلى البيت الأبيض، فمن المتوقع أن يزيد من حجم الدعم والتأييد لإسرائيل على سبيل المثال، وفي رأيي أن الولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن في بلورة سياسة واضحة تجاه التعامل مع المنطقة ومشاكلها، وافتقدت بوصلة التعامل السليم معها، الأمر الذي أدى إلى تقليص نسبي ومتدرج في الدور الأمريكي بالمنطقة.

< عرقلة نتنياهو للجهود المقدمة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولاته الدائمة لوضع عوائق وشروط وعقبات من شأنها إفشال كل الطرق المؤدية لوقف إطلاق النار.. كيف تراها؟

– لا شك أن الجهود المصرية المكثفة والفاعلة وغير المسبوقة التي بذلت مع الوسطاء الآخرين، سواء قطر أو الولايات المتحدة، قد نجحت أكثر من مرة في الوصول إلى شبه اتفاق نهائي على جميع البنود المتعلقة بالهدنة في غزة والحصول على موافقة حماس عليها، إلا أن نتنياهو كان يتدخل بصفته الشخصية لإفشال هذه الجهود وفرض شروط جديدة لم تكن في الحسبان، وبالتالي يتم الوصول إلى طريق مسدود. والأمر الغريب أن نتنياهو سبق أن رفض المقترحات التي أعلنها الرئيس الأمريكي «بايدن» في يونيو الماضي، رغم أنها كانت في مضمونها مقترحات إسرائيلية.

< وهل رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو وائتلاف حكومته جادون في التوصل إلى هدنة؟ وما تقييمك لتمسك إسرائيل بالبقاء في محور فيلادلفيا بقطاع غزة؟ وما رؤيتك لتداعيات هذا الأمر على علاقات إسرائيل مع مصر؟

– من الواضح تمامًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته المتطرفة، ليس في أجندتهم موضوع الهدنة، بل يمكن القول إنه ليس في أولوياتهم الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وفصائل المقاومة، وأعتقد أن القصف الإسرائيلي العشوائي لكل مكان في غزة، يؤكد أن مسألة حياة هؤلاء الأسرى، لا تعني هذه الحكومة، رغم جميع الأصوات والمظاهرات الداخلية التي تطالب بإنجاز الصفقة.

أما فيما يخص تمسك إسرائيل بالبقاء في محور صلاح الدين أو فيلادلفيا، فإنها ساقت العديد من المبررات غير الحقيقية من أجل التمسك بالبقاء في هذا المحور، الذي يقع كاملًا على أراضٍ فلسطينية، وتدعي إسرائيل زورًا وبهتانًا أن وجودها في هذا المحور من أجل أن تمنع حماس من عمليات التهريب أو من حفر الأنفاق، وهي كلها ذرائع وهمية، حيث إن إسرائيل تعلم تمامًا أن مصر نجحت تمامًا في إغلاق جميع الأنفاق التي كانت موجودة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، حيث إن هذه الأنفاق كانت أحد العوامل التي ساعدت على تنامي الإرهاب في سيناء لفترة طويلة حتى نجحت مصر في إغلاقها تمامًا، وبالتالي تم القضاء على الإرهاب في هذه المنطقة.

ولا شك أن جميع التطورات التي شاهدناها منذ العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، سواء المجازر التي تُرتكب بصورة يومية أو احتلال أجزاء كبيرة من القطاع أو التهجير القسري للسكان وتحويلهم من لاجئين إلى نازحين واحتلال محور فيلادلفيا وتدمير معبر رفح الفلسطيني، كلها أمور أضفت مناخًا متوترًا على العلاقات المصرية الإسرائيلية. ومن هنا يجب على إسرائيل أن تعلم أنه إذا كانت راغبة في إنهاء هذا التوتر، فيجب عليها أن تُعيد حساباتها الحالية في غزة وتُسرع إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى الهدنة في أقرب فرصة ممكنة.

< ماذا عن اليوم التالي في غزة؟ تحدث البعض عن إدارة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع بعد انسحاب إسرائيل، بينما تصر تل أبيب وواشنطن على ضرورة ألا يشمل حكم القطاع في المستقبل حركة حماس، فكيف ترى ذلك؟

– في رأيي أن الأزمة الكبيرة في غزة لم تبدأ بعد، حيث أن الحرب سوف تنتهي آجلاً أم عاجلاً، ولكن القضية الأهم تتمثل في طبيعة الترتيبات الخاصة باليوم التالي، وكيف ستكون الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وإعادة الإعمار في غزة، وهي كلها قضايا معقدة للغاية، تحتاج إلى جهد خارق حتى يعود الاستقرار إلى القطاع.

ما زالت هناك مقترحات متعددة قيد البحث والدراسة فيما يتعلق بمن سيتولى مسؤولية القطاع بعد انتهاء الحرب، هل الحكومة الفلسطينية الحالية، أم حكومة جديدة، أم لجنة إدارية ذات طبيعة خاصة، ولم يتم التوصل إلى موقف نهائي حتى الآن في هذا الشأن، وفي نفس الوقت، علينا ألا نسقط الموقف الإسرائيلي من حساباتنا، خاصة أن المعطيات تشير إلى أن احتلال غزة سوف يستمر فترة غير محددة.

وفي نفس السياق، هناك محددان رئيسيان فيما يتعلق بمن سيحكم القطاع في اليوم التالي: المحدد الأول، ضرورة أن تكون السلطة الفلسطينية الشرعية هي المسؤولة عن هذا الأمر دون غيرها، وهي التي تقوم بترتيب ذلك مع الأطراف الأخرى. أما المحدد الثاني، فهو أن حماس لن تعود إلى حكم القطاع مرة أخرى، وهذا هو الموقف الذي أعلنته قيادات حماس نفسها في أكثر من مناسبة.

< كيف ترى تطورات الأوضاع الميدانية في لبنان مع التصعيد الإسرائيلي المستمر على الجنوب؟ وهل قرار تل أبيب بالتدخل البري، كان أفضل خيار لإسرائيل؟

– الحرب الإسرائيلية على لبنان كانت متوقعة منذ بداية أحداث غزة في ضوء ما أعلنته إيران وحزب الله من استمرار عملياتهما ضد إسرائيل حتى تتوقف عملياتها في غزة، وذلك في إطار ما يعرف بجبهات الإسناد، كما كانت كل التطورات تشير إلى أن نشوب هذه الحرب ما هو إلا مسألة وقت، وهو ما تم بالفعل، كما أن عمليات التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان تعد جزءًا لا يتجزأ من الخطة الإسرائيلية التي تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لحزب الله وبما يمهد لإعادة سكان الشمال.

< قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة الأسبوع الماضي بشأن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، تتضمن تمتع قواتها الجوية بحرية العمل في المجال الجوي اللبناني، والسماح لجيش الاحتلال بالمشاركة في تنفيذ فعال لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله.. فكيف ترى هذه الشروط؟ وهل هي تعجيزية من أجل استمرار العدوان على لبنان؟

– في رأيي أن الوثيقة التي قدمتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة لحل أزمة لبنان دبلوماسيًا، تُعد وثيقة استسلام، لا يمكن للدولة اللبنانية أو لأي دولة ذات سيادة أن تقبلها، حيث أن جميع بنودها تعني باختصار سيطرة إسرائيلية مباشرة وغير مباشرة على جنوب لبنان، وهو الأمر المرفوض تمامًا، ولن تنجح أي جهود أمريكية أو غيرها لتمرير هذه الوثيقة، التي تتناقض تمامًا مع قرار مجلس الأمن رقم 1701.

< وفيما يخص مستقبل حزب الله اللبناني، كيف تراه في أعقاب اغتيال حسن نصر الله؟ وهل نحن أمام واقع جديد قد يؤدي إلى تقليص دور الحزب سياسيًا وعسكريًا في لبنان؟

– مستقبل حزب الله، مهما تأثرت قدراته العسكرية، يعد أمرًا يخضع لرؤية الدولة اللبنانية وطبيعة الحراك الداخلي في هذه الدولة الشقيقة، وليس من حق أي طرف آخر على المستويين الإقليمي والدولي أن يحدد مستقبل حزب يُعتبر أحد مكونات النظام السياسي اللبناني.

< وما مستقبل الوضع السياسي في لبنان؟ وهل تجبر الحرب الإسرائيلية ساسة لبنان على التوافق لانتخاب رئيس بعد سنوات من الفراغ الرئاسي؟

لا شك أن جميع التطورات المتلاحقة التي تشهدها الساحة اللبنانية تفرض على القيادات والمؤسسات المختلفة أن تسرع بانتخاب رئيس جديد للبلاد، فليس من المنطقي أن تكون الدولة اللبنانية دون رئيس في ظل هذه العمليات والاستهدافات والمخاطر، بل والأطماع التي تتعرض لها، والسؤال هنا: ماذا تنتظر لبنان أكثر من ذلك حتى تنتخب رئيسًا جديدًا؟!

< وكيف ترى تداعيات ما يحدث في لبنان وغزة على المنطقة؟ وما سيناريوهات الأيام المقبلة في حال فشلت كل الجهود للتوصل إلى تهدئة؟

– جميع التطورات التي تشهدها المنطقة بصفة عامة وخاصة في غزة ولبنان، يمكن أن تقود المنطقة إلى صراع موسع وانفجار غير محسوب، وهو الأمر الذي حذرت منه القيادة السياسية المصرية مرارًا منذ عملية الطوفان، ومن ثم فإن المنطقة مازالت على شفا حفرة من النار، تكاد أن تقع فيها بكل تداعياتها السلبية، ولذا تظل كل السيناريوهات مفتوحة، بل وتتحرك في اتجاه التصعيد، وليس التهدئة.

وبالرغم من هذه التطورات المعقدة، فإنه مازالت هناك إمكانية لوقف تدحرج كرة الثلج، لكن ذلك يرتبط أساسًا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وهذه هي المسئولية التي تقع على الأطراف الفاعلة وأهمها الولايات المتحدة، أما دون ذلك، فإن المنطقة ستكون مقبلة على مرحلة لم تشهدها من قبل.

< وإلى أين تقود سياسات نتنياهو العشوائية إسرائيل؟ وما مستقبله السياسي بعد وقف الحرب؟

– السياسات التي ينتهجها نتنياهو في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ولبنان وسوريا وغيرها، هي انعكاس لموقف الائتلاف الحاكم المتطرف، الذي أسقط من أجندته عملية السلام تمامًا، وللأسف، فإن شعبية نتنياهو تتزايد في ظل هذه السياسات العدائية، التي ينفذها في المنطقة، وهو الأمر الذي يجب أن نقف عنده كثيرًا، ونبحث في أسباب توجه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، بل واليمين المتطرف.

< وما تقييمك لموقف المنظومة الدولية، لاسيما مجلس الأمن، في ظل فشله لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف الحرب على لبنان؟

– ليس هناك أي مجال للشك في أن التطورات الأخيرة سواء في قطاع غزة أو لبنان، كانت ظاهرة كاشفة للعجز الذي تعاني منه المنظومة الدولية، والتي أصبحت تتعامل مع هذه الكوارث الإنسانية والسياسات الإسرائيلية العدائية من خلال بيانات التعاطف تارة، والشجب والإدانة والمناشدة والقرارات الشكلية غير القابلة للتنفيذ تارة أخرى، الأمر الذي يؤكد أنه قد آن الأوان لإدخال التعديلات اللازمة على مهام واختصاصات هذه المنظومة الدولية، حتى تكون قادرة على الحفاظ على الأمن والسلم العالمي، وتلك هي مهمتهم الرئيسية، التي أصبحت للأسف خارج نطاق قدراتهم.

وكيف ترى الدور الأمريكي في ظل الانتقادات الموجهة إليه بسبب التناقض الواسع في سياسته تجاه الحرب على غزة ولبنان؟

الولايات المتحدة، ضربت أروع الأمثلة في مدى تبنيها لسياسات المعايير المزدوجة، والتحيز الأعمى لصالح إسرائيل، بل أن الدور الأمريكي، تراجع كثيرًا في المنطقة، ولم يصبح هو الدور المؤثر في حل قضايا المنطقة والحفاظ على المصالح الأمريكية، وهي كلها أخطاء، أتمنى أن تعالجها الإدارة الأمريكية الجديدة سواء ديمقراطية كانت أم جمهورية.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى