محمد مرعى عن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله: كل الخطوط الحمراء تلاشت وأصبحنا أمام حرب مفتوحة
علق محمد مرعى، كبير الباحثين بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، على توسيع دائرة المواجهة والتصعيد بين إسرائيل وحزب الله قائلا، أن التصعيد الإسرائيلى الحالى والهجوم الجوى المكثف وغير المسبوق على جنوب لبنان، تجاوز سقف الاشتباك المستمر منذ 8 أكتوبر، والذى يأتى عقب توسيع حزب الله مستوى هجماته لعمق الشمال الإسرائيلى فى جنوب حيفا، ويؤكد أن الخطوط الحمراء قد تلاشت، وأن إسرائيل أخذت كل استعداداها لمواجهة طويلة مع حزب الله.”
وأكد أن “نتنياهو فى قمة مجده السياسى الآن، فيمكن القول أنه تجاوز كل الضغوطات الخاصة بحرب غزة وملف الأسرى والمحتجزين الذى طغى عليه الآن المواجهة مع حزب الله، المهدد الاستراتيجى للأمن الإسرائيلى، وأضاف: “نتنياهو حصل حتى على دعم كل معارضيه فى فتح الجبهة اللبنانية لإجبار حزب الله على وقف إطلاق صواريخه على الشمال بما يسمح بعودة سكان الشمال“.
وقال: نحن أمام “حرب” وجبهة صراع ومواجهة غير مسبوقة ستستمر معنا لأسابيع ويمكن أشهر، ويبدو أن السيد حسن نصر الله لم يكن يدرك ذلك حتى. حتى تهديداته منذ أشهر أن المدنى بالمدنى والعمق إذا تجاوزت إسرائيل مستوى الاشتباك القائم، ستحتاج أن يفعل نصر الله من تهديده فى ضوء بدء إسرائيل تدمير عمق الجنوب اللبنانى.“.
وأوضح الباحث فى المركز المصرى المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن توسيع نتنياهو دائرة المواجهة والتصعيد مع حزب الله، يحظى دعما أمريكيا وغربيا كاملا، مدفوعا بأن نصر الله هو من يرفض الوصول لاتفاق، وأن هناك أزمة نزوح فى شمال إسرائيل، وأن هجمات حزب الله تستهدف المدنيين الإسرائيليين“.
وتابع: “الهجوم والضربات الجوية الصاروخيّة المكثفة على جنوب لبنان، والاستهداف الواسع للكتل السكانية فى الجنوب وحتى حدود الليطانى، والذى نتج عنه حالة نزوح واسعة لسكان الجنوب، هو تمهيد لعملية برية عسكرية إسرائيلية محتملة.”
وأشار إلى أن النزوح الواسع لسكان الجنوب فى لبنان، سيمثل انتصار “أولي” لنتنياهو، وسيمثل عامل ضغط على نصر الله للقبول باتفاق الانسحاب إلى شمال الليطانى، ووقف إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل لعودة النازحين لمستوطنات الشمال فى مقابل السماح بعودة النازحين اللبنانيين للجنوب مرة أخرى.
واستطرد قائلا أن “أهداف نتنياهو وإسرائيل من هذا التصعيد و”الحرب” المفتوحة مع حزب الله يمكن اختصارها فى التالي:
أولا: الهدف الاستراتيجى هو تقويض القدرات العسكرية والتنظيمية لحزب الله وإضعافه وإخراجه من مربع التهديد للأمن الإسرائيلى.
ثانيا :إضعاف حزب الله سيمثل لإسرائيل خطوة استراتيجية فى صراعها مع طهران ومحورها فى المنطقة والذى يمثل حزب الله الذراع الأهم والأقوى فى هذا المحور.
ثالثا: سياسيا، تسعى إسرائيل استخدام قوتها العسكرية لإجبار حسن نصر الله على قبول الطرح الإسرائيلى الأمريكى بوقف عملية الإسناد لجبهة غزة، وقبول الانسحاب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى ما بعد الليطانى، حتى تضمن إسرائيل استعادة سكانها لمستوطنات الشمال.
رابعا: يسعى نتنياهو لاستعادة قوة الردع الإسرائيلية وترميمها بشكل كامل فى مواجهة إيران وأذرعها فى المنطقة.
خامسا: أدركت إسرائيل أن استمرار المواجهة مع حزب الله وفق سقف محدد للاشتباك مستمر منذ أكثر من 11 شهرا، هو فى صالح حزب الله ويمثل استنزاف لإسرائيل كما أنه يفاقم من أزمة نزوح أكثر من 60 ألف مواطن إسرائيلى من مستوطنات الشمال اضطرّوا للنزوح للداخل بسبب صواريخ حرب الله.
ومضى محمد مرعى يقول: “إذا لم يجارى حزب الله إسرائيل فى مستوى التصعيد الجارى، من المؤكد أن إسرائيل ستمعن فى عمليات القصف الجوى الوحشى على مناطق الجنوب، وسنكون أمام مجازر وكوارث إنسانية تشبه ما فعلته إسرائيل على مدى ما يقترب من عام فى غزة.
وأضاف: وصول المواجهة بين حزب الله وإسرائيل لنقطة حافة الهاوية قد لا يعنى بالضرورة أن إسرائيل ترغب أو تسعى لتحويلها لحرب إقليمية شاملة. خاصة أن إسرائيل تدرك القدرات الصاروخيّة الاستراتيجية لدى حزب الله وما يمكن أن تحدثه فى العمق الإسرائيلى، كما أن حزب الله يدرك أن الحرب الشاملة المفتوحة سيسمح لإسرائيل بتدمير بيروت وإرجاعها للعصر الحجرى.
وأكد أن قرار حزب الله وحدود توسيع الاشتباك مع إسرائيل لمرحلة الحرب المفتوحة والشاملة، ليس بيده، بل فى يد طهران الذى أصبح واضحا أنها توظف جميع الأذرع للتخديم على مصالحها القومية وصراعها مع الغرب حول برنامجها النووى والقبول بها كقوة مؤثرة مهيمنة فى الشرق الأوسط.