اللواء محمد إبراهيم: إسرائيل تضع العراقيل كلما اقتربنا من اتفاق ومصر مستمرة في جهودها
قال اللواء محمد إبراهيم نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن الاتهامات كافة التي وجهها نتنياهو لمصر في شأن تهريب السلاح عبر الأنفاق “كلها محض افتراء وادعاء، هو يهدف لخلق المبررات التي تسمح له بالوجود العسكري في المحور لأطول فترة زمنية ممكنة، على رغم أن نتنياهو وقيادات الجيش الإسرائيلي جميعهم يعلمون أن مصر أغلقت جميع الأنفاق على حدودها مع قطاع غزة، وأن مصر نجحت بشكل منقطع النظير منذ بدء العملية الشاملة في سيناء عام 2018، لأن مصر هي التي عانت من هذه الأنفاق”، مضيفاً “عندما أغلقنا الأنفاق كان ذلك ليس من أجل إسرائيل، ولكن للحفاظ على أمننا القومي ولوضع حد للعمليات الإرهابية التي عانت مصر منها كثيراً”.
بينما تحافظ مصر على التعاون مع إسرائيل وتبقى على دورها المحوري كوسيط في مفاوضات الهدنة، يبدو أن نتنياهو يعتقد أن العلاقات بين البلدين أمر مسلم به، مواصلاً سلوكه الذي حذر مراقبون من أنه يغامر بتلك العلاقات التي قضت إسرائيل نحو 50 عاماً في بنائها.
ويقول الدويري إن “اتهامات نتنياهو تضفي مناخاً سلبياً على العلاقات الثنائية، واستمراره في توجيه هذه الاتهامات سيزيد من حجم التوتر الحالي الواضح بين الدولتين الذي آمل ألا يستمر طويلاً”.
ويؤكد نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حرص مصر على معاهدة السلام الموقعة عام1976، وتنفيذ التزاماتها واستحقاقاتها طالما الطرف الآخر ملتزم بها، ويقول “نتوقع من إسرائيل أن تبادلنا الالتزام نفسه، لأنه أي انتهاك للمعاهدة ليس في مصلحة استقرار المنطقة كلها”.
ويضيف “للأسف الشديد محور فيلادلفيا أصبح بمثابة المبرر الواهي الذي يستند عليه نتنياهو لعدم الوصول إلى الهدنة، على رغم المواقف الواضحة التي عبر عنها قادة عسكريون وأمنيون في إسرائيل، وكان موقفهم الواضح أن وجود إسرائيل في محور فيلادلفيا ليس هو العنصر الرئيس للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، لأن هناك بدائل أخرى يمكن بحثها لحل هذه المشكلة بالتالي إفساح المجال أمام التوصل إلى الهدنة. لكن للأسف الشديد نتنياهو يضرب بعرض الحائط هذه المواقف كافة، المصرية والعربية والإقيلمية والدولية والأميركية، وقبل ذلك ضرب عرض الحائط بكل المواقف الإسرائيلية سواء استطلاعات الرأي العام أم موقف المعارضة أم حتى موقف القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية”.
وأشار إلى نقطة مهمة أخرى يجب أن يضعها الإسرائيليون والجميع في الاعتبار وهي أن “الأمن القومي المصري أولوية على ما عداه، مصر قادرة على حمايه أمنها القومي إذا ما تعرض لأي تهديد حقيقي، وعلى رغم كل هذه العقبات والصعوبات التي تثيرها الحكومة الإسرائيلية أمامنا وأمام الوصول إلى هدنة إلا أن مصر مستمرة في جهودها، وكان هناك اجتماعات بين مصر وقطر للوصول مع ’حماس‘ إلى حل وسط في ما يتعلق بكيف يمكن أن نجعل الهدنة أمر واقع في الفترة المقبلة، ولا يتبقي سوى أن تكون هناك بعض المرونة من الجانب الإسرائيلي. الواقع يقول إن إسرائيل تضع العقبات كلما اقتربنا من هدنة، وبالتالي نأمل أن يكون هناك تغير في الموقف لصالح الاستقرار والأمن في المنطقة”.