الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024

المناظرة الأولى بين هاريس وترامب.. هل من فائز؟

شارك كل من “كامالا هاريس” مرشحة الحزب الديمقراطي و”دونالد ترامب” مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، في مناظرتهما الأولى على الإطلاق، والتي بدأت في تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء 10 سبتمبر بتوقيت واشنطن. ولم يكن هذا اللقاء المناظرة الأولى بين المرشحين فقط، بل كان اللقاء الأول لهما على الإطلاق. وأقيمت هذه المناظرة في ظل أجواء مشتعلة للانتخابات؛ إذ إن نتائج استطلاعات الرأي حتى اللحظة الأخيرة قبل بداية المناظرة كانت تشير إلى عدم تفوق أي من المرشحين على الآخر.

وتناولت المناظرة العديد من القضايا المهمة والحساسة، مثل الوضع الاقتصادي والتضخم، وقضية الإجهاض، وقضية المهاجرين والقضايا العرقية، بالإضافة أيضًا إلى بعض القضايا الدولية كالحرب في غزة والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها. وفيما يلي أبرز الحجج التي قدمها كل من المرشحين للقضايا المطروحة.

كيف سارت المناظرة؟

أولًا الاقتصاد:

وهو من أهم القضايا المطروحة على الساحة، وأظهرت استطلاعات الرأي أنها القضية التي تشغل حيزًا أكبر من تفكير واهتمام الناخبين الأمريكيين، خاصة بعد ارتفاع معدل التضخم وزيادة الأسعار وأزمة الطاقة.

افتتحت “هاريس” حديثها بتأكيدها على خطتها الخاصة باقتصاد الفرص، والسعي لخفض النفقات، حيث أشارت إلى أنها تنحدر من الطبقة المتوسطة العاملة وتعرف معاناة واحتياجات هذه الطبقة وأنها ستعمل على تلبية هذه الاحتياجات، بالإضافة إلى مهاجمة “ترامب” عن طريق الإشارة إلى أنه يخطط لرفع الضرائب للقيام بالتسهيلات لرجال الأعمال والمليارديرات، وأن هذا ما أكد عليه الخبراء الاقتصاديون، هذا بالإضافة إلى اتهام “ترامب” بأنه لا يملك سوى الحيل القديمة، وأنه يهدف لتنفيذ ما يعرف بـ، “مشروع 2025”.

ونفى “ترامب” مزاعم “هاريس” بتخطيطه لزيادة الضرائب، أو بتنفيذه لمشروع 2025، ومن ثم أشار إلى نجاحه الاقتصادي في فترته الرئاسية السابقة في مقابل ما سماه “أسوأ فترة زمنية شاهدها على الإطلاق”، في إشارة منه للإخفاقات الاقتصادية لإدارة “بايدن” و”هاريس”، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الإخفاقات ناتج عن سماحهم باستقبال أعداد كبيرة من المهاجرين. وأكد “ترامب” أيضًا على أن “هاريس” لا تملك خطة واضحة لخفض النفقات كما تزعم، مدللًا على ادعائه بأنها لم تقدم أي خطة واضحة الآن.

هاجم “ترامب” “هاريس” أيضًا باتهامها بأنها راديكالية يسارية متطرفة، وأنها كانت لها مواقف متطرفة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في عام 2020 مثل حظر التكسير الهيدروليكي وإيقاف وحظر قانون تجريم عبور الحدود، إلا أنها تراجعت عنها بعد ذلك. ووفقًا له، فقد غيرت مبادئها بسبب كونها نائبة للرئيس “بايدن”، وأنها في حال فوزها بالانتخابات ستطبق أجندتها المتطرفة، وهو ما نفته “هاريس” تمامًا مؤكدة أنها لم تغير مبادئها وأنها لم تكن قط ضد التكسير الهيدروليكي.

ثانيًا قضية الإجهاض:

لا تختلف قضية الإجهاض كثيرًا عن قضية الوضع الاقتصادي، حيث أنها تحل في المرتبة الثانية من الاهتمام الأمريكي: وهي محل جدل وخلاف كبير في الشارع الأمريكي.

بدأ “ترامب” حديثه عن الإجهاض بالرد على ما كانت تردده هاريس من قبل وهو أن “ترامب” لا يملك الحق في تحديد ما تفعله المرأة بجسدها، وقال إنه لا يرغب في تحديد هذا بل بالعكس فهو يرى أن الأنسب تطبيق الشكل الأكثر ديمقراطية، من وجهة نظره، في هذا الشأن هو قيام كل ولاية باستفتاء داخلي، وألا يكون قرارًا فيدراليًا حيث أنه هناك من يؤيد ومن يعارض. وأشار إلى أن ما يرغب فيه بعض الديمقراطيين هو شكل متطرف يسمح بالإجهاض في الشهر الثامن والتاسع من الحمل بل ومن الممكن بعد الولادة، وأن من حق الناس المعارضة والمنع في الولايات التي تملك مثل هذا التفكير، ولكن نفت “هاريس” وأيضًا مديرا المناظرة وجود أي مطالبات بمثل هذا الشكل المتطرف.

ردت “هاريس” على “ترامب” بالتأكيد على أنه لا يجب أن يكون للحكومة، وخاصة لـ”ترامب”، أي يد في مثل هذا القرار، وأنه يجب إعطاء المرأة حرية التصرف في جسدها، وأنه من غير المقبول أن يتم منع فتاة مراهقة تم الاعتداء عليها من القيام بالإجهاض وإجبارها على الدخول في ورطة ليس لها يد فيها بسبب وجود قانون يمنع، أو إجبار امرأة أو فتاة فقيرة على السفر من ولاية إلى أخرى في ظل مرورها بظروف صعبة حتى تستطيع القيام بالعملية، مؤكدة على أنه في حالة وصولها للرئاسة ستوقع، بمنتهى الفخر، على قرار إعطاء المرأة حرية الإجهاض دستوريًا.

وعندما وُجِّه السؤال لـ”ترامب” حول ما إذا كان سيستخدم الفيتو الخاص به لوقف مثل هذا القرار من الكونجرس، لم يقدم إجابة مباشرة، بل أكد على أنه لن يحتاج إلى هذا لأن الاستفتاء الداخلي في كل ولاية سيحل تلك الأزمة، مؤكدًا أيضًا على أن “هاريس” لن تكون قادرة على اتخاذ مثل هذا القرار لأن الكونجرس لن يسمح بتمريره، لأنه أصبح أغلبية جمهورية بسبب فشل إدارة “بايدن” و”هاريس”، على حد تعبيره.

ثالثًا قضية المهاجرين والقضايا العرقية:

تم توجيه السؤال إلى “ترامب” حول تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أنه سيقوم بأكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة والآلية التي يخطط لاستخدامها للقيام بمثل هذا. لم يقدم “ترامب” أيضًا إجابة واضحة على الآلية التي سيستخدمها ولكنه أكد على الأضرار التي لحقت بالبلاد بسبب السماح للأعداد الهائلة من المهاجرين بالدخول سواء من الناحية الاقتصادية أو الناحية الأمنية، حيث أكد على أن إدارة “بايدن” و”هاريس” سمحت بدخول الكثير من المجرمين المطرودين من بلادهم وأن هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفعه للرغبة في تأمين الحدود وترحيل أعداد كبيرة، واستمر في الإشارة إلى دخول مجرمين وإرهابيين، بالإضافة إلى بعض الشائعات التي تم تداولها حول أن مجموعة من المهاجرين يأكلون الحيوانات الأليفة، كالكلاب والقطط، في ولاية أوهايو، بالرغم من تكذيب هذه الشائعات. وبالإضافة إلى هذا أكد “ترامب” في العديد من المناسبات أنهم سمحوا بدخول هذه الأعداد من المهاجرين كمحاولة لزيادة كتلتهم التصويتية.

لم تُشر “هاريس” إلى أي خطة أو رؤية حول التعامل مع ملف اللاجئين، وركزت بدلًا من ذلك على المبالغات التي استخدمها “ترامب” مشيرة إلى أن مثل هذا التفكير وهذه المبالغات تفرق ولا تجمع، مع التأكيد على أنها ستكون رئيسة لكل الأمريكيين وأن هذا ما تحتاجه البلاد في الوقت الحالي؛ لرئيس ولسياسات تجمع ولا تفرق، هذا بالإضافة إلى نفي ادعاء “ترامب” بارتفاع معدلات الجريمة، والتأكيد على أن مثل هذه النظرة للمهاجرين هي التي ينتج عنها جرائم العنف والكراهية.

وفيما يتعلق بالقضايا العرقية تم سؤال “ترامب” عن تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أن “هاريس” اكتشفت مؤخرًا أن لها أصول أفريقية وأنها كانت تتعامل على أنها هندية الأصل فيما سبق، رد “ترامب” مؤكدًا على أنه لا يكترث إذا كانت من أصول أفريقية أو غيرها وإن ما قاله من قبل كان مجرد أنه كان يعرف أنها من أصول هندية، ثم عرف مؤخرًا أن لها أصولًا أفريقية أيضًا. واقتصر رد “هاريس” على هذه النقطة بالإشارة إلى أن هذا يؤكد ما كانت تقوله عنه وعن تفكيره من قبل.

رابعًا القضايا الدولية:

بالرغم من أهمية هذا الملف الكبرى، إلا أنه لا يشغل اهتمام الناخبين الأمريكيين خاصة بالمقارنة بالقضايا الداخلية، مما نتج عنه عدم مناقشته بشكل مستفيض في المناظرة.

ركزت “هاريس” في هذا الملف على مهاجمة “ترامب” وعلاقاته الدولية، والإشارة إلى أنه على علاقة جيدة بمن وصفتهم بالدكتاتوريين مثل الرئيس الروسي “بوتين” ورئيس كوريا الشمالية “كيم جونج أون”، لأنه لديه ميولًا دكتاتورية هو أيضًا. هذا بالإضافة إلى تأكيدها على أن الكثير من رؤساء وقياديي الدول أكدوا أن وجود “ترامب” في الرئاسة يشكل خطرًا على الولايات المتحدة والعالم كله، ووصفته بأنه “عار” على الولايات المتحدة، وفقًا لها، مؤكدة أن ادعاءه بأنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا على سبيل المثال سيكون عن طريق الاستسلام لروسيا وترك بوتين ليفعل ما يحلو له وهو ما لن يتوقف فقط عند أوكرانيا بل سيزحف أيضًا لسائر أوروبا.

قابل “ترامب” هذا بالحديث عن قضيتين أساسيتين وهما الحرب الروسية الأوكرانية والحرب في غزة، حيث أكد أنه لو كان هذا التوتر حدث خلال فترته الرئاسية لما كانت تلك الحروب بدأت من الأساس. وأكد أيضًا أن ملف الحرب الروسية الأوكرانية لا يشهد تقدمًا بسبب عدم وجود محاولات حتى للتفاوض مع بوتن وأنه سينهي الصراع عن طريق الوساطة على طاولة المفاوضات. بينما في الحرب في غزة لم يشر إلى خطة أو آلية معينة ينوي العمل بها لكنه أكد على أنه سينهي الصراع. بالإضافة إلى التأكيد على أن “هاريس” تكره إسرائيل وأن هذا ظهر في عدم حضورها لخطاب نتنياهو في الكونجرس.

ونفت “هاريس” كرهها لإسرائيل وأشارت إلى أنها تؤمن بتصريحاتها بأن إسرائيل تمتلك حق الدفاع عن نفسها ولكن بأي طريق. حيث أكدت أن ما حدث في السابع من أكتوبر كان جريمة يتوجب الرد عليها ولكن ليس بالأسلوب الذي ينتهجه نتنياهو والذي نتج عنه الكثير من الضحايا الأبرياء. وأنه يجب أن يتم التهدئة والتوصل لحل بناء على حل الدولتين.

خامسًا الكلمة الختامية: حملت الكلمة الختامية لـ”هاريس” تأكيدًا على أن “ترامب” أظهر أن تفكيره وسياساته تفرق ولا تجمع، مع التأكيد على أنه لا يملك أي أفكار أو حلول جديدة، وأنها هي المرشح الذي يمثل المستقبل والفكر الجديد. وتعهدت مرة أخرى بأن تكون رئيسة لكل الأمريكيين. بينما ركز “ترامب” على التأكيد أن “هاريس” تستخدم كلامًا أجوف ووعودًا جذابة كاذبة وأن كليهما حصل على فرصته في إدارة البلاد بشكل أو بآخر، وفي حين أن إدارته حققت نجاحًا، فإن إدارة “بايدن” و”هاريس” حققت فشلًا كبيرًا.

نقاط قوة وضعف عند كلا المرشحين

  • أظهر كلا المرشحين نقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة وفي ملفات مختلفة، فمن حيث إدارة المناظرة والحوار، ظهرت كامالا هاريس بصورة أكثر ثباتًا انفعاليًا وقدرة على الرد على هجمات ترامب مع الالتزام بما هو محدد مسبقًا مع حملتها الانتخابية وعدم الخروج الارتجالي عنه. فيما كان أداء ترامب انفعاليًا إلى حد كبير معتمدًا على الارتجال الذي كان السمة الأساسية لحديثه خاصة وأن فترات طويلة من المناظرة كان يدافع فيها عن نفسه أمام هجمات كامالا هاريس.
  • أظهرت أيضًا “هاريس” تفوقًا بعيدًا عن الكلمات، فقد بدأت المناظرة بأنها ذهبت إلى “ترامب” عند المنصة المخصصة له لتصافحه متمنية مناظرة جيدة، هذا بالإضافة إلى استغلال تعبيرات وجهها سواء من نظرات الاستهزاء أو الاتهام وحتى الاحتقار في بعض الأحيان، وهو ما يعد إدارة ذكية للموقف للرد على “ترامب” بدون استخدام كلمات، في ظل إغلاق المايكروفونات المخصصة لكل مرشح أثناء حديث المرشح الآخر.
  • أرادت كامالا هاريس إيصال رسالة وحدة إلى المجتمع الأمريكي؛ لجذب الناخبين من الأقليات العرقية والدينية ونسبة كبيرة من المهاجرين حديثًا، وقد نجحت في توصيل هذه الرسالة إلى حد كبير. فيما ركز ترامب على الكتلة الصلبة من مؤيديه في اليمين أو التيار المحافظ بمهاجمة المهاجرين غير الشرعيين الخطرين على مستقبل البلاد، دون محاولة استمالة شرائح أخرى من الناخبين.
  • في الملف الاقتصادي، ركز ترامب على مهاجمة الأداء الاقتصادي لإدارة بايدن واعتبر ذلك نقطة ضعف لدى كامالا هاريس وأنها رغم ذلك لم تقدم خطة واضحة لحل الأزمة الاقتصادية وخفض النفقات. ولكن على الرغم من ذلك، ظهرت هاريس أكثر جدية في التعامل مع الملف الاقتصادي مع مهاجمة السياسات الضريبية لترامب، بما يوحي بأن لديها خطة ما حتى وإن لم تعلن عنها، في مقابل ترامب الذي يركز فقط على الهجوم على إدارة بايدن والاستناد إلى مؤشرات الاقتصاد خلال فترة رئاسته.
  • في ملف الإجهاض، أظهرت “هاريس” تفوقًا كبيرًا، حيث إنها تستغل كونها امرأة من ناحية وشخصية “ترامب” من ناحية أخرى أفضل استغلال، أيضًا تتفوق “هاريس” تفوقًا واضحًا في شكل الخطاب العاطفي الجذاب مما يعطيها تفوقًا أكبر في هذه القضية التي تقترب للجانب العاطفي أكثر من العقلاني. بالإضافة إلى ذلك ظهر “ترامب” في هذا الجزء متراجعًا، خاصة عندما تم سؤاله عن تصريحات نائبه “جي دي فانس” بأنه سيستخدم الفيتو الخاص به لرفض القانون الذي يعطي الحرية بالإجهاض، حيث أكد أنه لم يناقش الموضوع مع “فانس” وفي نفس الوقت لم يعط إجابة واضحة عن موقفه، مما يشير إلى اهتزاز وضعف موقفه.
  • بالنسبة للقضايا الأخرى التي نوقشت فمن الصعب تحديد من المتفوق على الآخر، حيث أنها كلها قضايا تتوقف على المنظور الذي سيستخدمه الناخبون، ففي قضايا المهاجرين على سبيل المثال هناك ناخبون يمتلكون نفس رؤية “ترامب”، وآخرون يمتلكون رؤية “هاريس”، ولم يقدم أي من المرشحين خططًا أو رؤى أو آليات واضحة تقوي موقفه، أو حتى حجج بإمكانها إقناع البعض من الطرف الآخر.
  • وهو نفس الحال في القضايا الدولية، حيث يرى البعض أن “ترامب” يمتلك شخصية قوية وأن الوضع الحالي على الساحة الدولية يحتاج لشخص مثله، بينما البعض الآخر، يمتلك رؤية وتفكير مشابه لـ “هاريس” بأن “ترامب” يشكل خطرًا على الولايات المتحدة والعالم لأنه لديه ميول دكتاتورية. ولكن وقع ترامب في تناقض الدعوة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا لتكلفتها الكبيرة التي تصل إلى 150 مليار دولار، ولكنه في الوقت ذاته لم يمانع استمرار دعم إسرائيل في حربها على غزة رغم إنفاق أكثر من 100 مليار دولار على تسليحها في السنة الماضية من أموال دافعي الضرائب، وهو بذلك يخاطب القاعدة الجمهورية الداعمة لإسرائيل، فيما تعاملت هاريس بدقة لمواجهة انقسام الديمقراطيين بين مؤيدين لإسرائيل ومعارضين لاستمرار الحرب.
  • تم تناول بعض القضايا الأخرى مثل التغير المناخي والانسحاب من أفغانستان وغيرها، إلا أنه لم يتم التركيز عليها بشكل كبير، ولم يتم تقديم معلومات واضحة، بل كانت عبارة عن تبادل نفس الاتهامات التي تم تبادلها بين المرشحين طوال المناظرة.

وفي الختام، من الصعب تحديد من الفائز بشكل حاسم في هذه المناظرة، حيث أنها اتسمت بعدم الوضوح بشكل كبير، وإن كان ترامب بدا عليه التحفظ والارتباك نوعًا ما والتموضع في خندق الرد على هاريس بدل الهجوم المعتاد عليه في كل مناظراته السابقة كالمناظرة الأخيرة مع بايدن التي كانت سببًا في خروجه من السباق بضغط من الديمقراطيين. وكان هناك اهتمام أكبر بتبادل الاتهامات بين المرشحين وتشويه صورة بعضهما البعض، أكثر من الاهتمام بتقديم خطط ورؤى واضحة للمستقبل، ويظهر هذا بشكل واضح في ردود أفعال وسائل الإعلام الأمريكية، حيث أن وسائل الإعلام الجمهورية تعتبر “ترامب” متفوقًا، بينما وسائل الإعلام الديمقراطية تعتبر “هاريس” تفوقت عليه بشكل واضح، بينما تؤكد الصحف ووسائل الإعلام المحايدة على أن استطلاعات الرأي الجديدة هي التي ستظهر ما إذا كان هناك مرشح تفوق على الآخر أم لا. وفي نهاية الأمر لم تقم هذه المناظرة بأي دور أو فائدة توضيحية للناخبين الذين مازالوا في حيرة بين “هاريس” و”ترامب” وربما ستمثل المناظرة القادمة خيار الحسم للناخبين خاصة في الولايات المتأرجحة كبنسلفانيا وميتشجان وويسكونسن وكارولينا الشمالية ونيفادا وجورجيا وأريزونا.

بيير يعقوب

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى