مصر

نقلة جديدة.. انطلاق النسخة الأولى من معرض مصر الدولي للطيران والفضاء

شهد مطار العلمين الدولي اليوم، حدثًا هامًا على مستوى المعارض الدولية الخاصة بالأسلحة والتقنيات العسكرية بشكل عام، والأنظمة المدنية والعسكرية الجوية بشكل خاص، عبر افتتاح النسخة الأولى من معرض “مصر الدولي للطيران والفضاء”، والذي ستستمر فعالياته على مدار ثلاثة أيام. يمثل هذا المعرض، نقلة جديدة في إطار التوجهات المصرية لدخول عالم المعارض العسكرية، وهو المسار الذي بدأ عام 2018، عبر معرض الصناعات الدفاعية “إيديكس”، الذي بات من أهم المعارض العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وكان نجاحه سببًا رئيسيًا في توسيع انخراط مصر في هذا المسار، لتدخل اليوم مجال المعارض العسكرية المتخصصة.

يمثل معرض مصر الدولي للطيران والفضاء فرصة لوكالات الفضاء ومشغلي الأقمار الصناعية لمناقشة التطورات في استكشاف الفضاء والاتصالات والتطبيقات المدنية والعسكرية لتكنولوجيا الفضاء. ويشكل هذا المعرض منصة مثالية لعرض مجموعة واسعة من الطائرات بمختلف الطرازات المدنية والعسكرية والموجهة إلى جانب الاطلاع عن قرب على عروض جوية احترافية تقدمها نخبة من فرق الاستعراضات الجوية العالمية. ومن أهم أهداف هذا المعرض في نسخته الأولى التي ترعاها وتنظمها وزارتا الدفاع والطيران المصريتين تسريع التصنيع والرقمنة والعولمة في قطاعات الطيران والطيران والدفاع والفضاء في الشرق الأوسط وأفريقيا، من منطلق أن مصر تمثل موقع ريادة أساسي لقطاعات الطيران المدني والعسكري في المنطقة كونها تمتلك أكبر قوة جوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتستضيف أكثر المطارات ازدحامًا في أفريقيا وهو مطار القاهرة الدولي.

تتضمن النسخة الأولى من هذا المعرض إقامة أكثر من 50 عرضًا للطائرات (جو- أرضي) بعد ظهر كل يوم من أيامه الثلاثة، وكان لافتًا مشاركة الصين بفريق “بايي” للاستعراضات الجوية، التابع لسلاح الجو الصيني، الذي قام بالطيران مباشرة من الصين نحو مصر، ويتألف من طائرة نقل عسكرية من نوع “Y-20“، وطائرات مقاتلة من نوع “J-10“، في رحلة يتجاوز طولها عشرة آلاف كيلومتر، تعتبر هي الأطول في تاريخ هذا الفريق الاستعراضي، الذي قام اليوم باستعراضات جوية فوق منطقة الأهرامات، لتكون بذلك المرة الأولى التي ينفذ فيها هذا الفريق استعراضات جوية في دولة أفريقية، علمًا بأن طائرة النقل “Y-20“، تُعرض للمرة الأولى خارج الصين.

مشاركة واسعة من أبرز الشركات الدولية

من هذا المنطلق جاءت المشاركة الواسعة لأكبر الشركات والمؤسسات الصناعية الدولية العاملة في مجال الطيران المدني والعسكري في النسخة الأولى من هذا المعرض، حيث تشارك في هذه النسخة وفود رفيعة المستوى من 116 دولة، وأكثر من 200 عارض من 28 دولة، يمثلون شركات دولية هي الأكبر في مجال الصناعات الجوية، مثل شركة “ليوناردو” الإيطالية، و”إم بي دي إيه” الأوروبية، وشركتي “لوكهيد مارتن” و”نورثروب غرومان” الأمريكيتين، بالإضافة إلى العديد من الشركات الفرنسية والروسية والصينية والتركية والهندية والإماراتية، وكذلك الشركات المصرية العاملة في القطاع المدني والعسكري المرتبط بالصناعات الجوية والفضائية. وحقيقة الأمر أن أهمية هذا المعرض لا ترتبط فقط بكونه يهتم بالصناعات الجوية، بل أيضًا لأنه يتناول الجانب الفضائي، وهو جانب بات يحوز بشكل مطرد على اهتمام الدول النامية، خاصة بعد أن بات لهذا المجال صلات مباشرة بالتسليح العسكري.

لذا يمكن القول أن مجالات عمل الشركات المشاركة في النسخة الأولى من هذا المعرض تغطي كافة المجالات المرتبطة بقطاعات الطيران المدني والعسكري وتكنولوجيا الفضاء، وهو ما يشمل الشركات التي تقوم بتصميم وبناء وتوريد الطائرات التجارية والعسكرية والشركات المصنعة للمحركات والشركات التي تقوم بتصميم وبناء وتوريد الأنظمة والمكونات الإلكترونية للطائرات مثل أنظمة الملاحة ومعدات الاتصالات وأنظمة إدارة الطيران وكذا الشركات المنتجة لمعدات الهبوط والفرامل وأنظمة الوقود والديكورات الداخلية للطائرات بجانب شركات الإصلاح والتجديد ومقدمو خدمات الطيران والشركات التي تصنع المكونات والأقمار الصناعية ومركبات الإطلاق ومشغلو المركبات الفضائية ومنظمات أبحاث الفضاء ومنظمات البحث والتطوير في المجال الدولي والهيئات الخاصة بالتدريب الجوي والملاحي.

بشكل عام يسلط معرض مصر الدولي للطيران والفضاء الضوء على ثلاثة قطاعات اساسية:

  • القطاع الدفاعي: حيث يعرض أحدث الأنظمة الدفاعية الجوية والصواريخ والمقاتلات.
  • القطاع الفضائي: حيث يسلط الضوء على أحدث التطورات في مجال استكشاف الفضاء وتطبيقاته.
  • القطاع التجاري: حيث يعرض أحدث الطائرات التجارية وخدمات الصيانة والإصلاح.

ويهدف المعرض في نسخته الأولى إلى تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية، من بينها:

  • تعزيز التعاون الدولي: فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر ودول العالم في مجال الصناعات الدفاعية والفضائية.
  • نقل التكنولوجيا: تسريع عملية نقل التكنولوجيا الحديثة في مجال الطيران والفضاء إلى مصر.
  • تطوير الصناعات المحلية: دعم وتطوير الصناعات المحلية العاملة في هذا المجال.
  • تعزيز القدرات الدفاعية: تطوير القدرات الدفاعية المصرية وتحديث أسطولها الجوي.
  • استكشاف الفضاء: دعم جهود مصر في استكشاف الفضاء وتطوير التطبيقات الفضائية.

أبرز الشركات المشاركة في معرض مصر للطيران والفضاء

تحرص شركة “بوينج” الأمريكية للصناعات الجوية، على المشاركة في كافة الفعاليات المصرية، انطلاقًا من خبرتها السابقة فيما يتعلق بالنجاحات التي حققها معرض “إيديكس” للصناعات الدفاعية، وكذلك انطلاقًا من عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ورغبةً في تعزيز التعاون في مجال الدفاع والطيران المدني بين الجانبين، والذي يمتد لعقود مضت.

لذا فازت هذه الشركة بالرعاية الفضية لنسخة هذا العام من معرض مصر الدولي للطيران والفضاء، وستعرض خلاله مجموعة واسعة من منتجاتها، خاصة أحدث مقاتلاتها، وهي المقاتلة “F-15EX“، وطائرات التدريب المتقدم “T-7A“، ومروحيات النقل الثقيلة “CH-47F“، وطائرات التزود بالوقود جواً “KC-46“، والطائرات بدون طيار “SCAN EAGLE“، والطائرات التجارية من أنواع 777X و787 و737 ماكس، فضلاً عن طراز 787-9 دريملاينر.

تشارك في هذا المعرض أيضًا، مؤسسة “روس أوبورون إكسبورت” الروسية، وهي جزء من مجموعة “روستيخ” الحكومية، حيث ستعرض منتجات صناعة الدفاع الروسية المرتبطة بقطاع الطيران والدفاع الجوي، بمشاركة شركتي “ناشيونال أفياشن سيرفيس”، وشركة “يونايتد إيركرافت كوربوريشن”، وشركة “يونايتد إنجين كوربوريشن”، وهي شركات تابعة أيضًا لمجموعة “روستيخ”، التي ستعرض سلسلة من أهم منتجاتها المرتبطة بالدفاع الجوي والتسليح الجوي، من بينها المروحية الهجومي “KA-52″، والطائرة المسيرة “ORLAN-10” و”ORLAN-30“، وأنظمة الدفاع الجوي “BUK-M3E” و”TOR-M2E” و”PANTSIR-S1M“.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم أيضًا العرض الأول لعدد من الأنظمة التسليحية الجديدة، من بينها نظام مكافحة الطائرات بدون طيار “RB-504P-E“، والصاروخ الاعتراضي قصير المدى “TKB-1055“، المصمم لمهاجمة الطائرات بدون طيار الصغيرة، والصاروخ الجوال الجديد “KH-69“، الذي قد يتم تضمينه ضمن تسليح مقاتلة الجيل الخامس الروسية الجديدة “SU-57E“.

للمرة الثانية تشارك شركات تركية للصناعات الدفاعية في معارض مصرية، بعد مشاركة أولى لهذه الشركات في النسخة الثالثة من معرض “إيديكس” للصناعات الدفاعية أواخر العام الماضي. تأتي شركة الصناعات الفضائية التركية “تاي”، وشركة “أسيلسان” للصناعات الدفاعية، وشركة “بايكار” للصناعات الجوية، ضمن أبرز الشركات التركية المشاركة في هذا المعرض، حيث أعلنت الشركة الأولى أنها ستعرض طائرة التدريب المتقدم “حرجيت”، التي بدأت في تطويرها منذ عام 2017، وأُجريت أول اختبارات عليها عام 2020، في حين حلقت للمرة الأولى عام 2022، ومن المتوقع أن تحل العام القادم محل طائرات التدريب الموجودة حاليًا في الترسانة التركية.

كما تعرض شركة “أسيلسان”، مجموعة من منتجاتها في مجال أنظمة الاستطلاع والمراقبة والاستهداف الكهروضوئية، والرادارات الجوية، والذخائر الموجهة، وأنظمة الطيران المتكاملة، وأجهزة الاتصال اللاسلكي، وأنظمة الحرب الإلكترونية.

الصناعات الجوية المصرية.. الدخول في أطوار جديدة

من الجائز اعتبار الظهور “المسلح” الأول للطائرة المصرية بدون طيار “6 أكتوبر”، في ساحة العرض الخارجية لمعرض مصر الدولي للطيران والفضاء، بمثابة تعبير واضح عن حجم التقدم الذي طرأ على الصناعات الجوية المصرية، التي لم تكن حتى سنوات خلت، قد دخلت بشكل معتبر في مجال صناعة التقنيات المسيرة. حقيقة الأمر أن معرض “إيديكس” – منذ انطلاق نسخته الأولى عام 2018 – قد مثل شرارة إطلاق الجهود المصرية للحصول على قدرات متفوقة وهجومية في مجال الطائرات بدون طيار. في النسخة الأولى من معرض إيديكس، كانت المعروضات المصرية من الطائرات بدون طيار محدودة للغاية، حيث اقتصرت حينها على ثلاثة أنواع ينتجها مصنع الطائرات التابعة للهيئة العربية للتصنيع، منها نوع يصنع بترخيص من الصين، وهو الطائرة الاستطلاعية “ASN-209“، ونوعين من أنواع الطائرات الهدفية التي تصنع محليًا، وتستخدم في تدريب كتائب الدفاع الجوي على الرصد والاشتباك، هما الطائرة “هرم-36” والطائرة “قائد-36”.

في نسخة عام 2021 من معرض “إيديكس”، كان الوضع مختلفًا تمامًا عن النسخة الأولى فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار، حيث شهدت هذه النسخة ظهور ثمار الخبرة الطويلة التي اكتسبتها مصر من تصنيع عدد من طائرات الاستطلاع بدون طيار بترخيص من الخارج، وذلك بالظهور الأول للطائرة الاستطلاعية بدون طيار – المصنعة بشكل كامل بمكونات وأيادٍ مصرية – “نوت”، وهي تعد ضمن فئة طائرات الاستطلاع متعددة المهام، والطائرة الهدفية “EAB0-3A” المعروفة أيضًا باسم “الطائر المصري الرشيق”، وهي من أنواع الطائرات الهدفية عالية الأداء، والطائرة الهدفية “عرابي-1″، وهي مخصصة لتدريب وحدات الدفاع الجوي قصير المدى، بجانب الظهور الأول للطائرات الهجومية بدون طيار، عبر الطائرة المصرية “30 يونيو”.

أما في نسخة عام 2023 من هذا المعرض، فقد عرضت مصر مجموعة جديدة من الطائرات المسيرة، بشكل يمكن من خلاله تلمس زيادة الانخراط المصري في هذا المضمار، خاصة فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار بعيدة المدى، حيث شهد معرض هذا العام الظهور الأول لطائرة الاستطلاع “6 أكتوبر”، التي يصل مداها إلى 250 كيلو مترًا، وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 30 ساعة، على ارتفاعات تصل إلى 7 كيلو مترات، وتتميز بعدة أنظمة للرصد والاستطلاع الكهروبصري، وكذلك رادار من الفئة “SAR“، وتستطيع التحليق بسرعات تصل إلى 260 كيلو مترًا في الساعة، على ارتفاعات تصل إلى 7 كيلو مترات.

تعد هذه الطائرة نموذجًا مطورًا من الطائرة بدون طيار “30 يونيو”، التي ظهرت للمرة الأولى في النسخة الماضية من معرض “إيديكس”، وتم عرضها أيضًا في النسخة الأخيرة من المعرض، وهي من فئة المسيرات متوسطة الارتفاع طويلة البقاء (MALE)، وتبلغ حمولتها 270 كجم، وسرعتها القصوى تبلغ 260 كيلو مترًا في الساعة، وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 16 ساعة، وتتزود بـ 10 نقاط تعليق لحمل تجهيزات الاستطلاع والتسليح، وتم تزويدها بنظام رصد كهروبصري جديد، وباتت تمتلك القدرة على حمل ذخائر خارجية وخزانات وقود إضافية، وأصبحت بالتالي هناك نسخة مسلحة منها.

من أنواع المسيرات الإضافية التي عُرضت في النسخة الأخيرة من هذا المعرض، الطائرة المسيرة “أحمس”، التي يصل مداها الأقصى إلى 240 كيلو مترًا، وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 30 ساعة، وتتزود بسبعة نقاط تعليق خارجية، تُمكنها من أداء كافة المهام الاستطلاعية والهجومية. كذلك عرضت مصر أيضًا مجموعة من الطائرات بدون طيار التي تُستخدم كأهداف لتدريب المدفعية المضادة للطائرات وأطقم منظومات الدفاع الجوي الصاروخية، ومنها الطائرة “طابا-1” و”طابا-2″، حيث تبلغ سرعة النوع الأول 500 كيلومتر في الساعة، ويمكن أن يحلق على ارتفاعات تصل إلى 6 كيلو متر، لنحو 50 دقيقة متواصلة.

أما النوع الثاني فتصل سرعته القصوى إلى 850 كيلو مترًا، ويبدو من التصميم الخارجي لكلا النوعين أنهما يعتبران بمثابة مقدمة لتطوير مستقبلي لذخائر جوالة، قد تبدأ مصر في إنتاجها قريبًا، لتدخل بذلك مجالًا أثبت نجاعته الميدانية خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

كشفت الهيئة العربية للتصنيع المصرية، خلال فعاليات معرض مصر الدولي للطيران والفضاء، عن نظام محمول على الكتف للتشويش على الطائرات بدون طيار، مكون من مجموعة الرصد والتوجيه وحقيبة الطاقة وبندقية التشويش، وهو ما يُشير بدوره إلى تطور لافت في هذا المجال التقني الدقيق، الذي بات يُعتبر جزءًا أصيلًا من عمليات التحديث المرتبطة بالمجال الجوي، وقد سبق وعرضت الهيئة العربية للتصنيع، خلال النسخ الثلاث لمعرض “إيديكس”، عددًا كبيرًا من المنظومات في هذا الإطار، منها:

  • منظومة التشويش المضادة للطائرات بدون طيار “DJ-400V“، والتي يمكن تثبيتها على الوسائط المدرعة والمدولبة المختلفة، للعمل على تحييد التهديدات التي تشكلها الطائرات الصغيرة والمتناهية الصغر، من خلال تعطيل وصلة البيانات الخاصة بها وإشارات نظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية، وتتميز هذه المنظومة بتغطية شاملة تبلغ 360 درجة أفقياً و30 درجة عمودياً، على مسافات تصل إلى 4 كيلو متر، ويمكن تخصيصها لتوفير تغطية في قطاعات محددة وفقًا لمتطلبات المستخدم.
  • سلسلة منظومات “حارس” للتشويش الإلكتروني على الطائرات بدون طيار، والتي تشمل منظومات حارس 1 و2 و3 و4 و5، المحمولة على متن المدرعات وناقلات الجند، ومنها ما يتم حمله عن طريق الأفراد، وتتضمن رادارًا ثلاثي الأبعاد يصل مداه إلى 7 كيلومترات، وتستطيع التشويش على إشارات نظام الملاحة العالمي “GPS” ضمن مدى يتراوح بين 1 و5 كيلومترات.
  • جهاز التشويش المضاد للطائرات بدون طيار “G0A-G0B“، وهو عبارة عن محطة محمولة لقطع إشارات الملاحة بالقمر الصناعي عن الطائرات المعادية بدون طيار – خاصة الأنواع الصغيرة والمتناهية الصغر – مما يؤدي إلى فقدانها التوجيه وخروجها عن السيطرة، وتتميز هذه المحطة بقدرة على بث الترددات بشكل ثابت يضمن جودة البث وعدم انقطاعه، وتتراوح قدرة البث الخاصة بها بين 10 و30 وات، لمدى يصل إلى 4 كيلو متر، على جميع النطاقات الخاصة بمنظومتي تحديد المواقع العالمية سواء الأمريكية “جي بي أس” أو الروسية “جلوناس”.
  • جهاز الإعاقة الإلكترونية المضاد للطائرات بدون طيار “DJ-400” والذي يُعد تطويرًا لمنظومة الإعاقة “AD-21” التي عُرضت للمرة الأولى في نسخة عام 2018 من معرض “إيديكس”، وهو عبارة عن منصة عمودية يمكن تثبيتها في المواقع التي تتواجد بها شخصيات مهمة، أو على متن العربات المتحركة، بهدف التشويش في نطاق تبلغ زاويته 360 درجة على أي طائرات بدون طيار تقترب من نطاق يبلغ نصف قطره 4 كيلومترات، مع قدرة عالية على العمل بكل متواصل لفترات طويلة وفي ظل ظروف جوية صعبة، ما يجعله فعالًا ضد هجمات أسراب الطائرات بدون طيار.

على مستوى الأنظمة الرادارية، بات واضحًا توسع انخراط الصناعات العسكرية المصرية في هذا المجال الدقيق، عبر العديد من المنتجات التي سبق وتم عرضها في معرض “إيديكس”، مثل الرادار “ESR-32B” المطور وهو رادار كشف ثنائي الأبعاد يصل مداه إلى 250 كيلو مترًا، ويستطيع رصد الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة، حيث يصل أقصى ارتفاع للكشف إلى 12 كيلو مترًا، ورادار الكشف المتري “EMBR-16A“، الذي تم تطويره وإنتاجه بمصنع بنها للإلكترونيات التابع لوزارة الإنتاج الحربي، ويصل مدى كشفه الأقصى حتى 350 كم على ارتفاع يصل إلى 20 كم.

وكذلك الرادار المطور “P-01 برداويني”، المصمم للعمل ضمن تردد “إكس”، لرصد الطائرات بدون طيار الصغيرة ومتناهية الصغر، حيث يمتلك القدرة على كشف طائرة بدون طيار متناهية الصغر يصل مقطعها الرادارى إلى 0.01 متر من مدى يصل إلى 3 كم، بجانب إمكانية رصد الأهداف البرية على نطاقات تتراوح بين 7 و25 كيلو مترًا. كذلك يمتلك هذا الرادار القدرة على مقاومة وسائط التشويش والإعاقة، عبر تغيير الترددات التي يستخدمها في حيز يبلغ 150 ميجا هرتز.

مما سبق نستخلص أن الصناعات الحربية المصرية دخلت خلال السنوات الأخيرة في طور متقدم من عمليات التطوير والإنتاج، لا يشمل فقط المنظومات التقليدية والذخائر، بل بات يشمل أنظمة أكثر تعقيدًا على المستوى الإلكتروني والتقني، خاصة الأنظمة المسيرة الأرضية والجوية، وأنظمة الرادار والحرب الإلكترونية، ومن المتوقع أن يشهد هذا المسار مزيدًا من التطورات خلال المرحلة القادمة، وهو ما يمكن فهمه من التصريحات الأخيرة لرئيس مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع، التي قال فيها إنه تجري حاليًا مباحثات مع عدد من كبرى الشركات العالمية، لتقييم عروض فنية ومالية لاختيار طائرة تدريب متقدم حديثة لإنتاجها محليًا. فضلاً عن مباحثات لتصنيع طائرة بدون طيار جديدة خلال المرحلة المقبلة، وتفعيل التعاون مع الجهات البحثية المصرية لتطوير وتصنيع مكونات الطائرات بدون طيار والأنظمة والأجهزة الداخلية بها، وتطوير وتصنيع نظام طيران آلي مصري وأنظمة الملاحة الأخرى.

محمد منصور

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى