المركز المصري في الإعلام

اللواء محمد إبراهيم الدويرى يشرح تحديات ١١ عامًا: مصر قدمت نموذجً فريدًا فى محاربة الإرهاب الأسود

أجرى اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حوارًا مع مجلة المصور، في ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، تحدث خلاله عن تفاصيل ما جرى في هذه الأيام، وحجم التحديات التي واجهتها طوال ١١ عامًا منذ الثورة  وحتى الآن.

وفيما يلي نص الحوار:

11 عامًا مرّت على ثورة 30 يونيو، لكن تفاصيل ما جرى لا تزال محفورة فى ذاكرة اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.. يتذكر بدقة الظروف “الاستثنائية والحتمية” التى بلورت الثورة بعد عام سيطرت فيه جماعة الإخوان الإرهابية على كامل الدولة، محاولة تغيير هويتها الوطنية والثقافية، قبل أن يعلن الشعب بنفسه رفضه التام لأن يكون فريسة لجماعة الإرهاب، فانحازت له القوات المسلحة مُلبية نداءه لتحقيق دولة قوية وطنية تتسع لجميع أبنائها.

اللواء الدويرى شدد فى حواره مع “المصوّر”، على أن السياسة الخارجية المصرية نجحت نجاحًا منقطع النظير منذ ثورة 30 يونيو فى استعادة الدور الإقليمى والدولي، حيث أثبتت مصر قدرتها على القيام بدورها المنوط بها فى دعم السلام والاستقرار.

وخلال أعوام ما بعد الثورة واجهت مصر “الإرهاب الأسود” من جماعة الإخوان الإرهابية وداعميها من جماعات الشر، فى الوقت الذى أكد اللواء الدويرى أن النموذج المصرى فى محاربة الإرهاب والقضاء عليه يعد نموذجًا يجب أن يتم تدريسه فى أهم المؤسسات الأمنية العالمية، بعدما نجحت فى التصدى له والقضاء عليه بكل قوة، رغم خسارة مصر أكثر من 400 مليار دولار من جراء العمليات الإرهابية ونتائجها، فى إطار التكلفة التى تحملتها الدولة فى المجالات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية.. وإلى نص الحوار:

11 عامًا مرت على 30 يونيو المجيدة.. كيف ساهمت ثورة يونيو وتولى الرئيس السيسى الحكم فى استعادة مقدرات الدولة الوطنية بعد فترة صعبة منذ 25 يناير وتولى جماعة الإخوان الإرهابية الحكم؟

لا شك أن ثورة 30 يونيو 2013 وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم فى عام 2014، أدى إلى استعادة الدولة الوطنية فى أعقاب مرور فترة شديدة الصعوبة والخطورة شهدتها البلاد منذ 25 يناير 2011 وما ترتب عليها من نتائج كادت تطيح بمصر إلى مستقبل مجهول لا يعلم أحد كيف يمكن أن تخرج منه بسلام.

هذه الثورة الفريدة أثبتت أن الشعب المصرى العظيم لم يقبل بأى حال من الأحوال أن تحكمه جماعة إرهابية تتحكم فى مصيره وفى حاضره ومستقبله.

الرئيس السيسى تحدث كثيرًا عن كواليس ما حدث بين عامى 2011 و2013.. كيف استطاعت الدولة المصرية عبور هذه الأزمة والعودة مجددًا للاستقرار؟

الحديث عن ثورة يونيو بعد مرور 11 عامًا عليها يعد أمرًا يطول شرحه، فهى لم تكن مجرد ثورة عادية تمت فى ظروف طبيعية، ولكنها كانت ثورة تبلورت وانطلقت فى ظروف استثنائية وحتمية، حيث كانت الدولة بكاملها تقع تحت براثن جماعة الإخوان بما لهم من قوة وسطوة وعنف ولذا كان لا بد أن تنطلق الثورة من داخل الشعب وبإرادة الشعب وأن يعلن الشعب بنفسه رفضه التام أن يكون فريسة لمثل هذه الجماعة التى تجعل من مبدأ التمكين عنوانًا ونبراسًا لها بما يحمله هذا المبدأ من سلبيات تؤدى إلى تفتيت وتقسيم وتصدع فى كيان المجتمع المصري.

القوات المسلحة قدمت الكثير تاريخيًا -ولا تزال- لمصر والمصريين.. كيف ترى دورها الوطنى فى الوقوف إلى جانب ما اختاره الشعب المصرى فى 30 يونيو؟

عندما نتحدث عن القوات المسلحة المصرية فلا يمكننا إلا أن نقول بكل قناعة واطمئنان إنها المؤسسة الوطنية المصرية التى تحمى البلاد وتصون الأمن القومى المصرى وتحافظ على مكتسباته وإنجازاته، ومن ثم كان الدور العظيم الذى قامت به القوات المسلحة خلال ثورة 30 يونيو دورًا فريدًا متميزًا وانحازت بشكل تلقائى إلى موقف الشعب المصرى قناعة منها أن هذا هو الدور الوطنى المنوط بها.

الدولة المصرية واجهت الكثير من التحديات الأمنية بعد 30 يونيو.. ما تقييمك للنموذج المصرى بعد 11 عاما على الثورة؟

النموذج المصرى فى محاربة الإرهاب الأسود والقضاء عليه يعد نموذجًا يجب أن يتم تدريسه فى أهم المؤسسات الأمنية العالمية، حيث إن مصر عانت من هذا الإرهاب لفترات طويلة، وقد خسرت مصر أكثر من 400 مليار دولار من جراء العمليات الإرهابية ونتائجها، وذلك فى إطار التكلفة التى تحملتها الدولة فى المجالات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية.

وجاء النجاح المصرى فى مواجهة الإرهاب تأكيدًا لتضافر العديد من العوامل التى اجتمعت فى منظومة عمل واحدة انصهرت فى بوتقتها جهود كل من القوات المسلحة والشرطة المدنية والشعب المصرى وقدم الجميع آلاف الضحايا من شهداء ومصابين ضحوا بأرواحهم وهم راضون مطمئنون من أجل أن تعيش مصر فى أمن وسلام واستقرار.

الدولة المصرية عملت عن كثب لاستعادة دورها الإقليمى والدولى بعد فترة من التخبط فى عصر الإخوان “الإرهابية”.. كيف تقيم سياسة مصر الخارجية بعد 30 يونيو؟

نجحت السياسة الخارجية المصرية نجاحًا منقطع النظير منذ ثورة 30 يونيو فى استعادة الدور الإقليمى والدولى وأثبتت مصر قدرتها على القيام بدورها المنوط بها فى دعم السلام والاستقرار فى العالم وحل المشكلات المثارة حاليًا ولاسيما فى منطقة الشرق الأوسط، وهنا يجب أن أؤكد أن مصر لم ولن تبحث عن دور تقوم به وإنما الدور هو الذى يبحث عن مصر حتى يزداد قوة وتأثيرًا وفاعلية.

الآن هناك تحديات تواجه كامل حدودنا.. جنوبا حرب السودان، وغربا حيث الأزمة الليبية، وفى الشمال الشرقى حيث حرب غزة والتداعيات فى البحر الأحمر.. كيف تعمل مصر فى وقت واحد لحماية أمنها القومى وسط كل هذه الأزمات الصعبة؟

تواجه مصر خلال المرحلة الحالية العديد من التحديات والمخاطر مجتمعة بحيث يمكن القول إنه لا توجد دولة فى العالم كله تواجه نفس التحديات التى تواجهها مصر فى الفترة الراهنة، حيث إن الأوضاع على كافة الاتجاهات الاستراتيجية تعد أوضاعًا شديدة التوتر سواء على الحدود مع السودان أو مع ليبيا أو فى منطقة البحر الأحمر أو مشكلة السد الإثيوبي، ثم تدهورت هذه الأوضاع بصورة غير مسبوقة عندما تفجرت الأوضاع فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى واندلعت الحرب الإسرائيلية الظالمة على قطاع غزة والتى اقتربت من شهرها التاسع والتى لا تزال مصر تتحمل معظم نتائجها السلبية.

ومن المؤكد أن مصر نجحت بامتياز فى مواجهة المخاطر المحيطة بها من كل جانب وحددت مواقفها الثابتة تجاه كافة هذه القضايا بوضوح منذ اليوم الأول وأكدت على المبدأ الذى يحكم سياسات ومواقف الدولة المصرية والذى لا يقبل الجدل وهو أن المساس بأمن مصر القومى يعد خطًا أحمر لن نقبل به تحت أية ظروف، وهنا من الضرورى أن نذكر أن لدينا رئيسًا وطنيًا يعى تمامًا ماذا يعنى مفهوم الأمن القومى وكيف نحافظ عليه فى أصعب الظروف.

الوعى سلاح المصريين فى 30 يونيو لخلع جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم مصر.. كيف ساهم الوعى المصرى فى الحفاظ على الهوية المصرية من انحرافات الإخوان وداعميهم؟

من الواضح أن هناك سلاحًا شديد الأهمية يجب أن نقف عنده كثيرًا وهو سلاح الوعى لدى الشعب المصري، فلا يمكن القبول بمقولة أن الشعب المصرى لا يعى المخاطر المحيطة به بل إن الحقيقة تؤكد أن الشعب المصرى الحضارى هو شعب واع للغاية فهو الذى قاد ثورة 30 يونيو وهو الذى دفع فاتور الإصلاح الاقتصادى وهو الذى لا يزال يشكل ظهيرًا أساسيًا للقيادة السياسية الوطنية.

وكيف نحافظ على المشروع الوطنى المصرى الذى تحقق بعد 30 يونيو.. وسط حروب الجيل الرابع والخامس والشائعات التى تطالنا من جماعات الشر والأعداء؟

الحفاظ على المشروع الوطنى المصرى الذى تبلور بوضوح عقب ثورة 30 يونيو يعد مسئولية جماعية من الضرورى أن يشارك فيها الجميع بلا استثناء، حيث إن هذا المشروع لم يتبلور بسهولة وإنما ظهر إلى النور نتيجة تضحيات جسام قامت بها المؤسسات الوطنية للدولة.

وفى هذا المجال لا بد أن يكون الشعب المصرى بصفة خاصة هو حائط الصد الأول فى مواجهة كم الشائعات التى تحاول النيل من مكتسبات الدولة المصرية، ومن المؤكد أن مصر سوف تتعرض للعديد من حملات التشكيك المضادة والتى يجب أن تتحطم كلها على أيدى الشعب المصري.

وما هو المطلوب فى رأيك خلال المرحلة القادمة؟

ولا شك أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع أن يتكاتف وتتضافر جهوده من أجل أن ندفع الدولة المصرية فى مسار التنمية والتقدم الذى بدأته القيادة السياسية منذ توليها المسئولية، وعلينا أن نستلهم روح ثورة 30 يونيو وأن نجعل منها معينًا لا ينضب وأن تكون هذه الثورة العظيمة نبراسًا لنا نستفيد من دروسها ونعظم من نتائجها الإيجابية.

نقلًا عن مجلة المصور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى