أبرز ردود الفعل على المجزرة الإسرائيلية في مخيم النصيرات
قصفت القوات الإسرائيلية السبت 8 يونيو، مخيم النصيرات بالقرب من منطقة دير البلح في غزة، بعد وصول معلومات استخباراتية بوجود أربعة من الأسرى الإسرائيليين محتجزين هناك. وقامت القوات الإسرائيلية بمجزرة في مخيم النصيرات تحت مظلة القيام بعملية تحرير الرهائن، وطبقًا لوزارة الصحة في غزة، نتج عن هذه المجزرة مقتل واستشهاد 274 شخص بالإضافة إلى 698 جريح منها الكثير من الإصابات الخطيرة، وأشارت أيضًا إلى وجود الكثير من الضحايا تحت الركام، ومازالت طواقم الإنقاذ غير قادرة على الوصول إليهم. ونتج عن هذا الحدث المروع الكثير من الردود الدولية ما بين الإدانة بأشد العبارات، والترحيب بنجاح القوات الإسرائيلية في تحرير الرهائن. وفيما يلي أهم ردود الأفعال والمواقف الرسمية:
- ردود أفعال الدول العربية والإقليمية:
مصر: أدانت مصر بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 من المدنيين الفلسطينيين وإصابة المئات. واعتبرت وزارة الخارجية المصرية في بيانها الاعتداءات الإسرائيلية انتهاكا لكافة أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجميع قيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وحملت مصر إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا الاعتداء، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يطال الفلسطينيين المدنيين، بما في ذلك المناطق التي نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لكافة خدمات البنية التحتية في القطاع.
وطالبت القاهرة الأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن الدولي، بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسؤول من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي راح ضحيتها ما يزيد عن 36 ألف شخص، مؤكدة على حتمية التوصل لوقف إطلاق النار في كامل قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من كافة المعابر البرية للقطاع.
الأزهر الشريف: كما أدان “الأزهر الشريف” المجزرة الوحشية التي ارتكبها إرهابيو الاحتلال الصهيوني المجرم، تجاه المدنيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في جريمة جديدة تضاف للسجل الصهيوني الأسود تجاه الفلسطينيين أصحاب الأرض. ونادى أصحاب الضمير الحر، من أجل وقف نزيف الدم في غزة وحماية وغوث المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، مطالبا بمحاسبة وملاحقة الكيان الصهيوني على انتهاكه القوانين والأعراف الدولية كافة، وعدم السكوت عن مجازر الإرهابيين الصهاينة الذين بغوا في الأرض فسادا، بما يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. على حد وصف الأزهر.
دار الإفتاء المصري: أدان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأشد العبارات “مجزرة مخيم النصيرات، والاعتداءات الهمجية البربرية من الكيان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين العُزَّل؛ ممَّا أدى لاستشهاد وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء. واستنكر مفتي الجمهورية في بيان الأحد، ما يقوم به الكيان الإسرائيلي المحتلُّ من شنِّ الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة، وتكثيف الهجمات على أبناء الشعب الفلسطيني يوميًّا وما يسفر عنه من سقوط آلاف الشهداء الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح، واصفًا هذه الاعتداءات الوحشية بأنها “جرائم حرب مكتملة الأركان”. وأكد مفتي الجمهورية أن استهداف الكيان الإسرائيلي للمدنيين الأبرياء يعدُّ انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي والضمير الإنساني، واستهتارًا بقيمة الإنسان وقدسية روحه.وشدَّد فضيلة المفتي على أن الكيان الإسرائيلي يتعطش لمزيد من سفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء واستهداف المستشفيات ودور العبادة على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ مما يؤكد أننا أمام جرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان.
الرئاسة الفلسطينية: ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
الأردن: أدانت وزارة الخارجية الأردنية، الاعتداء الإسرائيلي الوحشي الذي استهدف مخيم النصيرات، وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة، إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وللإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء. وطالب المجتمع الدولي بأكمله، خاصة مجلس الأمن بضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وإلزامها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، الامتثال لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ووقف حربها العبثية على قطاع غزة.
الكويت: أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للهجوم الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأكدت ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في وقف ذلك العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني الشقيق والذي أودى بحياة ما يزيد عن 36 ألف ضحية من الفلسطينيين المدنيين العزل.
سلطنة عمان: أدانت سلطنة عمان بشدة، هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي الوحشي الذي استهدف مخيم النصيرات في قطاع غزة، وأسفر استشهاد وإصابة مئات من المدنيين الفلسطينيين. وأكدت وزارة الخارجية العمانية، في بيان، أن استمرار ارتكاب جرائم الحرب المُمنهجة بحق الشعب الفلسطيني هي انتهاك واضح وصريح للمواثيق الدولية، والقانون الدولي الإنساني. وطالبت السلطنة بتدخل المجتمع الدولي العاجل، لوضع حدٍ لهذه الجرائم ضد الإنسانية، وحماية المدنيين، وتحميل دولة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أفعالها.
لبنان: أدانت وزارة الخارجية اللبنانية المجزرة التي ارتكبتها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات بقطاع غزة، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. واعتبرت أن هذه الاعتداءات تشكل انتهاكًا خطيرًا وواضحًا للقانون الدولي الإنساني، ويُقوّض أي فرصة لحل عادل وشامل يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة، استنادًا إلى قرارات الشرعيّة الدولية، ومبادرة السلام العربيّة، وحلّ الدولتين”.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة إلى “التحرك بشكل فوري وحاسم لوقف هذه المجازر والاعتداءات، ووضع حدٍّ لهذه الكارثة الإنسانيّة، والضغط على إسرائيل للامتثال لقرارات الشرعيّة الدوليّة ذات الصّلة، والقانون الدولي الإنساني”.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية: أدان الهجوم الإسرائيلي الغاشم والوحشي على مخيم النصيرات في غزة، الذي أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين الفلسطينيين العزل. وقال جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن الهجوم جريمة نكراء وإرهابية استهدفت الأبرياء العزل بوحشية غير مسبوقة، وأكد أن هذا العدوان الهمجي يعكس الوجه الحقيقي لقوات الاحتلال الإسرائيلي ويُثبت ازدراءه الكامل لكل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية، مشيراً إلى أن هذه الجريمة البشعة تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين. ودعا المجتمع الدولي، لتحمل مسؤولياته التاريخية والأخلاقية والقيام بتحرك فوري وحازم، لوقف هذه الجرائم المتكررة والمروعة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد أن دول مجلس التعاون تقف في صف واحد وبقوة مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والعيش بسلام.
تركيا: أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات في قطاع غزة، عبر بيان صادر عن الوزارة، اليوم أكدت فيه أن إسرائيل وبهذا “الهجوم الوحشي” الأخير أضافت جريمة جديدة إلى جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة، فضلا عن إدانة الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين في غزة، الذي أدى إلى مقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين، وأضافت: “ندعو المؤسسات المسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى الالتزام بمسؤولياتها من أجل وقف إسرائيل التي تحاكم في محكمة العدل الدولية بسبب انتهاكها لالتزاماتها الناشئة عن اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية، من ارتكاب هذه الجرائم”.
إيران: نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وزارة الخارجية الإيرانية إن الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين في غزة خلال عملية إنقاذ رهائن هو نتيجة “تقاعس” حكومات العالم ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال ناصر الكنعاني المتحدث باسم الوزارة “هذه الجرائم المروعة والصادمة… هي نتيجة تقاعس الحكومات والهيئات الدولية المسؤولة، ومنها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إزاء جرائم الحرب والانتهاكات التي يرتكبها النظام الصهيوني منذ ثمانية أشهر.
- ردود أفعال الدول الغربية:
ركزت غالبية الدول الغربية على الترحيب بتحرير الأسرى الإسرائيليين وتهنئة عائلاتهم، متجاهلين تمامًا بشاعة المجزرة التي قامت بها القوات الإسرائيلية، واكتفوا بالتشديد جميعًا على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل فوري، مع الإشارة بشكل خاص للمقترح الأمريكي، فمثلًا:
الولايات المتحدة: أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في باريس بعد إطلاق سراح الرهائن الأربعة، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين في القطاع.
وأشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان بـ “عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي نفذت هذه العملية الجريئة”، وأكد على ضرورة التوصل إلى الاتفاق “المطروح حالياً على الطاولة”، ويضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جون كيربي أيضًا بعمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي نفذت عملية استعادة المحتجزين، وأكد على دعم الولايات المتحدة لكل الجهود الرامية لتحرير الرهائن، عن طريق المفاوضات والوسائل الأخرى.
فرنسا: رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإطلاق سراح الرهائن الأربعة. وأعرب عن دعمه لـ “الاتفاق الشامل من قبل الولايات المتحدة بعد تسعة أشهر من القتال” في غزة. وقال: “نريد التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح آفاق الحل السياسي، وهو الحل الوحيد القادر على تهيئة الظروف لسلام عادل ودائم”.
ألمانيا: وصف المستشار الألماني أولاف شولتس عملية “استعادة الرهائن” بأنها “بارقة أمل مهمة”. وكتب شولتس على موقع (إكس) إن هذا “ينطبق بشكل خاص على العديد من العائلات في إسرائيل التي لا تزال تخشى على أحبائها”. وأضاف أن يجب على حماس تحرير جميع الرهائن، ويجب إنهاء الحرب.
الاتحاد الأوروبي: اختلف موقف جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بعض الشيء عن سائر المواقف الغربية، فبالرغم من ترحيبه بعودة الرهائن وتهنئة أهاليهم بتحريرهم، إلا أنه أدان المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين، قائلا إن التقارير الواردة حول مجزرة أخرى بحق المدنيين مروعة. وطالب بالوقف الفوري لما وصفه بـ “حمام الدم في غزة”، مشددا على أن المقترح الذي عرضه بايدن الأسبوع الماضي هو السبيل للمضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء القتال في القطاع.
- ردود أفعال المنظمات الدولية:
الأمم المتحدة: قال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن مخيم النصيرات للاجئين، في غزة، أصبح “مركز الصدمة الزلزالية التي لا يزال المدنيون في غزة يعانون منها”، وأضاف أن “صور الموت والدمار التي أعقبت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات أثبتت أن كل يوم تستمر فيه هذه الحرب فإنها تصبح أكثر فظاعة”. وأكد على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة. وأشار أيضًا إلى أن تحرير 4 رهائن يذكرنا بأنه مازال هناك العشرات المحتجزين يجب تحريرهم، مشددًا على ضرورة حماية جميع المدنيين، وتوقف “هذا العذاب الجماعي”.
منظمة التعاون الإسلامي: أدانت المنظمة المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات بقطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد وجرح مئات المواطنين الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، واعتبرت المنظمة في بيان صدر عنها، أن “ما يجري استمرار لإرهاب الدولة المنظم وجريمة الإبادة الجماعية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وأكدت أن هذه الجرائم تستدعي التحقيق والمساءلة والعقاب بموجب القانون الجنائي الدولي، مؤكدة ضرورة اضطلاع محكمة الجنايات الدولية بمسؤولياتها في هذا الخصوص، وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل وقف جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
البرلمان العربي: حمّل البرلمان العربي في بيان صدر عنه، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية الداعمة لها، المسؤولية عن هذه المجازر، معتبرا أن دعم الإدارة الأميركية للاحتلال وصمتها عن جرائمه وعدم ردعها له، مشاركة في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن استمرار مجازر الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء، والتي آخرها مجزرة النصيرات، خاصة بعد قرار الأمم المتحدة أمس بإدراج الاحتلال على القائمة السوداء التي تنتهك حقوق الأطفال، هو تحد سافر للمجتمع الدولي وقراراته، وضرب بعرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات الدولية، ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، والأمم المتحدة.
كما طالب البرلمان، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذا الجنون والإرهاب لدولة الاحتلال، والوقف العاجل للعدوان المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية له وسرعة محاسبة الاحتلال وقادته على جرائمهم من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق المدنيين الفلسطينيين.