مصر

المدينة الأولمبية ووضع مصر على خريطة الرياضة العالمية؟

تعد مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تقام على مساحة حوالي 92 فدان، والتي ستصبح عاصمة للرياضة في أفريقيا، نتاج رؤية القيادة المصرية لوضع الرياضة المصرية على خريطة الرياضة العالمية، وأن تكون مصر قبلة للرياضيين المصريين، فكيف وصل الاستثمار في البنية التحتية الرياضية، وماذا استطاع أن يحققه؟ 

فلسفة التنمية الشاملة الرياضية

عمدت الدولة المصرية على الحضور في البطولات الكبرى، ليس كمشارك فقط ولكن مستضيف من خلال العمل بالتوازي بين تطوير البطل المصري أو الرياضي المصري والاهتمام بالنشأ للحضور في قوائم البطولات العالمية والأوليمبية، وتطوير البنية التحتية المصرية لتمكين مصر من أن تكون قبلة للرياضيين العالمين، واستضافة الفعاليات الرياضية المختلفة، كأحد عناصر التنمية الشاملة. 

ولما كان للمجال الرياضي دوراً في رسم صورة ذهنية جيدة للعالم تعمل على زيادة الإيرادات للدولة المصرية في مجالي الرياضة والسياحة وجذب الاستثمارات فيصل متوسط السائحين الرياضيين في البطولات الأوليمبية على سبيل المثال أكثر من ٧٥٠ ألف سائح بجانب التغطية الإعلامية الدولية للحدث، مما يجعل الرياضة أحد عناصر قوة مصر الناعمة. 

الاستثمار في البنية التحتية الرياضية

لكي تصل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة في جذب البطولات الدولية واقامتها على الأراضي المصرية، بجانب جذب الفرق واللاعبين الدوليين بإقامة معسكراتهم في الدولة المصرية والاستفادة من المناخ المعتدل للدولة المصرية، فكانت الجوانب اللوجستية حاضرة على أجندة القيادة المصرية لتستطيع مصر أن تضاهي المنافسة العالمية على مدار العقد الماضي، وتصبح مركزا إقليمياً في مجال الرياضة، وتمثلت فيما يلي

  • إنشاء المدينة الأولمبية كعاصمة للرياضة الأفريقية، ومقرها العاصمة الإدارية الجديدة باعتبارها مجمع رياضي عالمي يماثل المدن الأولمبية العالمية، تضم أكثر من 20 منشأة رياضية متنوعة بين ملاعب وصالات مغطاة وحمامات سباحة، بالإضافة إلى منشآت فندقية خاصة بإقامة الفرق الرياضية المشاركة في المنافسات، ومستشفى للطب الرياضي، وتقام على مساحة تصل إلى حوالى 92 فدان بما يعادل 386 ألف متر مربع والمساحة البنائية للمدينة 33 ألف متر مربع، حيث تضم استاد مصر بسعة ٩٠ ألف متفرج، بجانب الصالات المغطاة وصالات الألعاب القتالية والجمباز وصالة لذوى القدرات الخاصة، بجانب مجمعات التنس وحمامات السباحة الاوليمبية، والفروسية و١٠ ملاعب اخرى متنوعة، لكافة الألعاب الأوليمبية. 
  • استطاعت مصر أن تعمل على تطوير البنية التحتية في كافة العواصم المصرية لتمتلك مصر نحو ٣٠ استاد حتى عام ٢٠٢٢، بمواصفات دولية، وتطوير الصالات المغطاة، فقامت الدولة المصرية في العاصمة القاهرة بتشييد وتطوير نحو ٣ صالا رياضية، ورفع الطاقة الاستيعابية للمنشآت الرياضية نحو أكثر من ٢٠ ألف متفرج. 
  • انشاء نحو ٤٨٢٠ منشأة شبابية ورياضية تمثلت في ١٢ مدينة شبابية ورياضية و١٤ نادي رياضي و ٤ اندية لمتحدي الإعاقة، ٤٢٤٢ ملعب خماسي من إنشاء او تطوير، و ١٩١ حمام سباحة بين الإنشاء والتطوير. 
  • جاري تنفيذ ٩٠ مشروع منها استاد بورسعيد و ٧٠ ملعب خماسي، بجانب المعسكرات الشبابية والرياضية. 
  • حوكمة الرياضة المصرية من خلال التركيز على تطوير الجانب التشريعي للرياضة، فقد استهدف القانون رقم 7 لسنة 2020 جميع مراكز الشباب علي مستوي الجمهورية لضمان تحقيق أوجه نشاطها في إطار السياسة العامة للدولة، والمخططات التي تضعها الجهات المسئولة. 

كل هذه أعمال التطوير مكنت مصر من استضافة عشرات البطولات القارية والدولية للألعاب الجماعية والفردية، ويمكن طرحها في التالي: 

  • فاستطاعت مصر تنظيم ٣٠٥ بطولة قارية عالمية ودولية خلال الفترة من ٢٠١٨ – ٢٠٢٣. 
  • فازت مصر باستضافة كأس العالم لكرة اليد ٢٠٢١ وكانت مصر ضمن ٧ دول أبدت رغبتها في تنظيم البطولة من بينهم المجر وفرنسا والسويد، وغيرها من البطولات مثل “كاس الأمم الأفريقية ٢٠١٩، وكأس الأمم الأفريقية للناشئين تحت ٢٣ سنة وبطولة العالم للكرة الطائرة للناشئات تحت ١٩ سنة، وبطولة العالم للناشئين في التايكوندو، وكاس العرب لكرة الصالات وبطولة العالم للسيدات للإسكواش”، وغيرها الكثير من البطولات. 

الاستثمار في النشء والاهتمام بالعنصر البشري

وكعنصر أخر في فلسفة الدولة المصرية للاهتمام بالعنصر البشري، والنشء والعمل على تربية البطل المصري واكتشاف المواهب والتنفيس عن أبناء الشعب المصري رياضيا بما ينعكس على الأداء الصحي لهم، جاء الاهتمام المصري بالعنصر البشري لتمكينه من المنافسة الدولية، ودعم صفوف الفرق الرياضية المصرية بأبناء مصر من الموهوبين، وهو ما جلى الاهتمام به على مدار العقد الماضي، وظهر في التالي: 

  •  عمدت إدارة الرئيس السيسي على تطوير أكثر من 3 آلاف مركز شباب، بما يمثل 70% من جملة مراكز الشباب في المحافظات المصرية مع الاهتمام بمحافظات الصعيد والدلتا، وذلك ضمن خطة التطوير للوصول إلى نسبة ال ١٠٠% بحلول عام 2025.
  • هذا بجانب نحو ٤٥٠٣ مركز شباب على مستوى الجمهورية حتى عام ٢٠٢٢، و ١٢ مدينة شبابية و١٤ نادي رياضي، وجاري إنشاء ٩٨٣ مركز شباب ضمن المشروع القومي حياة كريمة. 
  • إطلاق مشروع ” كابيتانو مصر” لاكتشاف الموهوبين في مجال كرة القدم وتوفير التدريب اللازم لهم وتأهيلهم لتوسيع قاعدة الموهوبين رياضياً والاستثمار في النشء المصري، لدعم صفوف المنتخب الوطني باللاعبين “محلياً ودولياً”. 
  • تم تنفيذ نحو 4820 مشروع بقطاع الشباب والرياضة خلال الفترة من ٢٠١٤ حتى ٢٠٢٣، بتكلفة وصلت نحو ٢٢.١ مليار جنيهاً بقطاع الشباب والرياضة. 
  • وصل عدد المستفيدين من البرامج والأنشطة الشبابية والرياضية خلال العام المالي ٢٠٢١/٢٠٢٢ فقط نحو  16.8 مليون من الشباب والنشء. 
  • العمل على تنظيم مهرجانات الإبداع ودوري مراكز الشباب ومشروعات التنمية الرياضية لكبار السن، وبناء الإنسان، بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة لتوظيف الشباب وبرامج ريادة الأعمال وتأهيل الشباب لسوق العمل وتدريبهم على مختلف الحرف والمهن، بجانب برامج التدريب ورعاية أبناء المحافظات الحدودية، وبرامج ومبادرات مخصصة أبناء الجاليات المصرية في مختلف دول العالم، واطلاق مبادرات نبذ التعصب ومواجهة الشائعات. 

ساهمت الإجراءات المصرية في قطاع الشباب الرياضة إلى تطوير الرياضي المصري، وخامة الرياضة المصرية فساهمت في حصد نحو 2646 ميدالية حصلت عليها مصر في الفترة من ٢٠١٨ حتى ٢٠٢٢ ما بين ميداليات برونزية وفضية وذهبية، وتربعت كرة القدم المصرية في سماء القارة الافريقية بالوصول نحو ١٠ مرات لنهائيات كأس الأمم الأفريقية وحصد ٧ بطولات منها وهي النسبة الأكبر في أفريقيا، هذا بجانب ما صدرته الدولة المصرية من لاعبين محترفين في الدوريات الأجنبية الكبرى. 

ختاماً، فمن الواقع المصري واهتمام القيادة المصرية بإعداد الابطال الرياضيين واعتبارها مسئولية مجتمعية ساهمت في وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة سواء على مستوى البنى التحتية واللوجستية أو تطوير والاهتمام بالنشء الرياضي، ضمن خطة استراتيجية وصولا للرؤية المصرية ٢٠٣٠، والتي تحتاج للعمل المستمر في هذا القطاع لما له من دور في تطوير الشباب المصري رياضياً وحصد البطولات الدولية، وجذب مصر للبطولات الدولية والقارية واقامتها على الأراضي المصرية، مما سينعكس على صورة الدولة المصرية عالمياً وجذب مزيد من الاستثمارات في مجال الرياضة وتحقيق النمو السياحي في نمط هام وهو نمط السياحة الرياضية. 

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى