مصر

“المتحدة” تنقل الدراما المصرية لسباق نحو العالمية

في خطوة غير مسبوقة وتعتبر الأولى من نوعها، يصل المحتوى الدرامي المصري خارج نطاق الوطن بفضل اتفاق أبرمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مع الشركة الهندية “سوبركلاستر” برودكشن، والذي يقتضي توزيع وعرض 1000 حلقة دراما تلفزيونية مصرية باللغة الهندية في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيفتح أسواقاً جديدة للدراما المصرية، ويساهم لا شك في انطلاق الفن المصري برسائله الهادفة ووصله إلى آفاق أبعد في الانتشار والتأثير.

تأثير الدراما المصرية بعد ظهور “المتحدة” كأكبر شركة إعلامية مصرية

لا شك أن المعركة الكبرى التي تخوضها مصر منذ عام 2014 بجانب حربها على الإرهاب والقضاء عليه في ربوع الوطن هو حربها في معركة “تشكيل الوعي”، فقد حرصت الدولة المصرية أن تكون هذه المعركة من أهم -بل تكاد تكون الأهم- المعارك لبناء الجمهورية الجديدة القائمة على وعي وثقافة المواطن المصري، والتمسك بهويته المصرية الخالصة التي تحاول الأفكار المتطرفة منذ عقود زلزلتها وضرب ثوابتها الراسخة.

ولسنوات عديدة قبل ظهور المتحدة في مايو 2016، كان هناك نوع من الفراغ الذي جاء نتيجة انعدام ثقة الجمهور في كثير من القنوات الفضائية، وكان لا بد من وجود كيان إعلامي وإنتاجي ضخم يستطيع استعادة صناعة الإعلام والإبداع والنشر في مصر ويعيد لمصر جاذبية قوتها الناعمة الثقافية التي شكلت وجدان وعقول العرب على مدى أكثر من 100 عام.

ومنذ ظهور شركة “المتحدة” للخدمات الإعلامية على مشهد الإنتاج الدرامي، وفي وقت قياسي، تغيرت الصورة بشكل كبير، فكان الهدف في المقام الأول هو إثراء وعي المواطنين وتعزيز هويتهم الوطنية وتحسين الذوق العام الذي انحدر لفترة بسبب غياب الرقابة على المصنفات المختلفة، فضلاً عن هدف استعادة العصر الذهبي للإعلام المصري، وبالفعل، قدمت “المتحدة” أعمالاً درامية وسينمائية تنوعت بين التاريخي والمعاصر والشعبي عملت على زيادة الهوية الوطنية للإنسان المصري، وقدمت “ملاحم” الأبطال الذين فدوا وطنهم مصر بأرواحهم، وقامت بسرد الحقائق بشكل درامي وبالأدلة والبراهين، ومن المصادر الموثوقة، كرد على المشككين والكارهين أن يكون لوطنهم أبطال يدافعون عنها، وأيضاً عملت على التصدي للشائعات التي تستهدف الوطن والمواطن.

ولم تقتصر خدمات الشركة المتحدة على تقديم أعمال درامية وفقط، فمعركة الوعي تحتاج نفس طويل، ولهذا حرصت الشركة بمنصاتها المتعددة على إطلاق صفارة المعرفة والوقوف على الحقيقة بكل أوجهها ومنح المشاهد قيمة معرفية ومعلومات إخبارية ومتابعات وتقارير وكل ألوان وفنون العمل الإخباري، فوجدنا قنوات إخبارية تغطي الأحداث المحلية والعالمية باحترافية شديدة، تنقل الحدث وتقدم الحقائق وما وراء الخبر وتناقش وتحلل لا لشيء سوى لتوصيل الحقائق والصورة الكاملة.

وكواحدة من أكبر الكيانات الإعلامية في المنطقة العربية بأكملها، فالمتحدة تمتلك أكثر من 40 شركة رائدة في مختلف المجالات الإعلامية تتنوع ما بين إعلام مرئي، إعلام مسموع، إعلام مطبوع، إعلام إلكتروني، إنتاج درامي، دعاية وإعلان، خدمات إعلانية مباشرة و غير مباشرة و أيضا خدمات الحقوق الرياضية و تسويقها.

وحرصت الشركة على إطلاق “القناة الوثائقية”، تحقيقاً لحلم لطالما طالب به صناع الأفلام التسجيلية والوثائقية فى مصر، لتكون أول قناة وثائقية مصرية تقدم هوية مصر، وإبداع فنانيها، وتولى القناة اهتماما كبيرا بمبدعي مصر، فهذا الحلم كان صعباً نظراً لأن مجال عمل الوثائقيات من أًعب المجالات إعلامياً، نظراً لتكلفته العالية وقلة العاملين به، ولكن الآن، تعمل الشركة على إلقاء الضوء على زاوية مهمة في تاريخ مصر الحديث.

ولأن الأطفال هم نشء المستقبل، لم تنسهم الشركة من الخطط المختلفة، فقد تم إطلاق أكبر مشروع محتوى أطفال في الإعلام العربي، من خلال خريطة برامجية ودراما وأعمال كارتونية موجهة للأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، مجتذبة الكفاءات المصرية رغم المغريات التي كانت تقدم لهم من الخارج، وكذلك قررت المتحدة، تخصيص فقرات في البرامج الدينية للأطفال، وذلك لتعليم الدين الصحيح، وتعليمهم قيم التسامح والمحبة وغرس مشاعر الولاء والانتماء لوطنهم وبناء شخصيتهم، هذا بجانب العديد من المبادرات بالتعاون مع الوزارات المعنية المختلفة، بحيث لا يلجأ الطفل إلى المواد الإعلامية الأخرى التى قد تؤثر بالسلب ارتباطه بثقافته وولائه لوطنه أو تغريبه وعزله عن مجتمعه فكريًا وثقافيًا.

ولم تغفل الشركة دور المرأة في المجتمع المصري، فنجد عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية التي تحظى ببطولة نسائية، تفرض على المشاهد قضايا جديدة وجريئة لم يتم التطرق لها من قبل، وتركز على أهمية وجود المرأة كعنصر قوي في معركة الوعي التي تقودها الدولة.

وبالرجوع إلى الاتفاق الذي نحتفل به، وهو خروج المحتوى الدرامي المصري من عباءة الوطن العربي والناطقين بالعربية إلى آفاق جديدة تفتح أعين العالم على الثقافة والتاريخ والحاضر المصري، نجد أن المحتوى المقدم للهند، ومن بعدها دول أخرى قادمة في الطريق، هو محتوى ثري للغاية وهادف، فالمتحدة كشركة إنتاج ضخمة أحدثت “طفرة” في المحتوى المقدم للمصريين، وتصدت لفوضى الانفتاح التكنولوجي، واستعادت التوازن للمشهد الإعلامي المصري والعربي.

أهمية الدراما في توصيل الصورة المصرية الحقيقية

الدراما هي أحد القوى الناعمة التي تمتلكها مصر، وبالتالي يمكن أن تساهم في رسم صورة مميزة لها في الداخل والخارج، وفي السنوات التي سبقت عام 2014، رسمت الدراما وبعض الأعمال السينمائية للأسف صوراً غير حقيقة عن الشارع المصري، فأظهرت الحالات الفردية أو الأقلية على أنها ظاهرة مجتمعية متفشية، وكأن “البلطجة” مثلاً عي البطل الرئيسي الذي يقود الشارع المصري، وضربت مثل هذه الأعمال المصالح المصرية، وأثرت على صورتها الحقيقة في أن تصبح على رأس الخريطة السياحية في العالم، وأن يتغنى الجميع بما تتمتع به من أمن وأمان واستقرار.

ولهذا، بإبرام المتحدة اتفاقها مع شركة “سوبركلاستر” الهندية، سيتمكن العالم أن يشاهد الأعمال التى تمجد بطولات شهدائنا من رجال الشرطة والقوات المسلحة في الحرب الطويلة التى خاضتها الدولة المصرية ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، وإيصال رسالة قوية مفادها التأكيد على أن مصر أصبحت بلداً آمنة مستقرة تستطيع أن تتسع للملايين من الزائرين.

ونظراً لأن دولة كالهند بها عدد كبير من السكان، كما أنها رائدة في مجال الدراما والسينما، فهي تعتبر كثاني أكبر الصناعات بعد “هوليوود”، فنجد أن وصول المحتوى المصري لهذا العدد الكبير من غير الناطقين باللغة العربية والذي يصل لأكثر من 610 مليون ناطق باللغة الهندية سواء في الهند أو نيبال ودول أخرى، من شأنه أن يفتح آفاق التعاون بين البلدين في صناعة الدراما بشكل أكبر، والغوص في القضايا المشتركة، كون الشركة المتحدة تقدم مزيجاً من الأعمال ولا تقتصر على اتجاه واحد فقط كما يزعم الكارهون والمشككون. ليس هذا وفقط، فبهذا الاتفاق سوف نشهد التزاماً اقتصادياً من شأنه دفع عجلة النمو الاقتصادي لمصر، وبالتالي سيتحقق هدف أهم وهو أن تتحول القوى الناعمة لمصر لأحد أهم أسباب دخلها القومي.

Website |  + posts

باحثة بالمرصد المصري

مي صلاح

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى