نص كلمة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال مشاركته في قمة القاهرة للسلام
ألقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام المنعقدة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكد فيها على ضرورة الوقف الفوري للعنف، وتعبئة الدعم الإنساني من غذاء وماء ودواء، ومضاعفة جهود التنسيق بين كل مناصري هذا الموقف من كافة الفاعلين الدوليين، وضرورة الخروج بقرار فاعل حول إعمال مبدأ الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية المستقلتين المتعايشتين في علاقة حسن جوار، ذات منافع مشتركة ومتبادلة لهما ولشعبهما ولكافة شعوب المنطقة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة رؤساء الدول والحكومات، السادة ممثلي المنظمات الدولية، السادة الوزراء.
السادة والسيدات.
يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعوته لهذا الاجتماع الطارئ ذي الأهمية القصوى. كما أشكره جزيل الشكر وكذا الحكومة والشعب المصريين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، السيدات والسادة؛ اسمحوا لي أن أخرج عن بعض قواعد البروتوكول المعهودة لأقول إن الظرف الذي يكتنفه الحرب الشعواء على غزة وما ينجر عنها من تدمير غير مسبوق لأي مدينة في التاريخ وقتل المدنيين من أطفال ونساء وعجزة ومرضى، هو ظرفًا يستدعي الإحجام عن الكلام والدخول الفعلي في ترتيب الرد المناسب.
إننا في الاتحاد الأفريقي منذ اللحظة الأولى طالبنا بالوقف الفوري للعنف، وتعبئة الدعم الإنساني من غذاء وماء ودواء، ومضاعفة جهود التنسيق بين كل مناصري هذا الموقف من كافة الفاعلين الدوليين. وندعو إلى إطلاق سراح الرهائن المدنيين خاصة النساء والأطفال. كما نحيي جهود دولة قطر في هذا الصدد، ونتمنى أن توفق في مزيد من التفريج عن الرهائن.
أما فيما يتعلق بجذور الصراع؛ فنحن وبصراحة ندعو إلى تشكيل جبهة عالمية مفتوحة لوقف اللجوء إلى كل أشكال العنف وخاصة ضد المدنيين.
وانطلاقًا من المبادئ الثابتة، والقرارات الدولية والإفريقية ذات الصلة فإننا نشدد على أن الحرب الراهنة، والأزمة الدولية الخطيرة التي تنذر بها المنطقة برمتها من الضروري أن نخرج منها عاجلا بقرار فاعل حول إعمال مبدأ الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية المستقلتين المتعايشتين في علاقة حسن جوار، ذات منافع مشتركة ومتبادلة لهما ولشعبهما ولكافة شعوب المنطقة.
إننا نرى أن أي اتجاه غير هذا لن يؤسس للسلام والاستقرار لهذه المنطقة الحساسة من العالم، وفي هذا السياق فإن الاتحاد الافريقي مستعد استعدادًا تامًا لإضافة جهد متواضع لمجهوداتكم جميعًا لإحداث الوثبة الدولية المطلوبة.
إن قيم الحرية والعدل والمساواة والسلام، كذا القانون الدولي ومرجعية الأخلاق الإنسانية المستوحاة من كل المذاهب والأديان والفلسفات تفرض على القانون الإنساني وثبة استدراك من هذا المستوى.
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته