نص كلمة وزيرة خارجية فرنسا خلال مشاركتها في قمة القاهرة للسلام
أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام المنعقدة بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور دولي وإقليمي واسع، عن مساعدة إضافية بقيمة عشرة ملايين يورو عن طريق منظمات الأمم المتحدة الصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات الأولية الأغذية والدواء لفلسطين، وضرورة التوصل إلى توافق بشأن حل الدولتين.
وفيما يلي نص الكلمة:
سيادة الرئيس أصحاب السمو الملكي السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات السيدات والسادة أصحاب المعالي.
في 7 أكتوبر، تعرضت إسرائيل لضربة إرهابية كبيرة قامت بها حركة حماس كمجموعة إرهابية تهدف إلى تدمير دولة إسرائيل، وزرع الحقد والفوضى وليس تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني. وهناك مجموعات إرهابية أخرى تبنت أيضًا عددًا من الأعمال دعمًا لذلك وأن حجم الفظائع التي ارتكبت لا تترك أدنى شك في التحضير والتخطيط لهذه العملية وهي عملية قاسية تركت أثرًا كبيرًا.
فرنسا أيضًا عانت حتى اليوم. إذ توفي 32 مواطنًا فرنسيًا و7 في عداد المفقودين الرهائن، أود هنا أن أكرر طلبنا لإطلاق سراح كل الرهائن دون تأخير ودون أي شروط، لا شيء يمكن أن يبرر الإرهاب، ويحق لإسرائيل أن تدافع عن نفسها لكي لا يتكرر مثل هذا أبدا.
رد إسرائيل لكي يكون قويًا يجب أن يكون عادلًا وليكون عادلًا يجب أن يكون متماشيًا مع القانون الدولي ونحن نذكر بأن القانون ينطبق على الجميع في كل الظروف. المبادئ السياسية والأخلاقية والمعنوية التي تبنيناها يجب أن تحترم وهذا إلزام علينا جميعًا. رئيس الجمهورية الفرنسية ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بذلك وسوف يستمر، وأنا أذكر بذلك هنا.
إسرائيل لها الحق في الرد على الهجوم الإرهابي لحماية المدنيين ولكن يتعين على إسرائيل في ردها أن تحمي المدنيين وفقا للقانون. بعض الأطراف تحاول بلبلة الوضع، إن رفض أعمال حماس بشكل حاسم هو أفضل طريقة لإسماع صوت الشعب الفلسطيني.
فرنسا تدين أعمال حماس ولكنها تدعم حقوق الشعب الفلسطيني لقد فعلنا ذلك دومًا في الماضي وسوف نستمر. اليوم وفي المستقبل، وسوف نستمر في تعزيز السلطة الفلسطينية أمام هذه الأزمة الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يعاني في غزة.
أعلنت هنا في زيارتي إلى مصر الأسبوع الماضي عن مساعدة إضافية بعشرة ملايين يورو عن طريق منظمات الأمم المتحدة الصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات الأولية الأغذية والدواء ونحن على استعداد لمضاعفة هذا الجهد وهذا ما فعلناه الآن.
رئيس الجمهورية أعلن عن عشرة ملايين يورو إضافية من المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني هذه المساعدة يجب أن تصل بشكل طارئ وبالتالي أعلنت فرنسا لهذا الغرض ونحن نحيي أيضًا كل الجهود المبذولة لتحقيق ذلك وخاصة تلك الجهود التي تبذلها مصر والأمم المتحدة وإن تنفيذ هذا الاتفاق لا بد منه سريعًا جدًا والمساعدة يجب أن تصل بشكل مستدام. لقد تم خطو خطوة أولى هذا الصباح وقد حيينا جميعًا هذا الجهد، ولكن أن تكون هناك خطوة تالية ويجب أن تصل المساعدات بشكل مستدام.
المساعدات يجب أن تستهدف القطاعات الأكثر ضعفًا وهذا يعني هدنة إنسانية تؤدي على وقف إطلاق النار. وهذا يعني أيضًا أن الذين يريدون مغادرة غزة يجب أن يتمكنوا من ذلك من دون أي شرط ونحن نقول هذا لمواطنينا الفرنسيين والعاملين في المؤسسات الفرنسية، في غزة وأسرهم. إذا الوضع الإنساني ملح وطارئ.
نحن هنا جميعا لأننا نعرف إنه يجب الاستجابة على وجه أفضل للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. فالشعب الفلسطيني يريد الكرامة بعيدًا عن فظائع حماس ويريد العيش بسلام مع الإسرائيليين، ليس في المواجهة، ولكن جنبًا إلى جنب وبالتالي مسؤوليتنا الجماعية تحكم علينا أن نرسم أفقًا لتحقيق ذلك.
موقف فرنسا ثابت ولم يتغير ونحن نعيد التأكيد عليه اليوم، طبعا أمن إسرائيل ودولة للشعب الفلسطيني هاتان المنطقتان كل لا يتجزأ الحل المستدام هو حل الدولتين تعيشان بأمن وسلام جنبًا إلى جنب. ومسؤوليتنا تتمثل في التوصل إلى توافق على هذه الأسس لكي يندمل هذا الجرح بالشرق الأوسط.
أخيرًا، وقبل كل شيء في الأيام المقبلة من الأهمية بمكان أن نتفادى التصعيد واشتعال في المنطقة، هناك قوى نعرفها جميعًا هنا قررت أن تصب الزيت على النار وأن تغذي الجرائم والحرب، وأن تنفذ برنامجها للهيمنة وتضعف دول المنطقة وتنشر الفوضى، وحدتنا في مواجهة هذه الدول أمر لابد منه، علينا ألا نقع في هذا الفخ، وعلينا أن نتحمل هذه المسؤولية الجماعية وأن نعود إلى درب السلام.
شكرًا جزيلًا لكم.