نص كلمة وزير خارجية البرازيل في قمة القاهرة للسلام
ألقى وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا كلمة خلال مشاركته في قمة القاهرة للسلام المنعقدة في العاصمة الإدارية بالقاهرة، أكد فيها على أن الفلسطينيين ضحية عدم وجود الحوار، وأن الاعتداء الغاشم لإسرائيل ضد فلسطين، ومنع المدنيين من حقوقهم والتدمير الذي لم نسبق أن نشهده فيما يتعلق بالمرافق المدنية والبنية التحتية المدنية، يعرقل ويهدد حل الدولتين ويؤجج من الصراع.
وفيما يلي نص الكلمة:
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، السادة الحضور والمشاركين، أريد أن أهنئ الحكومة المصرية على مجهوداتها لتنظيم هذه القمة المهمة.
إن الرسالة اليوم بشأن الحاجات الماسة لهذا الاجتماع الذي دعاني إليه رئيس بلادي لأن أحضره نيابة عنه في ظل هذه الفترات العصيبة التي تواجهها المنطقة، وكذلك بشأن تصعيد حالة الحرب والتوتر بين إسرائيل وفلسطين على مدار الأيام الماضية من هذا الشهر، واستهداف المدنيين وانتهاك لاتفاقية أوسلو وغير ذلك من الاتفاقيات.
إن الحكومة البرازيلية تدين كل هذه الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، وكذلك اتخاذ الرهائن الإسرائيليين والعديد من الضحايا الذي تم قتلهم، ومثلها كمثل العديد من الدول، فإن البرازيل لديها مواطنون بحاجة إلى إجلائهم من غزة بسبب الموقف الإنساني المتدهور لا سيما نقص المؤن الغذائية والأدوية والكهرباء، كذلك فإن إسرائيل باعتبارها قوة محتلة عليها أن تضمن تحقيق حقوق الإنسان، وهذا يجب أن يتحقق تحت أي ظرف ودون أي شرط.
على مدار العقد الماضي، لم نشهد أي مكسب من وراء هذا الصراع، لأن الفلسطينيين هم ضحية عدم وجود الحوار وهم ضحية تدمير هذه العلاقة، كذلك فإن الاعتداء الغاشم لإسرائيل ضد فلسطين، وكذلك منع المدنيين من حقوقهم والتدمير الذي لم نسبق أن نشهده فيما يتعلق بالمرافق المدنية والبنية التحتية المدنية، كل هذا يعرقل ويهدد حل الدولتين ويؤجج من الصراع.
أصحاب الفخامة، إن هذا الموقف المأساوي في قطاع غزة يدعو للقلق العميق، لأن كل هذه الأعمال تضيف الزيت على النار، وإن تدمير البنية التحتية بما في ذلك المرافق الصحية ليس مقبولًا على الإطلاق وقد شهدنا قصف المستشفى وعدد من المستشفيات، وهذا ما سبب في المزيد من الإصابات بما فيهم الأطباء والممرضين وغير ذلك من خدمات المساعدات الإنسانية، وكل الأطراف يجب أن تحمي المدنيين وتحترم القانون المدني والقانون الإنساني.
إن المجتمع الدولي يجب أن يبذل قصارى الجهود الدبلوماسية حتى تضمن تأسيس وفتح ممرات إنسانية عاجلة والوقف الفوري لإطلاق النار، وكما تحدث الرئيس لولا في تصريحاته، فيجب اتخاذ جهود متعددة الأطراف لإنهاء معاناة المدنيين، وكما ذكر رئيس مجلس الأمن في منتصف أكتوبر وعقد الجلسات المتتابعة وعقد الحوار، ورغم الجهود التي بذلها مجلس الأمن لا سيما في 18 أكتوبر، ورغم مسودة القرار بتصويت 15 صوتًا فإننا ندعو كل الجهود الدبلوماسية لاتخاذ الإجراءات وأننا نؤمن أن المجتمع الدولي يقع عليه المسؤولية الجمعاء.
لنكون واضحين علينا أن نقدم المساعدات الإنسانية على الفور ويجب تأسيس ممرات إنسانية وحماية الأشخاص العاملين بالخدمات الإنسانية، فعلينا أن نتخذ إجراءات جماعية.
البرازيل بالطبع سوف تبذل قصارى جهدها في هذا السياق، وفي الـ 24 من أكتوبر في جلسة مجلس الأمن، ستفتح المناقشة بشأن موقف منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها فلسطين، وأنا أقترح مواصلة الحوار على أعلى مستوياته والبحث عن اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية.
إن مجلس الأمن يجب أن يكون حازمًا حفاظًا على أرواح المدنيين وحماية واحترامًا للقانون الدولي، كذلك يجب أن نتجنب أي انتشار لهذا الصراع ليكون إقليميًا، كذلك يجب أن نجد مخارج وطرقًا بديلة لتقديم والدفع بعملية التفاوض السياسي للوصول إلى حلول شاملة لإحلال عملية السلام في الشرق الأوسط وإدارة هذا الصراع لأنه ليس هناك خيار آخر، فقط بالمفاوضات الناجحة والفعالة يمكن أن تأتي بنتائج ملموسة على الأرض على أساس حل الدولتين، بما يتماشى مع كل القرارات لا سيما قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن مع إسرائيل وفلسطين لعيشان معًا وفق حدود معترف بها دوليا.
وأخيرًا، البرازيل مستعدة تمامًا لبذل كل الجهد لتحقيق هذه الغاية وأشكركم.