نص كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية خلال أمام قمة القاهرة للسلام
أكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في كلمته خلال مشاركته في قمة القاهرة للسلام، على ضرورة التحرك العاجل لوضع حد فوري للعمليات العسكرية، وتوفير الحماية المدنية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، امتثالًا للأعراف والقوانين الدولية ومبادئنا الإنسانية المشتركة، وإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة، وضرورة الضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار ووقف العمليات العسكرية، التي أودت بحياة الأبرياء وتهدد بعواقب بغير محمودة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ورفض المملكة القاطع لمحاولة التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود في البداية أن أتقدم بالشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة جمهورية مصر العربية على الجهود المبذولة، لتعزيز التنسيق والتشاور الإقليمي والدولي تجاه ما نشهده من تطورات خطيرة في قطاع غزة.
كما أنقل لكم تحية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل السعود، وصاحب السمو الملكي ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل السعود، حفظهم الله، وتمنياتهما نجاح أعمال هذه القمة.
إن الأحداث المأساوية الجارية في فلسطين تحتم علينا التحرك العاجل لوضع حد فوري للعمليات العسكرية، وتوفير الحماية المدنية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، امتثالًا للأعراف والقوانين الدولية ومبادئنا الإنسانية المشتركة، وإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة لتخرج المنطقة من دوامة العنف المتكررة، ويحقن الدماء، ويأسس سلام عادل وشامل ومستدام.
إننا نؤكد رفضنا القاطع للانتهاكات للقانون الدولي الإنساني من أي طرف، وتحت أي ذريعة، ونشجب كل استهداف للمدنيين أينما كانوا، ونطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني، ونرفض الازدواجية والانتقائية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي، وهنا لا يكفي الكلام، إنما أن يكون هناك تحرك جدي.
نطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار ووقف العمليات العسكرية، التي أودت بحياة الأبرياء وتهدد بعواقب بغير محمودة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. كما نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل.
كذلك نود أن نعرب عن خيبة أملنا عن عجز مجلس الأمن الدولي من اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن. أصحاب الفخامة والسمو والمعالي، نطالب كذلك بالفتح الفوري للمرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية دون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها.
كما أننا نؤكد على تمسك المملكة بالسلام خيارًا استراتيجيًا، عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق، لاستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967، وفق القرارات الشرعية الدولية.
الحضور الكريم، حرصت المملكة منذ بداية الأزمة على التشاور والتنسيق مع أشقائها وشركائها في المجتمع الدولي، ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحفيز التحرك الحاسم للمجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي هذه الأزمة، ويسمح للخروج من نفق المعاناة، ويفسح المجال لحوار جاد حول مستقبل القضية الفلسطينية، وبحث سبل دعم المجتمع الدولي لسلام عادل ودائم في المنطقة يحقق الأمن والازدهار للجميع، وستستمر المملكة في مساعيها مع كافة الشركاء للوصول لهذه الغاية، لكن الأولوية القصوى بالنسبة لنا هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري، لحقن الدماء وإغاثة المتضررين بما يهيئ الظروف الملائمة للعمل نحو السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.