القضية الفلسطينيةمصر

نص كلمة وزير خارجية النرويج خلال مشاركته في قمة القاهرة للسلام

شدد وزير خارجية النرويج إسبن إيدي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية بقمة القاهرة للسلام التي انعقدت اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، على ضرورة تسريع وانتظام دخول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، وضرورة الالتزام بحماية المدنيين وتوفير الضروريات لهم، مع ضرورة العمل على بدء تنفيذ حل الدولتين.

وفيما يلي نص الكلمة:

أصحاب السعادة وأصحاب الفخامة شكرًا لكم، وشكرًا لمصر، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الاجتماع المهم في هذه الأوقات المهمة.

نحن هنا جميعًا في منعطف خطير وفي أزمة كبيرة لكل المنطقة، وإنها أزمة غزة وفلسطين وإسرائيل وكل المنطقة، وكذلك أيضًا تهدد باندلاع الحرب في هذه المنطقة بأكملها، لذلك يجب أن نكون كلنا واضحين فيما نتحدث عليه لقد قمنا بإدانة العمليات التي قامت بها حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، وقمنا أيضًا بإدانة الحصار المفروض على غزة، وكذلك أيضًا نأسى لحياة الأبرياء التي راحت نتيجة هذا الصراع، ونأسى أيضًا للأخبار التي نسمعها عن الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة حتى الآن. إن كل يوم وكل ربع ساعة يموت طفل داخل قطاع غزة، وهذا لا يجب أن يستمر أبدًا. إن المياه والكهرباء والغذاء غير موجودة في قطاع غزة.

وإنني سعيد لمشاهدتي دخول عربات المساعدات الإنسانية غزة هذا الصباح، وإنني أعبر عن شكري لكل من ساهم في هذا، وهذه بداية رائعة وذكية. ونحن بحاجة إلى مثل هذه الأعمال، يجب تسريع تقديم المساعدات الإنسانية وأن تكون منتظمة، ولا يجب أبدًا إعاقتها.  إن النرويج تطلب تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. ونحن نذكر الجميع بأن هناك تعهدًا؛ يجب على الطرفين الالتزام بحماية المدنيين، ويجب توفير الضرورات الأساسية لهم، فهناك حاجة ماسة إلى الآن لتقديم المياه والكهرباء في قطاع غزة حتى الآن.

أعلنا الأسبوع الماضي عن مساهمة قدرها 70 مليونًا من أجل المساعدات الإنسانية، وأعلن اليوم عن دعم إضافي من أجل قطاع غزة، وإننا بحاجة إلى معالجة الموقف الإنساني. لكن هذا ليس هو الحل، الحل سياسي في المقام الأول، وإنني أتفق مع ما قاله الملك عبد الله في بداية الجلسة، بأننا جميعًا نعرف بأنه في نهاية المطاف، أنه من الأفضل للجميع أن نصل إلى حل يضمن إقامة دولتين؛ إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام، وإن النرويج ملتزمة بذلك منذ 30 عام ومنذ حينها كنا دائمًا نقوم بحث الجميع على فعل ذلك.

ولكنني أود أن أشارك معكم بأننا شعرنا بأن هذه العملية قد تعطلت في بعض الأوقات، وكان هناك بعض الغموض الذي شاب هذه العملية، ولم نصل بالفعل إلى حل حقيقي. ونحن نرى أن هناك بعض الملامح الإيجابية، في العمليات الجديدة التي حدثت، في التقارب بين إسرائيل والعالم العربي. لذلك فإنني أعتقد أن الوقت قد حان لأن نخرج من هذه الأزمة في أسرع وقت يمكن، وأن نخفف من حالة التصعيد ونعود مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، لمعالجة القضايا الراهنة. وكذلك أيضًا فإننا بحاجة لإعادة بدأ عملية السلام مرة أخرى، ويجب أن نفكر قليلًا خارج الصندوق، وأن نلتزم دائمًا بـ”حل الدولتين”، فإن هذا هو الحل السليم من وجهة نظري.

إن هذا الوقت ليس وقتًا مناسبًا لقطع الدعم عن السلطات الفلسطينية. الكثير من الشعوب عبرت عن إدانتها لما قامت به حماس، ونحن جميعًا نؤكد على ذلك، لكن ذلك لا يمنعنا من المضي قدمًا في اتجاه الحل. أيضًا إذا ما عدنا إلى أوسلو، يجب أيضًا أن نعتمد على ما تم إحرازه في هذه الاتفاقية، فإن الهدف من اتفاقية أوسلو كان واضحًا ويجب أن نبني عليه، ونحن قمنا بالفعل ببناء المؤسسات وفقًا لاتفاقية أوسلو.

نجد أنه ليس هناك آفاق سياسية لهذا لموقف، وعدم وجود آفاق سياسية يزيد من ضبابية الموقف، ونحن بحاجة الآن إلى معالجة الوضع الإنساني في غزة بشكل فوري. نحن بحاجة إلى إعادة التفكير مرة أخرى في منتصف الصراعات، والنرويج ملتزمة، كما كان عليه الحال منذ 3 عقود، ونحن سنعمل معكم لإيجاد هذا الحل. وشكرًا لكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى