نص كلمة رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني في قمة القاهرة السلام
ألقى رئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد الغزواني كلمة في الجلسة الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام، أكد خلالها أن الوضع الراهن في قطاع غزة كارثي بكل المقاييس، مشددًا على أن ما تشهده هذه المنطقة من عنف وكوارث ليس إلا نتيجة حتمية، وعرض من أعراض الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين، والمتمثل في عدم إنفاذ حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي
أيها السيدات والسادة
أتقدم بداية بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على مبادرته بالدعوة إلى هذه القمة، استجابة للظرف الاستثنائي الذي يمر به قطاع غزة وانعكاساته الهدامة على المنطقة حالًا ومآلًا.
إن الوضع الراهن في قطاع غزة كارثي بكل المقاييس، فما يتعرض له سكان القطاع من تدمير، وحصار، وجرائم صارخة ضد الإنسانية، كقصف المستشفى المعمداني، مناف لكل القيم والمبادئ، ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري بما يشهده من تدمير وحصار وجرائم صارخة ضد الإنسانية، وأن قصف المستشفى المعمداني يمثل أحد أفظع صورها.
إن استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط بمجمله. وتستدعي خطورة الوضع القائم بإلحاح، هبة قوية من الجميع، وبذلًا لكل الجهود الممكنة من أجل تداركه، فلابد من الإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة تأمين الخدمات الأساسية، من ماء، وكهرباء، ودواء، ووقود كما لابد من العمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار، ولو مؤقتا، يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية، ويتيح فرصة للعمل على استعادة الأمن والاستقرار.
إن ما تشهده هذه المنطقة من عنف وكوارث ليس إلا نتيجة حتمية، وعرض من أعراض الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين، والمتمثل في عدم انفاذ حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
لقد آن الأوان أن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد، في هذه المنطقة، بسلام أو أمن مستديم، إلا بقدر ما ينعم الآخرون به، فالسلام كما الأمن لا يحرز بكسب معركة أو الانتصار في حرب، ودوامه مشروط بشموله للجميع. لذا يتعين علينا وعلى المجتمع الدولي بمجمله، العمل بجدية وعزم، وصدق إرادة، لإيجاد حل تقوم بموجبه دولتان، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان جنبا إلى جنب، في أمن وسلام.
وإنني إذ أتطلع أن تساهم هذه القمة في الإسراع بتدارك الوضع الكارثي في قطاع غزة، وفي الدفع باتجاه قيام حل الدولتين، وأرجو لأعمالها كل التوفيق والنجاح.