نص كلمة رئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس خلال قمة القاهرة للسلام
ألقى رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام، أكد فيها ضرورة أن يتوقف التصعيد الإقليمي، وأن مصر والأردن يتصرفان بكل شجاعة وكل جهد لذلك، معربًا عن شكره للرئيس السيسي على هذا التوجه.
وفيما يلي نص الكلمة:
أصحاب المعالي
اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بشكر فخامة الرئيس السيسي على عقد مثل هذا المؤتمر الدولي وتناول هذه الأزمة في منطقة الشرق الأوسط، فنحن أمام أوقات عصيبة تهدد المنطقة وهذه الجهود مشكورة. نحن في أمس الحاجة لأن نجتمع معًا اليوم في مثل هذه اللحظات العصيبة لإحلال السلام في المنطقة، أتيت إلى هنا كصديق قريب، صديق مقرب للرئيس، وكذلك كجار لمصر.
علينا أن ندين الأعمال الإرهابية بصورها كافة، وأن نعزي من فقدوا حياتهم، وأن نمنع فقد حياة المدنيين، التي بدأت منذ الاحداث الإرهابية التي بدأتها حماس في السابع من أكتوبر، وعلينا أن نعزي أرواح المدنيين من الجانبين، ويمكن بعدها مناقشة السلام. في ظل أن هناك مدنيين قتلوا في ظروف مروعة سواء في إسرائيل أو فلسطين، وكذلك مع فقد وتدمير البنية التحتية في غزة، فإن موقف اليونان هو موقف واضح؛ إسرائيل يحق لها الدفاع عن نفسها، لكن وفق القانون الدولي. وكذلك أود ان أون واضحًا في أن العقاب الجماعي هو أمر محظور، يحظره قانون الحرب، وأنه عندما نشن حرب يجب أن يكون الأذى والتباعات محسومة ومحسوبة العواقب على المدنيين.
أشارك زملائي ومن تحدثوا قبلي أن كل الأمور يجب تتم وفق القوانين الدولية، وفي نفس الوقت يجب أن نكون أمينين في حكمنا، فإن حماس منظمة إرهابية، وتسببت في الكثير من المعاناة ليس لإسرائيل فقط وإنما للفلسطينيين كذلك يعانون ويدفعون ثمن حماس. حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، وعلينا ألا نخلط هذا بذاك، إن الشعب الفلسطيني لا يستحق هذا.
وكذلك تحدث الرئيس محمود عباس بصدق وصراحة منذ أول يوم في هذه الأزمة، أنا كذلك أقولها واضحة، إن التصعيد الإقليمي يجب أن يتوقف، فإن مصر والأردن عليهما عبء ثقيل، وهما يتصرفان بكل شجاعة وكل جهد وهما يرفضان بشكل قاطع التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وأود أن أشكر السيد الرئيس السيسي على هذا التوجه، واليونان تدعم هذا التوجه لتحقيق السلام في المنطقة ككل، لحماية كل الحياة البشرية.
ونحن في هذه الأيام، علينا أن نوقف بحر الدم، ونوقف الضحايا، ونوقف هذه التبعات السلبية للحرب على الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن نخفف من معاناتهم. يجب إعفاء وإطلاق سراح الرهائن وفقًا لجهود الصليب الأحمر، وتقديم المساعدات الإنسانية بلا كلل أو توقف. يجب أن نضمن كذلك تقديم المساعدات الإنسانية وأود أن أؤكد وأكرر ما ذكره معالي الأمين العام للأمم المتحدة وأرحب بفتح ممرات إنسانية من مصر إلى غزة لنقل المؤن اللازمة، وأتمنى أن يتم تنفيذ ذلك على الفور، مع تنسيق كل هذه الجهود مع الشركاء، ومع الاتحاد الأوروبي، فإننا نسعد بتنفيذ أي مبادرات للسلام، ونتمنى وقف هذا التصعيد، وتقديم المساعدات الإنسانية على الفور.
وأخيرًا وليس آخرًا، إن المستقبل الذي نرغب فيه لهذه المنطقة، هو مستقبل السلام المستدام والرفاهية، لا يمكنه أن يتحقق سوى بدعم عملية السلام على أساس “حل الدولتين”، وإذا ما كان هناك شيء واضح لنا جميعنا فعلينا جميعًا أن نتفق جميعًا على عدم وجود تدخل عسكري، لأن الحل السلمي هو دائمًا الأفضل والأبقى.
شكرًا جزيلًا