مصر

وحدة الصف المصري في دعم موقف القيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية

لقد استدعى ما حدث الأيام الماضية من اعتداء سافر من الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة، ذوبان الأيديولوجيات وتوحيد الصف المصري بكافة تياراته ومستوياته خلف القيادة السياسية ودعم موقف الرئيس السيسي تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث اتفقت جميع مواقف وبيانات كل من المرشحين لرئاسة الجمهورية والأحزاب سواء المؤيدة أو المعارضة للسلطة الحاكمة، وكذا النقابات والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، والشخصيات العامة، على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في المقاومة من أجل استعادة حقه المسلوب وأرضه المحتلة، وإدانة ما حدث من الكيان الإسرائيلي من جرائم ضد الإنسانية، ورفض دعوات الكيان الاسرائيلي بتوجيه أهالي غزة نحو الحدود المصرية، مع تثمين قرار السلطات المصرية برفض السماح للرعايا الأجانب في غزة عبور معبر رفح إلا بعد تسهيل عبور المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني أولًا، ومطالبين وداعمين ومفوضين القيادة السياسية باتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومي المصري، وحلحلة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني القائم.

أولًا: موقف المرشحين لرئاسة الجمهورية

أدانت الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي تصاعد الأحداث في قطاع غزة ومشاهد القتل الوحشي، وأكدت أن “كتفنا في كتف أهالينا في فلسطين”، وقوافل مصرية ضخمة تتحرك نحو فلسطين. وثمنت الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي السيد/ عبد الفتاح السيسي، انطلاق قوافل إنسانية شاملة نحو أهالينا في فلسطين، تحمل رسالة المحبة والتضامن من شعب مصر العظيم. وتضم القوافل قاطرات محملة بأكثر من 1000 طن من المساعدات الإنسانية، لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الفترة الصعبة.

وعن المرشح الرئاسي حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري؛ فأعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الانتهاكات والجرائم التي تمت على أراضي القدس المحتلة من قبل الكيان المحتل خلال الفترات الماضية، والتي أدت إلى تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية. وكشف الحزب عن رفضه لدعوات الكيان المحتل بتوجيه أهالي قطاع غزة نحو الحدود المصرية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تحمل نوايا خبيثة تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية التي تعد من أهم القضايا التي يوليها الوطن العربي بأكمله أهمية كبرى.

وطالب المرشح الرئاسي فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، من السلطات المصرية سرعة التدخل بأي ثمن لإنقاذ الوضع داخل قطاع غزة، فضلًا عن إتاحة المجال للشعب المصري للتعبير عن غضبه تجاه هذه الجريمة الوحشية وغير الأخلاقية المتمثلة في قصف المستشفى الأهلي المعمداني بغزة التي أعادت إلى الأذهان مجزرة بحر البقر وأبو زعبل ودير ياسين وغيرها من سلاسل الإجرام الذي ترتكبه تلك العصابة. 

ثانيًا: موقف الأحزاب

عقدت الحركة المدنية الديمقراطية مؤتمرًا شعبيًا لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمقر حزب المحافظين مساء الاربعاء ١٢ اكتوبر ٢٠٢٣؛ حيث وجه رؤساء أحزاب الحركة المدنية والمشاركون تحية لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة في مواجهة العدوان الصهيوني. وأكد المتحدثون أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني البطل هو حق قانوني وشرعي وإنساني في مقاومة احتلال أرضه. ودعمت الحركة المدنية الديمقراطية قرارات الدولة المصرية بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وتدين بكل قوة قيام جيش الاحتلال بضرب معبر رفح الفلسطيني. 

ثمن حزب المحافظين المعارض في بيان له قرار السلطات المصرية بربط مرور حملة الجنسيات الأجنبية من معبر رفح بالسماح بمرور المساعدات للفلسطينيين. وطالب حزب المحافظين الحكومة المصرية باتخاذ كل الإجراءات الدبلوماسية للتعبير عن إدانة ما يحدث.

وعقد حزب مستقبل وطن مؤتمرًا صحفيًا وجماهيريًا مهمًا بشأن أحداث غزة بحضور كافة قيادات مستقبل وطن، وذلك بمشاركة عدد من الأحزاب والكيانات السياسية المختلفة وعلى رأسهم حماة الوطن وحزب الوفد والتجمع والعدل وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وتحالف الأحزاب المصرية وحزب مصر الحديثة وحزب الحرية وحزب المؤتمر وحزب الشعب الجمهوري؛ للتأكيد على موقف مصر لدعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير أهالي غزة، وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

أما عن حزب حماة الوطن فأشار إلى أن الموقف المصري واضح وثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهي تسوية عادلة وشاملة تسهم في استقرار المنطقة والحد من التوترات في الشرق الأوسط، ويرتكز على الدعم اللا محدود للشعب الفلسطيني وقضيتهم العادلة وحقهم في إنشاء دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وثمن حزب حماة الوطن قرار السلطات المصرية رفض السماح للرعايا الأجانب في غزة عبور معبر رفح إلا بعد تسهيل عبور المساعدات للشعب الفلسطيني أولًا.

أكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المعارض أن مشروع إنشاء دويلة فلسطينية في سيناء أمر مرفوض فلسطينيًا ومصريًا. وأشار إلى أننا لا نقبل مشروع إنشاء دويلة فلسطينية في سيناء من زاوية رفض توسع وتغول إسرائيل على أرض ومقدرات الشعب الفلسطيني. 

ودعت أحزاب سياسية مؤيدة ومعارضة إلى مظاهرات بمعظم الميادين الكبرى، لـ “التنديد بالأحداث في غزة، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء”. وهو ما تم اليوم، حيث تظاهر الملايين من الشعب المصري في كافة ميادين الجمهورية، تضامنًا مع القضية الفلسطينية، ودعمًا وتفويضًا للرئيس السيسي لاتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومي المصري والوقوف ضد المساس بأرض سيناء الغالية.

ثالثًا: موقف مجلسي النواب والشيوخ

فوض البرلمان المصري بغرفتيه (النواب والشيوخ) خلال جلسات طارئة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اتخاذ إجراءات لحماية الأمن القومي، وتأمين حدود البلاد ودعم الفلسطينيين. وأسفرت جلستا المجلسين عن تأييد شعبي جارف لموقف القيادة السياسية المصرية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفض الرئيس عبد الفتاح السيسي التهجير القسري لأهل غزة إلى سيناء، ورفضه فتح معبر رفح لدخول الأجانب.

ودعم وفوض أعضاء البرلمان الرئيس السيسي في أي قرار يتخذه لحماية أمن مصر القومي، مؤكدين أن تهجير سكان غزة جريمة حرب، ومطالبين المجتمع الدولي بالحفاظ على الحق الإنساني والتخلي عن ازدواجية المعايير.

رابعًا: موقف النقابات والمجتمع المدني

أعلنت النقابات المهنية تضامنها مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وما يقومون به ضد الشعب الفلسطيني؛ حيث:

أعلن مجلس نقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين، رفضه لمحاولات تهجير أهل غزة عن أرضهم، وأكد أن الشعب الفلسطيني في غزة لن يتخلى عن أرضه، وأعلن مجلس نقابة الصحفيين عن إعادة فتح حساب صندوق دعم فلسطين والتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه ودعوة أعضاء المجلس والجمعية العمومية للتبرع في هذا الحساب. وأقامت نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية أمام النقابة لدعم القضية الفلسطينية، وتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية في قراراتها بشأن القضية الفلسطينية، مع تأكيد العاملين بالنقابة على تأييدهم لموقف الدولة المصرية ضد تصفية القضية الفلسطينية مع حماية المدنيين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة.

أعلن هشام فاروق المهيري نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر رئيس نقابة الخدمات الإدارية والاجتماعية تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفاظ على الأمن القومي المصري من المخاطر والحرب مع إسرائيل وإنهاء مسيرة سلام استمرت عقودا وحماية سيناء من مخطط تحويلها لمسرح حرب وعمليات عسكرية تزامنًا مع عدم تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

تحركت مسيرة من مقر نقابة المهن الموسيقية بوسط البلد إلى ميدان المنصة للتعبير عن رفضهم التام لما يتعرض له الشعب الفلسطيني وتهجيرهم من أرضهم، بالإضافة إلى تأييدهم لقرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي لحفظ أمن مصر القومي.

قال نقيب الزراعيين د. السيد خليفه، إن موقف مصر الراسخ ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومي المصري وبسط السيادة الوطنية على كافة الأراضي المصرية؛ والتي أهمها وأولها وآخرها أرض الفيروز سيناء. ومعلنا تأييد النقابة واستجابتها لدعوة الرئيس للاصطفاف والاحتشاد لدعم ومساندة الأشقاء في فلسطين، وتوجيه رسالة واضحة للعالم لا تحتمل اللبس أو التأويل من كافة أطياف الشعب المصري بالرفض التام للممارسات الإسرائيلية وأن الأمن القومي المصري والأراضي المصرية هي خط أحمر لا تهاون أو تفريط فيه.

رفضت نقابة المهندسين برئاسة المهندس طارق النبرواي نقيب المهندسين، فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، والتي تعني تصفية القضية الفلسطينية، وأيدت موقف الدولة المصرية في هذا الشأن.

قال الدكتور خالد سليم النقيب العام للأطباء البيطريين، نائب رئيس اتحاد المهن الطبية، إن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، كانت قوية وحاسمة للتأكيد على أن مصر لن تُستدرج للدخول في أزمات للنيل من سيادتها، مشيرًا إلى أن موقف مصر الراسخ إنما ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومي المصري وبسط السيادة الوطنية على كافة الأراضي المصرية. 

أعلن الدكتور كريم بدر، عضو اللجنة الثلاثية لإدارة النقابة العامة لصيادلة مصر تأييده لقرارات الرئيس السيسي بشأن رفض ما يحدث في قطاع غزة من جرائم ترتكب، لدفع سكان القطاع إلى التهجير القسري إلى سيناء.

أعلنت مؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسهم التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، دعم القضية الفلسطينية، وتأييدهم لقرارات الرئيس السيسي للحفاظ على الأمن القومي المصري، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تم إرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية إلى معبر رفح استعدادا لإدخالها لقطاع غزة، وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وذلك في إطار دعم وتضامن جمهورية مصر العربية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق لتخفيف حدة أحداث العنف الذى أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين.

كما أطلق “التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي” قافلة تتضمن 106 شاحنات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم، و40 ألف بطانية، و80 خيمة، بالإضافة إلى ما يزيد على 46 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية”.

كما يشارك بنك الطعام المصري، بـ41 شاحنة في واحدة من أكبر القوافل الإنسانية من جمعيات مصر تحت راية التحالف الوطني، والأغذية التي اختار بنك الطعام إرسالها هي مواد صالحة للأكل بدون طهى (كمية كبيرة من المياه المعدنية- لبن- عسل- تمر- جبن أبيض – فول معلب- لحوم معلبة)، وبجانب المواد الغذائية تحتوى القافلة على كميات كبيرة من الأدوية والبطاطين والمستلزمات الصحية بأنواعها. كل هذا إلى جانب فتح باب التبرعات النقدية والعينية والتبرع بالدم لحين السماح بإدخال المساعدات.

خامسًا: موقف المؤسسات الدينية

 أصدر الأزهر الشريف عدة بيانات حازمة للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. كما خرجت عدة مظاهرات من الأزهر للتضامن مع فلسطين، ورفض التهجير. حيث وجه شيخ الأزهر تحيته لصمود أبناء فلسطين العزيزة وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها مهما كان الثمن والتضحيات، فالأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ وتوجيه رسالة من الأزهر لأولئك المتمسكين بأرضهم أنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين، واعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد.

قالت الكنيسة على لسان قداسة البابا تواضروس الثاني: قلوبنا تعتصر ألمًا مما يحدث على أرض غزة والأعداد الكبيرة في الضحايا من شهداء ومن قتلى ومن مصابين ومجروحين ومن أسر ومشردين وعنف قاسٍ للغاية، وباسم الكنيسة القبطية وباسم المجمع المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ندين هذه الأعمال الوحشية.

ختامًا، أظهرت استجابة كافة مكونات المجتمع المصري لما يجري في قطاع غزة الاصطفاف الكامل خلف القيادة السياسية لحماية وصون الأمن القومي المصري ودوائره المباشرة وخاصة فلسطين، فضلًا عن الوعي الجمعي المصري بمحددات الأمن القومي المصري وما يواجهه من تحديات ومحاولات للإضرار به من خلال التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، ولذلك أظهروا رفضهم الكامل لهذه المخططات والمحاولات، ودعمهم للقيادة السياسية فيما تراه للتعامل مع ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى