الرئيس في بني سويف.. نموذج للعلاقة بين الشعب وقيادته
تابعت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى لؤلؤة الصعيد مدينة بني سويف التي تمت أمس الأول من أجل افتتاح العديد من المشروعات التي تسهم في دعم خطة التنمية المستدامة في صعيد مصر بصفة عامة وفي بني سويف بصفة خاصة، وقد وقفت كثيرا ـ كمواطن مصري ـ أمام العديد من النقاط والملاحظات المهمة المرتبطة بهذه الزيارة ووجدت من واجبي أن أنوه عنها دون أي مبالغة.
وقد تساءلت بيني وبين نفسي حول الدروس المستفادة التي استخلصتها من هذه الزيارة، ومن الإنصاف أن أقول في هذا المجال إنني شاهدت الرئيس السيسي في بني سويف سبتمبر 2023 وكأن سيادته يتحدث قبل عشر سنوات متسلحًا بالإيمان بالله عز وجل وبنفس اللهجة القوية والمصداقية والموضوعية ومصارحة ومكاشفة الشعب المصري بكل الجوانب الحياتية التي تهمه، ومؤكدًا مدى الحرص بأن يصب كل إنجاز للدولة في مصلحة المواطن المصري في مختلف ربوع هذا الوطن، وبالتالي أقولها بكل صراحة إن هذا هو القائد الوطني المصري الأصيل الذي لا تتغير مواصفاته الحميدة مهما تمر السنوات، والذي يتحمل بكل جسارة وكفاءة مسئولية دولة عظيمة بحجم الدولة المصرية.
وانطلاقًا من ذلك فإن هناك مجموعة من الملاحظات التي استخلصتها من جراء هذه الزيارة أهمها ما يلي: –
الملاحظة الأولى: أن الرئيس كان يوجد في وسط قرية بسيطة تسمى “سدس الأمراء” والتي تمثل أحد الإنجازات في مشروع حياة كريمة الذي أرى أنه يستحق أن أطلق عليه مشروع القرن الحادي والعشرين، وقد رأينا جميعًا كيف تحولت هذه القرية إلى مركز حضاري يليق بحياة المواطن المصري الذي يعيش بعيدًا عن العاصمة، الأمر الذي يؤكد مدى الجهد الذي بذله الرئيس السيسي من أجل أن ينقل المواطنين المصريين في ريف مصر نقلة نوعية من المؤكد أنهم يستحقونها وكانت غائبة عنهم لسنوات طويلة.
الملاحظة الثانية: أن الرئيس كان يتحرك في هذه المنطقة ووسط جموع المواطنين بكل أمن وأمان وسلام واطمئنان، وقلما نجد أن رئيسًا يتحرك بهذا الشكل في بلاده ووسط شعبه.
الملاحظة الثالثة: أن المواطنين المصريين الذين احتشدوا للترحيب بالرئيس السيسي عبروا بكل مصداقية عن شعورهم وتقديرهم الحقيقي لقيادتهم السياسية، وتسارعوا فيما بينهم بكل عفوية في محاولة لاستضافة سيادته كنوع من الترحيب من جانبهم بقائد مسيرتهم.
الملاحظة الرابعة: أن المواطنين المصريين الذين يعانون الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليًا هم أنفسهم الذين وجدناهم يعبرون عن مودتهم الصادقة وتأييدهم للرئيس عندما شاهدوا سيادته معهم، الأمر الذي يؤكد أن المواطن المصري أصبح على درجة كبيرة من الوعي ويرى أن قيادته الوطنية لا تدخر وسعًا في محاولة تخفيف آثار هذه الأزمة عن كاهله.
الملاحظة الخامسة: أن الاستقبال الحافل للرئيس في بني سويف أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن القيادة السياسية قريبة للغاية من الشعب وتعلم علم اليقين حجم التضحيات التي يقدمها المواطن المصري والتكاليف التي يتحملها من أجل رفعة هذا البلد العظيم.
وفي هذا المجال لم يكتف الرئيس بافتتاح المشروعات التي أعلنت عنها بعض المؤسسات في المجالات الاقتصادية والصحية، ولكن كان سيادته حريصًا على أن يجعل من مدينة بني سويف نقطة انطلاق نحو إعلان العديد من القرارات الاقتصادية شديدة الأهمية التي استهدفت دعم الحالة الاقتصادية للمواطن المصري بصفة عامة، سواء كان من العاملين في الجهاز الإداري للدولة أو أصحاب المعاشات أو الفلاحين والمزارعين وغيرهم، وسوف أكتفي هنا بالإشارة إلى نقطتين فقط: الأولى أن هذه القرارات سوف تكلف الدولة نحو 100 مليار جنيه، أما النقطة الثانية فهي أن الحد الأدنى للأجور قد ارتفع خمس مرات منذ 2019 وحتى يومنا هذا حيث تزايد المبلغ من 1200 جنيه إلى 4000 جنيه في القرارات الأخيرة.
ومن المؤكد أن هذه القرارات المهمة قد عكست بشكل واضح أن القيادة السياسية تعلم معاناة المواطن المصري البسيط، ولذا حرصت على اتخاذ أقصى ما يمكن أن يتم اتخاذه من قرارات في هذه المرحلة من أجل العمل على تخفيف أعباء الحياة التي يتحملها المواطن راضيًا والتي تسببت فيها متغيرات خارجية منذ عام 2020 سواء جائحة كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية، تلك المتغيرات التي عصفت باقتصاديات دول متقدمة، ولكن بفضل الله نجحت مصر في التعامل معها والحد من تأثيراتها السلبية قدر المُستطاع.
وفي نفس الوقت كانت الكلمات الطيبة النابعة من القلب التي أدلى بها الرئيس عقب إعلان هذه القرارات كاشفة لمدى تقدير وامتنان سيادته للشعب المصري العظيم والحريص على استقرار وأمن وتقدم هذا البلد، وهو على قناعة تامة بأن الدولة لم ولن تقصر من أجل رفع مستوى معيشته في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ولنا في مختلف المبادرات الرئاسية على مستوى الجمهورية خير مثال على ذلك.
وفي النهاية لابد لي من كلمة أقولها بكل صراحة، فإذا كنا قد اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية، فإن ما شاهدته في مدينة بني سويف يعتبر من وجهة نظري رسالة واضحة ومباشرة وقاطعة من الشعب المصري موجهة إلى الرئيس مفادها أن هذا الشعب العظيم يعلن بكل وضوح تأييده الكامل سيادته من أجل الاستمرار في استكمال مسيرة التنمية التي بدأت عام 2014.
وفي رأيي أيضًا أن هذا هو النموذج أو التوجه الشعبي العام الذي من المؤكد أننا سوف نراه ماثلًا أمامنا في كل المحافظات أو المواقع التي يعتزم الرئيس زيارتها خلال المرحلة القادمة، فالواقع يقول إننا أمام شعب واع يعلم ويقدر جهود قيادته الوطنية التي أنقذته من براثن الإرهاب وتتحرك معه على مختلف المسارات من أجل الوصول إلى حياة أفضل في دولة قوية حديثة ومتقدمة.