السيسي واستكمال الإنجازات
هذا رأي شخصي لي كمواطن مصري عايش تاريخ مصر المعاصر بحلوه ومُرٍه. ولا أنتمي إلى أحزاب أو أشخاص، بل أنتمي إلى تراب هذا الوطن بريفه وحضره منذ الصبا وبدء الذاكرة وانتهاء بالكهولة والنضج عبر سبعة عقود، بما يسمح لي بإبداء رأي رصين مُسبًبْ غير منحاز إلا لمصلحة الوطن، خاصة أنه خلال رحلة العمر كُنتُ متداخلًا أو شاهدًا بشكل أو بآخر على مراحل النضال الوطني المصري منذ ثورة 1952 وحتى الآن، بدأت بشرح الوالد ذي الخلفية الأزهرية الوطنية عن معنى بدء جلاء الإنجليز عن مصر عام 1954 بعد 72 عاما من الاحتلال.
ومع مرحلة الشباب، تركت الهندسة والتحقت بالكلية الحربية لأكون أحد جنود مصر لأزود عن هذا الوطن. وشاركت في حروب مصر منذ حرب 1967 التي كانت هزيمة بلا حرب، ثم حرب الاستنزاف خارج وداخل سيناء فحرب أكتوبر المجيدة. ثم رأيت مصر من الخارج خلال العمل الدبلوماسي كملحق عسكري وخلال البعثات الدراسية، خاصة إلى الولايات المتحدة، إلى التقاعد مع بدء الشيخوخة منذ قرابة ربع قرن، أعقبها العمل الاكاديمي والبحثي -ولا أزال- في مصر والخارج سواء رسميًا أو شخصيًا. كما أنني عاصرت سبعة رؤساء لمصر منذ الرئيس محمد نجيب، مرورًا بالرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي وعدلي منصور ثم الرئيس السيسي وحتى الآن وغًدا بإذن الله حيث سأعطيه صوتي بأن يستمر لينجز ما بدأه.
خلال رحلة العمر خاصة الخارجية، رأيت مصر في عيون الآخرين، وكم هي دولة تستحق مكانة أكثر تميزًا لما تملكه من مكان ومكانة، لموقع استراتيجي وتاريخ حضاري وقوة بشرية وعسكرية. فقد مرت مصر بمراحل بناء ناجحة في تاريخها الحديث. وندلل بالمرحلة الأولى لحكم أسرة محمد علي 1805-1882، ثم مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر، وها نحن في مرحلة الرئيس السيسي التي لا تبني فقط، بل تؤسس لدولة حديثة لغد وبعد غد للأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد.
من كل ما مضى من رصيد عُمْر وكفاح وخبرة، يوصلني إلى الإجابة عن السؤال: لماذا سأنتخب الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة؟ وأجيب سأنتخبه لاستكمال ما بدأه لبناء مصر الحديثة وأمنها القومي الشامل في مربع مجالاته السياسية والاقتصادية والعسكرية والمجتمعية، حيث يأخذ كل ضلع ويعطي لباقي الأضلاع، للارتقاء بمحصلة ما يعرف بالقوى الشاملة للدولة المصرية. وإلى ملمح بسيط لمجالاتها:
سياسيًا: خرجت مصر من قوقعتها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، لتكون حاضرة ومؤثرة بقوة في المجالات العربية والشرق أوسطية والأفريقية، بل والعالمية لتصنف من القوى الصاعدة الناهضة عالميًا.
عسكريًا وأمنيًا: تم بناء جيش وطني قوي يصنف في مقدمة جيوش العالم والصدارة العربية والأفريقية والشرق أوسطية وضمن صدارة القوات البحرية العالمية؛ للحفاظ على الأمن القومي المصري خارجيًا وداخليًا، وهو ما أتى أُكله ومهد للتنمية الشاملة، فلا تنمية بدون أمن.
اقتصاديًا: كان البدء بالبنى التحتية اقتداء بالتجارب الناجحة وعلى رأسها الولايات المتحدة، من حيث الشبكة القومية للطرق والكباري والسكك الحديدية في تناسق مع شبكة الموانئ والمطارات والمناطق الاقتصادية، وأن كل دولار اُنفق في البنى التحتية عاد ببضعة دولارات في بضع سنين. ثم الانتقال إلى عاصمة جديدة قبل أن تتوقف الحركة تمامًا في القاهرة الكبرى (المدينة الدولة) ذات العشرين مليون نسمة، وهو ما تم قبلًا في باكستان ونيجيريا ذواتا الكثافة السكانية العالية. بالإضافة إلى ازدواج معظم قناة السويس وحتى استكمالها ارتباطًا بخطة أنفاق ربط سيناء بالوادي ليكون لدينا مجريان ملاحيان منفصلان واستيعاب الناقلات فوق العملاقة، مع استكمال الخطة الطموحة للتنمية الشاملة لسيناء 2019 -2026 بالتوازي مع كسر شوكة الإرهاب والتدليل بفتح ميناء العريش البحري للعمل، مع زيادة الرقعة المزروعة وصولًا للاكتفاء الذاتي تدريجيًا والتغلب على تداعيات الأزمة الاوكرانية عالميًا، وهناك الكثير في المجال الاقتصادي.
مجتمعيا: حيث الأسرة والفرد هما نواة المجتمع وهما هدف التنمية ووسيلتها، من خلال خطة قومية للقضاء على العشوائيات بإسكان بديل وحضاري للمهمشين نتاج عدة عقود ماضية، وشمل معظمهم مظلة تكافل وكرامة.
وصحيًا: تم القضاء كليًا على فيروس (سي) والتغلب على كورونا ومضاعفة ميزانية الصحة والتعليم جناحي المجتمع. لقد صادف مصر سوء حظ بأزمتي كورونا وأوكرانيا، خاصة أن قسط صندوق النقد سينكسر بعد 2026-2027 إلى أقل من 3 مليارات وحتى نهاية السداد. كما يجب علينا زيادة صادراتنا وعوائد السياحة فلدينا ثلث آثار العالم. لكل ما سبق سوف أدعم وأنتخب الرئيس السيسي لأنه الأنسب لمصر للمرحلة المقبلة لاستكمال مسيرة الإنجازات.
نقلًا عن جريدة الأهرام