السودان

نون النسوة.. العنوان الأبرز في حكومة السودان

إنجاز حققه السودان في مسيرته نحو الديمقراطية، بعد تشكيل أول حكومة انتقالية يتقاسم المسؤولية فيها مدنيون وعسكريون. أسفرت لأول مرة عن تعيين أربع وزيرات، أبرزهن “أسماء محمد عبد الله” في منصب وزيرة الخارجية، لتكون أول امرأة سودانية تتولى منصب هذه الحقيبة السيادية، وثالث امرأة عربية قادت دبلوماسية بلدها بعد الموريتانيتين “الناها بنت مكناس”، و”فاطمة فال بنت أصوينع”. وحسب الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري و”قوى الحرية والتغيير”، ستشرف الحكومة على فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.

ويشمل التشكيل الوزاري الجديد ثلاث وزيرات أخريات، هن عالمة الآثار الدكتورة “انتصار الزين صغيرون” في منصب وزيرة التعليم العالي، “لينا الشيخ محجوب” في منصب وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية. وأخيرا، أصغر الوزيرات سنا، المهندسة “ولاء عصام البوشي”، 33 عاما، في منصب وزيرة الشباب والرياضة. 

 اللافت أن وزيرة الخارجية التي عينت، لم تكن ضمن الترشيحات الأولى التي قدمتها قوى الحرية والتغيير لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك للمنصب. لكن إصرار الأخير على ضرورة التمثيل العادل للنساء وبقية أقاليم السودان في الحكومة الانتقالية كان له القول الفصل، ويعول عليها رئيس الوزراء كثيرا، في قيادة الدبلوماسية السودانية في المرحلة الجديدة، لاستعادة بلادها مكانه الطبيعي على الخارطة العربية والإفريقية والدولية. 

كما أن معرفتها بكواليس وزارة الخارجية السودانية ومهنيتها في العمل الدبلوماسي، يؤهلانها للنجاح في مهمتها الجديدة لفك العزلة عن السودان، والعمل مع الدول الصديقة على توفير الدعم السياسي والاقتصادي له، لإنعاش الأمل في المستقبل لدى الشباب السوداني.

ومن المتوقع أن تكون الملفات ذات الأولوية بالنسبة للخارجية السودانية هي توطيد علاقات السودان الخارجية والترويج وجمع الدعم للمرحلة الانتقالية في السودان، ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان بسبب أزمة دارفور واستضافته لزعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن لبعض الوقت.

وتسعى وزيرة الخارجية إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، معتبرة أن هذا الأمر إن تم فإنه سيفتح الباب أمام نهضة اقتصادية ومشاريع جديدة في السودان. وتنتظر الدعم المعنوي لبلادها من الدول العربية، وترحب بأي دعم مالي عربي غير مشروط، دون التدخل في شؤون بلادها الداخلية.

من هي أول وزيرة خارجية في السودان؟

\\SERVER\Folder Redirection\marwa.mohammed\Desktop\2.jfif
  • ولدت أسماء عبد الله عام 1946 في أحد أحياء الخرطوم. ودرست الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الخرطوم، حتى تخرجت عام 1971. 
  • تدرجت في السلك الدبلوماسي السوداني وشغلت عدت مناصب، وكان منصب وزير مفوض أعلى منصب تشغله قبلاً. 
  • عملت في عدد من البعثات الدبلوماسية في الخارج من بينها ستوكهولم والرباط وشغلت منصب سفيرة السودان في النرويج سابقاً.
  • في عام 1990، فُصلت من منصبها كوزيرة مفوضة ونائبة رئيس دائرة الأمريكيتين في الوزارة. وكان الفصل عملا بقانون “الفصل للصالح العام” الذي أصدره البشير آنذاك. وكان الهدف منه هو التخلص من العناصر غير الموالية للنظام في الدوائر السيادية، ومن بينها وزارة الخارجية.
  •  وفي السنوات الأخيرة من حكم البشير، عادت إلى السودان وأسست مكتبا للترجمة بالاشتراك مع عدد من الدبلوماسيين المفصولين. 
  • ومع بدء الحراك المناهض لحكم البشير في ديسمبر 2018، انضمت إلى قوى الحرية والتغيير، وسخرت خبرتها في العمل الدبلوماسي لصالح الحراك الثوري في البلاد، فكانت عضوة في فريق العمل السياسي الخارجي.
  • ودأبت أسماء عبد الله على الترويج لمطالب الحراك الشعبي في المحافل الدولية المختلفة ولدى الأطراف والمنظمات الداعمة، وطبيعة النظام السياسي الذي تسعى قوى الحرية والتغيير لإرسائه بعد عزل البشير.
  •  وتم اقتراح أسماء عبد الله لشغل منصب وزيرة الخارجية من قبل رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، عبد الله حمدوك.

كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى