فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، السيدات والسادة أتوجه بجزيل الشكر لعقد هذا الاجتماع الأول من نوعه لدول جوار السودان، لبحث سبل إنهاء الأزمة الحالية في السودان وتداعياتها على السودان ودول جوارها.
الجامعة العربية منذ اندلاع الأزمة قامت ببحث سبل إعادة الأمن والاستقرار في السودان كواحدة من أهم أولويات الجامعة العربية، وتكررت اجتماعات الجامعة المعنية بالشأن في السودان بما ذلك اجتماعات القمة العربية الأخيرة في جدة، ومطالباتها بوقف جميع الاشتباكات المسلحة حقنًا للدماء ومحافظة على مقدرات الشعب السوداني وسيادة السودان واستقراره.
وقد حرصت الجامعة العربية من خلال تحركاتها، على تنسيق الجهود مع الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإنسانية ذات الصلة، لما يمثله الأمر من تحد كبير للسلم والأمن في هذا البلد العربي الأفريقي الهام، واسمحوا لي أن أتناول محددات الموقف العربي من الأزمة في السودان والتي يمكن أن تساعد في آليات الحل الإقليمي للأزمة.
أولًا: الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها، ومساعدتها قدر الإمكان على أداء المهم المنوطة بها.
ثانيًا: معارضة أي تدخل خارجي والتضامن الكامل مع السودان في سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه.
ثالثًا: دعم مسار جدة التفاوضي، وتحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستمر بشكل يضمن استمرار العملية الانتقالية.
رابعًا: دعم دور دول الجوار وتقديم المساعدة لها في تجاوز التحديات الأمنية والإنسانية الكبيرة للأزمة، ولذلك فإن دول الجوار يجب أن تكون في قلب العمليات والمفاوضات الجارية لإنهاء الأزمة، ولذلك فإن هناك توجه لاستمرار عقد قمم أخرى مشابهة ومن المهم توفير الدعم الدولي لها.
خامسًا :دعم مسار سياسي سوداني شامل لكل الأطياف السودانية، ويحقق تطلعات الشعب السوداني في السلام والأمن والتنمية، ويؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية قادرة على حل الأزمة الاقتصادية والأمنية.
سادسًا: استمرار التنسيق والتعاون بين الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على أساس احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، واحترام دور الحكومة السودانية ومشاركتها في المبادرات التي يتم طرحها خصوصًا مع دول الجوار.
سابعًا: الاستجابة الإنسانية العاجلة للوضع في السودان من الدول العربية والمجتمع الدولي، وإنقاذ الوضع الغذائي المتدهور من الأساس، وتقليل التداعيات السلبية على دول الجوار، وفي هذا الإطار أطلقت الجامعة العربية مبادرة عاجلة لإنقاذ الموسم الزراعي السوداني ويجري حاليًا بحث سبل تنفيذها مع السودان والجهات المعنية.