اللواء محمد إبراهيم الدويري: أحد أهم أهداف قمة دول جوار السودان بالقاهرة صياغة رؤية مشتركة لإنهاء الصراع
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في حديث خاص لمجلة “المصور”، أنه عندما تتحرك مصر لحل الأزمات الإقليمية فإن الوضع ينتقل من مرحلة استكشاف ودراسة المواقف إلى مرحلة التدخل الفاعل والإيجابي لتسوية هذه الأزمات، وهو الأمر الذي وضح بصورة جلية عندما أعلنت الرئاسة المصرية عن عقد مؤتمر قمة لدول جوار السودان في القاهرة غدًا الخميس الموافق 13 يوليو، وهو المؤتمر الأول الذي يعقد على هذا المستوى الرفيع من الدول المجاورة للسودان والتي تأثرت بفعل هذه الأزمة.
وأضاف أن هذا التحرك المصري الذي يسابق الزمن يرتبط ارتباطًا وثيقًا برؤية وقناعة القيادة السياسية المصرية بأن السودان يمثل أهم الدوائر المباشرة للأمن القومي المصري، ليس ذلك فقط وإنما الإدراك بأن الأوضاع الحالية في السودان تؤثر أيضًا على أمن واستقرار المنطقة كلها، وبالتالي كان لا بد من أن يكون هناك تحرك جديد يسعى بكل الجدية إلى تسوية الأزمة السودانية التي أصبح استمرارها دون حل يمثل كارثة إنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية بكل المقاييس، ولا بد من التوصل إلى حل لها، حتى يتم إنقاذ السودان من الوقوع في مستنقع لا يعلم إلا الله عز وجل، متى الخروج منه.
وأشار نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أنه في نفس الوقت فإن هذا التحرك المصري يأتي في إطار منظومة متكاملة ارتكزت على مجموعة من المبادئ، أهمها أن التسوية السياسية تعد المجال الوحيد لحل الأزمة السودانية مع العمل على بلورة آليات محددة لهذا الحل وليس مجرد الحديث عن خطوط عامة، بالإضافة إلى أن هذا التحرك ليس منفصلًا عن مسارات التحرك الأخرى، حتى يمكن أن نشهد خلال المرحلة القادمة خطوة حقيقية جادة تمثل بدء المسار الحقيقي لحل الأزمة السودانية.
وشدد اللواء محمد إبراهيم على أنه من الضروري الإشارة إلى أن مصر كانت شديدة الحرص عندما أعلنت عن موعد قمة دول الجوار، أن تحدد الأهداف الرئيسة لهذه القمة حتى تضمن فاعليتها، وأهم هذه الأهداف:
- صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان لبحث إنهاء الصراع الحالي.
- اتخاذ خطوات لحل الأزمة السودانية وحقن دماء الشعب السوداني.
- الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها.
- الحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
- وضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة سلميا بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.
وأكد في ختام حديثه، على أن القيادة السياسية المصرية حريصة كل الحرص على توفير كافة العوامل لإنجاح هذا المؤتمر وأن يخرج بالنتائج الإيجابية المطلوبة. إلا أن هذا النجاح يتطلب أيضًا أن يكون أطراف الصراع في السودان على مستوى المسؤولية لإنقاذ بلادهم من الانهيار، وهذا هو دورهم الرئيس في مواجهة التدخل الخارجي الذي لا يعرف إلا مصالحه فقط ولا يعبأ مطلقا بمصالح الشعب السوداني.