
“فتى القهوة”.. مبعوث السلام الجديد لحل القضية الفلسطينية!
قبل أقل من أسبوعين على انتخابات الكنيست الإسرائيلي، والكشف عن الشق السياسي لـ”صفقة القرن”، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط “جيسون جرينبلات”، استقالته. وتعيين “آفي بيركوفيتش”، أحد مساعدي جاريد كوشنير، خلفا له.

أثار تعيين ” بيركوفيتش”، كمبعوث للسلام في الشرق الأوسط، جدلا واسعا، نظرا لعدم امتلاكه خبرة في العلاقات الخارجية، وحديث العهد بالسياسة. فدور بيركوفيتش داخل “البيت الأبيض” إداريا ولوجستيا في المقام الأول، يتضمن التنسيق لاجتماعات كوشنر، أو الرد على هاتفه، أو “تقديم القهوة له!” الأمر الذي يبعث على عدم الجدية في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط، التي تقع مسؤوليتها على عاتق فريق كامل داخل البيت الأبيض.
تولى جرينبلات، منصبه في يناير 2017، وذلك ضمن فريق أمريكي شكله ترامب لصياغة خطة السلام بالشرق الأوسط. وكان قد خطط من البداية الانضمام إلى إدارة ترامب لمدة عامين فقط للمساعدة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وصياغة رؤية واقعية وقابلة للتنفيذ لحل النزاع والمساعدة في تطوير العلاقات بين إسرائيل والدول في المنطقة.
من هو المبعوث الجديد؟
الاسم الذي وقع عليه اختيار ترامب، هو “آفي بيركوفيتش”، من مواليد 4 نوفمبر 1988 نشأ في بلدة “لونج آيلاند” بالقرب من مانهاتن، وحاليا يشغل منصب نائب مساعد الرئيس جاريد كوشنر، وانضم “آفي” إلى فريق حملة ترامب الانتخابية عام 2016، مباشرة عقب تخرجه من كلية القانون في جامعة هارفارد في العام نفسه، ومن ثم تقلد عدة مناصب في الجناح الغربي من البيت الأبيض، دون سابق خبرة في شيء يذكر سوى صداقة جمعته مع كوشنر.
وفي فبراير الماضي ظهر “بيركوفيتش” إعلاميا ضمن جولة كوشنر الشرق أوسطية التي سبقت ورشة المنامة الاقتصادية، حيث حرص صهر الرئيس على اصطحابه معه. وشارك “بيركوفيتش” كنائب لمساعد الرئيس، في اجتماعات ومشاورات هامة داخل أروقة البيت الأبيض بشأن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، شملت مناقشات قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
نشأ “بيركوفيتش” في منزل يهودي أرثوذكسي، ودرس في إسرائيل مدة عامين في مدرسة دينية أرثوذكسية بعد المدرسة الثانوية، وأن “هوارد فريدمان وهو أول رئيس أرثوذكسي لـ (إيباك)، هو ابن عم بيركوفيتش”.

وحول مصير “صفقة القرن” التي طال تأجيل الإعلان عنها، والتي ينسب سبب تأخيرها إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل منذ نهاية العام الماضي، بسبب حل الكنيست وإعادة إجراء الانتخابات العامة. فإن تعيين بيركوفيتش المفاجئ لهذا المنصب، هدفه الأساسي هو سهولة التخلص منه في حال فشلت الخطة، والتي ينتظر أن يعلن عن بعدها السياسي عقب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 سبتمبر الجاري. كما أن الهوية اليهودية الصهيونية لبركوفيتش كما جرينبلات وكوشنر، تعكس تحيز الإدارة الأمريكية في أي مفاوضات سلام محتملة مع المسؤولين الفلسطينيين، للجانب الإسرائيلي، بما يجعل من الصعب الوصول إلى تسوية مستقبلا.