
نشاط مكثف: ماذا حدث في اليوم الأول للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية بشرم الشيخ؟
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاجتماع السنوي “58” لبنك التنمية الأفريقي، والتي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ، تحت شعار “تعبئة تمويل القطاع الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر في أفريقيا”. وقد شهد الافتتاح مشاركة عدد من السادة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية الشقيقة، والمؤسسات الإقليمية المختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وممثلي القطاع الخاص والأكاديميين وشركاء التنمية من الدول الأعضاء في مجموعة بنك التنمية الأفريقي.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أعرب خلالها عن تقديره للدور الحيوي الذي يقوم به بنك التنمية الأفريقي في دعم قضايا التنمية بالقارة الأفريقية، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية المتنامية على المستوى الدولي. وأكد أن مصر مستمرة في دعمها لدفع جهود تحقيق التنمية الاقتصادية لدول القارة الأفريقية سواء على المستوي الإقليمي أو الدول.
وأضاف أن التحديات المتصاعدة والمتشابكة، التي تواجهها دول العالم، مع ظهور بوادر التعافي من الآثار السلبية لجائحة “كوفيد -19” على الاقتصاد العالمي جاءت الأزمة “الروسية – الأوكرانية”، والتوترات السياسية الدولية، لتضيف إلى المشهد العالمي، تعقيدات غير مسبوقة تظهر آثارها في اضطرابات حادة، في سلاسل التوريد العالمية، وموجات تضخمية جارفة، ولقد انعكس هذا المشهد، بشكل أكثر قوة، على اقتصادات الدول النامية، وعلى رأسها، اقتصادات دول القارة الإفريقية التي تعاني في الأصل، من تحديات داخلية عدة مما يتطلب أفكارا غير تقليدية، للبحث عن حلول تمويلية، تساهم في دفع عجلة المشروعات الأكثر إلحاحا خاصة في مجالات مواجهة تحديات التغيرات المناخية، والتنمية المستدامة.

ودعا السيسي خلال كلمته، المؤسسات التمويلية متعددة الأطراف، إلى إعادة النظر في المعايير والشروط التي تؤهل الدول للحصول على قروض ميسرة بحيث تكون متاحة للدول منخفضة ومتوسطة الدخل، على حد سواء خاصة في ظل تصاعد تكلفة الاقتراض، وزيادة أعباء خدمة الدين وما له من انعكاسات سلبية، على الموازنات المالية لتلك الدول، وأن معطيات الواقع الاقتصادي، تفرض ضرورة تحفيز القطاع الخاص، للاضطلاع بدور أكبر، في توفير التمويل اللازم، للنهوض بالمشروعات صديقة البيئة مع تكثيف آليات استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وإقرار السياسات والإجراءات اللازمة لذلك.
وفى ذلك السياق، أكد الرئيس على أن مصر تولى اهتمامًا بالغًا بالبعد البيئي حيث أصدرت الحكومة المصرية عام 2021، الإصدار الأول من دليل معايير الاستدامة البيئية، تحت مسمى “الإطار الاستراتيجي للتعافي الأخضر” وذلك بهدف توفير الإرشادات اللازمة، لدمج معايير التنمية المستدامة في الخطط التنموية بما ينعكس بالإيجاب، على جودة الحياة وعملية التنمية.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للاجتماعات كلمات لعدد من رؤساء الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية، منهم: الرئيس عثمان غزالي رئيس جزر القمر ورئيس الاتحاد الافريقي، وموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ود. سلطان الجابر، الرئيس المعين لقمة المناخ كوب 28، والسيد حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري.




وعلى هامش الاجتماع السنوي للبنك الأفريقي للتنمية، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من رؤساء الدول الأفريقية والمؤسسات الإقليمية المختلفة:
● الرئيس عثمان غزالي، رئيس جمهورية جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي: حيث شهد اللقاء التباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، حيث أكد السيد الرئيس استعداد مصر لنقل تجربتها في رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى شقيقتها جزر القمر، فضلًا عن تفعيل أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، لاسيما في ظل الروابط التاريخية التي تجمع مصر مع جزر القمر على المستويين العربي والأفريقي، بالإضافة إلى الجذور الممتدة بين الشعبين الشقيقين في ضوء العدد الكبير للدارسين الوافدين من جزر القمر في مصر.

ومن جانبه، أعرب رئيس جزر القمر عن تقدير بلاده الكبير لمصر قيادة وشعبًا ولدورها الرائد في القارة الأفريقية، مؤكدًا الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية لتعزيز العمل الأفريقي المشترك وقيادة دفة الاتحاد الأفريقي، خاصةً في ضوء تولي بلاده حاليًا لرئاسة الاتحاد، الأمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحوري الذي تمثله مصر في المنطقة والقارة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن، ودعم تطلعات الشعوب الأفريقية نحو تحقيق التنمية والازدهار. وتبادل الرئيسان الرؤى حول عدد من القضايا الأفريقية المطروحة على الساحة، واتفقا على مواصلة التشاور بشأن سبل إيجاد حلول للأزمات الأفريقية.
● الرئيس إيمرسون منانجاجوا، رئيس جمهورية زيمبابوي: حيث أكد السيد الرئيس على الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات التي تربطها بشقيقتها زيمبابوي في مختلف المجالات، لاسيما التبادل التجاري والاستثمار، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار تجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا “كوميسا”، إلى جانب التعاون الفني وبناء القدرات ودعم البنية التحتية، فضلًا عن حرص سيادته على تعظيم التنسيق والتشاور مع الرئيس “منانجاجوا” فيما يتعلق بسبل تعزيز دفة العمل الأفريقي المشترك، بما يساهم في تحقيق النمو والاستقرار الذي تصبو إليه الدول الأفريقية.

من جانبه؛ أكد الرئيس الزيمبابوي تطلع بلاده لتطوير مسار العلاقات الثنائية ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين على شتى الأصعدة رسميًا وشعبيًا، خاصةً في المجالين الاقتصادي والتجاري، مثمنًا الدور الفاعل للسيد الرئيس في معالجة القضايا الأفريقية، لاسيما في إطار جهود دفع عجلة التنمية بالقارة وصون السلم والأمن بها، ومؤكدًا تطلع بلاده لتعزيز التكامل مع مصر لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها القارة، والتي تتطلب تضافر الجهود الأفريقية من خلال تفعيل آليات العمل الأفريقي المشترك، خاصةً على صعيد الاتحاد الأفريقي وذلك “بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية”
● السيد جيرفيه ندير أكوبوكا، رئيس وزراء جمهورية بوروندي: حيث أعرب الجانبان عن رضاهما عن المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسي، أو على مستوى التعاون الاقتصادي الذي يشهد في الفترة الأخيرة تقدمًا ملموسًا. وتقدم رئيس الوزراء البوروندي بالشكر للسيد الرئيس على دعم مصر المتواصل لبلاده على صعيد احتياجاتها التنموية وبناء قدرات الكوادر البوروندية، فضلًا عن مساندة بوروندي في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، بما يمثل نموذجًا للتعاون والتنسيق المتبادل بين الدول الأفريقية الشقيقة. كما شهد اللقاء التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بمنطقة البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وحوض النيل.

● السيد موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي: شهد اللقاء التباحث بخصوص أبرز الملفات المطروحة على أجندة الاتحاد الأفريقي، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد، حيث تم التوافق على استمرار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين في هذا الصدد، في ضوء كون مصر إحدى الركائز الأساسية الهامة لدفع العمل الأفريقي المشترك، وسعيًا نحو تعظيم الاستفادة من الدور المصري السياسي والتنموي، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية على نحو فعال وذلك بحسب ” المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية”

● السيدة ناردوس بيكيلي توماس، المديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية “نيباد”: وشهد اللقاء متابعة الموقف التنفيذي لأولويات الرئاسة المصرية الحالية للنيباد، والتي تمثل الذراع التنموية للاتحاد الأفريقي، وذلك خلال الفترة من ٢٠٢٣-٢٠٢٥، خاصةً ما يتعلق بحشد الموارد المالية التي تُمكِن من تنفيذ المشروعات القارية الرائدة لأجندة أفريقيا التنموية 2063، فضلًا عن تعزيز الجهود القائمة لتحقيق الاندماج القاري، بما فيها اتفاقية التجارة الحرة القارية، بالإضافة إلى دعم المبادرات الهادفة إلى تطوير التنمية في أفريقيا، خاصة مشروعات البنية التحتية والتحول الصناعي.

● السيدة شيليشي كابويبوي، سكرتير عام منظمة الكوميسا: حيث تناول اللقاء متابعة تنفيذ أهم الأولويات الموضوعية للرئاسة المصرية الحالية للكوميسا، بما فيها تعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وتعظيم التكامل الصناعي، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية العابرة للحدود ومشروعات الربط، والتركيز على التعاون في مجالات التحول الرقمي. وتم التوافق حول استمرار التشاور والتواصل المكثف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لضمان سلاسة عملية تسليم رئاسة الكوميسا من مصر إلى شقيقتها زامبيا، بما يساعد على تعزيز الجهود القائمة لتحقيق الاندماج الإقليمي، ويسهم في تحقيق غايات الدول الأعضاء بالكوميسا.
