تركيا

سباق الانتخابات التركية.. ما السيناريوهات المتوقعة؟

يتوجه الأتراك في 14 مايو المقبل إلي صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتُعقد هذه الانتخابات في توقيت تواجه فيه تركيا مجموعة من القضايا المهمة والملحة لاسيما تأزم الوضع الاقتصادي وتداعيات زلازل فبراير المدمر، وتعزو أهمية نتائج هذه الانتخابات أنها لن تقرر فقط من سيحكم تركيا، بل ستقرر ايضًا طبيعة حكمها وما ستؤول له سياساتها الاقتصادية، فضلًا عن تحديد طبيعة الدور الذي ستلعبه تركيا علي الساحتين الإقليمية والدولية، حيث قد تؤدي هذه الانتخابات لاستمرار حقبة الرئيس رجب طيب أردوغان -الذي يقود تركيا طيلة عقدين من الزمن-، في حال فوزه بها، أما في حال فوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو وتحالفه سيكون هذا اذانًا ببدء حقبة جديدة مغايرة في تركيا، لا سيما مع تعهد المعارضة بالتراجع عن العديد من سياسات أردوغان والعودة للنظام البرلماني وتطبيق سياسات نقدية أكثر صرامة واستعادة استقلال البنك المركزي، وهو ما يدفع للتساؤل بشأن مؤشرات قوة وضعف كل طرف في هذا السباق الانتخابي، وما هي السيناريوهات المتوقعة التي قد تؤول لها هذه الانتخابات؟.

أولاً: المرشحون المتنافسون في سباق الانتخابات الرئاسية:

وفقًا للهيئة العليا للانتخابات التركية يوجد أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية، وهم الذين حصلوا علي مائة ألف توقيع مطلوب للترشح، وهم: “رجب طيب أردوغان- رئيس تركيا الحالي ومرشح تحالف الجمهور، كمال كيجدار أوغلو –رئيس حزب الشعب ومرشح تحالف الأمة المعارض-، ومحرم إنجه- رئيس حزب الوطن-، وسنان أوغان- مرشح تحالف آتا-“، ويعد كلًا من أردوغان وكليجدار أبرز المنافسين في الانتخابات الرئاسية وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجريت خلال الآونة الأخيرة، فمثلًا يشير متوسط أربع استطلاعات رأي لتصدر كليجدار بنحو 50% من الاصوات، بينما بلغ تأييد أردوغان نحو 44% في المتوسط[1].

ثانيًا: الانتخابات البرلمانية والتحالفات الانتخابية:

أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن 26 حزبًا تقدموا بقوائمهم المشتركة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية[2]، من بينهم أربعة تحالفات انتخابية، وهي:

  1. تحالف الجمهور، المكون من خمسة أحزاب هي ( حزب العدالة والتنمية “AKP”، وحزب الحركة القومية اليميني المحافظ “MHP” اللذان يشكلان معًا تحالف متين يقوم علي الايدلوجيا القومية والدينية المحافظة، وانضم لهما حزب الوحدة الكبرى، وحزب الرفاه من جديد “RP” -وهو حزب إسلامي له حضور في الشارع المحافظ والإسلامي في تركيا[3]-، وحزب هدى بار- وهو حزب كردي ذو ميول إسلامية ويضم كتلة انتخابية محافظة- .
  2. تحالف الأمة المعارضة، ويعرف أيضًا بتحالف الطاولة السداسية، مكون من ستة أحزاب، هي: (حزب الشعب الجمهوري”CHP”- أكبر أحزاب المعارضة وهو حزب علماني ينتمي لتيار يسار الوسط- ، الحزب الجيد “IYİ” -وهو حزب قومي وسطي أسسته وتترأسه وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشينار ويعد ثاني أكبر أحزاب المعارضة-، وحزب السعادة “SP”، وحزب المستقبل “GP”، والحزب الديمقراطي “DP”، وحزب الديمقراطية والتقدم “DEVA”)، كما أنضم له مؤخرًا حزب “التغيير”، هذا بالإضافة إلي تأييد ضمني من قبل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد[4].
  3. تحالف “العمل والحرية”، يضم تحالف العمل والحرية أحزابًا يسارية بقيادة حزب “الشعوب الديمقراطية” المؤيد للأكراد، وإلى جانبه أحزاب “العمال” و”الحركة العمالية” و”اتحاد الجمعيات الاشتراكية” و”الحرية المدنية”.
  4. 4-   تحالف “آتا”، ويضم أحزابًا قومية بقيادة حزب “النصر” الذي يتزعمه أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه للأجانب، ويضم أيضًا أحزاب: “العدالة” و”الحقيقة” و”التحالف التركي” و”بلدي”.

ويعد كلًا من تحالف الجمهور وتحالف الأمة المعارض، أقوي هذه التحالفات وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجريت خلال الآونة الأخيرة، فعلي سبيل المثال يشير متوسط نتائج 11 استطلاع للرأي أجري خلال شهر مارس الماضي حول الانتخابات التركية، تصدر تحالف المعارضة بمتوسط 42.2٪ من الأصوات، فيما حصل تحالف الجمهور علي على 40.6٪ من الأصوات[5].

ثالثًا: مؤشرات قوة وضعف كل طرف في السباق الانتخابي:

  1. تحالف الجمهور بزعامة رجب طيب أردوغان:

عناصر قوة تحالف الجمهور:

الصفات الذاتية لأردوغان وخبراته:

  • يتمتع أردوغان بكاريزما القائد السياسي، وتتمتع سيرته الذاتية بسجل حافل من الخبرات والانجازات، فضلًا عن هويته الإسلامية المحافظة، مما جعله يتمتع بشعبية لدي طيف واسع من الناخبين، ويرجح بأن تصوت له القواعد الشعبية المحافظة والقومية [6].
  • كما يتمتع أردوغان بخبرات ومهارات في مخاطبة الجمهور وإقناعه بأنه الافضل، وهو ما مكنه من الفوز في 10 استحقاقات انتخابية على التوالي بفضل مهاراته في اللعب على التناقضات السياسية الداخلية وتحويل الأزمات الكبيرة التي واجهها إلى فرص، وفي هذه الانتخابات الرهان الانتخابي لأردوغان لا يقتصر على احتواء تداعيات الزلزال وحلحلة الازمة الاقتصادية، بل يشمل أيضًا اللعب علي نقاط ضعف المعارضة[7].

انجازات أردوغان وحزبه:

  • يظل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان هو الأقوى في تركيا، ومن المتوقع أن يظل قوة مؤثرة في البرلمان، وعلي الرغم من الازمات الاقتصادية الحادثة مؤخراً، إلا أن أردوغان وحزبه حققوا العديد من الانجازات والتنمية في شتي المجالات علي مدار عقدين من الزمان، فتمكنت تركيا في عهده من لعب دورًا بارزًا اقليميًا ودوليًا، وهو ما يكسبه نقاط قوة في مواجهة منافسيه.

تحويل محنة كارثة زلزل فبراير لمنحه:

  • طال التعامل الحكومي في بداية أزمة زلزال فبراير العديد من الانتقادات، إلا أن أردوغان وتحالفه سرعان ما حولوا المحنة إلي منحه لاستعادة جزء من التأييد الشعبي، فسارعوا في إظهار قدرتهم علي إدارة هذه الكارثة، كما أن إقرار أردوغان بوجود ثغرات في الاستجابة الأولية للكارثة، فضلًا عن اتخاذه إجراءات بالدعم الاقتصادي لإغاثة المتضررين، وتعهداته بإعادة إعمار المناطق المنكوبة علي نفقة الدولة خلال عام، حقق هدف أردوغان بإظهار انه وتحالفه الوحيدان القادران علي إعادة إعمار المناطق المنكوبة، مما وسع قاعدة التأييد الشعبي لهما، وخصم من منافسيهم، وخاصة أن تحالف المعارضة أخفق في اختبار التعامل مع هذه الكارثة وظهر أدائه بسيط[8].

انسجام تحالف الجمهور وتماسك قاعدته الشعبية:

  • حيث يظهر تحالف الجمهور أكثر تماسكًا مقارنة بالتباينات والخلافات التي ظهرت علي تحالف الأمة، وهي السمة التي تميز تحالف الجمهور منذ تأسيسه، كما تتمتع قاعدة حزب العدالة والتنمية الشعبية بالتماسك الانتخابي منذ أن وصل للحكم في عام 2002، وهو ما يشكل نقطة قوة للحزب[9].

عوامل ضعف تحالف الجمهور:

سياسات أردوغان الاقتصادية:

  • تعد المخاوف الاقتصادية عاملًا رئيسيًا في تقليص شعبية أردوغان، حيث تعاني تركيا من مشاكل اقتصادية متفاقمة، وشهدت تضخمًا غير مسبوق وصل لأعلي مستوي له في 24 عامًا مسجلاً 85% العام الماضي، فضلًا عن الانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية، ويلقي باللوم في ذلك كله علي سياسات أردوغان والحكومة، كما تشير التقديرات إلى أن الكلفة الاقتصادية لزلازل فبراير بلغت نحو 104 مليارات دولار مما فاقم الضغوط على الاقتصاد وعمق أزمة الحزب الحاكم في تركيا[10].
  • ويدرك أردوغان جيدًا أن زيادة معدلات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة يهدد احتمالات إعادة انتخابه، لذلك أعلن حزم اقتصادية واحدة تلو الأخرى مع اقتراب موعد الانتخابات لكسب المزيد من التأييد له، أبرزها؛ الاعلان عن خطة إنفاق عامة غير مسبوقة، تتضمن دعم الطاقة ومضاعفة الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات التقاعدية، فضلاً عن منح فرص لتقاعد أكثر من مليوني شخص[11]، كما أعلنت الحكومة بشكل مفاجئ عزمها زيادة رواتب الضباط وضباط الصف قبل شهر من إجراء الانتخابات[12]، لذا يمكن القول إن أردوغان استطاع بذلك استعادة جزء من شعبيته التي خسرها[13].
  • وعلي الرغم من فشل مساعي أردوغان في استمالة المستثمرين الاجانب، وإعادة قطب الاقتصاد التركي السابق محمد شميشك إلي الحكومة- بعد استقالته من منصب نائب رئيس الوزراء عام 2018-، إلا أن أردوغان قد يستعمل ورقة علاقات تركيا الخارجية مع امريكا ورسيا لعقد صفقات تحقق مكاسب لتركيا مما يزيد من شعبيته، وتجتزئ من أصوات المعارضة والأصوات المترددة لصالحه[14].

توسع تحالف الجمهور الحاكم:

  • عزز تحالف الجمهور الحاكم تحالفاته الانتخابية بضم أحزاب جديدة له ذات خلفيات مختلفة، بهدف توسيع قاعدته الشعبية، ولكن هذه التركيبة المعقدة للتحالف قد تشكل نقطة ضعف، فعلي سبيل المثال انضمام حزب الهدي بار للتحالف، وإن كان يضمن صوت عدد من الأكراد، فإنه بالمقابل قد يؤثر علي كسب بعض الاصوات ذوي الخلفية القومية.

الرغبة في التغيير:

  • حيث يشكل طول مدة حكم حزب العدالة والتنمية لنحو 20 عامًا متتالية أمر تستثمره المعارضة لصالحها، وتضغط باتجاه ان تركيا بلدًا ديمقراطيًا وبقاء هذا الحزب في السلطة طوال هذه المدة لا يتوافق مع الديمقراطية.
  • تحالف الأمة “الطاولة السداسية” بزعامة كمال كليجدار أوغلو:

عوامل قوة تحالف الأمة:

توظيف اخفاق السياسات الحكومية:

  • يوظف كليجدار وتحالفه الأزمات التي تمر بها تركيا، لاسيما الازمات الاقتصادية، وتداعيات زلزال فبراير، في توجيه الانتقادات اللاذعة لسياسات أردوغان وتحالفه، وتأجيج السخط الشعبي بشأنها لكسب المزيد من الاصوات، وخاصة مع تعهدات البرنامج الانتخابي للمعارضة بخفض معدلات التضخم خلال عامين واستعادة استقرار الليرة التركية، وضمان استقلالية البنك المركزي، وغيرها من السياسات التي تجد قبولًا عند الكثير من الاقتصاديين، وتجذب المزيد من الاستثمار الاجنبي، مما قد يعمل علي توسيع قاعدة ناخبين ومؤيدين تحالف المعارضة.

التنوع الفكري والأيديولوجي داخل التحالف:

  • تعد هذه النقطة مؤشرًا لقوة وضعف تحالف الطاولة السداسية في الوقت نفسه، ففي حال استطاع التحالف التماسك دون وقوع أي نزاعات داخلية، سيصل إلي أطياف مختلفة من الشعب التركي، حيث يضم التحالف احزابًا من خلفيات يسارية وقومية واسلامية ومحافظة وليبرالية، لذا يعبر عن مختلف توجهات ومواقف الناخبين مما يعزز من حظوظه الانتخابية.

تكرار سيناريو الفوز بنتائج الانتخابات البلدية عام 2019:

  • أدي تنسيق المعارضة في الانتخابات البلدية عام 2019 لمنع تفتيت الاصوات وتعزيز الموقف الانتخابي لتكتل المعارضة مما أدي لتحقيقه اختراقًا حاسمًا بفوزه في بلديات كبري مثل إسطنبول وأنقرة وأزمير وأنطاكيا وأضنة، في مقابل خسارة حزب العدالة والتنمية رئاستها، وهو السيناريو الذي تراهن المعارضة علي امكانية تكراره في الانتخابات القادمة، ومع ذلك يظل السلوك التصويتي للناخبين في الانتخابات المحلية مختلف عن الانتخابات العامة.

عوامل ضعف تحالف الأمة:

سمات كمال كليجدار أوغلو الشخصية:

  • لا يتمتع كليجدار بكاريزما القائد السياسي علي غرار ما يتمتع به أردوغان، كما أنه لم يتمكن من الفوز في أي انتخابات سابقة خاضها أمام أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، منذ ترشحه لانتخابات إسطنبول المحلية وتولية رئاسة الحزب عام 2010، وحصل فقط علي فوزٍ محدودٍ في الانتخابات البلدية عام 2019، كما أنه لا يتمتع بخبرات تنفيذية وإدارية تمكنه من إقناع الناخب التركي علي عكس خبرات أردوغان الممتدة والبارزة، هذا إلي جانب أن توجهات كليجدار العلمانية وانتمائه العلوي سيكون ذو أثر في عدم تصويت الناخبين الإسلاميين والمحافظين له، وهو ما قد يؤثر علي حظوظه في الانتخابات الرئاسية، لكنه قد لا ينعكس علي حظوظ تحالف المعارضة في الانتخابات البرلمانية.
  • ومع ذلك لا يجب إغفال حقيقة أن كليجدار يتمتع بفريق عمل قوي يزيد من فرصه في الفوز، لاسيما مع إعلانه أن كلًا من أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش مرشحين لمنصب نائبي الرئيس، مما يعد خطوة ناجحة في جلب ثقة الناخبين[15].

غموض البرنامج الانتخابي:

  • أبرز ما يميز البرنامج الانتخابي للمعارضة، هو تركيزه على المجال الاقتصادي، لاسيما القضايا ذات التأثير المباشر علي حياة المواطنين اليومية، إلا أنه يؤخذ عليه ما يكتنفه من غموضٍ بشأن كيفية تطبيقه للعديد من الوعود والمشروعات التي ذكرها، كما لم يوضح تكتل المعارضة للناخبين كيفية تطبيق خارطة الطريق – والتي تنص علي قيادة جماعية وتغيير لنظام الحكم من رئاسي إلي برلماني- بشكل يطمئن مخاوف الناخبين بشأن استقرار البلاد، وهو ما قد يستغله أردوغان بتأجيج مخاوف الناخبين من مخاطر عدم الاستقرار السياسي والمؤسسي في حاول فوز المعارضة[16].
  • أغفل البرنامج الانتخابي للمعارضة العديد من القضايا المهمة لشرائح واسعة من الشعب، ومنها علي سبيل المثال المسألة الكردية، ومشاكل العلويين. كما اتسم هذا البرنامج بتركيزه علي القضايا التي بها قدر من التوافق بين أحزابه، فيما أغفل الملفات الخلافية بينهم[17].

التواصل مع حزب الشعوب الديمقراطي:

  • نجح كليجدار في عقد صفقة غير رسمية مع حزب الشعوب الديمقراطي لضمان عدد من أصواته وأصوات الأحزاب الصغيرة القريبة منه، إلا أن فوائد هذه الصفقة لم تتضح بعد وقد تؤثر سلبًا علي المعارضة، وخاصة أن هذا التعاون يقابله اعتراضًا من الكتلة القومية التابعة للطاولة السداسية، وبناء عليه قد يفقد كليجدار عدد من أصوات الكتلة القومية والمحافظة، التي قد تمنح أصواتها لمنافسيه الأخرين، ومن جانب أخر خيارات الصوت الكردي لا يحدده فقط خيارات حزب الشعوب الديمقراطي، فتحالف الجمهور الحاكم يضم ايضًا حزب الهدي بار الكردي، كما أن حزب العدالة والتنمية لايزال يتمتع بقاعدة تأييد بين الناخبين الأكراد المحافظين[18].

صعوبة الوصول للناخبين:

  • تجد احزاب المعارضة صعوبة أكبر في ايصال رسالتها للناخبين، فخلال الانتخابات الرئاسية عام 2018، وجدت أحزاب المعارضة صعوبة كبيرة للحصول على بعض الوقت عبر القنوات التلفزيونية التركية التي تدعم أردوغان بشدة[19].

تفتت أصوات المعارضة:

  • قد يؤدي ترشح كل من محرم إنجه، وسنان أوغان، إلي تفتت أصوات المعارضة، وخاصة أن محرم أنجه قد يتمكن من استقطاب فئة من الناخبين داخل حزب الشعب الجمهوري ممن يعارضون ترشح كليجدار، كذلك استقطاب مجموعة من الأصوات القومية التي تعارض التعاون مع حزب الشعوب الكردي، فضلًا عن أنه قد يكون خيارًا مفضلًا لدى الناخبين الشباب الذي يشكلون وزنًا في هذه الانتخابات وتقدر نسبتهم بنحو 6 ملايين شاب سيصوتون للمرة الأولى، ولعل هذا ما يدفع بكليجدار إلي ممارسة ضغوط علي محرم أنجه للانسحاب من الانتخابات للحد من تسريب أصوات المعارضة، كما قد يقتطع سنان أوغان من أصوات كليجدار ايضًا حيث قد يسحب من أصوات المتطرفين من مؤيدي حزبي الجيد والحركة القومية[20].

حدود تماسك جبهة المعارضة:

  • مثلما تمثل حالة التنوع الفكري والأيديولوجي داخل الطاولة نقطة قوة، فإنها قد تؤثر على ديناميكية التحالف مستقبلًا، نظراً لحجم الملفات التي لم تُحسم بعد، وحالة التباين بين قواعد هذه الأحزاب، نتيجة التناقضات الفكرية مثلاً بين حزب السعادة “الإسلامي” وحزبي الشعب “العلماني” والجيد “القومي”، كما أن تعيين سبعة نواب لرئيس الجمهورية “حسب خارطة طريق الطاولة”، يعني أن هناك قيادة جماعية ورئيس جمهورية مقيد الصلاحيات[21].
  • ومما لا شك فيه أن الأزمة التي عصفت بالتحالف علي خلفية الخلاف بشأن التوافق علي مرشحهم للانتخابات الرئاسية، ومعارضة حزب الجيد لترشح كليجدار كانت كاشفة لحدود وحدة هذه المعارضة، فعلي الرغم من نجاح “اتفاق اللحظات الأخيرة[22]” في إعادة زعيمة حزب الجيد إلي الطاولة السداسية، إلا أن هذه الأزمة كشفت هشاشة وحدة هذا التحالف وصراع الادارات بين أكبر مكونين فيه، وهو ما قد يؤثر علي خيارات الناخبين لمخاوفهم من أن تعصف الخلافات سريعًا  بتماسك هذا التحالف في حال فوزه في الانتخابات، مما يؤثر سلبًا علي الاستقرار السياسي، وهي مخاطر أكبر بكثير من تأثير استمرار أردوغان في السلطة[23].

سابعًا : السيناريوهات المتوقعة للانتخابات التركية 2023:

ترجح فيتش سوليوشنز”Fitch Solutions، في دراستها بعنوان “السيناريو التحليلي للانتخابات التركية 2023”[24]، ثلاثة سيناريوهات للانتخابات التركية القادمة كما يلي:

السيناريو الأول: سيناريو نجاح تحالف الجمهور في الرئاسة وخسارته البرلمان:

حيث يرجح مراقبو فيتش سوليوشنز بنسبة تصل إلي 55% تمكن أردوغان من تحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية، مع عدم تمكن تحالفه من تحقيق أغلبية البرلمان، وهنا قد يمنح أردوغان المعارضة حقائب وزارية هامة، وقد تلعب المعارضة دورًا أكبر في السياسات الاقتصادية، مع عدم إحداث تغيير كبير في السياسات المالية، مما قد يحقق نمو منخفضٍ للاقتصاد التركي، ووفقًا للمراقبين قد يكون هذا السيناريو الأكثر سلبيةً للاقتصاد التركي.

ويرجح هذا السيناريو؛ ما يتمتع به أردوغان من مميزات شخصية تميزه عن منافسيه، لذا قد يصوت أكثرية الناخبين لشخص أردوغان وليس لتحالفه، وعلي الجانب الآخر فإن تحالف الطاولة السداسية المتنوع قد يمنح قوائمه فرص أعلي في الفوز بالبرلمان.

إلا أن هذا السيناريو قد لا يتحقق، في ظل تراكم أزمات تركيا الاقتصادية وتأثيرها السلبي علي مستوي معيشة المواطن الذي قد يكون مدفوعًا بهذه التأثيرات في تصويته في الانتخابات للبحث عن بديل، هذا إلي جانب اجتماع المعارضة بقوة قواعدها الانتخابية علي هدف إسقاط أردوغان وسياسته.

السيناريو الثاني: نجاح تحالف المعارضة في الرئاسة والبرلمان:

ويتوقع هذا السيناريو بنسبة 25.5%، وسيشكل هذا السيناريو واقعًا جديدًا في تاريخ تركيا، حيث سيؤدي لحكومة تقودها المعارضة تحاول إعادة وضع سياسات اقتصادية جديدة غير تقليدية وجاذبة للاستثمار، هذا إلي جانب تنفيذ توجهات المعارضة بتغيير النظام السياسي التركي من رئاسي إلي برلماني.

ويدعم تحقق هذا السيناريو، توسع قاعدة تحالفات الطاولة السداسية، وجذبها لأصوات حزب الشعوب الديمقراطي، هذا إلي جانب وجود رغبة لدي بعض الناخبين في أحداث تغيير علي الساحة السياسية التركية نظرًا للتأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية علي المواطنين، ووجود تكهنات بتحسن الاقتصاد في حال فوز المعارضة[25].

ويضعف هذا السيناريو، ضعف شعبية شخصية كليجدار لدي الأوساط الشعبية الداعمة للمعارضة، هذا إلي جانب مخاوف قاعدة كبيرة من الاتراك من حدوث اضطرب سياسي وعدم استقرار للبلاد في ظل تعهدات المعارضة بتغيير النظام السياسي.

السيناريو الثالث: سيناريو نجاح تحالف الجمهور في الرئاسة والبرلمان:

ووفقًا لمراقبي فيتش سوليوشنز هذا السيناريو قد يصعد انتقادات ومزاعم المعارضة بشأن احتمالات التلاعب بالانتخابات[26]، وبشكل عام سيؤدي هذا السيناريو إلي استمرار طبيعة الحكم في تركيا وسياستها الخارجية والداخلية مع احتمالية تطويرها لحل الازمات الملحة والعاجلة.

ويدعم هذا السيناريو، القرارات الاخيرة التي أتخذها أردوغان في محاولة استمالة أكبر عدد من الاصوات لصالحه ولصالح تحالفه، مما قد يوسع قاعدة أصوات التحالف في البرلمان، بالإضافة إلي ما تتمتع به شخصية أردوغان من خبرات وكاريزما وشعبية لدي العديد من الناخبين مقارنة بمنافسيه، وهو ما قد يسفر عن تصويت القواعد الشعبية المحافظة والقومية له، نتيجة عدم قناعتهم بشخص كليجدار أو تخوفهم من تحالفه غير المعلن مع حزب الشعوب الديمقراطي، وتحفظاتهم علي انضمام احزاب علمانية لتحالف الطاولة السداسية، هذا إلي جانب مخاوف قاعدة كبيرة من الاتراك من مصير الوضع السياسي واستقرار تركيا في ظل تعهدات المعارضة بتغيير النظام السياسي.

إلا أن هذا السيناريو يضعفه؛ تحديات الأزمة الاقتصادية في تركيا وعدم قدرة أردوغان حتي الآن علي جذب المزيد من الاستثمارات لتركيا، فضلًا عن اتساع دائرة المعارضة وتوحدها تحت هدف إسقاط أردوغان وسياساته.

ويضاف إلي السيناريوهات الثلاثة السابقة سيناريو رابع، يتوقع نجاح كليجدار في الرئاسة وخسارة تحالف الأمة للبرلمان:

ويعد هذا السيناريو الأكثر التباسًا كون الرئيس الجديد سيكون معاديًا لأغلبية البرلمان، وهو وضع سياسي لم يعايشه سابقًا حزب العدالة والتنمية، ويعزز هذا السيناريو الهدف المشترك للمعارضة في إسقاط حكم أردوغان، مما قد يؤثر علي نتائج الانتخابات الرئاسية، إلا أن هذا السيناريو قد يضعفه ضعف شعبية كليجدار لدي الأوساط الشعبية الداعمة للمعارضة، واحتمالية تصويت فئة من قواعد تحالف المعارضة لاسيما المحافظة والقومية لأردوغان لعدم قناعتهم بشخصية كليجدار.

وختامًا: تشكل هذه الانتخابات منعطفًا حادًا ومفترق طرق في تاريخ تركيا، فما سيقرره الناخبون الأتراك لن يتعلق بمن سيحكم البلاد فقط، بل سيحدد  سياسات وملامح تركيا محليًا وإقليميًا ودوليًا فإما أن تسير سياسات تركيا علي نفس نهجها في حال فوز أردوغان، أو تنحو هذه السياسات مسارًا مختلفًا في حال فوز المعارضة، وعلي الرغم مما تشير له أغلب التوقعات بأن الرياح تهب لمصلحة المعارضة هذه المرة، إلا أن صناديق الاقتراع قد يكون لها رأي آخر، لذا  تعتبر هذه الانتخابات مصيرية للرئيس رجب طيب أردوغان، وحاسمة بالنسبة للمعارضة التي اتحدت في وجه أردوغان عبر مرشحها كمال كليجدار أوغلو.


[1] Tuba Altunkaya, “Turkey opinion poll tracker: Erdoğan vs Kılıçdaroğlu”, Euro News, 28 March 2023,

At: https://www.euronews.com/2023/03/14/turkey-opinion-poll-tracker-erdogan-vs-kilicdaroglu

[2]   سكاي نيوز عربية، ” اقتراب السباق.. انتخابات مصيرية في تركيا مايو القادم”، 9 ابريل 2023،

At: https://www.skynewsarabia.com/world/1611599-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85   

[3] Gazete Duvar, “ATA İttifakı’nın cumhurbaşkanı adayı Oğan: Oyumuz yüzde 16’larda”, 13 March 2023

At: https://www.gazeteduvar.com.tr/ata-ittifakinin-cumhurbaskani-adayi-ogan-oyumuz-yuzde-16larda-haber-1608126 

[4]  محمود علوش، “صفقة غامضة بين كليجدار أوغلو وحزب الشعوب الكردي”، الجزيرة نت، 27 مارس 2023.

At: https://1-a1072.azureedge.net/opinions/2023/3/27/%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%BA%D8%A7%D9%85%D8%B6%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%88-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8

[5] Tuba Altunkaya, “Turkey opinion poll tracker: Erdoğan vs Kılıçdaroğlu”, Op.Cit.

[6]Bekir Sitki Sirin, “Who’s the lead horse in Turkey’s presidential poll?”, First Post, 28 March 2023, At: https://www.firstpost.com/opinion/who-will-be-the-favourite-candidate-in-the-upcoming-presidential-election-in-may-in-turkey-12364882.html 

[7]  محمود علوش، ” ارتباك المعارضة التركية يعزز رهانات أردوغان”، الجزيرة نت، 7 مارس 2023.

At: https://1-a1072.azureedge.net/opinions/2023/3/7/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA

[8]  المرجع السابق.

[9] مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، ” الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية.. مؤشرات الربح والخسارة”، 21 مارس 2023

At: https://fikercenter.com/2023/03/21/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA/?fbclid=IwAR3-DnVFkSeGt0Mwv0AKDPbLX_-SACGwdwiyzNmTkCix2PBraltgINbC9o4   

[10]   زمان التركية، ” هل يتحسن الاقتصاد التركي إذا فازت المعارضة؟”، 21 مارس 2023،

At: https://www.zamanarabic.com/2023/03/12/%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%b2%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9/ 

[11] سيلين غيريت، “الانتخابات التركية 2023: أردوغان يواجه أكبر اختبار له في ظل أزمة التضخم”، بي بي سي نيوز عربي، ” ؟”، 4 فبراير 2023.  

, At: https://www.bbc.com/arabic/middleeast-64510371 

[12] زمان التركية، ” تركيا.. زيادة مفاجئة برواتب الضباط وضباط الصف”، 4 ابريل 2023

At : https://www.zamanarabic.com/2023/04/04/%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d8%a9-%d8%a8%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%a8%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%b6%d8%a8%d8%a7/

[13]Bekir Sitki Sirin, “Who’s the lead horse in Turkey’s presidential poll?”, Op. Cit    

[14]  خورشيد دلي، ” انتخابات تركيا.. المعركة الفاصلة”، العين الإخبارية،  10 مارس 2023،

At: https://al-ain.com/article/turkish-elections-decisive-battle

[15]  تورغوت اوغلو، “ما هي فرص كليتشدار أوغلو للفوز ضد أردوغان؟”، اندبندنت عربية، 16 مارس 2023.

At: https://www.independentarabia.com/node/431826/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D8%AD%D9%84%DB%8C%D9%84/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D9%81%D8%B1%D8%B5-%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%88-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%B6%D8%AF-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%9F

[16]  عبد اللطيف حجازي، ” تحدي الكاريزما: حظوظ أوغلو في منافسة أردوغان بالانتخابات التركية؟”، مركز  المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 11 مارس 2023،

At: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/8066/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B2%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%B8%D9%88%D8%B8-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A9-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9?fbclid=IwAR2IfGFkh4j3fobPxeyjboZPy2FP3vATMtGwyMJMmMNt_irJxMY8N_FteiM

[17]  سعيد الحاج، ” قراءة في البرنامج التوافقي للمعارضة التركية”،  ايطاليا تلغراف، 13 فبراير 2023

At: https://italiatelegraph.com/news-93986  

[18]  محمود علوش، ” انتخابات تركيا.. حسابات معقدة ورهانات صعبة “، الجزيرة نت، 3 ابريل 2023.

At: https://1-a1072.azureedge.net/opinions/2023/4/3/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA

[19] بي بي سي نيوز عربي، “الانتخابات التركية 2023: ما التحديات التي يواجهها أردوغان؟”، 18 يناير 2023.

 At: https://www.bbc.com/arabic/middleeast-64305110 

[20]  محمود علوش، ” انتخابات تركيا.. حسابات معقدة ورهانات صعبة “، مرجع سابق

[21] مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، ” الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية.. مؤشرات الربح والخسارة”، مرجع سابق.   

[22]   حيث وقعت الأحزاب الستة اتفاقًا من 12 مادة، كخريطة طريق لمرحلة الانتخابات وما بعدها، للمزيد أنظر، محمد عبد الوهاب، ” بملفين.. “ألغام” تهدد تحالف المعارضة التركية قبل الانتخابات”، سكاي نيوز عربية، 15 مارس 2023.

At: https://www.skynewsarabia.com/world/1605232-%D8%A8%D9%85%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%94%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA

[23]  محمود علوش، ” ارتباك المعارضة التركية يعزز رهانات أردوغان”، مرجع سابق.

[24]  Fitch Solutions, “A Scenario Analysis Into Turkey’s 2023 Elections”, 31October 2022,

At: https://www.fitchsolutions.com/sites/default/files/2022-10/Turkiye_2023_Elections_Three_Economic_Scenarios.pdf

[25]   زمان التركية، ” هل يتحسن الاقتصاد التركي إذا فازت المعارضة؟”، مرجع سابق. 

[26]  Fitch Solutions, “A Scenario Analysis Into Turkey’s 2023 Elections”, Op .cit.

د. غادة عبد العزيز

باحثة متخصصة في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى