مصر

إنتاج لقاح الالتهاب الكبدى “بي”…ضمن خطة استراتيجية للقضاء على الفيروسات الكبدية

بدأت وزارة الصحة المصرية بالعمل على تدشين أول خط تشغيل وإنتاج لقاحي “الكبدي- بي والخماسي”، بطاقة إنتاجية 100 مليون جرعة سنويًا، وذلك بالتعاون بين شركة “فاكسيرا” ومعهد “سيروم” الهندي، وتعد هذه الخطوة بمثابة نقلة نوعية في مجال تصنيع ونقل تكنولوجيا اللقاحات في إطار الاتفاق المبرم منذ عام 2019، والذي سينعكس بمؤشراته الإيجابية على الارتقاء بالمنظومة الصحية ككل ويتماشى مع رؤية “مصر 2030”.

ويأتي العمل على إنتاج لقاح لفيروس “الكبدي- بي”، كأحد جهود الدولة المصرية في تطوير البرامج القومية للقضاء على الفيروسات الكبدية، خاصة بعد الإشادة الدولية بالقضاء على “الالتهاب الكبدي -سي” من خلال مبادرة ” 100 مليون صحة”، والتي نجحت في إجراءات المسح والكشف المبكر وعلاج عدد كبير من المرضى المصابين بفيروس “سي”.

وبعد النجاح الكبير الذي حققته مصر في مبادرة القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي”، بدأت الاستعداد الفعلي لتحقيق خطوة جديدة مستهدفة القضاء على “فيروس بي”، خاصة وأن معدلات الإصابة به مرتفعة، فطبقا إلى بيانات 130 دولة تم تقديمهم إلى منظمة الصحة العالمية في عام 2019، على الصعيد العالمي، كان هناك 295.9 مليون شخص مصابين بعدوى مزمنة بفيروس التهاب “الكبدي- بي”، وهناك 30.4 مليون شخص متعايشين مع “التهاب الكبدي –بي” والتي كانت في عام 2015 قد وصلت إلى 22 مليون شخص، وتلقى 6.6 ملايين شخص العلاج.

وفيما يتعلق بالوضع في مصر، فقد وصلت نسبة الإصابة بـ”فيروس بي” إلى 4.5 % من عدد السكان، وذلك قبل انطلاق حملات التطعيمات في السنوات الماضية، لكن تلك النسبة انخفضت إلى أقل من 1 % خلال عام 2021، فضلًا عن أن معدل انتشاره بين الأطفال الأقل من 15 سنة أصبحت أقل من 0.1%، ويرجع ذلك الانخفاض الكبير بين الأطفال إلى التطعيم الإجباري لحديثي الولادة.

وبالتالي استطاعت الدولة قطع شوط كبير في مواجهة “فيروس بي”، عبر توفير التطعيمات الوقائية منه لكل الأعمار بالمجان إلى جانب العمل على تدشين خط إنتاج اللقاحات، وربما ما نحتاج إليه هو الجانب الوقائي من خلال تعزيز الثقافة الصحية للمواطن، وأن يتجنب المواطن ما قد يسبب العدوى حيث ينتقل الفيروس عن طريق الدم.

خطوات للقضاء على فيروس “بي”

  • تدشين خط إنتاج لقاحات: وقعت وزارة الصحة المصرية اتفاقية بالتعاون مع فاكسرا ومعهد سيروم الهندي، ونصت الاتفاقية على تدريب الفريق الفني من العاملين بـ”فاكسيرا” من خلال تنظيم بعثات منتظمة إلى الهند، حيث شمل التدريب (تحليل جميع المنتجات المستهدف تعبئتها خلال المرحلة الثانية)، كذلك من ضمن الخطة القومية المستقبلية لوزارة الصحة، العمل على إنتاج 300 مليون جرعة سنويًا من اللقاحات المختلفة، وذلك في ضوء مبادرة الاتحاد الإفريقي التي تستهدف إنتاج وتوفير 60% من احتياجات القارة الإفريقية من اللقاحات داخل القارة بحلول عام 2040.
  •  تعاون دولي عن طريق مجموعة أصدقاء للقضاء على التهاب الكبد: خلال الدورة (77) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية، قام ممثلو وزارات الصحة في تسع دول (مصر، جورجيا، سيراليون، نيجيريا، تنزانيا، غانا، تشيلي، أوكرانيا، ومنغوليا) وست بعثات دائمة للأمم المتحدة في (مصر وماليزيا وتنزانيا والبرازيل وشيلي والبرتغال) معًا لتشكيل مجموعة أصدقاء للقضاء على التهاب الكبد

وذلك من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية، والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتحالف العالمي لالتهاب الكبد، ومعاهد دولية أخرى ومنظمات غير حكومية عالمية، وتعهد وزير الصحة المصري بقيادة مصر في الجمع بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في دعوة لتشكيل مجموعة أصدقاء تابعة للأمم المتحدة لدعم الدبلوماسية الصحية حول القضاء على التهاب الكبد الفيروسي. 

إلى جانب عرض مصر استعدادها لقيادة الجهود الدولية للمجموعة لتسريع القضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030، بما يتماشى مع تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتهدف المجموعة إلى جذب انتباه الوكالات المانحة، وبنوك التنمية، والمنظمات الخيرية، والحكومات الوطنية لمساعدة الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة الدخل للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي.

  • برنامج مكافحة الفيروسات الكبدية: ساهمت الخطة الاستراتيجية المصرية في الحد من انتشار الفيروسات الكبدية بأنواعها، خاصة الالتهاب الكبدي الفيروسي “بي”، وذلك من خلال تطعيم 8 ملايين و427 ألفًا و624 مواطن، بلقاح التهاب الكبد الوبائي “بي” ضمن “برنامج مكافحة الفيروسات الكبدية”، من خلال 271 مركزًا صحيًا موزعين بجميع محافظات الجمهورية، وذلك خلال عام 2022.

وقد تم تطعيم عدد كبير من الفئات المستهدفة والتي ضمت حديثي الولادة (الجرعة الصفرية) خلال أول 24 ساعة من الميلاد، وهو ما توصي به منظمة الصحة العالمية كاستراتيجية للوصول إلى أهداف القضاء على فيروس التهاب الكبد، ومع ذلك، ففي عام 2021، فقد تلقى 17٪ فقط من الأطفال حديثي الولادة في القارة الأفريقية

حيث تم تطعيم 2 مليون و42 ألف و535 طفلًا، إلى جانب تطعيم 6 ملايين و216 ألف و282 طفل خلال التطعيمات الروتينية في أول 6 أشهر من عمر الطفل، علاوة على تطعيم 68 ألف و946 من الفرق الطبية العاملة بمستشفيات الوزارة، بالإضافة إلى تطعيم 48 ألف و317 مريض غسيل كلوي، وتطعيم 4444 من المخالطين للحالات الإيجابية من حاملي الفيروس، فضلًا عن تقديم التطعيمات لـ 47 ألفًا و700 من طلاب الجامعات والمعاهد الفنية الصحية، والعاملين بشركات النظافة، كذلك تم تحصين 1136 طفلًا من حديثي الولادة لأمهات حاملات للفيروس، باستخدام مصل “الأميونوجلوبيولين” والذي يلعب دورًا أساسيًا في تقوية وحماية جهاز المناعة للأطفال.

وامتد عمل البرنامج إلى تنظيم ندوات تثقيفية بالوحدات والمكاتب الصحية والمستشفيات بجميع محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى تثقيف المواطنين بالإجراءات الوقائية والاحترازية تجنبًا للإصابة بأي عدوى، مما يساهم في خفض أعداد المصابين بالفيروس، ورفع المناعة المجتمعية بين المواطنين.

منى لطفي

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى