تغير المناخ

فعاليات “يوم الطاقة” في مؤتمر كوب 27

تواصلت اليوم الثلاثاء، الموافق 15 نوفمبر الجاري، فعاليات مؤتمر المناخ “COP27″، الذي تستضيفه مصر في الفترة من ٦ إلى ١٨ نوفمبر بمدينة شرم الشيخ في إطار الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، وحمل هذا اليوم اسم “يوم الطاقة”. تضمنت أجندة هذا اليوم بحث ستة محاور أساسية:

1- نحو عملية تحول عادلة وموفرة للطاقة في أفريقيا: بحث مبادرة لتقديم خريطة الطريق حول عملية تحول عادلة وموفرة للطاقة في قارة أفريقيا، وما يمكن توفيره من فرص وتجنبه من مخاطر في هذه القضية.

2- توصيل الطاقة النظيفة وسط أزمة عالمية، وأمن الطاقة والتغير المناخي: مناقشة السبل التي يمكن بها معالجة الازمة الحالية للطاقة، ووضع خطة طريقة بعيدة المدى لعملية التحول من الطاقة الأحفورية.

3- في سبيل تحقيق أنظمة وتقنيات طاقة جديدة: تسليط الضوء على أهمية الابتكار وإيجاد حلول تقنية جديد لتمكين عملية التحول لمصادر طاقة أقل في معدلات الانبعاثات الكربونية.

4 – الهيدروجين الأخضر كمحفز للطاقة والتنمية المستدامة: بحث تطوير قيمة سلاسل تطوير الهيدروجين الأخضر، التي بإمكانها رفع قيمة الاقتصاد، وتوفير فرص عمل، والمساهمة في تحقيق تراجع في نسب الانبعاثات الضارة على مستوى العالم.

5- خطوة في سبيل اقتصاد الهيدروجين الأخضر: بحث الفرص المتاحة لقارة أفريقيا لتطوير الدول لتكون منتج كبير للهيدروجين الأخضر، وما يتعلق به من نمو اقتصادي وفرص عمل.

6- مواجهة التحول للطاقة النظيفة: تسريع وتيرة نمو اقتصاد الطاقة النظيفة، وما يتطلبه من آلية ابتكار، وشراكات اقتصادية وثيقة، ومنصات متخصصة في شؤون تحول الطاقة.

تم استهلال هذا اليوم، بجلسة رئيسية لإطلاق فعالية “يوم الطاقة”، ترأسها سامح شكري وزير الخارجية ورئيس مؤتمر المناخ، بجانب كل من الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الاتحاد الإفريقي للطاقة والبنية التحتية، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة “كادري سيمسون”، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “فرانشيسكو لاكاميرا”، ونائبة مدير الوكالة الدولية للطاقة “ماري بيرس ورليك”.

الجلسة الافتتاحية لفعالية “يوم الطاقة”

أشار الوزير سامح شكري خلال كلمته في هذه الجلسة، إلى أن قطاع الطاقة يمثل اليوم أحد أكثر القطاعات الاقتصادية المسببة للانبعاثات الكربونية، مبرزًا الحاجة للاستثمار في مصادر جديدة للطاقة، تكون نظيفة ومنخفضة التكلفة ومستدامة، من أجل تعزيز جهود تخفيف تداعيات تغير المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر. وأضاف أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر لم يعد يمثل مجرد ضرورة لمواجهة تغير المناخ، بل أصبح خيارا اقتصاديًا ينطوي على العديد من الفوائد بالنظر إلى تداعيات الأوضاع الجيوسياسية الحالية وما أسفرت عنه من أزمة عالمية في الطاقة.

كما أبرز شكري أن التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة كان على رأس الموضوعات التي تم تناولها في إطار قمة شرم الشيخ، والتي ولدت زخمًا سياسيًا كبيرًا يتعين البناء عليه واستغلاله، وأكد ضرورة أن يكون التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة عادلًا، بحيث يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالدول النامية، ومن بينها الدول الإفريقية التي لا يتوفر للملايين من أبنائها طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة على الرغم من القدرات الهائلة التي تتمتع بها القارة لتوليد الطاقة المتجددة. 

من جانبه، أكد مفوض الاتحاد الإفريقي موسى محمد، في كلمة ألقتها نيابة عن الدكتورة أماني أبو زيد مفوض البنية التحتية والمعلوماتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي، الحاجة إلى طاقة مستدامة نظيفة؛ حتى يحظى العالم أجمع بالاستدامة الاقتصادية والمناخية. وأضاف أن القارة الإفريقية فخورة بالتنظيم الرائع الذي قامت به مصر لهذا المؤتمر العالمي المهم، معربا عن شكره للمجتمع العالمي على جهوده المستمرة لمواجهة مشكلة المناخ التي يعاني منها العالم أجمع. كما وشدد على ضرورة أن تحظى إفريقيا بالطاقة النظيفة والمستدامة لتحقيق التنمية في القارة السمراء، داعيا إلى نشر ثقافة البيئة الخضراء في المستقبل القريب للحد من مشاكل الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة وكل المشاكل المتعلقة بتغير المناخ.

من جانبها، أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي ضرورة التوصل إلى اتفاقيات طموحة وفعالة خلال المفاوضات الجارية في “كوب 27″؛ للمساهمة في توقف الحرائق والفيضانات وجميع المشكلات التي تسببت فيها التغيرات المناخية على مستوى العالم. وأضافت “يتعين علينا الالتزام بتقديم تعويضات للمشكلات التي سببتها التغيرات المناخية”، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يركز على حل أزمة الغاز الطبيعي من خلال التحول إلى الطاقة المتجددة لتحقيق الكثير من التقدم في أوروبا، مشددة على ضرورة أن تصبح حوالي 45% من الطاقة في أوروبا طاقة متجددة .

لقاءات أخرى لوزير الخارجية على هامش جلسات اليوم

تضمنت جلسات اليوم، عدة لقاءات لوزير الخارجية سامح شكري، بصفته رئيس الدورة الحالية لقمة المناخ،مع عدة وفود وزارية، شملت وفود أسبانيا والمالديف المسئولين عن تيسير المفاوضات حول الهدف العالمي للتكيُف مع تغير المناخ، وسنغافورة والنرويج المعنيين بموضوعات أسواق الكربون، بجانب الهند واستراليا حول تمويل المناخ، فضلاً عن الدنمارك وجنوب إفريقيا بشأن خفض الانبعاثات.

يضاف إلى هذه اللقاء استقباله مراد كرم، وزير البيئة التركي ورئيس وفد تركيا المشارك في مؤتمر المناخ. وقد أشار الوزير شكري خلال هذا اللقاء إلى حرصه بصفته رئيس مؤتمر المناخ على التواصل مع كافة الوفود المشاركة في المؤتمر من أجل التعرف على رؤاها ومواقفها إزاء مختلف الموضوعات المطروحة على أجندة المؤتمر. من جانبه، أشاد الوزير التركي بما لمسه من حسن تنظيم مصر لمؤتمر المناخ، مشيرًا إلى حرص الجانب التركي على نجاح مؤتمر المناخ وخروجه بالنتائج التي تعزز من عمل المناخ الدولي بشتى جوانبه، مؤكدًا على ما توليه بلاده من أهمية كبيرة لقضية تغير المناخ.

كذلك استقبل الوزير شكري، علي سلاجقة، نائب رئيس إيران ورئيس الوفد الإيراني المشارك في مؤتمر المناخ. وقد استهل المسئول الإيراني هذا اللقاء، بتوجيه الشكر لمصر على حسن الاستضافة والتنظيم الرائع للمؤتمر، مبرزاً ما تمثله قضية التغير المناخي من تحدٍ عالمي يواجه كافة دول العالم، ومبدياً تطلعه إلى أن يمثل مؤتمر شرم الشيخ خطوة محورية على صعيد الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي. كما أكد المسئول الإيراني على أن وفد بلاده سيبذل قصارى جهده من أجل توفير عوامل النجاح للمؤتمر، والمساهمة فى بناء التوافق حول مختلف الموضوعات المرتبطة بالعمل المناخي الدولي.

من جانبه، رحب شكري بنائب رئيس إيران، معربا عن تقدير مصر للمشاركة الايرانية رفيعة المستوى فى مؤتمر شرم الشيخ. كما حرص شكري على إلقاء الضوء على التشاور والتنسيق القائم بين مصر وإيران حول مختلف موضوعات العمل المناخي في إطار عضوية البلدين في مجموعة الـ ٧٧ والصين، وحركة عدم الانحياز والأطر متعددة الأطراف المختلفة التي تلعب دوراً هاماً في إطار مفاوضات المناخ.

جلسات أخرى على هامش فعاليات اليوم

من جلسات اليوم أيضاً، جلسة “الحوار مع الأطراف المساهمة في صندوق التكيُف مع تغير المناخ”، التي عقدت في الجناح المصري بالمؤتمر، وشارك فيها بجانب الوزير سامح شكري، كل من المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ “جون كيري” وممثلي العديد من الدول والأطراف المساهمين في صندوق التكيُف.

وقد أشار وزير الخارجية في كلمته في هذا المؤتمر، إلى ما يمثله صندوق التكيُف من قناة رئيسية لحشد التمويل اللازم لتعزيز إجراءات التكيُف مع تغير المناخ في الدول النامية. كما أشاد بالدور الإيجابي لصندوق التكيُف في توفير تمويل المناخ، منوهاً بعمل الصندوق في مصر من خلال تمويل مشروعين في مجال التكيُف بقيمة تتجاوز ١٠ مليون دولار، والتزام مصر بدعم جهود مواصلة حشد الموارد للصندوق. كما أعرب عن التقدير لكافة الأطراف المانحة الداعمة لصندوق التكيُف مع تغير المناخ، مؤكداً على أن إسهاماتهم المادية في تعزيز موارد الصندوق تساعد على تنفيذ العديد من مشروعات التكيُف على الأرض وحماية المجتمعات الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.

في نفس الإطار، شارك الدكتور سامي شعبان رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، في جلسة بعنوان “المحطة النووية بالضبعة- طاقة نظيفة ومستدامة”، بمشاركة المدير العام للجمعية النووية العالمية وعددًا من رؤساء الهيئات ذات الصلة في مجال الطاقة، حيث أدار الجلسة خبير الطاقة النووية بول طومسون.

وقد أوضح الدكتور سامي خلال هذه الجلسة أن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية هيئة رقابية مستقلة أُنشأت بموجب القانون رقم 7 لسنة 2010 بهدف القيام بكافة الأعمال التنظيمية والرقابية للاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ومن بين مهامها التأكد من أن المنشآت النووية قد تم بنائها وتشغيلها بطريقة لا يكون لها أي تأثير سلبي على الصحة العامة أو البيئة، وتفعيلاً لهذا الدور الرقابي قامت الهيئة بالعديد من الزيارات التفتيشية لموقع المحطة النووية بالضبعة للتأكد من مدى جاهزية الموقع للبدء في الإنشاء وتم منح إذن الإنسان للوحدة الأولى ثم الوحدة الثانية بشروط فور التأكد من عدم وجود ثمة مخاطر تهدد الإنسان والممتلكات والبيئة.

جلسة نقاشية أخرى تم عقدها على هامش فعاليات اليوم، وهي جلسة “الشباب وتغير المناخ”، تم خلالها بحث آليات تطبيق أفضل الممارسات بالقطاع المالي لمكافحة تغير المناخ، وذلك في إطار توسع البنك في عملية دعم الشباب ومكافحة تغير المناخ. شارك في هذه الجلسة كل من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والأستاذ شريف لقمان وكيل محافظ البنك المركزي للشمول المالي، والأستاذ طارق فايد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك القاهرة والسيدة كليمنس فيدال دو لابلاش مديرة مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر، والسيدة نيكولا موستيتا مدير التغير المناخي بمؤسسة British International Investment.

من جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أن استراتيجية الوزارة تهدف إلى بناء قدرات الشباب المصرى ودعمهم اجتماعياً واقتصادياً، ونشر ثقافة ريادة الأعمال والمشاريع الحرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتأمين الدخل المناسب والمستدام وإدارة الاستثمارات والادخار للشباب من خلال البنوك الوطنية، والتي تهدف إلى رفع مستوى المعيشة وضمان الحياة الكريمة وزيادة معدلات الشمول المالى والمعاملات المالية المختلفة، بما يتماشى مع دعم الاستراتيجية الوطنية المصرية 2030.

من جانبها، قالت كليمنس فيدال مديرة مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر “لقد حشدنا 33 مليار يورو في تمويل المناخ منذ عام 2015 ، لنصل إلى 6 مليارات يورو من تمويل المناخ في العام الماضي ، 33٪ من تلك التمويلات تم ضخها في مصر، مشيرة إلى أن 90٪ من مشروعات الوكالة لها تأثير إيجابي على المناخ. وأضافت أنه وفقاً لأبرز تصريحات الرئيس ماكرون خلال مؤتمر قمة مونبلييه بين أفريقيا وفرنسا فإن لدينا أولوية للشباب الذين هم في جوهر التحولات الرئيسية اليوم وهم عناصر فاعلة في التغيير الاجتماعي. ونعمل دوماً على دعم وتوظيف الشباب وسبل معيشتهم، ومعالجة التحديات بما في ذلك الوصول إلى التمويل وتنمية المهارات والتمكين.

كما نظّم المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية جلسة حوارية اليوم الثلاثاء الموافق 15 نوفمبر 2022 ضمن أجندة “رؤى مصرية”، تحت عنوان: “الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص لحماية الفئات الاجتماعية الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية”، في ضوء الحاجة إلى خطط حماية اجتماعية تجمع بين تدابير الاستجابة للكوارث المناخية والتخفيف من آثارها طويلة المدى على الفئات الاجتماعية الأكثر ضعفًا، مما يتطلب دمج الاعتبارات المناخية في أطر الحماية الاجتماعية واستراتيجيات التنمية الوطنية. أدارت الجلسة الدكتورة نهى بكر عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وتحدث خلالها كل من: الأستاذة أسماء رفعت الخبيرة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والنائبة أميرة صابر عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، والأستاذ عبد الغفار السلطان المدير التنفيذي للمركز الأفريقي للاستثمار والتبادل التجاري.

كما نظم المركز جلسة أخرى تحت عنوان “الرؤية والدور والتحديات…الشباب وقضايا التغيرات المناخية”. استهدفت هذه الجلسة ايضاح مدى إدراك مختلف شباب العالم بحجم قضية التغيرات المناخية، بالإضافة إلى وضع اليد حول أبرز مخاوفهم من تلك القضية العالمية الشائكة، فضلاً عن كيفية تعظيم دور الشباب وجعله أكثر تاثيراً في مختلف خطط معالجة قضايا المناخ، وايضا الوسائل المطروحة لرفع وعي الأجيال الناشئة بتحديات التغير المناخي وغيرها، واخيرا كيفية تجنب المعوقات المحتملة أثناء عملية معالجة قضايا المناخ المتعددة. أدار هذه الجلسة أمل أسماعيل، الخبيرة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وشارك فيها كل من نورهان موسى، المستشارة القانونية وخبيرة الملكية الفكرية والأمن السيبراني، ورقية عبد الله، خبيرة الأمن الغذائي ببرنامج الغذاء العالمي في اليمن، وشريف الرفاعي، استشاري تغير المناخ بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة في مصر.

مبادرات “يوم الطاقة”

أعلن اليوم المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، عن إطار استراتيجية مصر للهيدروجين منخفض الكربون. وأضاف الملا أن إعلان مصر عن إطار استراتيجية للهيدروجين منخفض الكربون يعد خطوة رئيسية في تحقيق رؤية مصر لتصبح لها دور فاعل على المستوى العالمي في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون من خلال الاستفادة من أصول مصر ومواردها من الطاقة الجديدة والمتجددة والموقع الاستراتيجي، والكوادر البشرية المصرية، وأن ذلك يمهد الطريق لمصر لتحقق استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون. وأضاف الوزير إن مجالات الهيدروجين منخفض الكربون تعد وسيلة مستدامة لتنويع خيارات الطاقة وإيجاد نظام طاقة مرن، وأن مصر تمتلك من المقومات المهمة في هذا المجال تسمح بالمساهمة فى تلبية الطلب المتزايد لتحقيق أمن الطاقة بأقل آثار على البيئة. 

وتابع أن مشاركة كل الأطراف المعنية بما فى ذلك الحكومات، القطاع الخاص، المنظمات الدولية ومؤسسات التمويل لتعزيز العمل المناخي الإيجابي لا يمكن إغفالها، لافتاً إلى أهمية مواصلة التعاون المثمر والبناء مع الشركاء الاستراتيجيين لقطاع الطاقة لدعم تنفيذ مصر استراتيجيتها الوطنية القادمة للهيدروجين منخفض الكربون ولكشف كل إمكانات الطاقة من الهيدروجين فى مصر والعالم. وفى نهاية جلسة الإعلان عن هذه المبادرة، شهد المهندس طارق الملا وعدد من الوزراء توقيع عدد من الاتفاقيات الإطارية لمشروعات تتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر. 

مبادرة أخرى تم إعلانها اليوم، وهي مبادرة “نحو منظمات أهلية خضراء”، التي أعلنت عنها مؤسسة “مصر الخير” وشارك في إطلاقها أيمن عبد الموجود، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى لشئون مؤسسات المجتمع الأهلي، وسيتم تنفيذها تحت مظلة الحملة الإقليمية “مناخ مستدام” بالتعاون ورعاية شركاء الحملة من جهات دولية ومحلية .

وقال مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى لشئون مؤسسات المجتمع الأهلي، إن وزارة التضامن الاجتماعي تقوم بتوجيه الدعم المباشر والأكثر مرونة إلى الجمعيات الأهلية، مؤكداً أن الوزارة تقدم كافة سبل الدعم لمبادرة “مصر الخير” لتوعية الجمعيات الأهلية بمخاطر التغيرات المناخية، وأنه يتم حالياً تطوير “صندوق دعم مشروعات الجمعيات” ليكون له دور بارز فى دعم مختلف المشروعات وتقديم الدعم اللازم لعمليات التنفيذ على أرض الواقع. 

‎في نفس الإطار، أطلق الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة مبادرة التحول العادل ميسور التكلفة لنظم الطاقة في إفريقيا، وأوضح ان هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز وتسهيل الحصول على الدعم الفني والسياسي الذي سيجعل تحولات الطاقة العادلة والميسورة التكلفة مجدية ماليًا في جميع البلدان الأفريقية، بالإضافة إلى تأمين الوصول إلى الكهرباء بأسعار معقولة بحلول عام 2028 لما لا يقل عن 300 مليون إفريقي. وأضاف الوزير أن هذه المبادرة تعمل على تسهيل الانتقال إلى تكنولوجيات الطهي النظيف لـ 300 مليون شخص أفريقي من أصل 900 مليون بحلول عام 2028، والذين لا يمكنهم الوصول إلى وقود وتقنيات الطهي النظيفة، والتحول السريع تجاه الطاقة الخضراء النظيفة من خلال زيادة حصة الطاقة المتجددة بنسبة 25% بحلول عام 2028 وزيادتها لتصل إلى 100% بحلول عام 2063 لـ 5-10 دولة أفريقية سيتم تحديدهم وفقًا لمستوي استعداد كل دولة.

وأكد الوزير على الالتزام بالعمل بشكل وثيق مع كل بلد أفريقي وكذلك مع الشركاء والمؤسسات الأفريقية والدولية المختلفة، متمنيًا مشاركة جميع الدول الافريقية والداعمين في المبادرة، خاصة وأن القارة الافريقية تعد من أغنى المناطق على مستوى العالم من حيث الموارد الطبيعية وبصفة خاصة مصادر الطاقة المتجددة بالإضافة إلى الموارد البشرية، وقد سجلت القارة مؤشرات نمو واعدة على مدى العقد الماضي، لكنها بالرغم من ذلك ما زالت تعاني من نقص الوصول للطاقة وتجابه العديد من التحديات مثل عدم جاهزية البنية التحتية فيما يتعلق بالطاقة والطرق وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلًا عن ارتفاع التكلفة وصعوبة تدبير التمويلات المطلوبة الأمر الذي يؤثر سلبًا على قدرة القارة الأفريقية التنافسية ومشاركتها في الأسواق العالمية.

لقاءات على هامش فعاليات اليوم

التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ليسجي شرينيماخر، وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي الهولندية، بحضور هان مروتس سخابفلد، سفير المملكة الهولندية بالقاهرة، لبحث تعزيز سبل التعاون المشترك، ومناقشة جهود دعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر من خلال المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”. خلال هذا اللقاء استعرضت وزيرة التعاون الدولي، الخطوات والمبادرات التي أطلقتها وزارة التعاون الدولي خلال مؤتمر المناخ COP27، في ضوء رؤية التنمية الوطنية 2030 وتعزيزًا للاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، حيث تم تدشين اتفاقيات الشراكة وخطابات النوايا بشأن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، لتنفيذ 9 مشروعات ذات أولوية في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، فضلا عن إصدار دليل شرم الشيخ للتمويل العادل والذي يطور إطارًا دوليًا للتمويل المبتكر بشأن تحفيز العمل المناخي وزيادة التمويل للمشروعات الخضراء لاسيما في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.

من جانبها أكدت وزيرة التعاون الدولي الهولندية، أن الجانب الهولندى حريص على تعزيز التعاون المستقبلى مع الحكومة المصرية، والمشاركة فى المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء “نُوَفِّي”، مشيدة بالجهود التي تقوم بها وزارة التعاون الدولي في مجال تمويل المشروعات الخضراء.

كما عقد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي عدة لقاءات خلال هذا اليوم، منها لقاء مع وفد المجموعة الدولية للبحوث الزراعية، ولقاء آخر مع وزيري الزراعة في السنغال والصومال، بحث معهما خلاله آفاق التعاون المشترك ودعم مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام Fast التي أطلقتها الوزارة في قمة المناخ. من جانبه أكد الوزير السنغالي انه يتطلع إلى التعاون مع مصر في مجال إنتاج تقاوي المحاصيل الاستراتيجية نظرا للظروف التي تمر بها دول العالم المختلفة والحاجة الماسة لتحقيق الأمن الغذائي لشعوبها خاصة دول العالم النامي، ومن بين المحاصيل التي يهتم بها الجانب السنغالي هو القمح نظرا للاستهلاك المتزايد من الخبز. وأشار إلى أن الجانب السنغالي قام بتنفيذ تجارب على بعض تقاوي القمح المصرية وقد نجحت هذه التجارب بشكل كبير ولدي السنغال رغبة عارمة للتعاون مع الجانب المصري في هذا الشأن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى