
تناول وسائل الإعلام الدولية لليوم السابع من فعاليات كوب 27
في سياق انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، تصبح متابعة تناول وسائل الإعلام العالمية والعربية، أمرًا مهمًا. ولذا، نضع بين أيديكم وقوفًا على أبرز ما تم تناوله عن قمة كوب27 اليوم السبت 12 نوفمبر 2022، والذي غلب عليه الاهتمام بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وكلمته أمام القمة، ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما نستعرضه فيما يلي:
أشارت صحيفة Washington Times الأمريكية إلى أن الرئيس بايدن أعرب عن أمله في أن تصبح العلاقات الأمريكية مع مصر أقوى بحلول نهاية العام، وشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده على الساحة العالمية. وعلى وجه التحديد، أشاد السيد بايدن بالزعيم المصري لقيامه بدور الوسيط في غزة. وشكر بايدن السيسي على حديثه عن العدوان الروسي على أوكرانيا. فعلى سبيل المثال، أيدت مصر قرارًا للأمم المتحدة هذا العام يدين محاولة موسكو ضم المناطق المحتلة.
وكذلك أشارت صحيفة Express البريطانية إلى كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمة COP27، حيث استخدم خطابه الرئيسي في القمة للاعتذار نيابة عن سلفه دونالد ترامب، الذي انسحب من اتفاقية باريس للمناخ بعد توليه منصبه في عام 2017. بدأ بايدن حديثه برسالة شكر إلى مضيفيه في مصر، وحذر المندوبين بإيجاز من مخاطر الاحتباس الحراري، أعقب ذلك الحديث حول الكيفية التي تخطط بها الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول الأخرى. ووفقًا للـ BBC، في خطاب استمر 20 دقيقة في قمة المناخ كوب 27، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن ان مهمة الولايات المتحدة الامريكية تتلخص في تجنب كارثة مناخية وهو امرًا ليس حتميًا ان ينجح، حيث ان “حياة الكوكب ذاتها ” على المحك.
وركز موقع EURO NEWS بالعربية على خطاب بايدن خلال القمة ووفقًا للتقرير حث الرئيس الأميركي جو بايدن في شرم الشيخ دول العالم على بذل المزيد من الجهود لتجنب كارثة الاحترار المناخي مؤكدا أن بلاده هي على “المسار الصحيح” لتحقيق تعهداته المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون. وأكد بايدن في خطاب أمام المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول المناخ (كوب27) في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر أن “الأزمة المناخية تتعلق بأمن البشر والأمن الاقتصادي والأمن القومي والحياة على الكوكب”. وأكد أن الولايات المتحدة على “المسار الصحيح” لتحقيق تعهدها خفض انبعاثات غازات الدفيئة 50 إلى 52 % دون مستويات العام 2005، بحلول 2030.
وذكرت مجلة “Politico“ الأمريكية أن بايدن كان حريصاً في زيارته على ترسيخ القيادة الأمريكية في مكافحة تغير المناخ، لكنه كان يكافح للفوز باجتماع عالمي أصبح قلقًا من الوعود الأمريكية التي تقتضي تحقيق الأهداف المتعلقة بالانبعاثات بحلول عام 2030، فظهور بايدن يرسل إشارة إلى أن أغنى دولة في العالم – وأكبر ملوث للمناخ على مدى الـ 200 عام الماضية – تأخذ خطر تغير المناخ على محمل الجد، وذلك بعد 3 أشهر من توقيعه على أقوى قانون للمناخ في البلاد، بعد جيل من المحاولات الفاشلة. وعن الزيارة التي استغرقت بضع ساعات، ذكرت بوليتيكو أنها تأخرت بسبب لانتخابات النصفية الأمريكية، ولكنها قوبلت بترحيب حذر من المندوبين الذين أدركوا في الوقت نفسه ضرورة مشاركة الولايات المتحدة في الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، مع الاعتراف أيضًا بأنها لم تثبت أنها شريك موثوق، وخلال خطابه، اعتذر بايدن بحرارة عن قرار سلفه بإخراج الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ التاريخية، واضعاً خططًا أمريكية لاستثمار المزيد في جهود التكيف مع المناخ في إفريقيا، والمساهمة في خفض انبعاثات الميثان، ودعم انتقال الطاقة النظيفة في مصر، ودعم المبادرات للحد من تلوث الكربون في القطاعات ذات الانبعاثات الثقيلة مثل الشحن، كما وعد بالقتال من أجل المزيد من الأموال لمساعدة البلدان المعرضة لتغير المناخ على تعزيز دفاعاتها في مواجهة الكوارث المناخية المتزايدة، متحدياً الجمهوريين في بلاده الذين قاوموا الجهود المبذولة لضخ المزيد من الأموال في مكافحة تغير المناخ في أجزاء أخرى من العالم.
وعلّق موقع koreatimes في مقال له على مشاركة الرئيس “بايدن”، وعلى أجندته الخاصة بمكافحة تغير المناخ. حيث وضح أن الرئيس روّج لإقراره حزمة إنفاق ضخمة بقيمة 369 مليار دولار لتخضير الاقتصاد الأمريكي باعتباره إنجازًا من شأنه أن “يغير النموذج” لبلده والعالم بأسره. بالإضافة لتعهده إن الولايات المتحدة “ستحقق” هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 50-52 % دون مستويات عام 2005 بحلول عام 2030. وخططه لتكثيف الجهود لخفض انبعاثات الميثان، وتصريحه بأن الحرب الروسية الأوكرانية تعزز الاتجاه نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وفى الختام نقل المقال عن عدد من النشطاء البيئيين في القمة، انتقادهم لمدى التزام الولايات المتحدة بتعهداتها، وأنهم أكدوا على أن خطة “بايدن” هي الأكثر جرأة في ملف البيئة، ولكنها تظل وعود جديدة تضاف لوعود قديمة لم تُنفذ.
وحسب الأسوشيتدبرس أيضًا فإن بايدن غير قادر على إقناع الكونجرس بتمويل الدول النامية في إطار المناخ وللتحايل على هذا تحاول حكومة الولايات المتحدة تسهيل الأمر على الشركات الخاصة لإرسال الأموال إلى العالم النامي مقابل أن تبدو مقبولة في الداخل. الخطة، التي أعلنها يوم الأربعاء المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري في قمة المناخ COP27 في مصر، ترقى أساسًا إلى الاستفادة من الأموال الخاصة لتمويل انتقال الدول النامية إلى الطاقة النظيفة من خلال بيع أرصدة الكربون “عالية الجودة” للشركات التي تحاول إنتاج انبعاثات الكربون الخاصة بها. “صافي صفر.” وقال كيري في حفل إطلاق: “نعتزم تشغيل سوق الكربون، ونشر رأس المال غير القابل للتوظيف، وتسريع الانتقال من الطاقة القذرة إلى الطاقة النظيفة”، واستبدال محطات الطاقة القذرة التي تعمل بالفحم بمصادر طاقة متجددة. لكن الفكرة واجهت مقاومة شديدة من الجماعات البيئية وخبراء المناخ، الذين قالوا إنها ستمنح الملوثين ترخيصًا لمواصلة التلوث. جاء ذلك بعد يوم من تحذير الأمم المتحدة من أرصدة الكربون المشبوهة التي تعتمد عليها الشركات لتحقيق أهدافها الصافية صفر.
وركزت أسوشيتدبرس في تناولها كذلك على دور الأشخاص من ذوي الهمم في كوب 27 ووفقًا للتقرير في العام الماضي، حقق نشطاء المناخ الذين يركزون على حقوق المعاقين انتصارًا كبيرًا في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المعروف باسم COP. لقد اكتسبوا صفة رسمية كمؤتمرين معترف به من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة، منظم المؤتمر. يقولون إنها كانت تتويجا لسنوات من الجهد لإدراجها رسميا في الإجراءات. إليك ما يعنيه ذلك لهذا الأسبوع وما بعده. سيتمتع أعضاء التجمع بمزيد من الوصول إلى منظم المؤتمر، مما يسهل التواصل مع الحاضرين الآخرين بما في ذلك مندوبي الدول والمفاوضين ومنظمات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. قد تتاح لشخص من المجموعة الحزبية الفرصة لمخاطبة الحاضرين في المؤتمر في الجلسة العامة الختامية حول إدراج الإعاقة. سيكون للناس أيضًا مساحة رسمية للتجمع.تم إجراء تغييرين هذا العام لجعل المكان أكثر سهولة للأشخاص ذوي الإعاقة، وفقًا لكيرا شيروود أوريجان، الناشطة المناخية من السكان الأصليين والمعوقين من نيوزيلندا. قد يدخل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة أو بألم مزمن إلى المؤتمر عبر خط منفصل، لذلك لن يضطروا إلى الانتظار لفترة طويلة، وهناك المزيد من المنحدرات إلى المباني وفي بعض المراحل.
وسلطت مجلة “ForeignPolicy“ الأمريكية الضوء على خطة تمويل المناخ التي اقترحتها “باربادوس”، والتي اكتسبت تأييد قوي وثناء من قبل المشاركين بالقمة، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، ليجاوب الاقتراح على السؤال الدائم المعلق على مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن المناخ وهو “كيف ستُموَل البلدان النامية للتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه؟”. ترى باربادوس أن تمويل المناخ يجب أن يأتي جزئيًا على الأقل من صندوق النقد الدولي، وطالبت الصندوق بإصدار ما يعادل 650 مليار دولار سنويًا بعملته الاحتياطية، المعروفة باسم حقوق السحب الخاصة (SDRs)، لمدة 20 عامًا لتمويل احتياجات المناخ في البلدان النامية، هذا بالإضافة إلى فرض ضريبة على شركات النفط لتمويل منح إعادة الإعمار التي سيتم صرفها للبلدان النامية بعد الكوارث المناخية. وقد يستجيب المسؤولون في كل من البلدان الغنية والمؤسسات المالية الدولية للضغط المتواصل في مؤتمر الأطراف لهذا العام لتزويد البلدان النامية بتعويضات عن الخسائر والأضرار، أو تعويضات المناخ. وقد أدرجت المناقشة الرسمية لمثل هذا التمويل في جدول أعمال قمة هذا العام في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي دفع من أجله الدولة المضيفة مصر والمنسق الجديد للمناخ في الأمم المتحدة سيمون ستيل.
ولفت موقع Ukhrul Times إلى حضور زينورين ستيفن، رائدة الأعمال الاجتماعية ومؤسس هيل وايلد من مانيبور، الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP27) كمتحدث، والتي أكدت أن: “لقرون، قمنا بحماية أراضينا واحترام الحياة البرية من خلال الاستفادة من المعارف التقليدية المتوارثة عبر الأجيال. ويجب أن يكون تحسين الوصول إلى التمويل المناسب والعادل للشعوب الأصلية من أولويات صانعي القرار في COP27.”. وأضافت: “إذا لم يكن لدينا نظام بيئي مناسب وأهمية مُعطاة للزراعة في المناطق ذات الدخل المنخفض، فسيميل الكثيرون في النهاية إلى إزالة الغابات لبيع كل ما تقدمه الغابة دون أي توازن لأنها تصبح مسألة بقاء”.
أشار موقع Hindustan Times إلى أن المفاوضون والوزراء من 194 طرفًا بدأوا يوم السبت التفاوض على مسودة نص الغلاف مع اختتام الأسبوع الأول من أحداث قمة المناخ COP27 للأمم المتحدة في شرم الشيخ في مصر. وبدأ المفاوضون بالفعل مناقشة القضايا التي سيتم تقديمها في قرار COP27 في نهاية الأسبوع المقبل. ولفت التقرير إلى تصريحات مراقب مستقل قال: “من المرجح أن تدفع الدول المتقدمة للحصول على نص بشأن دعم الوقود الأحفوري، والتخفيض التدريجي للفحم، وتعهدات غاز الميثان وبنود أخرى من ميثاق جلاسكو مثل الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة”. كما “ستدفع البلدان النامية من أجل الإنصاف والمسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة لإبرازها في تدابير التخفيف. قد يكون الخط الأحمر الآخر هو الدفع لتوسيع قاعدة المانحين لتمويل المناخ والتكيف “. كذلك هناك دافع خفي من الدول المتقدمة لإدراج الصين والهند في قاعدة المانحين لهدف التمويل الجديد، الهدف الكمي الجماعي الجديد (NCQG)، لعام 2025 وما بعده، والذي سيبدأ من 100 مليار دولار سنويًا. وقال مراقبون إن هناك أيضًا دفعة لزيادة قاعدة المانحين لصندوق التكيف، الذي من المفترض أن يساعد البلدان النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ.
نشرت “الايكونوميست” تحت عنوان “كم الأموال اللازمة لمكافحة تغير المناخ؟”، يميل القطاع الخاص للاستثمار في الدول الغنية، قد لا يبدو عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في أجزاء من إفريقيا، ويشكو المستثمرون أيضًا من عدم وجود عوائد مضمونة على أموالهم. على سبيل المثال الاستثمارات الخاصة في الوقود الأحفوري، تصل إلى 29 مليار دولار في أفريقيا كل عام، وتتلقى أنظمة الطاقة النظيفة 9.4 مليار دولار فقط. ويقدر البنك الدولي أن كل دولار يتم إنفاقه على التكيف مع تغير المناخ، على مستوى العالم، يجلب ما متوسطه 4 دولارات من الفوائد، في التاسع من نوفمبر، قدمت الأمم المتحدة قائمة بمشاريع تبلغ قيمتها حوالي 90 مليار دولار لكل من الفاعلين من القطاعين العام والخاص، في محاولة لتسهيل الاستثمار 20٪ من المشاريع كانت في إفريقيا. هذه بداية جيدة. ولكن حتى إذا التزم المستثمرون بجميع المشاريع، فستظل فجوة التمويل في إفريقيا كبيرة.
وحسب موقع الطاقة، فقد أكد وزير البيئة في ساحل العاج، جون لوك آسي، أن قمة المناخ كوب 27 تُعد بالفعل قمة التنفيذ، نظرًا للحاجة إلى تحويل تعهدات التمويل إلى واقع، من أجل معالجة قضية المناخ. وقال آسي : “هذه القمة هي قمة التنفيذ. كانت هناك العديد من الخطابات التي أُلقيت منذ مدّة طويلة. واليوم، أعتقد أن الدول المتقدمة والدول النامية في مواجهة بعضها بعضًا فيما يتعلق بالتمويل”. وتابع: “لم نوقّع أي اتفاقيات جديدة في مجال التمويل، بما أن المفاوضات ما زالت جارية. في النهاية، سنرى جميع الالتزامات التي تعهدت بها كل دولة”. جاءت تصريحات وزير البيئة في ساحل العاج على هامش توقيع إعلان مبادرة السلع الأساسية المستدامة في أفريقيا، من قبل وزراء 10 دول أفريقية، ضمن فعاليات قمة المناخ كوب 27 في مصر. وتضع المبادرة الدول المنتجة في أفريقيا في طليعة تحديد مبادئ التنمية المستدامة للكاكاو والمطاط وزيت النخيل والبن والسلع الأخرى، بطريقة تحمي سبل العيش والموارد الطبيعية، بما في ذلك الغابات.



