
تناول وسائل الإعلام الدولية لليوم السادس من فعاليات مؤتمر المناخ كوب 27
في سياق انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، تصبح متابعة تناول الدول والحكومات والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بتغير المناخ ووسائل الإعلام العالمية والعربية، أمرًا مهمًا. ولذا، نضع بين أيديكم وقوفًا على أبرز ما تم تناوله عن قمة كوب 27 اليوم الجمعة 11 نوفمبر 2022، والذي نستعرضه فيما يلي:
- وصول الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لشرم الشيخ في أول زيارة رسمية له لمصر للمشاركة في أعمال قمة COP27.
- لقاء الرئيس السيسي ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
- قيام مصر خلال قمة المناخ بالعمل على جذب استثمارات جديدة والدخول في شراكات من أجل الاستجابة لعوامل تغير المناخ والتحول التدريجي للوقود الأخضر.
- تفعيل الإعفاء الضريبي في مصر للأجانب المشاركين في أعمال القمة لتمكينهم من استرداد ضريبة القيمة المضافة لدي مغادرة البلاد، بطريقة مرنة لأول مرة مقارنة بقمم المناخ السابقة.
- إدراج بند التعويضات عن الخسائر التي تعرضت لها الدول الأقل قدرة على الصمود في مواجهة عوامل تغير المناخ لأول مرة على جدول أعمال المؤتمر.
- ضرورة تغيير النظام الزراعي ومعالجة قضية الفاقد والمهدر من الغذاء، لتحقيق الأمن الغذائي من ناحية ودعم الصمود لعوامل تغير المناخ من ناحية أخرين وكذلك الدعوة لجعل عام 2022 عامًا أفريقيًا للأمن الغذائي.
- تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس بايدن على ريادتها العالمية في ملف المناخ، دون توفير الدعم المالي اللازم للدول المتأثرة سلبًا من تداعيات التغيرات المناخية. وذلك لعدم قدرتها المالية بعد أو انعكاسات نتائج انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي الذي يميل للجمهوريين.
- تؤثر تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا على مجريات السياسات المتخذة تجاه قضية المناخ، إذ لا يضمن السباق التنافسي بين الدول المتقدمة حيال إقامة مشاريع غاز ونفط في أفريقيا الإيجابية اللازمة للحد من تأثير التغيرات المناخية.
أبرزت وسائل الإعلام الأمريكية أعمال قمة COP27 وتركيزها على زيارة الرئـيس جو بايدن لأول مرة لمصر للمشاركة في أعمال القمة، وكذلك لقاء الرئيس السيسي برئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” حيث ذكرت CNN في نسختها العربية أن اللقاء شمل مباحثات مهمة حول قضايا سد النهضة الإثيوبي والقضية الفلسطينية وقضايا سوريا والعراق وليبيا وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
كما قالت CNN الأمريكية في تقرير من شرم الشيخ إن الرئيس الأمريكي سيسلط الضوء خلال الزيارة على الاستثمارات الأمريكية الجديدة الرئيسة للحد من تغير المناخ، كما سيعلن في خطابه عودة الولايات المتحدة كرائد عالمي في مجال تغير المناخ بعد إقرار قانون خفض التضخم، الذي تضمن حوالي 370 مليار دولار من حوافز الطاقة النظيفة التي تهدف إلى خفض استخدام غازات الاحتباس الحراري الضارة. فيما نشر موقع “البيت الأبيض” أن الرئيس جو بايدن سيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والثنائية ذات الاهتمام المشترك.
بينما ركز معهد “التحرير” لسياسة الشرق الأوسط، بواشنطن على قضية إدماج الشباب في قضايا تغير المناخ ودعوته في مقال تحليلي لدعم تنمية المهارات والتمكين من خلال المعرفة والتعلم النشط، حيث من شأن هذه السياسات أن تساعد في رفع الإمكانات لضمان التخفيف الشامل والتكيف مع تغير المناخ.
كما نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريرًا عن إطلاق مصر مبادرة تسمى “الاستجابات المناخية والحفاظ على السلام” يوم السبت 12 نوفمبر وذلك لمعالجة الأبعاد الأمنية لتغير المناخ والمخاطر المحتملة التي قد تقوض جهود تحقيق السلام والاستقرار الاجتماعي. كذلك نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن وكالة AP الأمريكية أن نشطاء المناخ حققوا انتصارًا كبيرًا في قمة COP27 بإدراج ذوي الاحتياجات الخاصة والمنظمات المعنية بحقوقهم بصفة رسمية في المؤتمر كمشاركين لأول مرة.
واهتمت الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية بلقاء الرئيس السيسي ورئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” ومناقشة عدة قضايا إقليمية وثنائية شملت سد النهضة والقضية الفلسطينية وتعزيز العلاقات بين البلدين. وأكدت بيلوسي على أن مصر شريك محوري للولايات المتحدة في المنطقة وتلعب دورًا فعالًا في مكافحة الإرهـاب والفـكر المتطرف وإصلاح الخطاب الديني وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة، وفقًا لما نشرته وكالتا “سبوتنيك” و “تاس” الروسيتان.
واهتم موقع Wetter الألماني بتخصيص مصر جناح للأطفال داخل أروقة المؤتمر، وهو الأمر الذي يعد “سابقة” في مؤتمرات المناخ، وكذلك بإدراج بند التعويضات عن الخسائر والأضرار لأول مرة على أجندة أي قمة لمؤتمر الأطراف. وأبرز موقع Vegconomist الألماني أهمية زيادة الوعي حول احتياج نظام الغذاء والزراعة الآن إلى التغيير من أجل مكافحة أزمة المناخ بشكل فعال.
وأكدت مجلة “MagazineLuxusPlus” الفرنسية في تقرير لها أن مصر في قلب قضايا المناخ، فبعيدًا عن أنها الدولة المضيفة لنسخة هذا العام من مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف، وأنها تمثل القارة الإفريقية بأكملها، إلا أنها تعاني أيضًا من التأثيرات المناخية، فمصر تعد من أكثر الدول تضررًا وضعفًا في مواجهة تغير المناخ، فهي تواجه تحديًا أساسيًا وهو “المياه”، فبحلول عام 2100، يقدر الخبراء أن عدد السكان سيصلون إلى 224 مليون نسمة، وأن مواردها من الماء ستنقص بشكل كبير خلال الخمسة عشر عامًا القادمة خاصة مع وجود التوترات مع إثيوبيا التي بنت سدًا ستقلل من خلاله حصتها في مياه النيل.
أما القضية الأخرى التي تعاني منها مصر وتحديدًا على جانب البحر المتوسط، حيث يعيش الملايين، وهي ارتفاع منسوب المياه، وقد يصل بحلول عام 2100 إلى 37 سم، ما يؤدي إلى اختفاء 1% من سطح البلاد، ما يعني أن مدينةالاسكندرية ستكون تراثًا تحت سطح الماء.
وأخيرًا، سلط التقرير الضوء على مشكلة الاحتباس الحراري الذي يدوره يؤدي أيضًا إلى ارتفاع منشوب سطح الماء، فذكر أنه لا يهدد السكان فحسب، بل يهدد أيضًا الزراعة الموجودة في دلتا النيل، ويمكن أن يهدد غزو المياه المالحة إلى مناسيب المياه ري المحاصيل، ولهذا، يرى التقرير أن الجفيف القياسي في شرق أفريقيا يجب أن تكون ضمن أولوليات النقاش خلال كوب 27.
أما موقع ” weltwoche” السويسري فقد ركز على مطالبة الدول النامية في تحالف مجموعة الـ 77 بمبلغ 600 مليار دولار سنويًا كتعويض لها عن الأضرار التي سببتها عوامل تغير المناخ. فيما ركز الإعلام الإيطالي علي وجود مساحة كبيرة من التعاون بين مصر وإيطاليا في استثمارات كثيرة نظرًا لأن البلدين محوران رئيسيان في البحر المتوسط ولما تمتلكه مصر من موقع متميز، وفقًا لما نشره موقع “Formiche” الإيطالي.
فيما اهتم الإعلام الروسي بقيام محافظة جنوب سيناء بتفعيل بند الإعفاء الضريبي للأجانب المشاركين في أعمال المؤتمر وفق النموذج الدولي بطريقة مرنة تمكنهم من استرداد ضريبة القيمة المضافة على المشتريات لدي المغادرة، وفق ما أورده موقع اتحاد الشركات السياحية الروسية.
وأبرز الإعلام اليوناني توقيع اتفاقية تعاون بين وزيري المالية في مصر واليونان على هامش أعمال القمة، حيث قال وزير المالية اليوناني ” “خريستوس ستايكوراس” إن وزراء المالية مدعوون إلى لعب دور حاسم في تعزيز السياسات نحو إعادة توجيه التمويل المناسب بشكل فعال وفي الوقت المناسب للتكيف مع تغير المناخ، وفقًا لما نشرته صحيفة News Beast اليونانية.
وأبرز وكالات الأنباء الآسيوية أعمال قمة المناخ المنعقدة بشرم الشيخ، حيث أبرزت وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء تعهد مجموعة التنسيق العربية بحضور وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط بتوفير تمويلات بقيمة 24 مليار دولار حتى عام 2030 لدعم “أجندة تمويل المناخ.
واهتمت صحيفة “الشعب الصينية” بدعوة الرئيس السيسي للدول الغنية بالوفاء بالتزاماتها لدعم البلدان النامية في التصدي لتغير المناخ. فيما أورد موقع التليفزيون الياباني NHK إعلان مصر عن خطة عمل لدعم حياة 4 مليارات شخص معرضين لمخاطر المناخ مثل الجفاف ونقص الغذاء.
كما اهتم الإعلام الأسترالي بدعوة النشطاء الأفارقة في قمة المناخ للأمم المتحدة COP27 إلى وضع حد لتوسع الوقود الأحفوري في القارة، وفقًا لما نشرته صحيفة Canberra Times. ، وأبرز موقع “راديو تايوان الدولي” RTI تطلع مصر إلى تلبية بعض أولوياتها المتعلقة بالتغير المناخي وترسيخ مكانتها كقوة إقليمية في إفريقيا والشرق الأوسط خلال أعمال قمة COP27، فيما امتدحت صحيفة The Nation الباكستانية التنظيم المصري المتميز لأعمال قمة المناخ.
واهتمت وسائل الإعلام والصحف الأفريقية بأعمال القمة، حيث اهتمت صحيفة Business Day النيجيرية بإطلاق مصر جدول أعمال شرم الشيخ للتكيف مع عوامل تغير المناخ لتعزيز القدرة على الصمود لأربعة مليارات شخص الأكثر عرضة لعوامل تغير المناخ بحلول عام 2030. كما اهتمت وكالة الأنباء الأنجولية بتأكيد نائبة رئيس أنجولا على التزام بلادها بتنويع مصفوفة الطاقة عبر التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتنفيذ مجمعات صناعية صديقة للبيئة.
وذكرت صحيفة African Business أن وزير الخارجية البحريني الدكتور “عبد اللطيف بن راشد الزياني” أشاد بالنجاح الكبير الذي حققته جمهورية مصر العربية في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 وقمة مبادرة الشرق الأوسط الخضراء في دورتها الثانية. وتقدم بخالص التهاني لمملكة البحرين وتقديرها لمصر على استضافة المؤتمر والاهتمام الكبير الذي أولته لوفد المملكة وجميع المشاركين، متمنيًا لهم المزيد من التوفيق والنجاح. وأشاد وزير الخارجية بالمشاركة المثمرة لصاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وأضاف أن المملكة تتطلع لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة COP28 في نوفمبر 2023.
وبالنسبة لإعلام غانا والكونغو الديمقراطية وتوجو وليبيريا، فقد ركز على مطالبة ممثلي تلك البلاد بتوفير الدعم المادي المطلوب لهم ولأفريقيا بشكل عام من أجل التصدي لعوامل تغير المناخ، وعرض مشروعات الدول في هذا الصدد. فيما اهتمت صحيفة Informante بناميبيا بعرض تجربة البلاد في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر من أجل التحول التدريجي للطاقة النظيفة.
وركز موقع الرئاسة بكوت ديفوار على دعوة نائب رئيس الجمهورية الإيفواري على جعل عام 2022 عامًا أفريقيًا للأمن الغذائي وكذلك مشاركته في عدة اجتماعات لتسريع تكيف أفريقيا مع تغير المناخ والتمويل المبتكر للمناخ.
وقامت وسائل الإعلام والصحف العربية بتغطية واسعة لأعمال قمة COP27، حيث اهتم الإعلام الإماراتي بالمحادثات الموسعة التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي”، وفقًا لما نشرته مواقع “سكاي نيوز عربية” و”24 الإخباري”، و”شبكة العين الإخبارية”.
وتناولت صحيفة “الاتحاد” الإماراتية اللقاء الذي جمع وزير الخارجية، رئيس الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “كوب 27” “سامح شكري” و”جون كيري” المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ الخميس 10 نوفمبر حول أهم عناصر الموقف الأمريكي تجاه قضية تغير المناخ.
كما اهتمت وسائل الإعلام السعودية بزيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لمصر للمشاركة في أعمال مؤتمر المناخ، وفقًا لتقرير “قناة الشرق” السعودية، التي اهتمت أيضًا عبر موقعها “الشرق بلومبرج” بإعلان المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا “باديا” اعتزامه تخصيص ما لا يقل عن ملياري دولار كتمويلات للدول الأفريقية لمواجهة التغيرات المناخية. فيما اهتم موقع “المغرب اليوم” بتوقيع مصر والمغرب مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات الطاقة المتجددة وإدارة المخلفات.
فيما نشرت مواقع “وكالة الأنباء الكوبية “برنسا لاتينا”، وصحيفة ABC الصادرة في باراجواي، وموقع “Infobae” الأرجنتيني تقارير إخبارية عن زيارة الرئيس الأمريكي لمصر والتركيز في خطابه علي الترويج لخطته المناخية عبر عرض حزمة الاستثمارات الخضراء، الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة بقيمة تناهز 370 مليار دولار.
وذكرت صحيفة Dialogo China أن رؤساء ووزراء البيئة في أمريكا اللاتينية قاموا باستغلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 للدعوة إلى مزيد من التوافق الإقليمي بشأن سياسة المناخ، كإعلان مشترك يحدد مواقف موحدة للمنطقة. وقدمت مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إعلانًا مشتركًا يوضح بالتفصيل الأهداف المشتركة للقمة والعمل المناخي بشكل عام، وشدد الإعلان على الحاجة إلى التمويل وتعزيز دور مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي في مفاوضات المناخ. كما سلط الضوء على الحاجة إلى توفير قدر أكبر من الموارد العامة من قبل البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، كما وجه دعوات لتشجيع تطوير أدوات تمويل المناخ المبتكرة، مثل السندات السيادية.
ورحبت سوزانا محمد، وزيرة البيئة الكولومبية، بإصدار الإعلان، مضيفة أن أمريكا اللاتينية تريد أن تصبح كتلة تفاوضية على أساس بعض القضايا المشتركة مثل التمويل ومقايضات الديون، قائلة: “علينا أن نتحد حتى لو كانت لدينا خلافات”.



