“الحرب التجارية الأمريكية الصينية” في الصحافة الدولية
بثت وكالة (بلومبرج) (Bloomberg) مقالًا تنبأت فيه بعدم تراجع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن التعريفات الجمركية الجديدة التي تبلغ قيمتها أكثر من 110 مليارات دولار من الواردات الصينية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الأحد.
وألقى باللائمة على الشركات الأمريكية لعدم قدرتها على التعامل مع سياسة تجارية قال إنها تهدف إلى كبح جماح السياسات التجارية “غير العادل”. لبعض اللاعبين الدوليين. بالإضافة إلى استهدافه الفيدرالي الأمريكي من جديد حيث كتب على تويتر “ليس لدينا مُشكلة تعريفات، لكن لدينا مشكلة في إدارة السياسة النقدية”. ومن المُقرر أن تبدأ الولايات المتحدة تعريفة بنسبة 15 ٪ على حوالي 110 مليار دولار من الملابس والأحذية والواردات الصينية الأخرى يوم الأحد.
أما وكالة رويترز للأنباء (Reuters) فقد ركزت على تصريحات الحكومة الصينية التي أعلنت خلالها أن فرق التفاوض الأمريكية الصينية تُحافظ على تواصل فعال من أجل مُحاولة وضع حد لحرب التعريفات الجُمركية المتبادلة بينهما وذلك قبل 48 ساعة من دخول أخر جولة من هذه التعريفات حيز النفاذ يوم الأحد.
من جانبه اهتم موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) (BBC) بتصريحات الرئيس ترامب التي أعلن فيها أن الولايات المتحدة والصين ستستأنفان “قريبًا جدًا” محادثات التجارة بعد أسبوع من التوتر المتصاعد مع بكين. وقال “اتصلت الصين الليلة الماضية، لذلك سنعود إلى الطاولة”. في أعلنت الحكومة الصينية إنها لا تعلم عن أي مكالمة هاتفية حديثة مع الولايات المتحدة بشأن التجارة.
وتعليقًا على هذا التناقض نشر موقع شبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن)(CNN) تقريرًا مفاده أن ما أثاره ترامب من تفاؤل هذا الأسبوع حول إمكانية حل الحرب التجارية، بعد أن أعلن إنه تلقى مكالمات من مسؤولين صينيين يقولون إنهم يريدون استئناف المحادثات، غير صحيح على الإطلاق. وعلى الرغم من إصرار ترامب ووزير الخزانة ستيفن منوشين على وجود “اتصالات”، أفاد مساعدون لهما من القطاع الخاص بأن المكالمات الهاتفية التي وصفها ترامب لم تحدث.
وبدلاً من ذلك، قال اثنان من المسؤولين إن ترامب اختلق ذلك ليُحفز الأسواق ويدفع المُستثمرين إلى التفاؤل، وذلك بخلطه تعليقات نائب رئيس مجلس الدولة الصيني مع التواصل المباشر من الصينيين.
انعكاسات الحرب على الاقتصاد الأمريكي
القطاعات الأمريكية الاقتصادية الرئيسية تُعاني بسبب الحرب
نشر موقع (Business Insider) تقريرًا أن استمرار الحرب التجارية التي تدور رحاها لأكثر من عام، حرض القطاعات الرئيسية للاقتصاد الأمريكي على الرد على الرئيس، جميع القطاعات تُعان إن الحرب التجارية كانت مدمرة. ففي أحدث أرقام الناتج المحلي الإجمالي التي صدرت يوم الخميس، اتضح ارتفاع الناتج المحلي بنسبة 2٪ في الأشهر الثلاثة من أبريل إلى يونيو. وبالمثل، نما العجز التجاري الأمريكي في الربع الأخير – وكلاهما علامة على الخسائر التي خلفتها الحرب التجارية على الاقتصاد الأمريكي. والآن تنتقد قطاعات كبيرة من الاقتصاد الأمريكي الرئيس وسياساته، بما في ذلك في مناطق الناخبين الرئيسية التي تعهد ترامب بالمساعدة خلال رئاسته، مثل التصنيع والزراعة، واستعرض التقرير النقد الموجه من كل قطاع على حدة.
تعويضات للقطاع الزراعي الأمريكي
نشرت وكالة (بلومبرج) (Bloomberg) تقريرًا عن تلقى المزارعون الأمريكيون مبالغ قدرها 19.5 مليار دولار من المساعدات الحكومية المباشرة هذا العام، وهي أكبر نسبة منذ عام 2005، وفقًا للتوقعات. لا يشمل ذلك مبلغًا إضافيًا قدره 10.5 مليار دولار من مدفوعات تأمين المحاصيل المدعومة من الحكومة الفيدرالية لهذا العام. بناء عليه توقعت إدارة ترامب إن أداء القطاع الزراعي سيكون أفضل مما كان متوقعًا في السابق، حيث يتوقع أن ترتفع الأرباح بنسبة 5٪ هذا العام بسبب هذه المساعدات التجارية المُقدمة من الرئيس والمدفوعات للمزارعين الذين لم يتمكنوا من زراعة محاصيلهم. حيث توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن صافي دخل القطاع الزراعي هذا العام سيصل إلى 88 مليار دولار، ارتفاعًا من 84 مليار دولار في العام الماضي. وقال “جيفري هوبكينز”، الاقتصادي الذي أشرف على التوقعات، إن هذه صورة مالية أكثر وضوحًا للمزارعين مقارنة بالتقديرات السابقة، التي لم تأخذ في تقديرها مستوى المساعدات التي سيقدمها “ترامب” للتعويض عن المبيعات انخفاض المبيعات للصين.
انخفاض معنويات المُستهلكين الأمريكيين
نشر موقع (Market Watch) تقريرًا عن انخفاض مقياس كيفية نظر الأمريكيين إلى قوة الاقتصاد إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات تقريبًا، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن الحرب التجارية الأمريكية مع الصين والتي أدت إلى ارتفاع التعريفات الجمركية. إذ أعلنت جامعة ميشيغان يوم الجمعة إن المسح النهائي لمعنويات المستهلكين انخفض إلى 89.8 في أغسطس من تقدير مبكر بلغ 92.3 وقراءة 98.4 في يوليو، وهو أدنى تقدير منذ أكتوبر 2016.
انعكاسات الحرب على الاقتصاد الصيني
الصين لن تلتزم بخططها لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
سلط موقع (South China Morning Post) الضوء على تصريحات “لي قاو” رئيس مكتب تغير المناخ في الصين الذي أعرب عن إن أهداف الصين لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة معرضة للخطر نتيجة للحرب التجارية مع الولايات المتحدة التي وضعت اقتصاد بكين الذي يعتمد على الفحم تحت ضغط شديد. وقال “المؤثرات الخارجية، مثل الحرب التجارية الصينية-الأمريكية، أحدثت آثارًا سلبية ورفعت حالة عدم اليقين للاقتصاد العالمي، مما جعل من الصعب على الصين الاستمرار في خططها لمنع تغير المناخ”. كما أضاف “لدينا ثقة في الوفاء بالتزام (انبعاثات الكربون) لكن التوقعات المتفائلة للغاية لن تتناسب مع الوضع الفعلي للصين والمؤثرات الخارجية التي تواجهها”.