
الشباب في مواجهة الشائعات.. أبرز ما جاء في الجلسة الأولى لمؤتمر “الشباب بين تنمية الوعي ومواجهة الشائعات”
تناولت الجلسة الأولى لمؤتمر “الشباب بين تنمية الوعي ومواجهة الشائعات” الذي يُعقد تحت رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء وبالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة والمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية؛ عنوان: “الشباب في مواجهة الشائعات”. أدارها الدكتور صبحي عسيلة رئيس وحدة دراسات الرأي العام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وشملت حديثًا للدكتور جمال عبد الجواد مستشار المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حول الشائعات وتماسك المجتمع، والكاتب الصحفي الأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام والدكتور محمد الباز الإعلامي ورئيس مجلس إدارة جريدة الدستور حول الإعلام ومواجهة الشائعات. أما الدكتورة نعايم سعد زغلول رئيس المركز الإعلامي بمجلس الوزراء فتحدثت عن جهود التصدي للشائعات، والأب/ بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما يتحدث حول الثقافة ومواجهة الشائعات.
قال الدكتور جمال عبد الجواد مستشار ومدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إنه مع ثورة المعلومات أصبحت مسألة التصدي للشائعات في غاية الصعوبة، مشيرًا إلى أن القناعات والمعارف والأفكار أصبحت هي السلع محل التنافس والصراع، فالشائعات الآن تستهدف تقويض السردية الوطنية المصرية، وتمزيق وحدة نسيجها الاجتماعي والوطني والسياسي، وذلك من خلال استخدام المعرفة المغلوطة واصطناع المعلومات. مضيفًا أن العالم دخل مرحلة ترويج المعارف المغلوطة والمزيفة بشكل أكثر فاعلية من أي مرحلة سابقة في التاريخ، فالحروب على العقول ليست حروبًا حديثة، وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق الشباب. مشددًا على ضرورة التوجه لمساعدة الشباب من خلال رفع الوعي والفهم.
فيما قال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأهرام الأستاذ علاء ثابت إن الوعي هو أهم حائط لصد الشائعات، وتلعب الصحف المصرية دورًا مهمًا في التصدي للشائعات والتمييز بين الحقيقة والكذب. لافتًا إلى أن مؤسسة الأهرام لديها 4 مبادئ أساسية للتعامل لفرز وتمييز الخبر الصحيح وغير الصحيح، وهي الصدق والتحقق من الخبر وعدم إضافة أي شيء يضر به وتقديم الشكل النهائي للخبر كحقيقة للقراء، مشيرًا إلى أن الأهرام تقدم حاليًا أخبارها من خلال الصحيفة الورقية ومنصات التواصل الاجتماعي والخدمات الرقمية.
وأضاف أن العاملين بالصحافة يواجهون مهامًا صعبة في مسألة فرز الأخبار في ظل انتشار الشائعات، لما يمثله من مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم. ويتم التعامل مع أي خبر يوضع في دائرة الشك من خلال التأكد من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، مؤكدًا أن الشائعات تظهر في حالة عدم وجود معلومة وتنتشر بشكل سريع للغاية بسبب التكنولوجيا الحديثة، ومن أحد المهام الأساسية للصحف توفير المعلومة وتوصيلها بكافة الطرق للجمهور، مطالبًا بضرورة الاهتمام بالابتكار ودعم الأبحاث المخصصة لمواجهة الشائعات.
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز عن اعتقاده بأننا في مصر لم نقم بتشخيص جيد للواقع الذي نعاني منه، وهذا بسبب أساسي وهو الإصرار الدائم على استخدام الأساليب التقليدية لمعالجة ملفات مستحدثة، مؤكدًا ضرورة التعامل مع الشائعة على أنها اداة، فقد ظهر واقع جديد بعد ثورة 30 يونيو، ممثل في جماعة تستهدف إسقاط الدولة المصرية. مضيفًا أن من خططوا لمهاجمة الدولة المصرية عبر الشائعات، خططوا أيضًا لمهاجمة الإعلام لمنعه من الرد على هذه الشائعات.
وفيما يتعلق بعلاقة نشر المعلومات بتقليل الشائعات، رأى أنه لا علاقة مباشرة بين الأمرين، فنشر المعلومات مهم لتثبيت الآراء المؤيدة واستقطاب الموجودين في الدائرة الرمادية، لكن ستظل الشائعات متاحة لأنها تمثل سلاحًا من أسلحة المناهضين للدولة المصرية. مختتمًا حديثه بالإقرار بأنه ليس كل ما نواجهه في مصر شائعات، في بعض الأحيان نواجه حقائق تحتوي على بعض الأخطاء التي تشوب اداء الحكومة، لكن يتم تشويهها بشكل كبير وتضخيمها كي تخدم أهداف المروجين لها، لذا تبدو الحاجة ماسة إلى أن نكون صريحين محذرًا من أن المجتمع المصري أصبح على حافة التفكك، وهناك العديد من الناس غافلون عن هذا الواقع.
وحول دور الثقافة في رفع الوعي، أوضح الأب/ بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما أنه يجب على جميع مؤسسات الدولة أن تتكاتف للتصدي للشائعات بمشاركة الشباب والأسرة ودور العبادة والإعلام والفن ووزارتي التربية والتعليم والثقافة، مشددًا على ضرورة تعظيم دور الشباب من خلال التعاون معهم وجعلهم يشعرون بقيمتهم وأهمية دورهم لتغيير ما توجهه البلاد من سلبيان. مضيفًا أنه على الدولة استغلال شبابها للتصدي للشائعات والرد عليها بإسناد هذا الدور المهم إليهم، فهم يمتلكون الوعي الكافي للتغير، ولكنه في نفس الوقت يحتاج إلى دعم. مشددًا على أن للقوة الناعمة دور مهم للحفاظ على الهوية والسردية المصرية، فالقائمون على الفن مسؤولون عن رفعة المجتمع المصري ورقيه.
وفي الختام، تحدثت الدكتورة نعايم سعد زغلول، رئيسة المركز الإعلامي بمجلس الوزراء، موضحة أن أغلب الشائعات يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لعدم وجود رقابة عليها. مفيدة أن أغلب الشائعات تتمحور حول تشكيك المواطنين وهز ثقتهم بالحكومة، وتشويه دور الدولة والمشروعات القومية، والمبالغة والتضخيم في الأخبار، ومن خلال حسابات وهمية للمسؤولين، واجتزاء الحقائق.
وأضافت أن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يحاول نشر ثقافة توثيق المعلومة، مشيرة إلى أن التكنولوجيا الحديثة أسهمت في انتشار وتفعيل ونشر الشائعات التي يزيد انتشارها بشكل مطرد خلال الأزمات، مؤكدة أن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أصبح لديه من الخبرة ما يجعله يتوقع الشائعات المستقبلية والرد عليها من خلال تكثيف نشر معلومات حيادية وصحيحة حول الموضوع.