
كفاح المرأة المصرية: أنيسة حسونة محاربة السرطان ورائدة العمل الخيري
فقدت مصر نموذجًا فريدًا للمرأة المصرية المحاربة، وهي الدكتورة أنيسة حسونة التي توفيت اليوم الأحد 13 مارس 2022، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد معركة شرسة مع مرض السرطان. وذلك عقب أيام قليلة من تكريمها من السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، على هامش احتفالية اليوم العالمي للمرأة 2022 وكأنها تودع أحباءها في ظهور أخير لها، خاتمةً رحلة كفاحها بتكريم الدولة لها، وهذا ما صرحت به الراحلة عبر كلمات مؤثرة “لما بلدك تطبطب على كتفك وتقولك شكرا على مجهوداتك حتطلب إيه أكثر من كده.. يشرفني ويسعدني إخباركم أنه قد تم تكريمي اليوم من السيدة انتصار السيسي حرم الرئيس بوصفي الرئيس التنفيذي لمستشفى الناس للأطفال ربنا دائما في أحلك الظروف وأصعب الأوقات يبعث للمرء هدايا السماء لتضيء له الطريق”.
من هي أنيسة حسونة؟
أنيسة حسونة هي كاتبة وباحثة سياسية من مواليد القاهرة 22 يناير 1953، وهي الرئيسة التنفيذية لمستشفى الناس للأطفال منذ فبراير 2020، حصلت على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبدأت عملها بالسلك السياسي حين شغلت منصب الملحق الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، ثم عملت في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، وتولت منصب المدير العام لمنتدى مصر الاقتصادي الدولي بين 2007 و2009.
عملت أنيسة حسونة أيضًا محاضِرة بالمعهد الدبلوماسي لدى “وزارة الخارجية المصرية”، و”المعهد المصرفي المصري”، وشغلت منصب أمينة الصندوق في المجلس المصري للشؤون الخارجية، وعضوية المجلس التنفيذي لجمعية “الباجواش للعلوم والشؤون الدولية” وهي المنظمة الحاصلة على جائزة نوبل لعام 1995.
وتقلدت أنيسة حسونة منصب المديرة التنفيذية في “مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب” من عام 2009- 2015. وشغلت عضوية “مجلس النواب المصري” بين 2015-2020، وتولت منصب أمينة صندوق المجلس الاستشاري للمؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
وكذلك، شغلت الراحلة أنيسة حسونة عضوية الهيئة الاستشارية في مؤسسة “الفكر العربي” ببيروت، والمجلس الاستشاري “لمنتدى البدائل”، والغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، ورئاسة مجلس أمناء “مؤسسة مصر المتنورة”. ونتيجة دعمها لقيم المواطنة وحرية التعبير وحقوق المرأة، أسست منظمة “نساء من أجل السلام عبر العالم” في سويسرا. ويعد إدراجاها في قائمة “أقوى امرأة عربية” عام 2014 من قبل مجلة CEO نقطة فاصلة في مشوارها الداعم للحريات وقيم المواطنة والمساواة.
ولدى الراحلة أنيسة حسونة مؤلفات عدة، فقد شاركت بتأليف كتاب “بدون سابق انذار: قصتي مع السرطان” عام 2017. وكتاب ما بعد الربيع العربي، الصراع والتعاون في الشرق الأوسط، كما قامت بكتابة مقالات رأي في عدد من الإصدارات الصحفية، ومن أشهر مقالاتها: دليل المرأة الذكية إلى الكوتا النسائية، ولو لم تكن مصريًا، فماذا تود أن تكون؟ والمصريون من التلاحم إلى التزاحم، ومذكرات برلمانية مستجدة، وانطباعات برلمانية.
تفاؤل حتى الموت
أعلنت الدكتورة أنيسة حسونة إصابتها بمرض السرطان عام 2016، ولم تتخل عن الأمل مطلقًا، بل بدأت في الظهور في العديد من البرامج التليفزيونية للتحدث عن معاناتها مع المرض، وتشجيع السيدات على القيام بالفحص المبكر للأورام.
وفي عام 2017 أعلنت تجاوز الأزمة، وقد عادت لمزاولة أعمالها مرة أخرى، لكن ما لبث أن عاد المرض مرة أخرى بسبب تطوره السريع، وخلال تلك المدة أجرت جراحتين كبيرتين. وقد أعلنت الراحلة أنها للمرة الثالثة بدأت في العلاج الكيميائي، وللأسف لم تستجب حالتها للعلاج. وهو ما أثَّر على المخ، واضطرت إلى تناول أدوية تحد من حركتها الجسمانية، مما أدى الي استعانتها بكرسي متحرك للمساعدة على الحركة.
ورغم تلك الآلام، لم يمنعها مرضها عن أداء واجباتها، بمزاولة نشاطها كرئيسة تنفيذية لمستشفى الناس من جانب، وحرصها على القيام بمسؤولياتها التوعوية ضد مرض السرطان من جانب آخر، وكانت كلماتها المفضلة هي” الرضا لمن يرضى وتقبل المكتوب من المولى حق، النهاردة وحش بكرة هيبقى أحلى، وربنا اللي خالقنا وهو القادر على تبديل الأحوال“
تكريم الراحلة الدكتورة أنيسة
كتبت، حسونة عبر حسابها الرسمي، بعد تكريمها على هامش احتفالية اليوم العالمي للمرأة “أفخر بتكريمي أمس من حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي السيدة انتصار السيسي في احتفالية خاصة لتكريم المرأة المصرية في يومها العالمي من تنظيم المجلس القومي للمرأة بقيادة الدكتورة مايا مرسي، وأتوجه بصفتي الرئيس التنفيذي لـ مستشفى الناس للأطفال، التي تعالج الأطفال 100% بالمجان بخالص الشكر لسيادتها على دعمها للمرأة المصرية ومساندتها للوصول إلى أعلى المراتب”.
وكانت “أنيسة حسونة” من أهم الداعمين للمرأة المصرية، حيث عقّبت في حوار لها منذ أيام، أن المرأة تشهد عصرها الذهبي في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يسعى إلى تمكينها في كافة القطاعات، لافتًة إلى أن أكثر ما أسعدها هو جلوس المرأة على منصة القضاء كونها كانت تطالب بذلك، وتابعت:”مكنتش مصدقة أن هناك يوم سيأتي وتجلس المرأة على منصة القضاء”، مؤكدة على ضرورة تدريب الرجال على حقوق المرأة. وعلى الرغم من رحيل الدكتورة أنيسة حسونة إلا أنها تظل أيقونة للنجاح ورائدة للعمل الخيري والتطوعي.
باحثة ببرنامج السياسات العامة