مكافحة الإرهاب

قراءة في مؤشر الإرهاب العالمي 2022 (1).. السياقات المحفزة والجماعات الأكثر فتكًا

أصدر معهد الاقتصاد والسلام الدولي النسخة التاسعة من مؤشر الإرهاب العالمي الذي يقدم ملخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة للإرهاب خلال عام 2021، ويحلل عددًا من الجوانب الحيوية للإرهاب مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يحدث فيها، وكيف يتغير الإرهاب بمرور الوقت، والدوافع الجيوسياسية والأهداف الأيديولوجية للجماعات الإرهابية والاستراتيجيات التي يستخدمها الإرهابيون. وفي هذا الصدد، نقدم في سلسلة من الموضوعات قراءة تفصيلية لمضمون نسخته الأخيرة المنشورة بتاريخ 1 مارس 2022.

حصيلة العمليات الإرهابية خلال عام 2021

أشار التقرير إلى أن العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال عام 2021، انخفض بنسبة 1.2% ليصل إلى 7142 حالة وفاة (سجلت 25 دولة انخفاضًا في الوفيات الناجمة عن الإرهاب، بينما سجلت 21 دولة زيادات، ولم تسجل 117 دولة أي تغيير في عدد الوفيات، ونحو 105 دولة لم تسجل أي حوادث إرهابية). وهذه هي السنة الرابعة على التوالي التي تظل فيها الوفيات الناجمة عن الإرهاب ثابتة إلى حد ما. ومع ذلك، كان هناك انخفاض بنسبة 33% منذ الذروة في عام 2015 عندما قُتل 10699 شخصًا في الهجمات الإرهابية. وأرجع التقرير انخفاض إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال العام الماضي إلى انخفاض حدة الصراع في الشرق الأوسط، وما تلاه من تراجع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا. 

سجّل التقرير زيادة في عدد الوفيات في ثلاث من المناطق التسع هي “آسيا والمحيط الهادئ” و”أمريكا الشمالية” و”جنوب آسيا”، والتي زادت بنسبة 303 %و66% و8% على التوالي. ولكن على الرغم من انخفاض الوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال العام الماضي، إلا أن عدد الهجمات الإرهابية ارتفع من 4458 في عام 2020 إلى 5226 في عام 2021، بزيادة قدرها 17% عن أكبر عدد من الهجمات المسجلة منذ عام 2007. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العنف في منطقة الساحل، وعدم الاستقرار في دول مثل أفغانستان وميانمار. 

ورغم وجود تحسن كبير في نيجيريا وإفريقيا جنوب الصحراء، شهدت منطقة الساحل بشكل عام تدهورًا ملحوظًا؛ إذ سجلت كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر زيادات كبيرة في وفيات الإرهاب في عام 2021، فضلًا عن أن ستة من البلدان الثمانية في منطقة الساحل هي من بين الدول العشر الأكثر تأثرا بالإرهاب في أفريقيا جنوب الصحراء.

وعلى الرغم من أن عدد الوفيات بسبب الإرهاب ظل ثابتًا إلى حد ما خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أنه لا يزال يمثل تهديدًا عالميًا كبيرًا؛ إذ لا يزال عدد حوادث الإرهاب أعلى بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمن، في حين كانت هناك زيادة طفيفة في عدد البلدان التي تعاني من الإرهاب، من 43 في عام 2020 إلى 44 في عام 2021.

وذكر التقرير أن دولتي موزمبيق ونيجيريا شهدتا أكبر هبوطين في إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال عام 2021؛ ففي موزمبيق ارتفعت الوفيات في عام 2020 بنسبة 48%، قبل أن تنخفض بنسبة 82% في عام 2021. وأرجع التقرير ذلك إلى الانخفاض الملحوظ في الوفيات المنسوبة إلى داعش كنتيجة لنجاح تدابير مكافحة الإرهاب التي اتخذتها القوات الموزمبيقية بالاشتراك مع رواندا والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي.

وفي نيجيريا، انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 51% في عام 2021، بعد ثلاث سنوات من الزيادات المتتالية. وأوعز التقرير هذا الأمر إلى انخفاض عدد الوفيات المنسوبة إلى بوكو حرام والدولة الإسلامية في مقاطعة غرب إفريقيا، لا سيما في منطقة بورنو؛ إذ انخفض عدد الوفيات بنسبة 71 %. وتفوقت ولاية داعش غرب إفريقيا على جماعة بوكو حرام بوصفها المجموعة الإرهابية الأكثر دموية في نيجيريا في عام 2021، ومع وجودها المتزايد في البلدان المجاورة مثل مالي والكاميرون والنيجر، فإنها تمثل تهديدًا كبيرًا لمنطقة الساحل، بالتزامن مع سقوط جماعة بوكو حرام بعد وفاة زعيمها أبو بكر شيكاو في مايو 2021، وما تلاه من انشقاق أتباعه لصالح مجموعات إرهابية أخري مثل ولاية داعش في غرب إفريقيا.

وشهدت سوريا ثالث أكبر انخفاض إجمالي في الوفيات؛ إذ تراجعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بمقدار الثلث في عام 2021 إلى 488 حالة وفاة. ويمكن إيعاز الانخفاض في الوفيات المرتبطة بالإرهاب في سوريا إلى الهزائم التي عانى منها تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2019، بعد طرد التنظيم من جميع مناطقه في المنطقة. ولكم على الرغم من ذلك، لا يزال تنظيم داعش يُشكل قوة فاعلة على الأراضي السورية.

وفى مقابل انخفاض أعداد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في بعض الدول، شهدت دول أخرى ارتفاعًا ملحوظًا، وجاءت في مقدمتها دولة ميانمار؛ إذ ارتفع عدد القتلى من 24 في عام 2020 إلى 521 في عام 2021. وكانت هذه الزيادة الكبيرة مدفوعة في الغالب بعدم الاستقرار السياسي المستمر، والاحتجاجات واسعة النطاق التي بدأت مع الانقلاب العسكري في فبراير 2021؛ إذ كانت الجماعات المسلحة المناهضة للمجلس العسكري مسؤولة عن أكثر من نصف الوفيات الإرهابية في ميانمار في عام 2021. ووقعت غالبية الوفيات خلال الهجمات التي استهدفت أفراد الحكومة والجيش.

وسجلت النيجر ثاني أكبر زيادة في عام 2021، فبينما ظل عدد الهجمات ثابتًا بين عامي 2020 و2021، ارتفع عدد الوفيات بسبب الإرهاب بنسبة 129% إلى 588 حالة وفاة، مما يشير إلى زيادة فتك الهجمات التي نفذتها الجماعات الإرهابية؛ ففي عام 2021، تسببت الهجمات في متوسط 7.9 حالة وفاة لكل هجوم، مقارنة بـ 3.8 في عام 2020. وهذا يثير قلقًا خاصًا ويسلط الضوء على التطور المتزايد والقدرات التنظيمية لتنظيم ولاية داعش غرب إفريقيا.

تداعيات جائحة فيروس كورونا على النشاط الإرهابي

منذ إعلان منظمة الصحة العالمية في مارس 2020 عن تفشي جائحة فيروس كورونا، كان من المتوقع ارتفاع معدلات الإرهاب. ولكن يشير التقرير إلى أن الوباء كان له تأثير ضئيل جدًا على الإرهاب في عامي 2020 و2021. وفي المقابل كان للجائحة تداعيات سلبية على جهود مكافحة الإرهاب، نستعرضها على النحو التالي:

• تراجع أولوية مكافحة الإرهاب: إذ لا تزال زيادة العجز الحكومي   الناجمة عن زيادة الإنفاق العام أثناء الوباء تؤثر على ميزانيات مكافحة الإرهاب. علاوة على أن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا على البلدان التي تعاني من الضعف بالفعل قد يزيد من الإحباط لدي الحكومات، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية الحالية، وربما يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات المدنية.

• توظيف القيود المتبعة لمجابهة كورونا: إن القيود التي فرضتها الدول الغربية على حرية التنقل والتجمعات العامة والسفر لمواجهة تفشي فيروس كورونا ساعدت في تعزيز حالة الغضب الشعبي العام نحو قيود الإغلاق والتطعيمات الإجبارية. وقد سعت الجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعات اليمين المتطرف إلى الاستفادة من الآثار الثانوية التي أحدثها الوباء، مثل: العزلة، وزيادة النشاط عبر الإنترنت، والاستياء من اللقاحات والإغلاق؛ في تغذية خطاب الكراهية العنصري، وبث المزيد من الدعاية الأيديولوجية المتطرفة بهدف تضخيم الغضب وخيبة الأمل، ومن ثم استقطاب المزيد من العناصر.

• استغلال المظالم الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالوباء: نجحت الجماعات الإرهابية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل في استغلال المظالم المحلية المتعلقة بالحوكمة والظروف الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما في شمال ووسط مالي لتعزيز عمليات التجنيد. وحذر التقرير من أن الانقلابات الأخيرة في منطقة الساحل، بما في ذلك مالي، لا تبشر بالخير للاستقرار في المستقبل.

وأشار التقرير إلى أن تضرر الاقتصادات الأفريقية بشكل كبير من الوباء أثر على قدرة البلدان الأفريقية، لا سيما في منطقة الساحل، على تصميم وتمويل استراتيجيات مكافحة الإرهاب. فضلًا عن أن إعلان الحكومة الفرنسية أن عملية برخان ستنتهي في أوائل العام الجاري سيوفر بشكل شبه مؤكد للجماعات الإرهابية مجالًا لمواصلة كسب الدعم المحلي من خلال استغلال التوترات العرقية الحالية ووضع أنفسهم كمقدمي خدمة بديلين. وقد يكون الأمر كذلك على المدى الطويل؛ إذ قد يؤدي الوباء وعواقبه الاجتماعية والاقتصادية إلى زيادة احتمالية التهديدات الإرهابية.

• ازدياد مخاطر التطرف عبر الإنترنت: بالتوازي مع تزايد الاعتماد على الانترنت، مع فرض القيود الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالوباء في جميع انحاء العالم، تحولت الجماعات الإرهابية المتطرفة جزئيًا من “بيئة مادية” إلى “ببيئة افتراضية”؛ إذ استغلت الوباء كفرصة لنشر نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لتقويض الثقة في الحكومات وجمع المزيد من الدعم لأيديولوجيتها المتطرفة.

الجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا

كانت تنظيمات داعش وحركة الشباب المجاهدين بالصومال وحركة طالبان وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين مسؤولة عن العدد الأكبر من القتلى في عام 2021، بواقع 3364 حالة وفاة، وهو ما يمثل 47% من إجمالي الوفيات. فيما لم تُنسب 2775 حالة وفاة بسبب الإرهاب إلى أي تنظيم. وكانت ثلاث من هذه المجموعات الأربع هي الأكثر دموية خلال عام 2020، حيث حلت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين محل بوكو حرام في عام 2021. وفيما يلي قائمة الجماعات الأربع الأشد فتكًا خلال العام المذكور:

• تنظيم داعش: احتل تنظيم داعش المرتبة الأولى في قائمة الدول الأربع الأشد فتكًا على مستوى العالم خلال عام 2021؛ إذ سجل التنظيم عبر أفرعه المختلفة أكبر عدد من الهجمات والوفيات الناجمة عن الإرهاب في العام الماضي؛ بواقع 29% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم. 

وعلى الرغم من ذلك، انخفضت هجمات داعش من 837 في عام 2020 إلى 794 في عام 2021، بانخفاض قدره 5 %. وعكست الوفيات الناجمة عن التنظيم هذا الاتجاه؛ إذ انخفضت بنسبة 2% تقريبًا بين عامي 2020 و2021. ونفذ داعش هجماته في 21 دولة في عام 2021 مقارنة بـ 30 في عام 2020. وكانت الدولة الأكثر تضررًا من هجمات داعش الإرهابية هي العراق، حيث وقع 327 هجومًا في عام 2021، بانخفاض عن 353 هجومًا في عام 2020. في حين سجلت أفغانستان معظم الوفيات المرتبطة بتنظيم داعش، حيث سجلت البلاد ربع ضحايا داعش لعام 2021.

وكانت أفغانستان كذلك معقلًا للهجوم الأكثر دموية المنسوب إلى تنظيم داعش، وهو الهجوم الذي وقع في مطار كابول الدولي أثناء إجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2021، حينما فجر انتحاري عبوات ناسفة بالقرب من منطقة آبي جيت بالمطار، حيث كان المدنيون ينتظرون وضعهم في رحلات الإجلاء بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان.

أما عن التكتيكات المفضلة للتنظيم، فلا تزال الهجمات المسلحة هي التكتيك المفضل لدى داعش للعام الثالث على التوالي، تليها الهجمات التفجيرية. ففي عام 2021، كان هناك 479 هجومًا مسلحًا مقارنة بـ 414 هجومًا في العام السابق، وانخفضت الوفيات نتيجة هذه الهجمات بنسبة 12 %. وعلى العكس من ذلك، على الرغم من انخفاض الهجمات التفجيرية بين عامي 2020 و2021 من 271 إلى 240 هجومًا، فقد زادت الإصابات نتيجة هذه الهجمات بنحو 50 %. 

وقد انعكس نفس الاتجاه في عدد العمليات الانتحارية؛ ففي حين انخفض عدد الهجمات الانتحارية من 18 في عام 2020 إلى 16 في عام 2021، فقد تضاعف عدد الضحايا في عام 2021. ولا يزال الجيش هو الهدف الأكثر شيوعًا لهجمات داعش، حيث يمثل 41% من جميع هجمات داعش لعام 2021. ومع ذلك، سجل المدنيون أكبر عدد من الضحايا حيث بلغ عدد القتلى المدنيين 971 في عام 2021، بزيادة قدرها 36% مقارنة بعام 2020.

• حركة طالبان: جاءت حركة طالبان في المرتبة الثانية؛ إذ كانت الحركة مسؤولة عن 376 حالة وفاة في عام 2021، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 32% عن عام 2020 وأدنى عدد للوفيات منذ عام 2016. ووفقًا للتقرير، كان هناك انخفاض طفيف في العدد الإجمالي للهجمات الإرهابية من قبل طالبان، حيث انخفض من 242 في 2020 إلى 232 في عام 2021، وأصبحت الهجمات أقل فتكًا في العام 2021 بمتوسط ​​1.6 حالة وفاة لكل هجوم، مقارنة بـ 2.4 في عام 2020.  

وأشار التقرير إلى أنه بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، ستنخفض الوفيات الإرهابية المنسوبة إلى الحركة بشكل كبير. ومع ذلك، ليس من الواضح ما هي المستويات المستقبلية للإرهاب في أفغانستان لأن هذا سيعتمد على مدى قدرة تنظيم داعش خراسان على تعزيز نشاطه ضد حكومة طالبان. وكان للمدنيين نصيب الأسد من هجمات طالبان بواقع 47% من الهجمات و64% من القتلى. 

وبالنسبة للتكتيكات المفضلة للحركة، لا تزال المتفجرات هي السلاح المفضل لدى طالبان؛ إذ تم استخدام المتفجرات في 72% من جميع هجمات الحركة في عام 2021. ومع ذلك، فإن الهجمات المسلحة لطالبان أكثر فتكًا من الهجمات المتفجرة، حيث بلغ متوسط عدد القتلى 3.5 لكل هجوم مسلح، مقارنة بواحد لكل هجوم تفجيري في عام 2021. وانخفضت التفجيرات الانتحارية بشكل ملحوظ، فقد تم تسجيل هجوم واحد فقط دون وقوع إصابات في عام 2021، بينما في عام 2020، كانت طالبان مسؤولة عن 10 تفجيرات انتحارية أسفرت عن 55 حالة وفاة.

• حركة الشباب المجاهدين بالصومال: استمرت الوفيات الإرهابية المنسوبة إلى حركة الشباب في الانخفاض في عام 2021، إذ انخفضت بنسبة 17% عن العام السابق. ومن بين 571 حالة وفاة منسوبة إلى حركة الشباب في عام 2021، حدث 93% في الصومال، مقارنة بنسبة 6% في كينيا. وقد انخفض العدد الإجمالي للحوادث الإرهابية بمقدار 56 هجومًا إلى 303 هجومًا من عام 2020 إلى عام 2021. وأسفر أكثر من 51% من الهجمات في عام 2021 عن وفاة واحدة على الأقل، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا عن عام 2020، حيث أسفرت 81% من الهجمات عن وفاة واحدة على الأقل.

ولطالما كانت العاصمة مقديشو بؤرة النشاط الإرهابي لحركة الشباب، وفي عام 2021، وقع 16%من هجمات حركة الشباب في الصومال في مقديشو، ويشمل ذلك واحدة من أعنف هجمات الجماعة في عام 2021 عندما استهدفت قنبلة معسكر تدريب عسكري أسفرت عن مقتل 20 جنديًا على الأقل في منطقة واداجير بمقديشو. 

وفي كينيا، انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب المنسوب إلى حركة الشباب بنسبة 14% في عام 2021، وهذا هو أقل عدد مسجل لضحايا حركة الشباب في كينيا منذ عام 2012. ووقعت غالبية الوفيات الإرهابية في عام 2021 في منطقة مانديرا الكينية التي سجلت 17 هجومًا في 2021، وأعقب ذلك مقاطعتا وجير ولامو اللتان سجلتا مجتمعتين 18 حالة وفاة. ووقع الهجوم الأكثر دموية في كينيا عام 2021 في مقاطعة لامو حيث قتلت قنبلة على جانب الطريق 15 جنديًا عندما استهدفت قافلتهم.

أما عن التكتيكات المفضلة في تنفيذ الهجمات، استخدمت الحركة باستمرار التفجيرات والهجمات المسلحة كطرق رئيسة للهجوم؛ إذ إن ما يقرب من 68% من الوفيات الإرهابية المنسوبة إلى حركة الشباب في عام 2021 كانت نتيجة التفجيرات، في حين شكلت الهجمات المسلحة 31% من الوفيات، وكانت أعلى نسبة من هجمات حركة الشباب في كل من الصومال وكينيا موجهة ضد الجيش، يليه المدنيون. وبشكل عام، انخفضت وفيات المدنيين بنسبة 40٪ بين عامي 2020 و2021.

• جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: وصلت الهجمات والوفيات الناجمة عن نشاط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى أعلى مستوياتها في عام 2021 منذ ظهور الجماعة في عام 2007، بواقع 351 حالة وفاة. وهو ما يمثل زيادة قدرها 69% مقارنة بعام 2020. وحدث حوالي 59% من الوفيات المرتبطة بنشاط الجماعة في مالي، بينما حدث 40% في بوركينا فاسو. وأسفر هجومان آخران في بنين عن مقتل شخصين. 

وفي مالي، زادت هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بنسبة 80% بين عامي 2020 و2021. وكانت غالبية هجمات الجماعة موجهه إلى الجيش، لكن المدنيين شكلوا غالبية الضحايا (أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2020 و2021). 

وفي بوركينا فاسو نفذت الجماعة 13 هجومًا أسفروا عن 207 حالات وفاة. ووقع الهجوم الأكثر دموية في عام 2021 في مقاطعة سينو في بوركينا فاسو حيث هاجم مسلحون قافلة عسكرية ترافق المدنيين بين البلدات الريفية بالقرب من حدود النيجر. وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مسؤوليتها عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 59 مدنيًا و15 من قوات الأمن وستة من رجال المليشيات الموالية للحكومة وإصابة 19 آخرين.

أما عن تكتيكات تنفيذ الهجمات، فكان أكثر من نصف الهجمات التي ارتكبتها جماعة نصرة الإسلام والمسلحين العام الماضي هجمات مسلحة، أسفرت عن مقتل 341 شخصًا، وشكلت الإصابات نتيجة للهجمات المسلحة أكثر من 97% من قتلى جماعة نصرة الإسلام والمسلحين لعام 2021. وعلى الرغم من وجود 26 تفجيرًا نظمته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في نفس العام، إلا أن هذه الهجمات أسفرت عن سبع ضحايا فقط، بانخفاض قدره 46% في الوفيات المرتبطة بقصف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مقارنة بعام 2020.

وبالنسبة للمُستهدفين من الهجمات، لطالما كانت أهداف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هي الشخصيات العسكرية والسياسية، ولكن التكتيكات تغيرت بالفعل في عام 2021 مع زيادة ملحوظة في الهجمات وقتل المدنيين، ولم تمثل الهجمات العسكرية سوى نسبة مئوية أعلى قليلًا من الهجمات التي تستهدف المدنيين، حيث تم تسجيل 29 هجومًا عسكريًا و24 هجومًا مدنيًا، وكان عدد الهجمات على المدنيين في عام 2021 أعلى بثمانية أضعاف مما كان عليه في عام 2020. وأصبحت هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على المدنيين أكثر فتكًا في عام 2021، مع زيادة عدد الوفيات بنحو سبعة أضعاف إلى 173 من 23 حالة وفاة في العام السابق.

+ posts

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

منى قشطة

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى