دول المغرب العربي

زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر.. محطة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين

وصل الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” إلى القاهرة أمس، في زيارة تستمر لمدة يومين، عقد خلالها مباحثات مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لمناقشة عدة ملفات، على رأسها؛ الملف الليبي، وإمكانية عودة سوريا للجامعة العربية، ومكافحة الإرهاب، وغاز شرق المتوسط، والقضية الفلسطينية.

وتأتي تلك الزيارة في ضوء الديناميكية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر، والتي تمثلت في زيارة وزير الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” إلى مصر الأسبوع الماضي، وقبلها الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أركان الجيش الجزائري “السعيد شنقريحة” إلى القاهرة لحضور النسخة الثانية من معرض مصر الدولي للصناعات العسكرية “إيدكس”. وتتزامن الزيارة كذلك مع استعداد الجزائر لاستضافة القمة العربية في مارس المقبل.

وتتوقع الأوساط أن تسهم تلك الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي وزيادة حجم التجارة والاستثمار البيني بين الدولتين في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها حكومات البلدين.

العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر

ارتفعت صادرات مصر غير البترولية إلى الجزائر بنحو 10% خلال النصف الأول من عام 2021 مقارنة بنفس الفترة لعام 2019، وارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال نفس الفترة بنحو 15.4% بما قيمته 392 مليون دولار، حيث صعدت الصادرات المصرية بنسبة 19.4% لتصل إلى 317.7 مليون دولار، وزادت الواردات المصرية من الجزائر بنسبة 1.1% لتصل قيمتها 75.4 مليون دولار، لتحتل مصر بذلك المرتبة الـ 15 لأهم الدول المصدّرة للجزائر، والمرتبة الـ 24 لأهم الدول المستوردة منها، وذلك على الرغم من التأثير السلبي لجائحة فيروس كورونا على الاقتصاد الجزائري، والاستراتيجية التي تتبناها الجزائر حاليًا للحد من الواردات.

وتمثلت الصادرات المصرية للجزائر خلال النصف الأول من العام الماضي في محضرات غذائية لمرضى الأورام بقيمة 49 مليون دولار، وزيت الصويا بقيمة 39 مليون دولار، وأسلاك النحاس بقيمة 22 مليون دولار، ومثلت هذه الصادرات أكثر من 50% من إجمالي الصادرات المصرية للجزائر في تلك الفترة، وظهرت بعض المنتجات الجديدة المصدرة للجزائر من بينها أعلاف الحيوانات والورق المقوى. وعن الأداء السنوي لحركة التجارة الثنائية بين الدولتين، يُمكن عرضها على النحو الآتي:

يتبين من الرسم السابق أن الميزان التجاري بين مصر والجزائر يصب في صالح الأولى، حيث تجاوزت قيمة الصادرات خلال جميع السنوات محل الدراسة قيمة الواردات بفارق يبلغ نحو 319.544 مليون دولار خلال عام 2020 حيث سجلت الصادرات المصرية للجزائر حوالي 490.079 مليون دولار فيما وصلت قيمة الواردات إلى 170.535 مليون دولار.

أما عن الشق الاستثماري في العلاقات الاقتصادية الثنائية، فتعد مصر من بين أهم مستثمري الدول العربية في الجزائر، حيث بلغت استثماراتها نحو 3.6 مليار دولار، في حين لا يتعدى حجم الاستثمارات الجزائرية في مصر 90 مليون دولار.

وخلال عام 2018، وقعت غرفة التجارة والصناعة في الجزائر والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية على مذكرة تفاهم لتفعيل مجلس الأعمال المصري – الجزائري، وهو التفعيل الذي يعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والتبادل المعلوماتي حول فرص الاستثمار ودراسات السوق في مختلف الفعاليات الاقتصادية والتجارية التي تقام في البلدين، وذلك خلال فعاليات زيارة وزير التجارة الجزائري السابق “سعيد جلاب” إلى مصر في هذا العام.

وكذا، وقع المدير العام لمجمع “كوندور” الجزائري المختص في مجال الصناعة الإلكترونية على أربع اتفاقيات شراكة مع شركاء مصريين، منها اثنتين في مجال تصنيع الهواتف الذكية، واثنتين في مجال تصنيع الأجهزة الكهرومنزلية.

ويُعد مجال الطاقة والكهرباء من المجالات الواعدة للتعاون الثنائي بين مصر والجزائر، ففي ديسمبر الماضي، التقى سفير مصر بالجزائر مع وزير الطاقة والمناجم الجزائري للتباحث حول سبل تطوير علاقات التعاون الثنائي المصري الجزائري في مجالات الطاقة والكهرباء والمناجم، والتي تعد من المجالات ذات الأولوية للجانب الجزائري في الفترة الحالية. واتفق الجانبان على نقل الخبرات والتدريب والتكنولوجيا الحديثة للشركات الجزائرية، وعمل الشركات المصرية في الجزائر، وشهد اللقاء طرح عدد من مقترحات التعاون التي سيعكف الجانبان على دراستها ووضعها موضع التنفيذ خلال الفترة القادمة.

والجدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر شهدت دفعة قوية منذ 2014، أبرزها انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة والتي تم خلالها التوقيع على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، شملت العديد من القطاعات، منها في مجال تنمية الصادرات وحماية المستهلك والتعاون بين بورصة الجزائر والبورصة المصرية والتأمين وإعادة التأمين، ومذكرة التفاهم في مجال الخدمات البيطرية بين البلدين ومذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال التكوين والتدريب المهني.

وفي الختام، يجب التأكيد أن زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر تمثل فرصة مهمة لتعزيز مستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات انطلاقًا من الرغبة السياسية المشتركة لدى رؤساء البلدين. ومن المرجح أن تسهم تلك الزيارة في تعزيز الروابط الاقتصادية وتبادل الخبرات بين الدولتين لاسيما أن مصر تعد شريكًا استراتيجيًا للجزائر في أفريقيا.

+ posts

باحثة ببرنامج السياسات العامة

بسنت جمال

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى