مصر

منتدى شباب العالم يناقش أزمة الأمن الغذائي كتحدٍ عالمي ذي أبعاد مركبة

انعقدت اليوم في قاعة “سفينكس” بمركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات جلسة “الأمن الغذائي في ظل التحديات العالمية”، والتي هدفت إلى مناقشة تأثير نقص الأمن الغذائي في العالم، والتحديات التي يواجهها العالم نتيجة نقص الأمن الغذائي، وكذا دور التغيرات المناخية وجائحة كورونا في زيادة الأزمة. 

استُهلت الجلسة بعرض كلمة موجهة لمنتدى شباب العالم من قبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” (تشو دونج يو) والذي قال فيها إن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها العالم، ومنها نقص الأمن الغذائي ومشكلة إهدار الغذاء وأزمة المناخ التي أثرت على مصادر الرزق، ويعد الشباب أكثر تأثرًا بتلك الأزمات؛ فالشباب حول العالم اظهروا أنهم اصحاب مصلحة في عملية صنع القرار ولابد أن يلعبوا دورًا في مواجهة تلك التحديات.

وأضاف أنه أطلق لجنة الشباب؛ وذلك للاستماع إلى أصواتهم وتمكين جيل الشباب ليكونوا مبتكرين مشاركين لمستقبل غذاء أفضل يستحقونه، وتلك المساحة نطلق عليها “منتدى الغذاء العالمي” والذي يقوده الشباب في عام 2021، ووصل الى حوالي 22 ألف شاب وشابة ببعثة مشتركة لتحويل نظم الزراعة لتصبح أكثر استدامة وحياة أفضل للجميع.

فيما أفاد ماكسيمو توريرو كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة أن العالم تأثر من نقص الغذاء، فهناك ما بين 720 و800 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية. وتسببت جائحة كورونا في مضاعفة نسب من يعانون من سوء التغذية والجوع والذي وصل من يعانون منه في المنطقة العربية إلى 96 مليون شخص. محددًا الأسباب التي تقف وراء مشكلة نقص الغذاء، وهي: تغير المناخ، والصراع، والتباطؤ، وعدم المساواة. مؤكدًا أنه إذا لم تتغير الأولويات فلن يمكن تحقيق هدف القضاء على الجوع بعد 8 سنوات، فلابد من التعامل مع الأسباب التي تقف وراء الأزمة. داعيًا الحكومات والقطاع الخاص وجمعيات المزارعين إلى لعب دور في تقليل هدء الغذاء، وذلك من خلال الحيلولة دون حدوث الصدمات، ومراجعة سلاسل التوريد.

من جانبها، ذكرت كوريني فليشير، مديرة سلاسل التوريد ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنه بسبب جائحة كورونا، تشير التقديرات إلى أن 9.9% من مجمل السكان تقريبًا كانوا يعانون من نقص التغذية خلال عام 2020، وأكثر البلدان تأثرًا هي اليمن وسوريا؛ فهناك نحو 44 مليون شخص يعانون من المجاعات. مؤكدة أن الحكومات عليها دور مهم للحد من مشكلة نقص الغذاء، منوهة ببرنامج تكافل الذي أطلقته الحكومة المصرية ويستهدف 11 مليون شخص، معظمهم من النساء.

وأكدت أنه على المجتمع الدولي التدخل؛ فملايين الأشخاص معرضون لخطر المجاعة والموت، مشددة على أن أكبر ابتكار العالم بحاجة إليه الآن هو إحلال السلام، فضلًا عن اتخاذ التزامات جريئة خاصة بالمناخ، وتوفير المساواة وخاصة في توزيع اللقاحات على الجميع للتصدي للجائحة، وهو ما يحتاج إلى إرادة سياسية. مشيرة إلى أهمية المنطقة تفتقر إلى المياه، ولذا من المهم توفير مشروعات مياه تعتمد على الابتكار، وإصلاح سلاسل الغذاء، منوهة ببرنامج حياة كريمة وقيامه باستخدام الطاقة الشمسية في مشاريع المياه بما يسهم في تقليل استخدام المياه في الزراعة بنسبة 25% وزيادة الإنتاجية بنسبة 30%، وهو أمر يجب التوسع فيه.

فيما تناولت جويستسنا بيوري، نائبة الرئيس المساعد لإدارة الاستراتيجية والمعرفة بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية، تأثير جائحة كورونا على الأمن الغذائي في أفريقيا والذي أضافت أزمة أخرى بجانب التغير المناخي والصراعات، مما أدى إلى انتكاسة كبيرة في أزمة النقص الغذائي، مشيرة إلى أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يلعب دورًا لتحويل أنظمة الغذاء في أفريقيا من أجل دعم المجموعات والأفراد في تحويل الأنظمة الزراعية إلى أنظمة مستدامة، وتعزيز الاستجابة للصدمات المناخية. بجانب العمل على تعزيز المساواة بين الجنسين في المجال الزراعي، موضحة أن 60% من المبادرات التي يقودها الصندوق تراعي الشباب.

أما جيريمي هوبكينز ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في جنوب السودان فأشار إلى الفئات الأكثر تضررًا من نقص الأمن الغذائي هم الأطفال الذين يتسبب لهم ذلك في عدة أمراض بما في ذلك التقزم الذي يعاني منه نحو 20% من الأطفال حول العالم، وكذا أمراض سوء التغذية التي تؤدي إلى حالات الوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة. مؤكدًا الارتباط الوثيق بين نقص الأمن الغذائي والفقر والصراعات التي فاقمت منها جائحة كورونا. 

وذكر ريتشارد هوبكينز رئيس قسم الزراعة والصحة والبيئة في معهد الموارد الطبيعية بجامعة جرينتش البريطانية أن هناك ارتباطًا بين التغيرات المناخية والأمن الغذائي من حيث الإنتاجية والتنوع الغذائي؛ إذ تتأثر الإنتاجية الزراعية بعوامل التغير المناخي، وخاصة اضطراب سقوط الأمطار الموسمية، وهو ما يؤدي إلى ندرة في المحاصيل التي يعتمد عليها الأفراد بشكل كبير، بما يؤدي إلى قلة مصادر الغذاء.

وتحدث تريترام ستيورات المؤلف الدولي البريطاني عن خسائر هدر الطعام المادية والبيئية، واصفًا الهدر الغذائي بأنه أحد أكبر المشكلات البيئية والاجتماعية، فأكثر من ثلث الطعام الذي يتم تصديره يتعرض للهدر. ولذا لابد من التركيز على الإنتاج المحلي وإتاحة الغذاء من خلال تشكيل الأسواق. مشيرًا إلى ضرورة إحداث تغيير سلوكي وثقافي لتقليل هدر الطعام، بجانب تعزيز المشروعات التي تدخل الطعام المهدر في صناعات جديدة. ويجب تحويل النظم الغذائية إلى عملية للعلاج الأيكولوجي، فيجب امتصاص الكربون ووضعه في التربة، وبالتالي يجب بناء تربة تتمتع بالخصوبة واحتفاظ المياه، يجب أن نعلم المزارعين لخلق بيئة جيدة للزراعة بدلاً من تدميرها، ويجب تحويل الممارسات الزراعية إلى معالجة أيكولوجية لتوفير طعام صحي للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى