
ورشة “جائحة كورونا ومراجعة الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030” توصي بتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والمستدامة حول العالم
تحضيرًا لانطلاق فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم المنعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 10 – 13 يناير الجاري، انعقدت اليوم 8 يناير الورشة التحضيرية “جائحة كورونا ومراجعة الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030” من الساعة 11 صباحًا وحتى الساعة 5 مساءً بقاعة سيناء، وهدفت الجلسة لمناقشة تأثير جائحة كورونا على التقدم المُحرز فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة 2030 مع محاولة إيجاد حلول عملية وواقعية لمواجهة هذا التأثير من أجل تنفيذ تلك المستهدفات في ظل الواقع الجديد لعالم ما بعد كورونا.
أدارات الجلسة أ/ نشوى صالح مدير قسم الاستثمار المجتمعي بشركة “شل إيجيبت” وتطرقت في حديثها إلى الأهداف الرئيسية التي تدور حولها الورشة كالتعرف على تأثير جائحة كورونا على أهداف التنمية المستدامة 2030، وقامت بعرض مادة مصورة للتعريف ببرنامج NXplorers- Global lead shell NXplorers، وأكد أ/ طارق حسين المدير الدولي للبرنامج أنه يعد برنامج تعليمي مبتكر يعرّف الشباب بكيفية التفكير المعقد والإبداعي اللازم لإحداث تغيير إيجابي.
كما أكدت أ/ دينا فؤاد أخصائي التحول بشركة “شل إيجيبت” أن برنامج ” NXplorer” عبارة عن أداة طورتها الشركة لمساعدة الشباب من كل أنحاء العالم على تطوير مجموعة جديدة من المهارات لحل المشكلات الأكثر تعقيدًا التي يواجهها العالم مؤخرًا من خلال التفكير بشكل مختلف وإبداعي، و فهم العلاقة التشابكية بين “المياه-الغذاء- الطاقة” وحل المشكلات التي تواجهها هذه العلاقة، بالإضافة إلى التركيز على أهداف التنمية المستدامة ودراسة أثر أزمة كورونا على تلك الأهداف.
واعتمد البرنامج على على ثلاث منهجيات أساسية، وهي؛ استكشاف المشكلة والتي تعد من أهم المراحل البرنامج، وصنع مستقبل وحلول محتملة وقابلة للتطبيق، والتغيير الإيجابي، وأكدت على ضرورة عدم إغفال التفكير النظامي في حل المشكلات والنظر لها من منظور واسع، وأن غياب أي عنصر في عناصر مثلث “الطاقة- الغذاء- المياه” سيؤدي إلى إنهيار الثلاث عناصر في آن واحد وصعوبة الحياة المعيشية وارتفاع معدلات الفقر وذلك بسبب أن العلاقة بين العناصر علاقة تبادلية وتشابكية.
وفيما يخص تحقيق أهداف التنمية المستدامة أشارت اخصائية التحول بشركة “شل إيجيبت”، أنه خلال السنوات الخمس الماضية كان هناك عددًا كبيرًا من الدول الملتزمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقديم رؤى وطنية وتحديد خطط تنموية تصب نحو الكثير من الأهداف الأممية، ولكن شكلت جائحة كورونا التي ضربت العالم نهاية 2019 صدمة كبيرة نظرًا لتوقف النشاط الاقتصادي بسبب الإجراءات الاحترازية الهادفة لاحتواء انتشار الفيروس وهو ما أثر بالطبع على أهداف التنمية المستدامة بشكل سلبي والتقدم المحرز تجاهها، ولكن أدركت الحكومات أنه يجب الخروج من الجائحة وتخفيف حدتها مما حفز صناع القرار على اتخاذ عدد من القرارات السريعة ومن بينها التحول الرقمي وإطلاق شبكات الحماية الاجتماعية.
وأضاف خبير الجيولوجيا أ/ عبد الرحمن سمير أن التنمية المستدامة تهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على الموارد المتاحة للأجيال القادمة،وأنه يجب التفرقة بين “الأهداف الإنمائية للألفية” و”أهداف التنمية المستدامة”، حيث تعد الأخيرة أكثر شمولية فيما يتعلق بعدد البلدان الموقعة والمحاور التي تغطيها، ويبلغ عددها سبعة عشر هدفًا بداخلهم عدد كبير من المؤشرات الفرعية.
وأشارت أ/ مريم الجبري الخبيرة الجيوفيزيائية إلى أنه يجب التركيز على توجيه المجموعات ومساعدتهم على اختيار المشكلة بشكل محدد عن طريق التفكير في جميع المجموعات الأخرى وعدم الانغلاق، حتى يُمكن التوصل إلى العديد من العناصر المؤدية لهذا التحدي أو هذه المشكلة من خلال الحديث مع بعضنا البعض، واستعرضت “البصمة الكربونية” لتكون مثال عملي على طرق حل المشكلات وتحديد النقاط التي يجب البدء بها.
كما أوضح أ/ محمد أيمن حمزة مدير إدارة الابتكار المفتوح بأحد البنوك المصرية، أنه بعد تحديد المشكلة وأهم العوامل المتسببة لها تأتي مرحلة وضع السيناريوهات المستقبلية لحلها، وهو ما يتطلب القيام بعصف ذهني مع الآخذ في الاعتبار أن جميع الأفكار مهمة وينبغي احترامها ولهذا لا ينبغي الاستماع إلى قتلة الأفكار، لذلك يجب الانتباه في الحديث الي عدم استخدام كلمات سلبية محطمة لفكر الآخر، كما يجب أن يتم اتباع فكرة عدم التقييد أثناء العصف الذهني.
وشهدت الورشة عدد من الأنشطة للتفاعل بين الحضور وتم تقسيمهم إلى سبع مجموعات لمناقشة أحد المشكلات لجائحة كورونا على التنمية المستدامة واقتراح حلول لها، بالإضافة إلى تخصيص مساحة من الوقت للمداخلات التي دار معظمها حول التقدم المحرز فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة والتحول الرقمي في مجال العمل والتعليم وتشييد المدن الذكية.
وخلص المشاركون في الورشة إلى مجموعة من التوصيات بشأن الموضوعات التي كانت محل النقاش، وهي، سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية، ومساعدة المعلمين على إيصال خدمات التعليم الافتراضي للطلاب خلال الجائحة، والمساواة بين الجنسين، والسلام والعدالة، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والمستدامة حول العالم، والبنية التحتية المستدامة، وتحسين جودة التعليم المقدم لعامة الشعوب.ومن المقرر أن تستكمل الورشة أعمالها غدًا الأحد 9 يناير لعمل مشروع متكامل لتنفيذ التوصيات التي تم التوصل إليها لإنتاج استراتيجيات قابلة للتنفيذ وتلتزم بها كافة الدول إن أمكن.