
مبادرة حياة كريمة… إحدى جلسات منتدى شباب العالم
ينطلق “منتدى شباب العالم” في نسخته الرابعة، بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 10- 13 يناير، وستركز هذه النسخة بشكل أساسي على مناقشة القضايا المتعلقة بالعالم ما بعد الجائحة، وكذلك قضايا حقوق الإنسان. وقد تلقى المنتدى بنسخه الثلاث الماضية العديد من الإشادات الدولية مثل إشادة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته الحادية والأربعين بالتجربة المصرية لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا، وكذلك اعتماده من لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب؛ مما أسهم في تعزيز مكانة مصر دوليًا وإقليميًا.
أجندة المنتدى.. للنسخة الرابعة
يتناول ويناقش المنتدى هذا العام العديد من القضايا العالمية والتي تخلق فرصة للشباب للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، بالإضافة إلى أن الجلسات وورش العمل المتنوعة بالمنتدى تخلق قناة لتبادل الأفكار والخبرات بين الشباب، للخروج بتوصيات تسهم في وضع حلول لهذه القضايا.
وقد دشن القائمون على تنظيم منتدى شباب العالم تطبيقًا إلكترونيًا للمنتدى، وتم من خلاله نشر أجندة منتدى شباب العالم، والتي تتضمن مناقشة العديد من القضايا المهمة مثل: تغير المناخ، وملف حقوق الإنسان، وأهداف التنمية المستدامة 2030، والتكنولوجيا والتحول الرقمي، وأزمة الأمن الغذائي عالميًا خاصة بعد جائحة “كوفيد-19″، ومن أبرز الجلسات “حياة كريمة أكبر مشروع تنموي مصري في العصر الحديث”.
حياة كريمة أكبر مشروع تنموي مصري في العصر الحديث
تعد مبادرة “حياة كريمة” من المبادرات التي تحقق رؤية الدولة في العدالة الاجتماعية؛ إذ إنها تراعي كافة حقوق الإنسان وعلى رأسها الاهتمام بالحق في الحياة وتحسين جوانب المعيشة، من خلال تبني خطة موسعة لحياة كريمة بالريف المصري. ويعطي إدراج جلسة عن مبادرة “حياة كريمة” في منتدى شباب العالم إشارة إلى نجاح المبادرة دوليًا، خاصة بعد إدراج الأمم المتحدة لها كأحد أفضل الممارسات الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن تتضمن الجلسة استعراض المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري “حياة كريمة” خاصة بعد الإشادات الدولية التي لاقتها المبادرة بعد نجاحها في أرض الواقع، كذلك بوصفها نموذجًا مصريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وكذا، قد تتطرق الجلسة إلى عرض التجارب الدولية المماثلة في تنمية الريف والحد من خفض معدلات الفقر، وكيف قامت الدولة المصرية بتحقيق إنجاز ملموس في المناطق الأكثر احتياجًا، خاصة في ظل جائحة”كوفيد-19″. وبجانب ذلك فإن عقد جلسة “حياة كريمة” في منتدى شباب العالم له العديد من الدلالات أهمها:
1 – نجاح المبادرة في تحقيق أهداف للتنمية المستدامة:
إذ إن عمل المبادرة لا يقتصر على مجرد التدخل الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو تحسين البنية التحتية، إنما أيضًا المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بما يتناسب مع التزام مصر بتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وكذلك مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية مصر 2030، والتي تتضمن تحسين جودة البنية التحتية، ومستوى المعيشة من حيث الحماية الاجتماعية، وتوفير السكن اللائق، وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري، بالإضافة إلى بناء الإنسان من خلال تطوير وتحسين الخدمات (التعليمية-الصحية-الثقافية)، فضلًا عن توفير فرص عمل لائقة من خلال توفير قروض للمشروعات الصغيرة.
وقد استطاعت مبادرة حياة كريمة تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة على النحو التالي:
- الهدف الأول “القضاء على الفقر”: من خلال الاعتماد على نسبة الفقر في القرى لتحديد القرى الأولى بالتدخل، حيث يتم تطوير وتحسين البنية التحتية (شبكات مياه – صرف صحي)
- الهدف الثاني “القضاء التام على الجوع”: إذ تتلاقى أهداف المبادرة مع الهدف الثاني وهو “القضاء التام على الجوع” من حيث دعم الغذاء، وتوفير المنافذ التموينية المتنقلة، وقوافل غذائية، كذلك عمل العديد من المشروعات مثل: مراكز تجميع الألبان، وزيادة الإنتاجية الزراعية من خلال مشروع تبطين الترع ونظام الري الحديث.
- الهدف الثالث “الصحة الجيدة”: من خلال تطوير المستشفيات وإنشاء مراكز طب الأسرة والرعاية الأولية، بالإضافة إلى تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، والقوافل الطبية وعمليات جراحية وأجهزة تعويضية، وكذلك عمل العديد من المبادرات الصحية، سواء للمرأة أو الطفل.
- الهدف الرابع “التعليم الجيد”: من حيث التوسع في إنشاء المدارس والفصول لمعالجة مشكلة كثافة الفصول، والمدارس المجتمعية، والمسارح والمكتبات المتنقلة.
- الهدف الخامس “المساواة بين الجنسين”: تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل من خلال دعم الدولة عن طريق عمل مشاريع وتقديم القروض.
- الهدف السادس “المياه النظيفة”: تعمل المبادرة على توفير المياه النظيفة من خلال التوسع في خدمات مياه الشرب والصرف الصحي.
- الهدف السابع “طاقة نظيفة وبأسعار معقولة”: من خلال توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، وتوفير مصادر للتغذية الكهربائية لكل قرية لمواجهة أي انقطاع في التيار الكهربائي، وزيادة عدد أعمدة الإنارة في الطرق، وتحديث عدادات الكهرباء.
- الهدف الثامن “العمل اللائق ونمو الاقتصاد”: من خلال توفير فرص عمل لأهالي القرى، والتدريب المهني، والتمويل الميسر للمشروعات الصغيرة.
- الهدف التاسع “الصناعة والابتكار”: بحيث تحقق المبادرة توطين الصناعة المصرية وإنشاء مجمعات حرفية.
- الهدف العاشر “الحد من أوجه عدم المساواة”: من حيث توفير مراكز التأهيل الاجتماعي، والاهتمام بذوي القدرات الخاصة.
- الهدف الحادي عشر “مدن ومجتمعات محلية مستدامة” من خلال مبادرة سكن كريم، وكذلك توفير خدمات حكومية، وتحسين شبكات الاتصالات والإنترنت.
- الهدف الثاني عشر “الاستهلاك والإنتاج”: من خلال تنفيذ ومعالجة محطات الصرف الصحي الثلاثية، وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل.
- الهدف الثالث عشر “السلام والعدل والمؤسسات القوية”: من حيث حوكمة المشروع من خلال لجنة يترأسها رئيس مجلس الوزراء، وتوحيد الإدارة المالية للمشروع.
- الهدف الرابع عشر “عقد الشراكات لتحقيق الأهداف”: من حيث تشكيل لجان لتنمية القرى لتحديد الأولويات، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
2 – نموذج يحتذى به دوليًا كمبادرة تنموية:
إذ تعد “حياة كريمة” ضمن أفضل الممارسات الجيدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي يمكن القول إن المبادرة نموذج تنموي يحتذى به في العمل على تحقيق المساواة بين كافة طبقات المجتمع، وهو ما يشجع الدول على تطبيق نموذج مماثل خاصة في ظل وجود جائحة”كوفيد-19″.
هذا بجانب أن الاستراتيجية التنموية التي تتبعها الدولة المصرية من خلال هذه المبادرة تختلف تمامًا عن العقود السابقة، حيث تنتهج استراتيجية تقوم على إعادة تصحيح الفكر في القضايا التنموية، لذا فإن المبادرة لم تقدم حلولًا سريعة التأثير على المواطن لكي تكسب رضاه، بل اهتمت أكثر بتحقيق إنجازات على أرض الواقع حتى وإن كانت على المدى الطويل؛ وذلك من خلال دراسة المناطق الأكثر احتياجًا بشكل جيد لبحث سبل التنمية وتطبيق الخطة التنموية لرفع كفاءتها.
باحثة بالمرصد المصري