الصحافة الدولية

ترامب يلمح لفرض رسوم جمركية على النبيذ الفرنسي وبوادر حرب تجارية بين البلدين

في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض قبل توجهه لحضور قمة مجموعة السبع الكبار المنعقدة في بياريتزبفرنسا، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض ضريبة على النبيذ الفرنسي ردا على الحديث بفرض ضريبة تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة. رغم ذلك، أكد أن علاقته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جيدة جدا. 

تعتبر الولايات المتحدة أكبر سوق للخمور الفرنسية والتي تعد ثاني أكبر الصادرات الفرنسية، إذ استوعبت السوق الأمريكية في 2018 على نحو ربع صادرات النبيذ الفرنسي، بقيمة 3.2 مليار يورو. 

         خلفية التوتر

في الأشهر القليلة الماضية، وافق برلمانيون فرنسيون على فرض ضريبة بنسبة 3% على شركات التكنولوجيا العملاقة المتواجدة في فرنسا، والتي يتجاوز إجمالي مبيعاتها في الاقتصاد الرقمي 750 مليون يورو حول العالم، و25 مليون يورو في فرنسا. 

عبرت فرنسا عن عزمها عدم التخلي عن خططها للضريبة الرقمية، رغم تهديدات ترامب باتخاذ إجراءات انتقامية. 

ظهرت أيضا خططا مشابهة في دول أخرى في الاتحاد الأوروبي مثل النمسا وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا. أحد المبررات المطروحة في هذا الشأن هو أن الشركات الكبرى مثل فيسبوك وأمازون تحقق أرباح ضخمة في الدول منخفضة الضرائب. 

رفض أمريكي وتهدئة فرنسية 

ترى واشنطن أن هذه الضرائب تستهدف الشركات الأمريكية بشكل غير عادل، وأن الولايات المتحدة كالدولة الأم هي من يجب عليه فرض ضرائب وليس دولة أخرى. ووصف ترامب تدابير ماكرون بالـ”الغبية”، وجاء رد وزير الزراعة الفرنسي بأن قرار ترامب “أبله” ولا يمكن القبول بكلماته الجارحة. 

حاول وزير الاقتصاد الفرنسي تهدئة الوضع، وأعلن أن القانون الذي أقره البرلمان الفرنسي ليس غرضه استهداف الشركات الأمريكية، وأنه سيتم التخلي عنه عندما تتوافق دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم 36 دولة بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. 

في نوفمبر الماضي، أدان ترامب انعدام التوازن التجاري بين البلدين حول النبيذ، وقال إن فرنسا تفرض رسوما جمركية كبيرة على النبيذ الأمريكي في حين أن الولايات المتحدة لا تقوم بالمثل، وأنه يجب أن تتغير الأمور لأنه ليس عدلا.  

قضايا خلافية بين البلدين

رغم العلاقات الشخصية الجيدة بين كل من ترامب وماكرون، هناك عدد من الخلافات السياسية بشأن عدد من الملفات مثل انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، وتضارب وجهات النظر حول الملف النووي الإيراني، ودعوات ماكرون لبناء جيش أوروبي وهو ما تعترض عليه واشنطن.

دفاع أوروبي عن النبيذ الفرنسي

خلال مؤتمر يسبق انعقاد قمة السبع الكبار، أشار رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى أن الاتحاد الأوروبي سيرد إذا فرض ترامب رسوما على النبيذ الفرنسي، وأن مواجهة أفضل حلفاء الاتحاد الأوروبي هو آخر ما يريد حدوثه، لكن ذلك لا يمنع وجود استعداد لذلك. وحذر من أن الحروب التجارية ستؤدي لانكماش اقتصادي حول العالم.

قمة السبع الكبار والأنشطة الرقمية

أُدرجت الأنشطة الرقمية وبناء الثقة في هذا المجال على جدول أعمال قمة السبع الكبار، إذ تعد جزء أساسي من اقتصاديات الدول الأعضاء، لأنها تعتمد على التعاون بين الدول والشركات فيما يخص تبادل المعلومات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية. كانت فرنسا تأمل أن يصدر قرار بخصوص فرض ضريبة دولية على الاقتصاد الرقمي بنفس مستوى الأنشطة الأخرى. 

ختامًا، قد تكون هناك تخوفات من أن يؤدي تطور التصريحات بين قيادات البلدين إلى عدم توقيع ترامب على البيان الختامي للقمة مثلما حدث في قمة العام الماضي التي عُقدت في كندا، ردا على تصريحات رئيس الوزراء الكندي جاستنترودو بخصوص التعريفات الأمريكية، مما قد يؤثر بالتبعية على العلاقات الفرنسية الأمريكية، ومن ثم مع الاتحاد الأوروبي.

كاتب

فردوس عبد الباقي

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى