مصر

“مستقبل أفضل لكل طفل”.. شعار الاحتفال بيوم الطفولة 2021

في عام 1954 أعلنت الأمم المتحدة يوم 20 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًا للطفل، ويحمل هذا اليوم رسالة هامة وهادفة تتمثل فى الوعي بالمشاكل التى يواجهها الأطفال، وتعزيز التعاون الدولي والوعي بين الأطفال على مستوى العالم، وتقوم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بالترويج لهذا اليوم والإعداد له.، واعتمدت وعرضت اتفاقية حقوق الطفل للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة 44/25 المؤرخ في 20 نوفمبر 1989، وبدأ تنفيذها في 2 سبتمبر 1990 وفقا للمادة 49 

واحتفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام باليوم العالمي للطفل تحت شعار “مستقبل أفضل لكل طفل”، ووفقًا لما نشرته منظمة اليونيسف اليوم عبر موقعها الإلكتروني “أن جائحة كوفيد-19 أظهرت كيف يضر انعدام المساواة بحقوق جميع الأطفال. فمن تغير المناخ والتعليم والصحة العقلية إلى إنهاء العنصرية والتمييز، يعلي الأطفال والشباب في العالم أصواتهم بشأن القضايا التي تهم جيلهم ويدعون البالغين إلى صنع مستقبل أفضل”. وتابعت المنظمة: ” في هذا اليوم العالمي للطفل، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن ينصت العالم إلى أفكارهم ومطالبهم”.

خطوات مصرية لرعاية الطفل

اتخذت مصر عددًا من الخطوات الهامة لحماية الأطفال منذ انضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، حيث أصدرت قانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 1996 وتم تعديله بالقانون رقم 126 لسنة 2008، وتضمن القانون آليات واضحة لحماية الأطفال من كافة أشكال الإساءة والعنف، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي نفذت الدولة المصرية عددًا من البرامج والمبادرات الموجهة للأطفال المصريين واهتمت بشكل خاص بالجوانب التعليمية والصحية والتربوية. 

ونذكر فيما يلي أبرز المجهودات التي نفذتها مصر للأطفال:

مبادرة الكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم
نتيجة ارتفاع نسب الإصابة بأمراض الأنيميا والسمنة والتقزم بين الاطفال خاصة فى الوجه القبلى، قامت الدولة بتدشين مبادرة فى فبراير عام 2019، استهدفت فحص 15 مليون طالب من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائي من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بينهم 6 ملايين و400 ألف طالب بمدارس الحضر، و7 ملايين و600 ألف طالب بمدارس الريف المصرى، وذلك من خلال التنسيق المستمر بين وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والعليم والهيئة العامة للتأمين الصحي والأزهر الشريف. واهتمت المبادرة بإجراء المسح الطبي للطلاب للوقوف على الحالة الصحية لكل طالب ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحتهم، وفى حال اكتشاف الإصابة بأي من هذه الأمراض يتم صرف العلاج بالمجان ويتم متابعة المصابين بصفة دورية.

– مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية للأطفال المبتسرين

تهدف المبادرة إلى الكشف المبكر عن الأمراض التى تصيب الأطفال المبتسرين (الغدرة الدرقية- الغدة الكظرية) وقد بدأت المبادرة في أغسطس الماضي وتقوم على أخذ عينات من الأطفال المبتسر وفحصها وبعد مرور 28 يوم يتم أخذ عينة أخرى، وفي حالة ثبوت إصابة الطفل بمرض ما يتم إرساله للجهات المختصة لتلقي العلاج فورًا.

مبادرة علاج الضمور العضلي

تفتح هذه المبادرة باب أمل جديد لكثير من الأسر والأطفال المصابين بالضمور العضلي، وبالتالي يعد إنجازًا هامًا وجديدًا فى قطاع الصحة المصرية، فقد بدأت المبادرة بالكشف على جميع الأطفال حتى يتم التشخيص والعلاج مبكرًا، بداية من الحالات العمرية من 6 شهور وحتى 12 شهرًا. وتم الانتهاء من حقن 28 طفلًا مصابًا بالضمور العضلي الشوكي بالعلاج الجيني الذي يعد الأغلى في العالم إذ تبلغ تكلفته 3 ملايين دولار لكل طفل.

مبادرة الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع عند الأطفال حديثي الولادة
أطلقت المبادرة فى سبتمبر 2019، انطلاقًا من أهمية توفير الرعاية الصحية الكاملة للأطفال والتأكد من سلامتهم، من خلال الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع لحديثي الولادة، وجرى فحص 1.4 مليون طفل خلال المبادرة، وتم تنفيذها من خلال 3500 وحدة صحية مخصصة على مستوى الجمهورية، وتعتمد على 3500 جهاز انبعاث صوت للوحدات، و30 جهاز قياس للسمع بتكلفة نحو 120 مليون جنيه. 

برنامج الألف يوم الأولى فى حياة الطفل

 يهدف هذا البرنامج إلى الاهتمام بصحة المرأة والطفل وهو ما تسعى الدولة إليه خلال السنوات السابقة من الاهتمام بصحة المرأة، وبدأ تطبيق البرنامج منذ منتصف عام 2019 وذلك في الـ 10 محافظات الأكثر فقرًا في مصر والتي تشملها مبادرة تكافل وكرامة، ويستهدف البرنامج خلق وعى مجتمعي بأهمية الألف يوم الأولى لحياة الطفل وذلك من خلال تقديم كافة أوجه الرعاية الصحية والإنجابية للسيدات الحوامل والمرضعات، من خلال دعم السلوكيات والممارسات الغذائية الصحية التي تؤدي إلى تعزيز صحة الأم ورضيعها. 

البرنامج القومي لتنمية الطفولة المبكرة

يستهدف البرنامج الأطفال في الفئة العمرية منذ الميلاد وحتى سن 4 سنوات، والتي تعتبر جزءًا من استراتيجية موحدة لتنمية الطفولة المبكرة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية وتوفير الرعاية الكاملة على كافة المستويات (تعليميًا – تربويًا – حركيًا – ذهنيًا – صحيًا – اجتماعيًا – نفسيًا).

ويقوم البرنامج القومي لتنمية الطفولة المبكرة على أربعة مكونات أساسية: رفع كفاءة الحضانات، وتوفير خدمة ذات جودة عالية، ودعم مهارات مقدمي الخدمة والإدارة التنفيذية ومتخذي القرار، والعمل على التوسع في نطاق تغطية الخدمة إلى مختلف المناطق الجغرافية، وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المصرية التي تمتلك الخبرات اللازمة لتنفيذ هذا البرنامج.

ونجح البرنامج فى تطوير ما يقرب من 1,000 حضانة و94 قاعة بعدد 21 مركزًا من مراكز الأسرة والطفل على مستوى 26 محافظة، ورفع كفاءة 2,400 ميسرة لاستفادة 68,000 طفلًا. 

التربية الأسرية الإيجابية

الهدف الأساسي من البرنامج أن يكون كل أم وكل أب قدوة لأطفالهم. لذلك يشمل البرنامج الأطفال منذ الولادة وحتى 18 سنة، ومقسمة على 3 مراحل، فالمرحلة الاولى هي تنمية الطفولة المبكرة من الولادة وحتى 6 سنوات، والثانية هي مرحلة التعليم الابتدائي من 6 سنوات إلى 12 سنة، والثالثة هي مرحلة البلوغ والمراهقة من 12 سنة إلى 15 سنة. 

الأطفال ذوو الهمم

عملت وزارة التضامن الاجتماعي على الاهتمام بشكل كبير بذوي الهمم حتى يتم دمجهم فى المجتمع وخلق بيئة مبسطة وميسرة يمكنهم من خلالها الاندماج مع المجتمع. بدأت الوزارة العمل على خدمات تأهيلية للأطفال ذوي الهمم منذ الميلاد وحتى سن 18 سنة، وقدمت خدمات تشمل مشروع تأهيل حالات الشلل الدماغي وخدمات تنمية مهارات لغوية وتخاطب وإرشاد أسري، هذا بالإضافة إلى توفير خدمات التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية لتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتدريبهم على مهن وحرف تتناسب مع إعاقاتهم وتأهيلهم لسوق العمل والاندماج بالمجتمع.

منى لطفي

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى