
الحضور المفاجيء لظريف بقمة “G7”
وصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بصورة مفاجئة إلى مدينة بياريتز الفرنسية، التي تستضيف أعمال قمة مجموعة السبع “G7″، حيث يلتقي نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، لمناقشة سبل حلحلة التوتر بين طهران واشنطن. وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي عبر موقع تويتر “إن ظريف وصل إلى بياريتز بدعوة من لودريان لمناقشة المبادرات الأخيرة للرئيسين الفرنسي والإيراني إيمانويل ماكرون وحسن روحاني”. وأضاف أن “هذه الزيارة لا تشمل أي مفاوضات أو لقاءات” مع الوفد الأمريكي. كما قال مسؤول ايراني كبير لرويترز أن “ظريف سينقل رد القيادة الايرانية على اقتراح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يهدف الى انقاذ صفقة ايران النووية لعام 2015”.
وفي السياق ذاته، ذكر مصدر بالرئاسة الفرنسية أن ظريف يُجري لقاءً مع لودريان لتقييم “الإجراءات التي قد تؤدي إلى تخفيف التصعيد بين إيران والولايات المتحدة”. مؤكدًا أنه ليس من المخطط عقد أي لقاءات بين وزير الخارجية الإيراني والوفد الأمريكي. وفي المقابل، رفض الرئيس الأمريكي التعليق على حضور وزير خارجية إيران إلى مدينة بياريتز، قائلا: “لا تعليق”.
قضية إيران على أجندة قمة “G7”:
في رسالة متلفزة إلى الشعب الفرنسي، في 24 أغسطس 2019، استعرض ماكرون الأجندة التي سيناقشها قادة مجموعة “G7″. قائلًا”سنناقش النزاعات الكبرى حيث التوتر المتصاعد، ومنها ملفات إيران وسوريا وليبيا وأوكرانيا وغيرها من الأزمات الدولية”. وعلى الرغم من أن دعوة ظريف لم تكن مدرجة ضمن أجندة القمة “G7″، إلا أن الملف الإيراني كان ضمن الملفات التي يسعى القادة إلى التركيز عليها خلال القمة.
ذكرت وكالة فرانس برس، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، أن قادة “G7” اتفقوا على “تكليف الرئيس ماكرون بالتواصل مع إيران وتوجيه رسالة إليها لتجنب التصعيد في المنطقة”. وأشار المصدر إلى أن “قادة G7 توافقوا حول نقطتين، عدم حيازة إيران السلاح النووي، وتجنب المزيد من التصعيد وزعزعة استقرار المنطقة بهدف تجنّب اندلاع نزاع عسكري”.
ثم ترددت الأنباء حول كون ملف إيران أول خلاف يتشكل بين قادة G7 في اجتماعاتهم، وتحديدًا حول كيفية التعامل معها، حيث نفى ترامب أنه قد وقع على اتفاق بشأن إعطاء فرنسا دورًا رائدًا كوسيط مع بين المجموعة وطهران. كما استنكر مزاعم فرنسا بشأن موافقة القادة المجتمعين على السماح للرئيس إيمانويل ماكرون بتسليم رسالة إلى إيران نيابة عنهم. وألقى باللائمة على وسائل الإعلام في أي شيء ينطوي على خلاف ذلك.

الوساطة الفرنسية:
كانت صحيفة المونيتور قدكشفت في 6 أغسطس 2016 محاولة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إطلاق مبادرات للحفاظ على الاتفاق النووي، من خلال قيامه باتصال هاتفي مدته 100 دقيقة، في 30 يوليو، ناقش خلاله مع الرئيس الإيراني “حسن روحاني” إمكانيات إنقاذ الاتفاق النووي، ووعده بحل القضايا العالقة بين طهران وواشنطن. موضحة أنه ووفقًا لمصدرين رفضا ذكر أسمهما، دعا الرئيس ماكرون الرئيس روحاني لحضور قمة”G7″، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. موضحة أنه في المقابل، رفض روحاني الحضور أو حتى إرسال ممثل، والذي كان من الطبيعي أن يكون وزير الخارجية “محمد جواد ظريف”. وفي المقابل، وفقًا لوكالة رويترز، نفت فرنسا ما ورد في صحيفة المونيتور، مؤكدة أنها لم توجه دعوة للرئيس الإيراني لحضور قمة “G7”. إلا أن زيارة ظريف المفاجئة تؤكد ما ورد في صحيفة المونيتور وتعزز من دور الوساطة التي تقوم بها فرنسا لحلحلة التوتر والتصعيد المتزايد بين طهران وواشنطن.
رئيس وحدة الدراسات الأمريكية