المركز المصري في الإعلام

الزيات: لا بد من حوافز أمريكية للصين حتى تقبل خفض واردات النفط الإيراني

أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات المستشار الأكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ضرورة أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية حوافز إلى الصين حتى تخفض من واردات النفط الإيراني، معتبرا أن الصين لن تمتثل للطلب الأمريكي في هذا السياق.

وردا على سؤال لماذا الآن بدأ الحديث عن تفاوض أمريكي صيني لخفض مشتريات النفط الإيراني، ذكر الزيات في مستهل حديثه لقناة العربية أن الصين تخالف العقوبات الأمريكية، وتصاعدت هذه الخلافات بعد رحيل الر دونالد ترامب، وكسر الشروط المفروضة على الصادرات البترولية الإيرانية واضحة، وهناك كشف للوسائل التي يتم بها حصول الصين على البترول الذي وصل تقريبًا إلى مليون برميل يوميًا.

وردا على سؤال لماذا بدأ الحديث الآن عن تفاوض أمريكي صيني بخصوص إيران، ذكر الزيات أن هذا المتغير أصبح له تأثيرا كبير على المحادثات التي تجري في فيينا، فإيران تحتاج إلى صادرات في حدود مليون برميل يوميًا لتغطي جزءا كبيرا من سلبيات المقاطعة الأمريكية عليها، وتستطيع معالجة بعض الأزمات الاقتصادية وبالتالي هذا يصلب من موقفها في المفاوضات، ولعل ذلك كان واضحًا في الشهور الأخيرة عندما تباطأت في استخدام الجولة التي كانت مرجحة أن تستأنف بخصوص المباحثات النووية وعطلتها بدعوى أن هناك حكومة جديدة، وعندما جاءت الحكومة الجديدة بدأت في فرض شروط أخرى فيما يتعلق برفع العقوبات كاملة قبل العودة إلى مائدة التفاوض.

وقال الزيات:” لا نستطيع استبعاد الحديث الآن على الموقف الأمريكي دون النظر إلى الموقف الفرنسي أيضًا الذي وضح خلال الأسبوع الماضي، بالحديث عن ضرورة أن تكف الصين من دفع إيران لتصليب موقفها في المفاوضات، ومن هنا كانت صادرات البترول أو الحصول على البترول الإيراني أحد الأوراق التي تستخدمها أو التي تساعد في أن يصبح الموقف الإيراني أكثر تشددًا فيما يتعلق بالمباحثات المتوقفة حول الاتفاق النووي الإيراني”.

ولتوضيح ما إذا كانت الصين هي التي أضعفت قدرات واشنطن العقابية أو في الأصل الطريقة التي اتخذتها واشنطن تشوبها كثير من الأخطاء، أكد الزيات أنه من الثابت أن الإجراءات العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران خلال الإدارة الجمهورية السابقة كانت عقوبات لم تراع الظروف التي يمكن أن تمتثل إليها الدول الأخرى في التعامل مع إيران فمثلًا الهند كسرت هذه العقوبات وحصلت على نوع من الاستثناء الخفيف، وتركيا كسرت هذه العقوبات من خلال استثناء أيضًا، وهذا يعني أنه لا يمكن تجفيف منابع البترول الإيرانية.

وشرح المستشار الأكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجي أن الدول الأوروبية جزء كبير من انخراطهم في مباحثات فيينا ومحاولات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني يتعلق برغبتهم في الاستثمار في إيران وعودة الشركات التي مُنعت من استكمال استثماراتها هناك بسبب الضغط الأمريكي.

وأشار إلى أن الصين تختلف لأن رقعة الشطرنج الدولية تقول إنه حينما تحرك البنادق الخاصة بك على الطرف الآخر يجب أن تستعد للمواجهة، فهناك تحالفات تتم في آسيا تستهدف الصين بالدرجة الأساسية وبالتالي لا يعتقد الزيات، بأن الصين سوف تمتثل للضغط الأمريكي والطلب الأمريكي لأن العقوبات مفروضة بالفعل على الصين كما هي مفروضة على إيران، فما المقابل الذي تحظى عليه الصين إذا وافقت على ذلك؟! ويرى الزيات أنه لابد أن يكون هناك حوافز تقدم من الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق أخرى، لان التحالف الصيني الإيراني هو تحالف استراتيجي وسيتصاعد وسيستمر على مختلف الأصعدة.

وحول إمكانية العودة للتفاوض حول الاتفاق النووي وأزمة الثقة بين الصين والولايات المتحدة وعمن سيبدأ بالخطوة الأولى التي تحرك عودة المباحثات بين الطرفين؟ أوضح الزيات أنه لأول مرة تنفرد الصين من بين الدول المشاركة في مباحثات فيينا في دعم الموقف الإيراني علانية، والحديث على أن المسئولية تقع على الولايات المتحدة الامريكية وعقوباتها، وتقترب تمامًا من الموقف الإيراني الذي يطالب برفع العقوبات قبل الدخول إلى المباحثات.

ويرى الزيات أن هذا موقف جديد لربما اتخذته الصين للرد على السياسة الأمريكية في مناطق أخرى، فالصين تريد أن تقول إنها طرفًا أساسيًا، وأن الإدارة الأمريكية الحالية مهتمة بالتوصل إلى العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني كقضية استراتيجية؛ فالصين طرف أساسي يمكن أن تعوق إمكانية الوصول على هناك أو الوصول إلى هذا الاتفاق ويجب أن تكون هناك مساهمات في ملفات آخري تحتاجها الصين، لكن الطرفين يحتاجوا إلى الوصول، فالموقف الصيني صلب وبدأ يتغير خلال الشهور الأخيرة ويتخذ مواقف أكثر تشددًا، ويتحدث عن إمكانية العودة للمباحثات أو تأخير العودة إلا إذا قدمت الولايات المتحدة الأمريكية تنازلات فيما يتعلق بالعقوبات، وهذا ما دفع الدول الأوروبية وفرنسا بالتحديد إلى القول لابد من إيران أن تغير من موقفها من التشدد الذي اتخذته، لذا فالصين طرف أساسي فيما يجري على هذا المستوى.

وعن رأيه فيما إذا كان الطريق الدبلوماسي طويل، وأن الوقت لا يخدم كل أطراف الاتفاق النووي ، وبالتالي سيكون في مصلحة مَن أن تمدد هذه الفترات، أوضح الزيات أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلوح علنًا بعقوبات كما كان يتم في الإدارة السابقة أو عقوبات جديدة على الصين، ولكنها أرسلت دبلوماسية رفيعة المستوى لتطلب من الصين وقف الحصول على البترول أو كسر العقوبات في هذا المجال، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تلتمس طريقًا هادئًا لمحاصرة الموقف الصيني المتصاعد في دعم إيران في المباحثات النووية على أمل ألا تستمر في هذا الخط وتُهدئ من موقفها وتساعد على الوصول إلى الاتفاق باعتبارها استراتيجية أساسية للرئيس بايدن يُلام عليه فيها من الجمهوريين، ويريد أن يحقق إنجازًا سريعًا، والمماطلة الإيرانية بالدعم الصيني تعوق مثل هذه الأمور. وقد توقع الزيات أن تكون هناك اتصالات أوروبية مكثفة أيضًا مع الصين للوصول إلى هذه النتيجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى