
المشير طنطاوي… ابن المؤسسة العسكرية الذي عبر بالوطن أدق مراحله
تُوفيَّ المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام الأسبق للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، صباح اليوم الثلاثاء، عن عُمر يناهز 85 عامًا، على إثر أزمة صحية، بعد نصف قرن من العطاء والتضحية.
سيرته الذاتية والعسكرية
هو المشير محمد حسين طنطاوي سليمان، ولد في القاهرة يوم 31 أكتوبر 1935، والتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها حاصلًا على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1956، كما حصل على دورة 24 أركان حرب عام من كلية القادة والأركان عام 1971، والدورة 7 حرب من كلية الحرب العليا عام 1982.
وتدرج طنطاوي في المناصب العسكرية حتى عُين وزيرًا للدفاع في 20 مايو 1991، وحينما دُمجت مع وزارة الإنتاج الحربي أصبح وزير الدفاع والإنتاج الحربي في 4 أكتوبر 1993، ومن المناصب التي تولاها: ضابط في جيش التحرير الفلسطيني بقطاع غزة، وعضو هيئة تدريس بالكلية الحربية ويؤكد المقربين منه أنها أحد أكثر المراحل التي يعتز بها حيث شارك في تأهيل وتدريب الكثير من الضباط الذين تتلمذوا على يده، ثم عُين عضوًا للبعثة العسكرية إلى أكاديمية شرشال العسكرية في الجزائر، وقائد الكتيبة السادسة عشرة خلال حرب أكتوبر 1973، ورئيس عمليات فِرقة مشاة آلية، وملحق حربي في باكستان وأفغانستان، ورئيس شعبة عمليات الجيش الثاني الميداني، وقائد لواء مشاة آلي، ورئيس فرع العمليات في هيئة عمليات القوات المسلحة، وقائد فرقة مشاة آلية، ورئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ورئيس أركان الجيش الثاني الميداني.
وقائد الجيش الثاني الميداني عام 1987، وقائد قوات الحرس الجمهوري عام 1988، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى وزارة الدفاع في 20 مايو 1991 وكان حينها برتبة فريق، وبعد شهر واحد قرر الرئيس الأسبق مبارك ترقيته إلى رتبة فريق أول، وفي نهاية عام 1993 صدر قرارًا جمهوريًا بترقيته إلى رتبة مشير، وبعد اندلاع أحداث 25 يناير 2011 وإعلان تنحي الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك عن منصبه في 11 فبراير 2011، كان المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم مصر حتى 30 يونيو 2012، ثم عمل مستشارًا لرئيس الجمهورية منذ 12 أغسطس 2012.
وطوال مسيرته العسكرية الحافلة، تقلد العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات العسكرية والمدنية من داخل الجمهورية وخارجها، منها: وسام التحرير، ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، ونوط الجلاء العسكري، ونوط الاستقلال العسكري، ونوط النصر، ونوط 25 أبريل، ونوط الشجاعة العسكرية، ونوط الواجب العسكري، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية جرحى الحرب، وميدالية 6 أكتوبر، وميدالية تحرير الكويت، ووسام تحرير الكويت من الكويت، وميدالية تحرير الكويت من السعودية وميدالية يوم الجيش، وميدالية العيد العاشر للثورة، وميدالية العيد العشرين للثورة، ووسام الجمهورية التونسية من تونس، ونوط المعركة من السعودية، وقلادة النيل.
ويُعد المشير طنطاوي سادس شخصية عسكرية مصرية تحمل رتبة المشير، بعد المشير عبد الحكيم عامر، والمشير أحمد إسماعيل، والمشير أحمد بدوي، والمشير محمد عبد الغني الجمسي، والمشير محمد علي فهمي، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة.
بطولاته العسكرية
يُعتبر المشير طنطاوي بطلًا عسكريًا من الطراز الفريد حيث خاض خمسة حروب، أربعة منهم خاضتها مصر ضد إسرائيل، هم حرب 1956 (العدوان الثلاثي)، وحرب يونيو 1967 (النكسة)، وحرب الاستنزاف بين عامي 1967 و1972، ثم حرب أكتوبر المجيدة 1973 وكان حينها قائدًا للكتيبة 16 مشاة برتبة مقدم أركان حرب، وهي الكتيبة التي حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة العبور والتحرير، لعل أشهرها وأخرطها وأهمها على الإطلاق معركة “المزرعة الصينية” التي دارت أحداثها يوم 12 أكتوبر، أي بعد 6 أيام فقط من ملحمة العبور، نظرًا لتأثيراتها الكبيرة من الناحية التكتيكية على الأرض، وكذلك من الناحية النفسية على الروح المعنوية للجنود، وقد عكست المعركة فكرًا عسكريًا فريدًا وتكتيكات مبهرة وغير مسبوقة خطط لها ونفذها قائد الكتيبة 16 مشاة، إلى الحد أنها أوجدت فكرًا عسكريًا جديدًا يجري تدريسه حتى الآن في جميع الكليات والمعاهد العسكرية العليا، وكتبت عنها عشرات المراجع العسكرية المصرية والأجنبية، كما أدلى العديد من القادة العسكرين المصريين والإسرائيليين شهادات بشأنها، وكتب عنها أعظم المحللين العسكرين وبينهم محللين إسرائيليين.
وقد أحبطت تلك المعركة عملية “الغزالة المطورة” التي قادها فرقتي آرائيل شارون وأڤراهام أدان، مكبدة الإسرائيليين خسائر فادحة، حيث فقدت الفرقتين 500 جندي، وقُتل ضباط الصفين الأول والثاني من قادة الألوية والسرايا، في حين سقط من الجانب المصري شهيدًا واحدًا فقط هو عادل بصاروف، وقد اعترف موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، وآرائيل شارون، قائد الفرقة، بهذه الخسائر.
وعلى الرغم من أن المشير طنطاوي كان قليل الكلام إلا أن المرات القليلة التي تحدث فيها عن محطات من مسيرته العسكرية كشفت عظم الدور الذي أداه؛ فعن معركة المزرعة الصينية قال: “كل همي أن أنا مرجعش ولا فرد من الأفراد اللي جم الموقع حي، تلك هي معركة من المعارك التي خاضتها الكتيبة منذ العبور حتى إيقاف إطلاق النار، يكفينا فخرًا أن الكتيبة لم تتكلف فى العبور إلا شهيدًا واحدًا وهو عادل بصاروف”. وفي وصفه لحرب الاستنزاف قال طنطاوي: “كانت حرب الاستنزاف فترة زاهرة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء القوات في نفس الوقت، وقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش”. وخلال أحد زياراته للجيش الثالث الميداني في 10 أبريل 2011، قال طنطاوي للضباط: “أنا حاربت 4 أو 5 حروب من سنة 1956، وفي وقت من الأوقات كان نفسي استشهد والله العظيم تلاتة… وربنا أراد أن أحيا… الشظايا في جسمي لحد دلوقتي، لكن أنا ماسك نفسي عشان مصر”.
ولم تقف بطولات المشير طنطاوي عند المستوى الميداني، وإنما انتقلت معه حينما أصبح وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي بحيث قاد عملية تحديث وتطوير القوات المسلحة محدثًا بها طفرة، كما أولى اهتمامًا خاصًا بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية للقوات المسلحة، حيث حرص على ألا يترك فرصة للقاء الضباط إلا وكان يناقش القادرة وصغار الضباط، كما أحدث طفرة في إسكان الضباط وضباط الصف والمستشفيات العسكرية والسماح بعلاج المدنيين بها، وفي عهده ساهم الجيش في إنشاء وتطوير البنية التحتية للدولة المصرية. علاوة على أن إنجازاته العسكرية امتدت خارج البلاد لتشمل إنشاء الكلية الحربية بشرشال في الجزائر.
دور المشير طنطاوي خلال أحداث 25 يناير
عقب أحداث 25 يناير 2011 وما تلاها من فوضى أمنية عمت البلاد بطولها وعرضها كامتداد لتنامي الظاهرة الإرهابية في المنطقة وانتشار الجماعات المسلحة، تحمل المشير طنطاوي المسؤولية في أصعب وأدق الفترات التي مرت على البلاد، ولعب دورًا جوهريًا في تأمين الجبهة الداخلية، وأمر رجاله بتوفير الحماية الكاملة للمواطنين والحرص على دمائهم، قائلًا: “الجيش لن يخون، ولن نسمح للمدفوعين من الخارج بأن يجرونا لإراقة دماء الشعب”، مضيفًا: “إن مصر لن تسقط، وإنها لكل المصريين، وليست لمجموعة بعينها، وإن القوات المسلحة لن تسمح بذلك، ولن تفرط فى حبة رمل واحدة من أرض مصر”.
وقد أدرك المشير طنطاوي حجم المؤامرات التي تحاك لمصر إلى حد أنه اعتبر حرب أكتوبر أهون، حيث قال ذات مرة: “القوات المسلحة واجهت في الماضي عدوًا ظاهرًا وهزمته وكان يقف خلفها شعب مصر العظيم، فكان نصر أكتوبر، وكان أسهل مما نحن فيه الآن؛ لأن هناك من يعملون مع الخارج ويحاولون أن يثنونا عن دورنا وعزمنا في حماية مصر وشعبها، ونحن لن نسمح بذلك”.
ومع ذلك، نجح طنطاوي في التصدي بمنتهي الحكمة والقدرة لتلك المؤامرات، والحفاظ على الدولة المصرية والعبور بها إلى بر الأمان وإنقاذها من المصير المجهول الذي انخرطت فيه العديد من دول المنطقة. وكان طنطاوي ضامنًا لعملية الانتقال الديمقراطي، وتحقيق الاستقرار السياسي، والحفاظ على كيان الدولة، ووحدة شعبها، وتماسك قواتها المسلحة. ورغم الاستفزازات التي تعرضت لها القوات المسلحة ورجالها خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر، إلا أنه حافظ على هيبتها ومكانتها داخليًا وخارجيًا، وحرص على تعامل ضباطها بأعلى درجات الانضباط الوطني.
وفي شهادته الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تلك الفترة، قال ناعيًا طنطاوي، “قاد المشير طنطاوي هذه المرحلة بإخلاص وتفاني وحكمة، ونجح في العبور بالدولة المصرية من فترة كانت معرضة فيها للانهيار والحرب الأهلية، بأقل حجم من الاضرار التي من الممكن أن تقابل دولة في مثل هذه الظروف”، وكشف السيسي أنه كان دائمًا يقول “أنا ماسك جمرة نار في ايدي، بتولع أيديا ومش قادر اسيبها”، لافتًا إلى أن هذا هو الشعور الذي عاش به خلال فترة السنة ونصف التي تولى فيها المجلس العسكري الحكم.
وأضاف السيسي في شهادته: “هذا الرجل برئ من أي دم، سواء أحداث محمد محمود أو أحداث ماسبيرو أو أحداث استاد بورسعيد أو أحداث المجمع العلمي، وغيرها من الحوادث التي تمت خلال تلك الفترة لإسقاط الدولة”، وتابع: “الله هو برئ منها، وكل من كان موجود من المسؤولين أبرياء منها بشكل مباشر أو غير مباشر”.
كما أوضح السيسي أن المشير طنطاوي كان يتألم من تسليم الحكم لجماعة الإخوان الإرهابية قائلًا: “لما حصلت الانتخابات وكانت المؤشرات بتقول إنها تؤدي لتولي فصيل معين في مصر، فكان بيقول أنا هبقى في التاريخ أنا اللي سلمت البلد دي لكده، هذا الأمر كان يؤلمه كثيرًا لأنه كان على علم وفهم بالأضرار اللي هتمس مصر نتيجة هذا الحكم”. وشدد السيسي على أن طنطاوي كان سببًا حقيقيا في حماية مصر من السقوط في هذه المرحلة.
ردود فعل على رحيله
وتوالت ردود الفعل على رحيل المشير طنطاوي حيث نعاه الرئيس السيسي بمقولة مؤثرة، قائلًا: “فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن، إنه المشير محمد حسين طنطاوي الذي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر. عرفت المشير طنطاوي محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان.
فيما ذكر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن الراحل العظيم يكون برحيله قد ترجل كفارس نبيل بعد مسيرة طويلة مشرفة بذل خلالها الكثير في سبيل رفعة وطنه، قائداً في صفوف القوات المسلحة خلال حروب مصر الحاسمة، ووزيرا للدفاع عبر سنوات صعبة، ثم رئيساً للمجلس العسكري الذي أدار دفة البلاد في فترة شديدة الدقة، ليعبر بها سنوات الضباب، حيث حمل وأعضاء المجلس العسكري حينها، أمانة ومسئولية وطن، في فترة من أدق فترات تاريخه، تحملوا خلالها الكثير والكثير من أجل هدف واحد، هو الحفاظ على استقرار الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، وفاء لما أقسموا عليه، وأن ما حققه المشير طنطاوي خلال رحلته، سيجعل اسمه خالداً للأبد في تاريخ الأمة، وقلوب المصريين، وسجل شرفاء هذا الوطن، فقد كان قائداً عسكرياً فذاً، ورجل دولة من طراز خاص، استجاب لنداء الوطن في كل وقت وحين، وأدى مهامه الجسام بضمير وطني، وشجاعة وإقدام، لم يبتغ إلا أن يبصر راية مصر خفاقة، وأرضها حرة مستقلة، وإرادتها صلبة لا تلين ولا تنكسر.
كما قالت القيادة العامة للقوات المسلحة أنها تنعي ابنًا من أبنائها وقائدًا من قادة حرب أكتوبر المجيدة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق والذي وافته المنية صباح اليوم، وتتقدم لأسرته ولضباط وأفراد القوات المسلحة بخالص العزاء داعين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
كما نعت المخابرات العامة بمزيد من الحزن والأسى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أسرته الصبر والسلوان.
من جانبه ، قال المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، أن هذا القائد العظيم كان مصدراً للإلهام والصمود وسيظل شاهداً أميناً على ملحمة الشرف والعزة التي خاضتها مصر في جميع معاركها، وشارك في مسئولية إدارة البلاد خلال حقبة من الزمن بما حوته من أحداث فارقة في تاريخها هي الأخطر أثراً والقاسية بمسئولياتها الجسام، حفلت بالأهوال والأنواء، واستطاع بحكمته وبصيرته الصائبة أن يصل بمصر إلى مرفأ الأمن والآمن رغم وعورة الطريق وجسامة التحدي، حيث تحلى برباطة الجأش والمثابرة لعلمه بما يحاك للوطن من الخارج والداخل، وحرص ألا يكون الجيش في مواجهة الشعب، بل مدافعاً وحامياً لأمنه واستقراره “.
بدوره، قال المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، إن الراحل أفنى حياته في خدمة الوطن، وساهم في عديد من الإنجازات وتحقيق البطولات في حرب أكتوبر المجيدة، وإدارة البلاد في فترة حاسمة من تاريخ مصر أنقذتنا والأمة العربية من براثن الإرهاب.
بينما ، ذكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الراحل فارقنا إلى دار الحق بعد رحلةٍ طويلة من العطاء، ومسيرة وطنية أسهم من خلالها في صناعة البطولات والأمجاد، مؤكدًا أنه بطل عسكري من طراز خاص، وقف شامخًا في مواجهة أعداء الوطن في وقت عصيب، ليعبُرَ بسفينته إلى بر الأمان. وتقدَّم الإمام الأكبر بخالص العزاء إلى الرَّئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلَّحة، وإلى أسرة الراحل وذَويْه، وللقوات المسلحة، والشعب المصري، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
كما نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، المشير محمد حسين طنطاوي، الذي خدم الوطن بإخلاص في مختلف المواقع والمناصب التي تولاها حيث شارك ضمن صفوف القوات المسلحة الباسلة في صد العدوان الثلاثي وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد وحزب الخليج. وذكر بيان الكنيسة الأرثوذكسية أنه تولى منصب وزير الدفاع لما يزيد عن 20 عامًا ساهم خلالها في تطوير قدرات الجيش المصري، وكان جزءًا من قيادة البلاد في فترة هامة من عمرها. وتقدمت الكنيسة بخالص العزاء لقيادات وأفراد قواتنا المسلحة ولجميع أفراد أسرته وتلاميذه ومحبيه.
وفي سياق متصل، نعت الكنيسة الإنجيلية بمصر المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق. وقال رئيس الكنيسة الإنجيلية في بيان رسمي لها: “قدم الراحل نموذجًا حيًّا للقيادة العسكرية المصرية الوطنية المخلصة، والذي سيظل راسخًا في ذاكرة ووجدان الشعب المصري، لدوره الثمين عسكريًّا وسياسيًّا، والحفاظ على سلامة واستقرار الدولة المصرية”. وقال رئيس الإنجيلية: “بالأصالة عن نفسي، وبالإنابة عن أعضاء المجلس الإنجيلي العام ورؤساء المذاهب الإنجيلية بمصر، أتقدم بخالص التعزية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، ولأسرة الفقيد، وجميع قادة وضباط وجنود القوات المسلحة المصرية، رحمه الله وألهم أهله الصبر والسلوان”.
كما قدمت الأكاديمية الوطنية للتدريب العزاء قائلة في نعيها للمشير/ محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق وأحد أبطال الجيش المصري، أنه كان قائداً عسكرياً فذاً.. عبر بمصر لبر الأمان وسط أمواج عاتية من الفوضى.. وأنه عاش رمزاً للإيثار والوطنية الخالصة الشريفة.. سائلة الله تعالى أن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم محبيه وذويه الصبر والسلوان..
ختامًا
حرص الرئيس السيسي منذ توليه الحكم على تكريم المشير طنطاوي، حيث يشارك إلى جانبه في العديد من المؤتمرات والاحتفالات الرئاسية وحفلات التخرج للكليات والمعاهد العسكرية ومناسبات افتتاح المشروعات القومية، وفي كل مرة يحرص السيسي على شكر المشير طنطاوي والثناء على دوره خلال الفترة التي قاد فيها الدولة المصرية، ودائمًا ما يصفه بـ “الراجل العظيم الذي قاد مصر في أصعب الفترات”. وكما أُطلق اسمه على الدفعة 112 حربية، والدفعة 47 للمعهد الفني للقوات المسلحة، وقاعدة الهايكستب العسكرية، إلى جانب أحد المساجد الكبرى التي افتتحها السيسي يوم 9 مارس 2015 في إطار احتفالات القوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم، كما أُطلق اسمه على ومحور مروري بالقاهرة الجديدة، كنوع من التكريم المعنوي.



