مراكز أخرىإيران

“بيجن السادات” يستشرف العمل الاستخباري الإيراني بعد اختيار “إسماعيل خطيب” وزيرًا للاستخبارات

عرض – هبة شكري

نشر مركز بيجن – السادات الإسرائيلي تقريرًا، حول وزير الاستخبارات الإيراني الذي تم ترشيحه مؤخرًا من قبل الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، أعده الدكتور/ أردافان خوشنود، المتخصص بالشأن الإيراني. وأشار التقرير إلى أن خطيب يتبنى فكرًا إسلاميًا متطرفًا، وهو ذو علاقات وثيقة مع المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني. لذلك توقع التقرير أن تتبع إيران نهجًا استخباراتيًا أكثر عدوانية خلال فترة توليه المنصب، وهو ما سيسفر عن المزيد من الإرهاب والعنف على يد النظام الإسلامي.

وجاء نص التقرير كالتالي:

أدى إبراهيم رئيسي اليمين كرئيس جديد لجمهورية إيران الإسلامية في 5 أغسطس 2021. وبعد ستة أيام، أعلن عن ترشيحاته الوزارية، حيث اختار رئيسي رجل الدين إسماعيل خطيب وزيرًا للمخابرات، وبذلك يكون خطيب هو ثامن وزير للمخابرات في النظام خلفا لمحمود علوي.

من هو خطيب؟

على الرغم من شح المعلومات عنه، إلا أنه ولد في 1961-1962، وهو رجل دين مؤثر له علاقات وثيقة بالمرشد الأعلى “علي خامنئي”. ولا عجب في ذلك، فقد كان تلميذ خامنئي في دراسة الفقه الإسلامي، وكان من تلاميذ “محمد فاضل لنكراني ” و”ناصر مكارم شيرازي” و”مجتبى طهراني”؛ وجميعهم إسلاميون متطرفون.

وقد كان “نكراني” من أشد المؤيدين لـ “آية الله روح الله الخميني”، وأيد الفتوى ضد “سلمان رشدي”، وأصدر فتوى في عام 2006 ضد الطبيب والكاتب الأذربيجاني “رفيق تقي”، الذي اغتيل لاحقًا. وكان لمكارم الشيرازي تأثيرًا كبيرًا في إعداد دستور الجمهورية الإسلامية، وهو معروف في الغالب باعتراضه على السماح للإناث بمشاهدة الأحداث الرياضية. وفي عام 2010، صرح شيرازي أن “الهولوكوست ليست سوى خرافة”.

أما “مجتبى طهراني”، فكان تلميذًا للخميني وهو قريب جدًا من المرشد الأعلى الحالي، وهو معروف في المقام الأول بدعمه لوصاية نظرية الفقه الإسلامي. وهكذا فإن الخطيب رجل دين محافظ للغاية ومتطرف وله علاقات وثيقة مع كل من المؤسسة الإسلامية وعلي خامنئي.

المواقف السابقة لخطيب

على عكس محمود علوي، وزير المخابرات المنتهية ولايته، والذي لم يكن لديه خبرة سابقة في الأمن أو المخابرات، فقد شارك الخطيب في كليهما. ومع ذلك، فلم يتلق تعليمًا رسميًا في دراسات الذكاء أو العلوم السياسية، لكن خبرته تكمن فقط في الفقه الإسلامي.

في 1980-1981، بعد إنشاء الحرس الثوري الإيراني، انضم إليه الخطيب في أوائل العشرينيات من عمره، ثم انضم إلى منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني. ولم يكن دوره الدقيق معروفًا، على الرغم من أنه يُعتقد أنه كان نشطًا للغاية في قتل المعارضين الإيرانيين للنظام الإسلامي الجديد الذين أقاموا في كردستان الإيرانية. وخلال تلك الفترة، تعاون الخطيب بشكل وثيق مع “محسن رضائي”، وهو الآن لواء في الحرس الثوري الإيراني وأمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام القوي.

في نوفمبر 1997، تم تعيين الخطيب رئيسًا للفرع الإقليمي لوزارة المخابرات في قم من قبل وزير المخابرات آنذاك “علي فلاحيان”، وهو رجل دين محافظ أيضًا مقرب من خامنئي. وفي عام 1992، خلال فترة ولاية فلاحيان، حدثت اغتيالات في مطعم ميكونوس. إذ تعرض المطعم الذي كان في برلين لهجوم من قبل إرهابيين أرسلوا من إيران للقضاء على عناصر المعارضة الإيرانية، وقُتل في الهجوم عدد من الإيرانيين. وعلى إثر ذلك، ألقت محكمة ألمانية اللوم على كبار قادة النظام الإسلامي، بمن فيهم فلاحيان. أيضًا، وقع هجوم في الأرجنتين في عام 1994 عندما كان فلاحيان وزيرًا للمخابرات، مما أدى إلى وضعه على قائمة المطلوبين لدى الإنتربول من قبل الأرجنتين.

كان الخطيب في السابق رئيسًا لدائرة الأمن في أستان قدس رضوي، وهي هيئة وقفية تابعة لمكتب المرشد الأعلى. وكان يرأسها بين عامي 2016 و2019 الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، الذي ترك المنصب عندما تم تعيينه رئيسًا للقضاة في إيران. وإلى جانب المناصب المذكورة، عمل الخطيب بشكل مباشر مع علي خامنئي في إدارته لبيت القيادة، وشغل أيضًا منصب كبير مراقبي السجون في إيران لعدة سنوات.

وزارة الاستخبارات تحت خطيب

تم تنصيب خطيب وزيرًا جديدًا للمخابرات في وقت يتعرض فيه النظام الإسلامي لكارثة تلو الأخرى. وتكافح طهران لإبقاء البلاد في مأمن من عمليات التسلل والهجمات على محطاتها النووية ومحاولات الاغتيال لأهم أصولها البشرية. فالمخابرات الإيرانية والاستخبارات المضادة في خطر شديد، كما أن الصراعات تدور رحاها بين وزارة الاستخبارات ومنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، كل تلك العوامل لعبت دورًا بلا شك عند اختيار خطيب

بالإضافة إلى كون خطيب مقربًا جدًا لرئيسي ويثق به، ولكنه أيضًا خادم مخلص للمرشد الأعلى خامنئي. لذلك، من المفهوم أنه تم اختياره لتطهير مجتمع الاستخبارات الإيراني وجعل الاستخبارات المضادة وحماية المعلومات أكثر فاعلية وأمانًا. فهو يتمتع بخبرة قوية في مجال الاستخبارات والاستخبارات المضادة، فضلًا عن مباركة وثقة المرشد الأعلى، بالإضافة إلى أقوى حاملي لقب آية الله في البلاد؛ وربما الأهم من ذلك، أن الحرس الثوري الإيراني يثق به. وبالتالي، يُتوقع من خطيب ليس فقط تنظيف مجتمع الاستخبارات الإيراني ولكن أيضًا تقليص الصراع المستمر بين منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات، ومن المحتمل أن نرى تعاونًا أوثق بين كليهما.

خلال فترة ولاية خطيب، تود وزارة الاستخبارات أن تكون أكثر عدوانية على الصعيدين المحلي والدولي. فعلى الصعيد المحلي، سيزداد استخدام التعذيب والاعتقالات التعسفية ضد معارضي النظام مع تطور النهج الاستباقي للوزارة. أما في المنطقة، فمن المحتمل أن نرى إيران أكثر طائفية؛ إذ إن نمط الإسلام السياسي الذي يتبعه الخطيب، والذي يضعه في صحبة أكثر آيات الله تطرفًا في إيران، سيؤثر حتمًا على قراره. وفي الولايات المتحدة وأوروبا، سيخضع المنشقون الإيرانيون لرقابة وتجسس مكثفة، وستزداد حدة الإرهاب الإسلامي حول العالم على يد جمهورية إيران الإسلامية. في حين ستحرص إيران على عدم استفزاز العالم الغربي، إلا أنها ستكون أكثر استعدادًا لاستخدام الإرهاب والعنف للقضاء على معارضي النظام وأي شخص تراه تهديدًا للنظام.

هبة شكري

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى